القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28973تأويل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ( 82 ) )
قال
أبو جعفر : ويعني بقوله : ( والذين آمنوا ) ، أي صدقوا بما جاء به
محمد صلى الله عليه وسلم . ويعني بقوله : ( وعملوا الصالحات ) ، أطاعوا الله فأقاموا حدوده ، وأدوا فرائضه ، واجتنبوا محارمه . ويعني بقوله : ( فأولئك ) ، فالذين هم كذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) ، يعني : أهلها الذين هم أهلها ، هم فيها ( خالدون ) ، مقيمون أبدا .
وإنما هذه الآية والتي قبلها إخبار من الله عباده عن بقاء النار وبقاء أهلها فيها ، [ وبقاء الجنة وبقاء أهلها فيها ] ، ودوام ما أعد في كل واحدة منهما لأهلها ، تكذيبا من الله - جل ثناؤه - القائلين من يهود بني إسرائيل : إن النار لن تمسهم إلا أياما معدودة ، وأنهم صائرون بعد ذلك إلى الجنة . فأخبرهم بخلود كفارهم في النار ، وخلود مؤمنيهم في الجنة كما : -
1445 - حدثني
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة قال : حدثنا
ابن إسحاق قال : حدثني
محمد بن أبي محمد ، عن
سعيد بن جبير أو
عكرمة ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) ، أي من آمن بما كفرتم به ، وعمل بما تركتم من دينه ، فلهم الجنة خالدين فيها . يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبدا لا انقطاع له أبدا .
1446 - حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا
ابن وهب قال ،
[ ص: 288 ] قال
ابن زيد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82والذين آمنوا وعملوا الصالحات ) ،
محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه - "أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون " .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28973تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 82 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) ، أَيْ صَدَّقُوا بِمَا جَاءَ بِهِ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : ( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ، أَطَاعُوا اللَّهَ فَأَقَامُوا حُدُودَهُ ، وَأَدَّوْا فَرَائِضَهُ ، وَاجْتَنَبُوا مَحَارِمَهُ . وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : ( فَأُولَئِكَ ) ، فَالَّذِينَ هُمْ كَذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ، يَعْنِي : أَهْلُهَا الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا ، هُمْ فِيهَا ( خَالِدُونَ ) ، مُقِيمُونَ أَبَدًا .
وَإِنَّمَا هَذِهِ الْآيَةُ وَالَّتِي قَبْلَهَا إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ عِبَادَهُ عَنْ بَقَاءِ النَّارِ وَبَقَاءِ أَهْلِهَا فِيهَا ، [ وَبَقَاءِ الْجَنَّةِ وَبَقَاءِ أَهْلِهَا فِيهَا ] ، وَدَوَامِ مَا أُعِدَّ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا لِأَهْلِهَا ، تَكْذِيبًا مِنَ اللَّهِ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - الْقَائِلِينَ مِنْ يَهُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ : إِنَّ النَّارَ لَنْ تَمَسَّهُمْ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ، وَأَنَّهُمْ صَائِرُونَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْجَنَّةِ . فَأَخْبَرَهُمْ بِخُلُودِ كُفَّارِهِمْ فِي النَّارِ ، وَخُلُودِ مُؤْمِنِيهِمْ فِي الْجَنَّةِ كَمَا : -
1445 - حَدَّثَنِي
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَوْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ، أَيْ مَنْ آمَنَ بِمَا كَفَرْتُمْ بِهِ ، وَعَمِلَ بِمَا تَرَكْتُمْ مِنْ دِينِهِ ، فَلَهُمُ الْجَنَّةُ خَالِدِينَ فِيهَا . يُخْبِرُهُمْ أَنَّ الثَّوَابَ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ مُقِيمٌ عَلَى أَهْلِهِ أَبَدًا لَا انْقِطَاعَ لَهُ أَبَدًا .
1446 - حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17418يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ ،
[ ص: 288 ] قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصِّالْحَاتِ ) ،
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ - "أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " .