القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28985_30337_30339تأويل قوله عز ذكره : ( nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ( 21 ) )
قال
أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وبرزوا لله جميعا ) ، وظهر هؤلاء الذين كفروا به يوم القيامة من قبورهم ، فصاروا بالبراز من الأرض ( جميعا ) ، يعني كلهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فقال الضعفاء للذين استكبروا ) ، يقول : فقال التباع منهم للمتبوعين ، وهم الذين كانوا يستكبرون في الدنيا عن إخلاص العبادة لله واتباع الرسل الذين أرسلوا إليهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21إنا كنا لكم تبعا ) ، في الدنيا .
و "التبع" جمع "تابع" كما الغيب جمع "غائب" .
وإنما عنوا بقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21إنا كنا لكم تبعا ) ، أنهم كانوا أتباعهم في الدنيا يأتمرون
[ ص: 558 ] لما يأمرونهم به من عبادة الأوثان والكفر بالله ، وينتهون عما نهوهم عنه من اتباع رسل الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء ) ، يعنون : فهل أنتم دافعون عنا اليوم من عذاب الله من شيء .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج يقول نحو ذلك :
20638 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قوله : ( وقال الضعفاء ) ، قال الأتباع (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21للذين استكبروا ) ، قال : للقادة .
قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لو هدانا الله لهديناكم ) ، يقول عز ذكره : قالت القادة على الكفر بالله لتباعها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لو هدانا الله ) ، يعنون : لو بين الله لنا شيئا ندفع به عذابه عنا اليوم ( لهديناكم ) ، لبينا ذلك لكم حتى تدفعوا العذاب عن أنفسكم ، ولكنا قد جزعنا من العذاب ، فلم ينفعنا جزعنا منه وصبرنا عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ) ، يعنون : ما لهم من مراغ يروغون عنه .
يقال منه : "حاص عن كذا" إذا راغ عنه ، "يحيص حيصا ، وحيوصا وحيصانا .
20639 - وحدثني
المثنى قال : حدثنا
سويد بن نصر قال : أخبرنا
ابن المبارك ، عن
[ ص: 559 ] الحكم ، عن
عمر بن أبي ليلى ، أحد
بني عامر ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي يقول : بلغني - أو : ذكر لي - أن أهل النار قال بعضهم لبعض : يا هؤلاء ، إنه قد نزل بكم من العذاب والبلاء ما قد ترون ، فهلم فلنصبر ، فلعل الصبر ينفعنا ، كما صبر أهل الدنيا على طاعة الله فنفعهم الصبر إذ صبروا . قال : فيجمعون رأيهم على الصبر . قال : فصبروا ، فطال صبرهم ، ثم جزعوا فنادوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ) ، أي من منجى .
20640 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ) ، قال : إن أهل النار قال بعضهم لبعض : تعالوا ، فإنما أدرك أهل الجنة الجنة ببكائهم وتضرعهم إلى الله ، فتعالوا نبكي ونتضرع إلى الله! قال : فبكوا ، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا :
[ ص: 560 ] تعالوا ، فإنما أدرك أهل الجنة الجنة بالصبر ، تعالوا نصبر! فصبروا صبرا لم ير مثله ، فلم ينفعهم ذلك ، فعند ذلك قالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ) .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28985_30337_30339تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ( 21 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا ) ، وَظَهَرَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُبُورِهِمْ ، فَصَارُوا بِالْبَرَازِ مِنَ الْأَرْضِ ( جَمِيعًا ) ، يَعْنِي كُلَّهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا ) ، يَقُولُ : فَقَالَ التُّبَّاعُ مِنْهُمْ لِلْمَتْبُوعِينَ ، وَهُمُ الَّذِينَ كَانُوا يَسْتَكْبِرُونَ فِي الدُّنْيَا عَنْ إِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ وَاتِّبَاعِ الرُّسُلِ الَّذِينَ أُرْسِلُوا إِلَيْهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا ) ، فِي الدُّنْيَا .
وَ "التَّبَعُ" جَمْعُ "تَابِعٍ" كَمَا الْغَيَبُ جَمْعُ "غَائِبٍ" .
وَإِنَّمَا عَنَوْا بِقَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا ) ، أَنَّهُمْ كَانُوا أَتْبَاعَهُمْ فِي الدُّنْيَا يَأْتَمِرُونَ
[ ص: 558 ] لِمَا يَأْمُرُونَهُمْ بِهِ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَالْكُفْرِ بِاللَّهِ ، وَيَنْتَهُونَ عَمَّا نَهَوْهُمْ عَنْهُ مِنَ اتِّبَاعِ رُسُلِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ) ، يَعْنُونُ : فَهَلْ أَنْتُمْ دَافِعُونَ عَنَّا الْيَوْمَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ .
وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ يَقُولُ نَحْوَ ذَلِكَ :
20638 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَوْلُهُ : ( وَقَالَ الضُّعَفَاءُ ) ، قَالَ الْأَتْبَاعُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا ) ، قَالَ : لِلْقَادَةِ .
قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ) ، يَقُولُ عَزَّ ذِكْرُهُ : قَالَتِ الْقَادَةُ عَلَى الْكُفْرِ بِاللَّهِ لِتُبَّاعِهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لَوْ هَدَانَا اللَّهُ ) ، يَعْنُونَ : لَوْ بَيَّنَ اللَّهُ لَنَا شَيْئًا نَدْفَعُ بِهِ عَذَابَهُ عَنَّا الْيَوْمَ ( لَهَدَيْنَاكُمْ ) ، لَبَيَّنَّا ذَلِكَ لَكُمْ حَتَّى تَدْفَعُوا الْعَذَابَ عَنْ أَنْفُسِكُمْ ، وَلَكِنَّا قَدْ جَزِعْنَا مِنَ الْعَذَابِ ، فَلَمْ يَنْفَعْنَا جَزَعُنَا مِنْهُ وَصَبْرُنَا عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ) ، يَعْنُونَ : مَا لَهُمْ مِنْ مَرَاغٍ يَرُوغُونَ عَنْهُ .
يُقَالُ مِنْهُ : "حَاصَ عَنْ كَذَا" إِذَا رَاغَ عَنْهُ ، "يَحِيصُ حَيْصًا ، وحُيُوصًا وَحَيَصَانًا .
20639 - وَحَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ
[ ص: 559 ] الْحَكَمِ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، أَحَدِ
بَنِي عَامِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ : بَلَغَنِي - أَوْ : ذُكِرَ لِي - أَنَّ أَهْلَ النَّارِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : يَا هَؤُلَاءِ ، إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِكُمْ مِنَ الْعَذَابِ وَالْبَلَاءِ مَا قَدْ تَرَوْنَ ، فَهَلُمَّ فَلْنَصْبِرْ ، فَلَعَلَّ الصَّبْرَ يَنْفَعُنَا ، كَمَا صَبَرَ أَهْلُ الدُّنْيَا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ فَنَفَعَهُمُ الصَّبْرُ إِذْ صَبَرُوا . قَالَ : فَيُجْمِعُونَ رَأْيَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ . قَالَ : فَصَبَرُوا ، فَطَالَ صَبْرُهُمْ ، ثُمَّ جَزِعُوا فَنَادَوْا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ) ، أَيْ مِنْ مَنْجًى .
20640 - حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ) ، قَالَ : إِنَّ أَهْلَ النَّارِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَعَالَوْا ، فَإِنَّمَا أَدْرَكَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ بِبُكَائِهِمْ وَتَضَرُّعِهِمْ إِلَى اللَّهِ ، فَتَعَالَوْا نَبْكِي وَنَتَضَرَّعُ إِلَى اللَّهِ! قَالَ : فَبَكَوْا ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ لَا يَنْفَعُهُمْ قَالُوا :
[ ص: 560 ] تَعَالَوْا ، فَإِنَّمَا أَدْرَكَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ بِالصَّبْرِ ، تَعَالَوْا نَصْبِرُ! فَصَبَرُوا صَبْرًا لَمْ يُرَ مِثْلُهُ ، فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ ذَلِكَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ) .