القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28973تأويل قوله تعالى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ( 79 ) )
قال
أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79فويل لهم مما كتبت أيديهم ) ، أي فالعذاب - في الوادي السائل من صديد أهل النار في أسفل جهنم - لهم ، يعني : للذين يكتبون الكتاب ، الذي وصفنا أمره ، من يهود بني إسرائيل محرفا ، ثم قالوا : هذا من عند الله ، ابتغاء عرض من الدنيا به قليل ممن يبتاعه منهم .
وقوله : ( مما كتبت أيديهم ) ، يقول : من الذي كتبت أيديهم من ذلك ، وويل لهم أيضا ( مما يكسبون ) ، يعني : مما يعملون من الخطايا ، ويجترحون من الآثام ، ويكسبون من الحرام ، بكتابهم الذي يكتبونه بأيديهم ، بخلاف ما أنزل الله ، ثم يأكلون ثمنه ، وقد باعوه ممن باعوه منهم على أنه من كتاب الله ، كما : -
1397 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
آدم قال ، حدثنا
أبو جعفر ، عن
الربيع ، عن
أبي العالية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79وويل لهم مما يكسبون ) ، يعني : من الخطيئة .
1398 - حدثنا
أبو كريب قال ، حدثنا
عثمان بن سعيد ، عن
بشر بن عمارة ، عن
أبي روق ، عن
الضحاك ، عن
ابن عباس : ( فويل لهم ) ، يقول : فالعذاب عليهم . قال : يقول : من الذي كتبوا بأيديهم من ذلك الكذب ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79وويل لهم مما يكسبون ) ، يقول : مما يأكلون به من السفلة وغيرهم .
قال
أبو جعفر :
nindex.php?page=treesubj&link=18580_28910وأصل " الكسب " : العمل . فكل عامل عملا بمباشرة منه لما عمل ومعاناة باحتراف ، فهو كاسب لما عمل ، كما قال
لبيد بن ربيعة :
[ ص: 274 ] لمعفر قهد تنازع شلوه غبس كواسب لا يمن طعامها
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28973تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ( 79 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ) ، أَيْ فَالْعَذَابُ - فِي الْوَادِي السَّائِلِ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ النَّارِ فِي أَسْفَلِ جَهَنَّمَ - لَهُمْ ، يَعْنِي : لِلَّذِينِ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ ، الَّذِي وَصَفْنَا أَمْرَهُ ، مِنْ يَهُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُحَرَّفًا ، ثُمَّ قَالُوا : هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، ابْتِغَاءَ عَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا بِهِ قَلِيلٍ مِمَّنْ يَبْتَاعُهُ مِنْهُمْ .
وَقَوْلُهُ : ( مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ) ، يَقُولُ : مِنَ الَّذِي كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ مِنْ ذَلِكَ ، وَوَيْلٌ لَهُمْ أَيْضًا ( مِمَّا يَكْسِبُونَ ) ، يَعْنِي : مِمَّا يَعْمَلُونَ مِنَ الْخَطَايَا ، وَيَجْتَرِحُونَ مِنَ الْآثَامِ ، وَيَكْسِبُونَ مِنَ الْحَرَامِ ، بِكِتَابِهِمُ الَّذِي يَكْتُبُونَهُ بِأَيْدِيهِمْ ، بِخِلَافِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، ثُمَّ يَأْكُلُونَ ثَمَنَهُ ، وَقَدْ بَاعُوهُ مِمَّنْ بَاعُوهُ مِنْهُمْ عَلَى أَنَّهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، كَمَا : -
1397 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ ، حَدَّثَنَا
آدَمُ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو جَعْفَرٍ ، عَنِ
الرَّبِيعِ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) ، يَعْنِي : مِنَ الْخَطِيئَةِ .
1398 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
بِشْرِ بْنِ عُمَارَةَ ، عَنْ
أَبِي رَوْقٍ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : ( فَوَيْلٌ لَهُمْ ) ، يَقُولُ : فَالْعَذَابُ عَلَيْهِمْ . قَالَ : يَقُولُ : مِنَ الَّذِي كَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنْ ذَلِكَ الْكَذِبِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) ، يَقُولُ : مِمَّا يَأْكُلُونَ بِهِ مِنَ السَّفِلَةِ وَغَيْرِهِمْ .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ :
nindex.php?page=treesubj&link=18580_28910وَأَصْلُ " الْكَسْبِ " : الْعَمَلُ . فَكُلُّ عَامِلٍ عَمَلًا بِمُبَاشَرَةٍ مِنْهُ لِمَا عَمِلَ وَمُعَانَاةٍ بِاحْتِرَافٍ ، فَهُوَ كَاسِبٌ لِمَا عَمِلَ ، كَمَا قَالَ
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ :
[ ص: 274 ] لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعُ شِلْوَهُ غُبْسٌ كَوَاسِبُ لَا يُمَنُّ طَعَامُهَا