[ ص: 672 ] [ ص: 673 ] [ ص: 674 ] [ ص: 675 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في
nindex.php?page=treesubj&link=29082_32340_30539تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : ( nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب وتب ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2ما أغنى عنه ماله وما كسب ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3سيصلى نارا ذات لهب ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته حمالة الحطب ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد ( 5 ) ) .
يقول تعالى ذكره : خسرت يدا
أبي لهب ، وخسر هو . وإنما عني بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب ) تب عمله . وكان بعض أهل العربية يقول : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب ) : دعاء عليه من الله .
وأما قوله : ( وتب ) فإنه خبر . ويذكر أن ذلك في قراءة
عبد الله : "تبت يدا أبي لهب وقد تب" . وفي دخول "قد" فيه دلالة على أنه خبر ، ويمثل ذلك بقول القائل لآخر : أهلكك الله ، وقد أهلكك ، وجعلك صالحا وقد جعلك .
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب ) قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب ) : أي خسرت وتب .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب وتب ) قال : التب : الخسران ، قال : قال
أبو لهب للنبي صلى الله عليه وسلم : ماذا أعطى يا
محمد إن آمنت بك ؟ قال ؟ "كما يعطى المسلمون" ، فقال : مالي عليهم فضل ؟ قال : "وأي شيء تبتغي ؟ " قال : تبا لهذا من دين تبا ، أن أكون أنا وهؤلاء سواء ، فأنزل الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب ) يقول : بما عملت أيديهم .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب )
[ ص: 633 ] قال : خسرت يدا
أبي لهب وخسر .
وقيل : إن هذه السورة نزلت في
أبي لهب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما خص بالدعوة عشيرته ، إذ نزل عليه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214nindex.php?page=treesubj&link=28997وأنذر عشيرتك الأقربين ) وجمعهم للدعاء ، قال له أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ، ألهذا دعوتنا ؟
ذكر الأخبار الواردة بذلك :
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن
عمرو ، عن
سعيد بن جبير ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=811215عن ابن عباس قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا ، فقال : "يا صباحاه ! " فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا : ما لك ؟ قال : "أرأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ، أما كنتم تصدقونني ؟ " قالوا : بلى ، قال : "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" ، فقال أبو لهب : تبا لك ، ألهذا دعوتنا وجمعتنا ؟ ! فأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب ) إلى آخرها .
حدثني
أبو السائب ، قال : ثنا أبو
معاوية ، عن
الأعمش ، عن
عمرو ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس ، مثله .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
ابن نمير ، عن
الأعمش ، عن
عمرو بن مرة ، عن
سعيد بن جبير ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=811216عن ابن عباس ، قال : لما نزلت ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين ) قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا ثم نادى : "يا صبحاه" فاجتمع الناس إليه ، فبين رجل يجيء ، وبين آخر يبعث رسوله ، فقال : "يا بني هاشم ، يا بني عبد المطلب ، يا بني فهر ، يا بني . . . يا بني أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل" - يريد تغير عليكم - صدقتموني ؟ " قالوا : نعم ، قال : "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" ، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ، ألهذا دعوتنا ؟ فنزلت : ( nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب وتب ) " .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
أبو أسامة ، عن
الأعمش ، عن
عمرو بن مرة ، عن
سعيد بن جبير ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=810869عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين ) ورهطك منهم المخلصين ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى صعد الصفا ، فهتف : "يا صباحاه" . فقالوا : من هذا الذي يهتف ؟ فقالوا : محمد ، فاجتمعوا إليه ، فقال : "يا بني فلان ، يا بني فلان ، يا بني عبد المطلب ، يا بني [ ص: 677 ] عبد مناف " ، فاجتمعوا إليه ، فقال : "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ؟ " قالوا : ما جربنا عليك كذبا ، قال "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" ، فقال أبو لهب : تبا لك ما جمعتنا إلا لهذا ؟ ثم قام فنزلت هذه السورة : "تبت يدا أبي لهب وقد تب" كذا قرا
الأعمش إلى آخر السورة .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب ) قال : حين أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه وإلى غيره ، وكان
أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان اسمه
عبد العزى ، فذكرهم ، فقال
أبو لهب : تبا لك ، في هذا أرسلت إلينا ؟ فأنزل الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29082_32340ما أغنى عنه ماله وما كسب )
يقول تعالى ذكره : أي شيء أغنى عنه ماله ، ودفع من سخط الله عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2وما كسب ) وهم ولده . وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك .
حدثنا
الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر ، قال : ثنا
عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن
ابن خيثم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، قال : جاء بنو
أبي لهب إلى
ابن عباس ، فقاموا يختصمون في البيت ، فقام
ابن عباس ، فحجز بينهم ، وقد كف بصره ، فدفعه بعضهم حتى وقع على الفراش ، فغضب وقال : أخرجوا عني الكسب الخبيث .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
أبي بكر الهذلي ، عن
محمد بن سفيان ، عن رجل من
بني مخزوم ، عن
ابن عباس أنه رأى يوما ولد
أبي لهب يقتتلون ، فجعل يحجز بينهم ويقول : هؤلاء مما كسب .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
سفيان ، عن
ليث ، عن
مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2ما أغنى عنه ماله وما كسب ) قال : ما كسب ولده .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2وما كسب ) قال : ولده هم من كسبه .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قول الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2وما كسب ) قال : ولده .
[ ص: 678 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29082_32340_30539سيصلى نارا ذات لهب )
يقول : سيصلى أبو لهب نارا ذات لهب .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29082_32340_19035_29284وامرأته حمالة الحطب )
يقول : سيصلى
أبو لهب وامرأته حمالة الحطب ، نارا ذات لهب . واختلفت القراء في قراءة (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حمالة الحطب ) فقرأ ذلك عامة قراء
المدينة والكوفة والبصرة : "حمالة الحطب" بالرفع ، غير
عبد الله بن أبي إسحاق ، فإنه قرأ ذلك نصبا فيما ذكر لنا عنه .
واختلف فيه عن
عاصم ، فحكي عنه الرفع فيها والنصب ، وكأن من رفع ذلك جعله من نعت المرأة ، وجعل الرفع للمرأة ما تقدم من الخبر ، وهو "سيصلى" ، وقد يجوز أن يكون رافعها الصفة ، وذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها ) وتكون "حمالة" نعتا للمرأة . وأما النصب فيه فعلى الذم ، وقد يحتمل أن يكون نصبها على القطع من المرأة ، لأن المرأة معرفة ، وحمالة الحطب نكرة .
والصواب من القراءة في ذلك عندنا : الرفع ، لأنه أفصح الكلامين فيه ، ولإجماع الحجة من القراء عليه .
واختلف أهل التأويل ، في معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حمالة الحطب ) فقال بعضهم : كانت تجيء بالشوك فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليدخل في قدمه إذا خرج إلى الصلاة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته حمالة الحطب ) قال : كانت تحمل الشوك ، فتطرحه على طريق النبي صلى الله عليه وسلم ، ليعقره وأصحابه ، ويقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حمالة الحطب ) : نقالة للحديث .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن رجل من
همدان يقال له
يزيد بن زيد ، أن امرأة
أبي لهب كانت تلقي في طريق النبي صلى الله عليه وسلم الشوك ، فنزلت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته حمالة الحطب ) .
حدثني
أبو هريرة الضبعي ، محمد بن فراس ، قال : ثنا
أبو عامر ، عن
قرة بن [ ص: 679 ] خالد ، عن
عطية الجدلي . في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حمالة الحطب ) قال : كانت تضع العضاه على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكأنما يطأ به كثيبا .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : ثنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته حمالة الحطب ) كانت تحمل الشوك ، فتلقيه على طريق نبي الله صلى الله عليه وسلم ليعقره .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته حمالة الحطب ) قال : كانت تأتي بأغصان الشوك ، فتطرحها بالليل في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال آخرون : قيل لها ذلك : حمالة الحطب ، لأنها كانت تحطب الكلام ، وتمشي بالنميمة ، وتعير رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
المعتمر بن سليمان ، قال : قال
أبو المعتمر : زعم
محمد أن
عكرمة قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حمالة الحطب ) : كانت تمشي بالنميمة .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
سفيان ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته حمالة الحطب ) قال : كانت تمشي بالنميمة .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
الأشجعي ، عن
سفيان ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
مجاهد ، مثله .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حمالة الحطب ) قال : النميمة .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته حمالة الحطب ) : أي كانت تنقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته حمالة الحطب ) قال : كانت تحطب الكلام ، وتمشي بالنميمة .
وقال بعضهم : كانت تعير رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر ، وكانت تحطب فعيرت بأنها كانت تحطب .
[ ص: 680 ]
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته حمالة الحطب ) قال : كانت تمشي بالنميمة .
وأولى القولين في ذلك بالصواب عندي ، قول من قال : كانت تحمل الشوك ، فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن ذلك هو أظهر معنى ذلك .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
عيسى بن يزيد ، عن
ابن إسحاق ، عن
يزيد بن زيد ، وكان ألزم شيء
لمسروق ، قال : لما نزلت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب ) بلغ امرأة
أبي لهب أن النبي صلى الله عليه وسلم يهجوك ، قالت : علام يهجوني ؟ هل رأيتموني كما قال
محمد أحمل حطبا ؟ " (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد ) " ؟ فمكثت ، ثم أتته ، فقالت : إن ربك قلاك وودعك " ، فأنزل الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ) .
وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد )
يقول في عنقها; والعرب تسمي العنق جيدا ; ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة :
فعيناك عيناها ولونك لونها وجيدك إلا أنها غير عاطل
وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل ) قال : في رقبتها .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حبل من مسد ) اختلف أهل التأويل في ذلك ، فقال بعضهم : هي حبال تكون
بمكة .
ذكر من قال ذلك :
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : ثنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد ) قال : حبل من شجر ، وهو الحبل الذي كانت تحتطب به .
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ،
[ ص: 681 ] عن
ابن عباس (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حبل من مسد ) قال : هي حبال تكون
بمكة ; ويقال : المسد : العصا التي تكون في البكرة ، ويقال المسد : قلادة من ودع .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد : في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حبل من مسد ) قال : حبال من شجر تنبت في
اليمن لها مسد ، وكانت تفتل; وقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حبل من مسد ) : حبل من نار في رقبتها .
وقال آخرون : المسد : الليف .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
يزيد ، عن
عروة (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد ) قال : سلسلة من حديد ، ذرعها سبعون ذراعا .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن رجل يقال له
يزيد ، عن
عروة بن الزبير (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد ) قال : سلسلة ذرعها سبعون ذراعا .
حدثنا
ابن بشار ، قال : ثنا
عبد الرحمن ، قال : ثنا
سفيان ، عن
يزيد ، عن
عروة بن الزبير (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد ) قال : سلسلة ذرعها سبعون ذراعا .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن أبيه ، عن
الأعمش ، عن
مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5من مسد ) قال : من حديد .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد ) قال : حبل في عنقها في النار مثل طوق طوله سبعون ذراعا .
وقال آخرون : المسد : الحديد الذي يكون في البكرة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد ) قال : الحديدة تكون في البكرة .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حبل من مسد ) قال : عود البكرة من حديد .
حدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حبل من مسد ) قال : الحديدة للبكرة .
[ ص: 682 ]
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة ، قال : ثنا
المعمر بن سليمان ، قال : قال
أبو المعتمر : زعم
محمد أن
عكرمة قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد ) إنه الحديدة التي في وسط البكرة .
وقال آخرون : هو قلادة من ودع في عنقها .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد ) قال : قلادة من ودع .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حبل من مسد ) قال : قلادة من ودع .
في ذلك عندي بالصواب ، قول من قال : هو حبل جمع من أنواع مختلفة ، ولذلك اختلف أهل التأويل في تأويله على النحو الذي ذكرنا ، ومما يدل على صحة ما قلنا في ذلك قول
الراجز :
ومسد أمر من أيانق صهب عتاق ذات مخ زاهق
[ ص: 683 ]
فجعل إمراره من شتى ، وكذلك المسد الذي في جيد امرأة
أبي لهب ، أمر من أشياء شتى ، من ليف وحديد ولحاء ، وجعل في عنقها طوقا كالقلادة من ودع; ومنه قول
الأعشى :
تمسي فيصرف بابها من دوننا غلقا صريف محالة الأمساد
يعني بالأمساد : جمع مسد ، وهي الحبال .
آخر تفسير سورة تبت
[ ص: 672 ] [ ص: 673 ] [ ص: 674 ] [ ص: 675 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29082_32340_30539تَأْوِيلِ قَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ( 5 ) ) .
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : خَسِرَتْ يَدَا
أَبِي لَهَبٍ ، وَخَسِرَ هُوَ . وَإِنَّمَا عُنِيَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) تَبَّ عَمَلُهُ . وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) : دُعَاءٌ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : ( وَتَبَّ ) فَإِنَّهُ خَبَرٌ . وَيُذْكَرُ أَنَّ ذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ
عَبْدِ اللَّهِ : "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَقَدْ تَبَّ" . وَفِي دُخُولِ "قَدْ" فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ ، وَيُمَثَّلُ ذَلِكَ بِقَوْلِ الْقَائِلِ لِآخَرَ : أَهْلَكَكَ اللَّهُ ، وَقَدْ أَهْلَكَكَ ، وَجَعَلَكَ صَالِحًا وَقَدْ جَعَلَكَ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) : أَيْ خَسِرَتْ وَتَبَّ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) قَالَ : التَّبُّ : الْخُسْرَانُ ، قَالَ : قَالَ
أَبُو لَهَبٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَاذَا أُعْطَى يَا
مُحَمَّدُ إِنْ آمَنْتُ بِكَ ؟ قَالَ ؟ "كَمَا يُعْطَى الْمُسْلِمُونَ" ، فَقَالَ : مَالِي عَلَيْهِمْ فَضْلٌ ؟ قَالَ : "وَأَيُّ شَيْءٍ تَبْتَغِي ؟ " قَالَ : تَبًّا لِهَذَا مِنْ دِينٍ تَبًّا ، أَنْ أَكُونَ أَنَا وَهَؤُلَاءِ سَوَاءٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) يَقُولُ : بِمَا عَمِلَتْ أَيْدِيهِمْ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ )
[ ص: 633 ] قَالَ : خَسِرَتْ يَدَا
أَبِي لَهَبٍ وَخَسِرَ .
وَقِيلَ : إِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ نَزَلَتْ فِي
أَبِي لَهَبٍ ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَصَّ بِالدَّعْوَةِ عَشِيرَتَهُ ، إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214nindex.php?page=treesubj&link=28997وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) وَجَمَعَهُمْ لِلدُّعَاءِ ، قَالَ لَهُ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ ، أَلِهَذَا دَعَوْتَنَا ؟
ذِكْرُ الْأَخْبَارِ الْوَارِدَةِ بِذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
عَمْرٍو ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=811215عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الصَّفَا ، فَقَالَ : "يَا صَبَاحَاهُ ! " فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ ، فَقَالُوا : مَا لَكَ ؟ قَالَ : "أَرَأَيْتُكُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ ، أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي ؟ " قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ ، أَلِهَذَا دَعَوْتَنَا وَجَمَعْتَنَا ؟ ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) إِلَى آخِرِهَا .
حَدَّثَنِي
أَبُو السَّائِبِ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
عَمْرٍو ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، مِثْلَهُ .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=811216عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا ثُمَّ نَادَى : "يَا صَبَّحَاهُ" فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، فَبَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ ، وَبَيْنَ آخَرَ يَبْعَثُ رَسُولَهُ ، فَقَالَ : "يَا بَنِي هَاشِمٍ ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، يَا بَنِي فِهْرٍ ، يَا بَنِي . . . يَا بَنِي أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ" - يُرِيدُ تُغِيرُ عَلَيْكُمْ - صَدَّقْتُمُونِي ؟ " قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ ، أَلِهَذَا دَعْوَتَنَا ؟ فَنَزَلَتْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) " .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=810869عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلِصِينَ ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا ، فَهَتَفَ : "يَا صَبَّاحَاهُ" . فَقَالُوا : مَنْ هَذَا الَّذِي يَهْتِفُ ؟ فَقَالُوا : مُحَمَّدٌ ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ، فَقَالَ : "يَا بَنِي فُلَانٍ ، يَا بَنِي فُلَانٍ ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، يَا بَنِي [ ص: 677 ] عَبْدِ مَنَافٍ " ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ، فَقَالَ : "أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟ " قَالُوا : مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا ، قَالَ "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ مَا جَمَعْتَنَا إِلَّا لِهَذَا ؟ ثُمَّ قَامَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ : "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَقَدْ تَبَّ" كَذَا قَرَّا
الْأَعْمَشُ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
مِهْرَانُ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) قَالَ : حِينَ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ وَإِلَى غَيْرِهِ ، وَكَانَ
أَبُو لَهَبٍ عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ اسْمُهُ
عَبْدَ الْعُزَّى ، فَذَكَّرَهُمْ ، فَقَالَ
أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ ، فِي هَذَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29082_32340مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ )
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : أَيُّ شَيْءٍ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ ، وَدَفَعَ مِنْ سَخِطَ اللَّهِ عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2وَمَا كَسَبَ ) وَهُمْ وَلَدُهُ . وَبِالَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ .
حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
ابْنِ خَيْثَمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11871أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : جَاءَ بَنُو
أَبِي لَهَبٍ إِلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَامُوا يَخْتَصِمُونَ فِي الْبَيْتِ ، فَقَامَ
ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَحَجَزَ بَيْنَهُمْ ، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ ، فَدَفَعَهُ بَعْضُهُمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَى الْفِرَاشِ ، فَغَضِبَ وَقَالَ : أَخْرِجُوا عَنِّيَ الْكَسْبَ الْخَبِيثَ .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ
أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ
بَنِي مَخْزُومٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ رَأَى يَوْمًا وَلَدَ
أَبِي لَهَبٍ يَقْتَتِلُونَ ، فَجَعَلَ يَحْجِزُ بَيْنَهُمْ وَيَقُولُ : هَؤُلَاءِ مِمَّا كَسَبَ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : ثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
لَيْثٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ) قَالَ : مَا كَسَبَ وَلَدُهُ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى; وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2وَمَا كَسَبَ ) قَالَ : وَلَدُهُ هُمْ مِنْ كَسْبِهِ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
مِهْرَانُ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2وَمَا كَسَبَ ) قَالَ : وَلَدُهُ .
[ ص: 678 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29082_32340_30539سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ )
يَقُولُ : سَيَصْلَى أَبُو لَهَبٍ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29082_32340_19035_29284وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ )
يَقُولُ : سَيَصْلَى
أَبُو لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ، نَارًا ذَاتِ لَهَبٍ . وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ
الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ : "حَمَّالَةُ الْحَطَبِ" بِالرَّفْعِ ، غَيْرَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، فَإِنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ نَصْبًا فِيمَا ذُكِرَ لَنَا عَنْهُ .
وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ
عَاصِمٍ ، فَحُكِيَ عَنْهُ الرَّفْعُ فِيهَا وَالنَّصْبُ ، وَكَأَنَّ مَنْ رَفَعَ ذَلِكَ جَعَلَهُ مَنْ نَعَتِ الْمَرْأَةِ ، وَجَعْلُ الرَّفْعِ لِلْمَرْأَةِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْخَبَرِ ، وَهُوَ "سَيَصْلَى" ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ رَافِعُهَا الصِّفَةَ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا ) وَتَكُونُ "حَمَّالَةَ" نَعْتًا لِلْمَرْأَةِ . وَأَمَّا النَّصْبُ فِيهِ فَعَلَى الذَّمِّ ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ نَصْبُهَا عَلَى الْقَطْعِ مِنَ الْمَرْأَةِ ، لِأَنَّ الْمَرْأَةَ مُعَرَّفَةٌ ، وَحَمَّالَةُ الْحَطَبِ نَكِرَةٌ .
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا : الرَّفْعُ ، لِأَنَّهُ أَفْصَحُ الْكَلَامَيْنِ فِيهِ ، وَلِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ، فِي مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) فَقَالَ بَعْضُهُمْ : كَانَتْ تَجِيءُ بِالشَّوْكِ فَتَطْرَحُهُ فِي طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِيَدْخُلَ فِي قَدَمِهِ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) قَالَ : كَانَتْ تَحْمِلُ الشَّوْكَ ، فَتَطْرَحُهُ عَلَى طَرِيقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِيَعْقِرَهُ وَأَصْحَابَهُ ، وَيُقَالُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) : نَقَّالَةٌ لِلْحَدِيثِ .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ
إِسْرَائِيلَ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ
هَمْدَانَ يُقَالُ لَهُ
يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ ، أَنَّ امْرَأَةَ
أَبِي لَهَبٍ كَانَتْ تُلْقِي فِي طَرِيقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّوْكَ ، فَنَزَلَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) .
حَدَّثَنِي
أَبُو هُرَيْرَةَ الضُّبَعِيُّ ، مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَامِرٍ ، عَنْ
قُرَّةَ بْنِ [ ص: 679 ] خَالِدٍ ، عَنْ
عَطِيَّةَ الْجَدَلِيِّ . فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) قَالَ : كَانَتْ تَضَعُ الْعِضَاهَ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَأَنَّمَا يَطَأُ بِهِ كَثِيبًا .
حُدِّثْتُ عَنِ
الْحُسَيْنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ : ثَنَا
عُبَيْدٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الضَّحَّاكَ يَقُولُ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) كَانَتْ تَحْمِلُ الشَّوْكَ ، فَتُلْقِيهِ عَلَى طَرِيقِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَعْقِرَهُ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) قَالَ : كَانَتْ تَأْتِي بِأَغْصَانِ الشَّوْكِ ، فَتَطْرَحُهَا بِاللَّيْلِ فِي طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَالَ آخَرُونَ : قِيلَ لَهَا ذَلِكَ : حَمَّالَةُ الْحَطَبِ ، لِأَنَّهَا كَانَتْ تَحْطِبُ الْكَلَامَ ، وَتَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ، وَتُعَيِّرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَقْرِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قَالَ
أَبُو الْمُعْتَمِرِ : زَعَمَ
مُحَمَّدٌ أَنَّ
عِكْرِمَةَ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) : كَانَتْ تَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : ثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) قَالَ : كَانَتْ تَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
الْأَشْجَعِيُّ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، مِثْلَهُ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
مِهْرَانُ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، مِثْلَهُ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى; وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) قَالَ : النَّمِيمَةُ .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) : أَيْ كَانَتْ تَنْقُلُ الْأَحَادِيثَ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ إِلَى بَعْضٍ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) قَالَ : كَانَتْ تَحْطِبُ الْكَلَامَ ، وَتَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : كَانَتْ تُعَيِّرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَقْرِ ، وَكَانَتْ تَحْطِبُ فَعُيِّرَتْ بِأَنَّهَا كَانَتْ تَحْطِبُ .
[ ص: 680 ]
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
مِهْرَانُ ، عَنْ
سُفْيَانَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) قَالَ : كَانَتْ تَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ .
وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ عِنْدِي ، قَوْلُ مَنْ قَالَ : كَانَتْ تَحْمِلُ الشَّوْكَ ، فَتَطْرَحُهُ فِي طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ أَظْهَرُ مَعْنَى ذَلِكَ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
مِهْرَانُ ، عَنْ
عِيسَى بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ ، وَكَانَ أَلْزَمَ شَيْءٍ
لِمَسْرُوقٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) بَلَغَ امْرَأَةَ
أَبِي لَهَبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهْجُوكِ ، قَالَتْ : عَلَامَ يَهْجُونِي ؟ هَلْ رَأَيْتُمُونِي كَمَا قَالَ
مُحَمَّدٌ أَحْمِلُ حَطَبًا ؟ " (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) " ؟ فَمَكَثَتْ ، ثُمَّ أَتَتْهُ ، فَقَالَتْ : إِنَّ رَبَّكَ قَلَاكَ وَوَدَّعَكَ " ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ )
يَقُولُ فِي عُنُقِهَا; وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْعُنُقَ جِيدًا ; وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذِي الرُّمَّةِ :
فَعَيْنَاكِ عَيْنَاهَا وَلَوْنُكِ لَوْنُهَا وَجِيدُكِ إِلَّا أَنَّهَا غَيْرُ عَاطِلِ
وَبِالَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ ) قَالَ : فِي رَقَبَتِهَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هِيَ حِبَالٌ تَكُونُ
بِمَكَّةَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حُدِّثْتُ عَنِ
الْحُسَيْنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ : ثَنَا
عُبَيْدٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : حَبْلٌ مِنْ شَجَرٍ ، وَهُوَ الْحَبْلُ الَّذِي كَانَتْ تَحْتَطِبُ بِهِ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ،
[ ص: 681 ] عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : هِيَ حِبَالٌ تَكُونُ
بِمَكَّةَ ; وَيُقَالُ : الْمَسَدُ : الْعَصَا الَّتِي تَكُونُ فِي الْبَكَرَةِ ، وَيُقَالُ الْمَسَدُ : قِلَادَةٌ مِنْ وَدَعٍ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : حِبَالٌ مِنْ شَجَرٍ تَنْبُتُ فِي
الْيَمَنِ لَهَا مَسَدٌ ، وَكَانَتْ تُفْتَلُ; وَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) : حَبْلٌ مِنْ نَارٍ فِي رَقَبَتِهَا .
وَقَالَ آخَرُونَ : الْمَسَدُ : اللِّيفُ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، عَنْ
يَزِيدَ ، عَنْ
عُرْوَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : سِلْسِلَةٌ مِنْ حَدِيدٍ ، ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
مِهْرَانُ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ
يَزِيدُ ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : سِلْسِلَةٌ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا .
حَدَّثَنَا
ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : ثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
يَزِيدَ ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : سِلْسِلَةٌ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : مِنْ حَدِيدٍ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
مِهْرَانُ ، عَنْ
سُفْيَانَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : حَبْلٌ فِي عُنُقِهَا فِي النَّارِ مِثْلُ طَوْقٍ طُولُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعًا .
وَقَالَ آخَرُونَ : الْمَسَدُ : الْحَدِيدُ الَّذِي يَكُونُ فِي الْبَكَرَةِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
مِهْرَانُ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : الْحَدِيدَةُ تَكُونُ فِي الْبَكَرَةِ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى; وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : عُودُ الْبَكَرَةِ مِنْ حَدِيدٍ .
حَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : الْحَدِيدَةُ لِلْبَكَرَةِ .
[ ص: 682 ]
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : ثَنَا
الْمُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قَالَ
أَبُو الْمُعْتَمِرِ : زَعَمَ
مُحَمَّدٌ أَنَّ
عِكْرِمَةَ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) إِنَّهُ الْحَدِيدَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ الْبَكَرَةِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ قِلَادَةٌ مِنْ وَدَعٍ فِي عُنُقِهَا .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : قِلَادَةٌ مِنْ وَدَعٍ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) قَالَ : قِلَادَةٌ مِنْ وَدَعٍ .
فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ ، قَوْلُ مَنْ قَالَ : هُوَ حَبْلٌ جُمِعَ مِنْ أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَلِذَلِكَ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي ذَكَرْنَا ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَوْلُ
الرَّاجِزِ :
وَمَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيَانِقِ صُهْبٍ عِتَاقٍ ذَاتِ مُخٍّ زَاهِقِ
[ ص: 683 ]
فَجَعَلَ إِمْرَارَهُ مِنْ شَتَّى ، وَكَذَلِكَ الْمَسَدُ الَّذِي فِي جِيدِ امْرَأَةِ
أَبِي لَهَبٍ ، أُمِرَّ مِنْ أَشْيَاءَ شَتَّى ، مِنْ لِيفٍ وَحَدِيدٍ وَلِحَاءٍ ، وَجُعِلَ فِي عُنُقِهَا طَوْقًا كَالْقِلَادَةِ مِنْ وَدَعٍ; وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
تُمْسِي فَيَصْرِفُ بَابَهَا مِنْ دُونِنَا غَلْقًا صَرِيفَ مَحَالَةِ الْأَمْسَادِ
يَعْنِي بِالْأَمْسَادِ : جَمْعُ مَسَدٍ ، وَهِيَ الْحِبَالُ .
آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ تَبَّتْ