القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28988_32061_29301_30673تأويل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا )
يقول تعالى ذكره لنبيه : وقل يا
محمد يا رب أدخلني مدخل صدق .
واختلف أهل التأويل في معنى مدخل الصدق الذي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يرغب إليه في أن يدخله إياه ، وفي مخرج الصدق الذي أمره أن يرغب إليه في أن يخرجه إياه ، فقال بعضهم : عنى بمدخل الصدق : مدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة ، حين هاجر إليها ، ومخرج الصدق : مخرجه من
مكة ، حين خرج منها مهاجرا إلى
المدينة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن وكيع وابن حميد ، قالا ثنا
جرير ، عن
قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ، ثم أمر بالهجرة ، فأنزل الله تبارك وتعالى اسمه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ) .
حدثنا
محمد بن عبد الله بن بزيع ، قال : ثنا
بشر بن المفضل ، عن
عوف عن
الحسن ، في قول الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ) قال : كفار أهل مكة لما ائتمروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه ، أو يطردوه ، أو يوثقوه ، وأراد الله قتال أهل مكة ، فأمره أن يخرج إلى المدينة ، فهو الذي قال الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80أدخلني مدخل صدق ) .
حدثنا
محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80مدخل صدق ) قال : المدينة (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80مخرج صدق ) قال : مكة .
[ ص: 534 ]
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ) أخرجه الله من مكة إلى الهجرة بالمدينة .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ) قال : المدينة حين هاجر إليها ، ومخرج صدق : مكة حين خرج منها مخرج صدق ، قال ذلك حين خرج مهاجرا .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وقل رب أمتني إماتة صدق ، وأخرجني بعد الممات من قبري يوم القيامة مخرج صدق .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وقل رب أدخلني مدخل صدق ) . . . . الآية ، قال : يعني بالإدخال : الموت ، والإخراج : الحياة بعد الممات .
وقال آخرون : بل عنى بذلك : أدخلني في أمرك الذي أرسلتني به من النبوة مدخل صدق ، وأخرجني منه مخرج صدق .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80أدخلني مدخل صدق ) قال : فيما أرسلتني به من أمرك (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وأخرجني مخرج صدق ) قال كذلك أيضا .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، بنحوه .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أدخلني مدخل صدق : الجنة ، وأخرجني مخرج صدق : من
مكة إلى
المدينة .
[ ص: 535 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة ، قال : قال
الحسن (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80أدخلني مدخل صدق ) الجنة و (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80مخرج صدق ) من مكة إلى المدينة .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أدخلني في الإسلام مدخل صدق . وقال آخرون : بل معنى ذلك : أدخلني في الإسلام مدخل صدق .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
سهل بن موسى الرازي ، قال : ثنا
ابن نمير ، عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
أبي صالح في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80رب أدخلني مدخل صدق ) قال : أدخلني في الإسلام مدخل صدق (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وأخرجني ) منه (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80مخرج صدق ) .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أدخلني
مكة آمنا ، وأخرجني منها آمنا .
ذكر من قال ذلك : حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : ثنا
عبيد بن سليمان ، قال : سمعت
الضحاك قال في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ) يعني مكة ، دخل فيها آمنا ، وخرج منها آمنا .
وأشبه هذه الأقوال بالصواب في تأويل ذلك ، قول من قال : معنى ذلك : وأدخلني
المدينة مدخل صدق ، وأخرجني من
مكة مخرج صدق .
وإنما قلنا ذلك أولى بتأويل الآية ، لأن ذلك عقيب قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=76وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا ) . وقد دللنا فيما مضى ، على أنه عنى بذلك
أهل مكة ; فإذ كان ذلك عقيب خبر الله عما كان المشركون أرادوا من استفزازهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليخرجوه عن
مكة ، كان بينا ، إذ كان الله قد أخرجه منها ، أن قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ) أمر منه له بالرغبة إليه في أن يخرجه من البلدة التي هم المشركون بإخراجه منها مخرج صدق ، وأن يدخله البلدة التي نقله الله إليها مدخل صدق .
وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ) .
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : واجعل لي ملكا ناصرا ينصرني على من ناوأني ، وعزا أقيم به دينك ، وأدفع به عنه من أراده بسوء .
[ ص: 536 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
محمد بن عبد الله بن بزيع ، قال : ثنا
بشر بن المفضل ، عن
عوف ، عن
الحسن ، في قول الله عز وجل (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ) يوعده لينزعن ملك فارس ، وعز فارس ، وليجعلنه له ، وعز الروم ، وملك الروم ، وليجعلنه له .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ) وإن نبي الله علم أن لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان ، فسأل سلطانا نصيرا لكتاب الله عز وجل ، ولحدود الله ، ولفرائض الله ، ولإقامة دين الله ، وإن السلطان رحمة من الله جعلها بين أظهر عباده ، لولا ذلك لأغار بعضهم على بعض ، فأكل شديدهم ضعيفهم .
وقال آخرون : بل عنى بذلك حجة بينة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قول الله عز وجل (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80سلطانا نصيرا ) قال : حجة بينة .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، مثله .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : ذلك أمر من الله تعالى نبيه بالرغبة إليه في أن يؤتيه سلطانا نصيرا له على من بغاه وكاده ، وحاول منعه من إقامته فرائض الله في نفسه وعباده .
وإنما قلت ذلك أولى بالصواب ، لأن ذلك عقيب خبر الله عما كان المشركون هموا به من إخراجه من
مكة ، فأعلمه الله عز وجل أنهم لو فعلوا ذلك عوجلوا بالعذاب عن قريب ، ثم أمره بالرغبة إليه في إخراجه من بين أظهرهم إخراج صدق يحاوله عليهم ، ويدخله بلدة غيرها ، بمدخل صدق يحاوله عليهم ولأهلها في دخولها إليها ، وأن يجعل له سلطانا نصيرا على أهل البلدة التي أخرجه أهلها منها ، وعلى كل من كان لهم شبيها ، وإذا أوتي ذلك ، فقد أوتي لا شك حجة بينة .
[ ص: 537 ]
وأما قوله ( نصيرا ) فإن
ابن زيد كان يقول فيه ، نحو قولنا الذي قلنا فيه .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ) قال : ينصرني ، وقد قال الله لموسى (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=35سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا ) هذا مقدم ومؤخر ، إنما هو سلطان بآياتنا فلا يصلون إليكما .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28988_32061_29301_30673تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا )
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ : وَقُلْ يَا
مُحَمَّدُ يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صَدَقٍ .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى مُدْخَلِ الصِّدْقِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْغَبَ إِلَيْهِ فِي أَنْ يُدْخِلَهُ إِيَّاهُ ، وَفِي مُخْرَجِ الصِّدْقِ الَّذِي أَمَرَهُ أَنْ يَرْغَبَ إِلَيْهِ فِي أَنْ يُخْرِجَهُ إِيَّاهُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : عَنَى بِمُدْخَلِ الصِّدْقِ : مُدْخَلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْمَدِينَةَ ، حِينَ هَاجَرَ إِلَيْهَا ، وَمُخْرَجِ الصِّدْقِ : مُخْرَجَهُ مِنْ
مَكَّةَ ، حِينَ خَرَجَ مِنْهَا مُهَاجِرًا إِلَى
الْمَدِينَةِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
ابْنُ وَكِيعٍ وَابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَا ثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنْ
قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ) .
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ ، قَالَ : ثَنَا
بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ
عَوْفٍ عَنِ
الْحَسَنِ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) قَالَ : كَفَّارُ أَهْلِ مَكَّةَ لَمَّا ائْتَمَرُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقْتُلُوهُ ، أَوْ يَطْرُدُوهُ ، أَوْ يُوثِقُوهُ ، وَأَرَادَ اللَّهُ قِتَالَ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَأَمْرَهُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَهُوَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) .
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80مُدْخَلَ صِدْقٍ ) قَالَ : الْمَدِينَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80مُخْرَجَ صِدْقٍ ) قَالَ : مَكَّةُ .
[ ص: 534 ]
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْهِجْرَةِ بِالْمَدِينَةِ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) قَالَ : الْمَدِينَةُ حِينَ هَاجَرَ إِلَيْهَا ، وَمُخْرَجُ صِدْقٍ : مَكَّةُ حِينَ خَرَجَ مِنْهَا مُخْرِجَ صِدْقٍ ، قَالَ ذَلِكَ حِينَ خَرَجَ مُهَاجِرًا .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : وَقُلْ رَبِّ أَمَتِّنِي إِمَاتَةَ صِدْقٍ ، وَأَخْرِجْنِي بَعْدَ الْمَمَاتِ مِنْ قَبْرِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُخْرِجَ صِدْقٍ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) . . . . الْآيَةَ ، قَالَ : يَعْنِي بِالْإِدْخَالِ : الْمَوْتَ ، وَالْإِخْرَاجِ : الْحَيَاةَ بَعْدَ الْمَمَاتِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ عَنَى بِذَلِكَ : أَدْخِلْنِي فِي أَمْرِكَ الَّذِي أَرْسَلَتْنِي بِهِ مِنَ النُّبُوَّةِ مُدْخَلَ صِدْقٍ ، وَأَخْرِجْنِي مِنْهُ مُخْرَجَ صِدْقٍ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) قَالَ : فِيمَا أَرْسَلَتْنِي بِهِ مِنْ أَمْرِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) قَالَ كَذَلِكَ أَيْضًا .
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، بِنَحْوِهِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ : الْجَنَّةُ ، وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ : مِنْ
مَكَّةَ إِلَى
الْمَدِينَةِ .
[ ص: 535 ]
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : قَالَ
الْحَسَنُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) الْجَنَّةَ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80مُخْرَجَ صِدْقٍ ) مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : أَدْخِلْنِي فِي الْإِسْلَامِ مُدْخَلَ صِدْقٍ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : أَدْخِلْنِي فِي الْإِسْلَامِ مُدْخَلَ صِدْقٍ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
سَهْلُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80رَبِ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) قَالَ : أَدْخِلْنِي فِي الْإِسْلَامِ مُدْخَلَ صِدْقٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَأَخْرِجْنِي ) مِنْهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80مُخْرَجَ صِدْقٍ ) .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : أَدْخِلْنِي
مَكَّةَ آمِنًا ، وَأَخْرِجْنِي مِنْهَا آمِنًا .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حُدِّثْتُ عَنِ
الْحُسَيْنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ : ثَنَا
عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الضَّحَّاكَ قَالَ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80رَبِ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) يَعْنِي مَكَّةَ ، دَخَلَ فِيهَا آمِنًا ، وَخَرَجَ مِنْهَا آمِنًا .
وَأَشْبَهُ هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ ، قَوْلُ مَنْ قَالَ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَأَدْخِلْنِي
الْمَدِينَةَ مُدْخَلَ صِدْقٍ ، وَأَخْرِجْنِي مِنْ
مَكَّةَ مُخْرِجَ صِدْقٍ .
وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى بِتَأْوِيلِ الْآيَةِ ، لِأَنَّ ذَلِكَ عَقِيبَ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=76وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ) . وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى ، عَلَى أَنَّهُ عَنَى بِذَلِكَ
أَهْلَ مَكَّةَ ; فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ عَقِيبَ خَبَرِ اللَّهِ عَمَّا كَانَ الْمُشْرِكُونَ أَرَادُوا مِنَ اسْتِفْزَازِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِيُخْرِجُوهُ عَنْ
مَكَّةَ ، كَانَ بَيِّنًا ، إِذْ كَانَ اللَّهُ قَدْ أَخْرَجَهُ مِنْهَا ، أَنَّ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) أَمْرٌ مِنْهُ لَهُ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي أَنْ يُخْرِجَهُ مِنَ الْبَلْدَةِ الَّتِي هَمَّ الْمُشْرِكُونَ بِإِخْرَاجِهِ مِنْهَا مُخْرِجَ صِدْقٍ ، وَأَنْ يُدْخِلَهُ الْبَلْدَةَ الَّتِي نَقَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهَا مُدْخَلَ صِدْقٍ .
وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ) .
اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَاجْعَلْ لِي مَلَكًا نَاصِرًا يَنْصُرُنِي عَلَى مَنْ نَاوَأَنِي ، وَعِزًّا أُقِيمُ بِهِ دِينَكَ ، وَأَدْفَعُ بِهِ عَنْهُ مَنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ .
[ ص: 536 ]
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ ، قَالَ : ثَنَا
بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ
عَوْفٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ) يُوعِدُهُ لَيَنْزِعَنَّ مُلْكَ فَارِسَ ، وَعِزَّ فَارِسَ ، وَلَيَجْعَلَنَّهُ لَهُ ، وَعِزَّ الرُّومِ ، وَمُلْكَ الرُّومِ ، وَلَيَجْعَلَنَّهُ لَهُ .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ) وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ عَلِمَ أَنْ لَا طَاقَةَ لَهُ بِهَذَا الْأَمْرِ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ، فَسَأَلَ سُلْطَانًا نَصِيرًا لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلِحُدُودِ اللَّهِ ، وَلِفَرَائِضِ اللَّهِ ، وَلِإِقَامَةِ دِينِ اللَّهِ ، وَإِنَّ السُّلْطَانَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ جَعَلَهَا بَيْنَ أَظْهُرِ عِبَادِهِ ، لَوْلَا ذَلِكَ لَأَغَارَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَأَكَلَ شَدِيدُهُمْ ضَعِيفَهُمْ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ عَنَى بِذَلِكَ حُجَّةً بَيِّنَةً .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80سُلْطَانًا نَصِيرًا ) قَالَ : حُجَّةً بَيِّنَةً .
حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، مِثْلَهُ .
وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ : ذَلِكَ أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى نَبِيَّهُ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي أَنْ يُؤْتِيَهُ سُلْطَانًا نَصِيرًا لَهُ عَلَى مَنْ بَغَاهُ وَكَادَهُ ، وَحَاوَلَ مَنْعَهُ مِنْ إِقَامَتِهِ فَرَائِضَ اللَّهِ فِي نَفْسِهِ وَعِبَادِهِ .
وَإِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ ، لِأَنَّ ذَلِكَ عَقِيبَ خَبَرِ اللَّهِ عَمَّا كَانَ الْمُشْرِكُونَ هَمُّوا بِهِ مِنْ إِخْرَاجِهِ مِنْ
مَكَّةَ ، فَأَعْلَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُمْ لَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ عُوجِلُوا بِالْعَذَابِ عَنْ قَرِيبٍ ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي إِخْرَاجِهِ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ إِخْرَاجَ صِدْقٍ يُحَاوِلُهُ عَلَيْهِمْ ، وَيُدْخِلُهُ بَلْدَةً غَيْرَهَا ، بِمُدْخَلِ صِدْقٍ يُحَاوِلُهُ عَلَيْهِمْ وَلِأَهْلِهَا فِي دُخُولِهَا إِلَيْهَا ، وَأَنْ يَجْعَلَ لَهُ سُلْطَانًا نَصِيرًا عَلَى أَهْلِ الْبَلْدَةِ الَّتِي أَخْرَجَهُ أَهْلُهَا مِنْهَا ، وَعَلَى كُلٍّ مَنْ كَانَ لَهُمْ شَبِيهًا ، وَإِذَا أُوتِيَ ذَلِكَ ، فَقَدْ أُوتِيَ لَا شَكَّ حُجَّةً بَيِّنَةً .
[ ص: 537 ]
وَأَمَّا قَوْلُهُ ( نَصِيرًا ) فَإِنَّ
ابْنَ زَيْدٍ كَانَ يَقُولُ فِيهِ ، نَحْوَ قَوْلِنَا الَّذِي قُلْنَا فِيهِ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ) قَالَ : يَنْصُرُنِي ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ لِمُوسَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=35سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا ) هَذَا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ ، إِنَّمَا هُوَ سُلْطَانٌ بِآيَاتِنَا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا .