القول في تأويل قوله (
nindex.php?page=treesubj&link=28977_28802nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - : ذر هؤلاء الذين اتخذوا دين الله وطاعتهم إياه لعبا ولهوا ، فجعلوا حظوظهم من طاعتهم إياه اللعب بآياته ، واللهو والاستهزاء بها إذا سمعوها وتليت عليهم ، فأعرض عنهم ، فإني لهم بالمرصاد ، وإني لهم من وراء الانتقام منهم والعقوبة لهم على ما يفعلون ، وعلى اغترارهم بزينة الحياة الدنيا ، ونسيانهم المعاد إلى الله - تعالى ذكره - والمصير إليه بعد الممات ، كالذي : -
13401 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا ) ، قال : كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذرني ومن خلقت وحيدا ) ، [ سورة المدثر : 11 ] .
13402 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد مثله .
[ ص: 442 ]
وقد نسخ الله - تعالى ذكره - هذه الآية بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) ، [ سورة التوبة : 5 ] . وكذلك قال عدد من أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
13403 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
حجاج بن المنهال قال : حدثنا
همام بن يحيى ، عن
قتادة : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا " ثم أنزل في " سورة براءة " فأمر بقتالهم .
13404 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة بن سليمان قال : قرأت على
ابن أبي عروبة فقال : هكذا سمعته من
قتادة : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا " ثم أنزل الله - تعالى ذكره - " براءة " وأمر بقتالهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ، [ سورة التوبة : 5 ] .
وأما قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت " فإنه يعني به : وذكر ، يا
محمد ، بهذا القرآن هؤلاء المولين عنك وعنه " أن تبسل نفس " بمعنى : أن لا تبسل ، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يبين الله لكم أن تضلوا ، [ سورة النساء : 176 ] ، بمعنى : أن لا تضلوا وإنما معنى الكلام : وذكرهم به ليؤمنوا ويتبعوا ما جاءهم من عند الله من الحق ، فلا تبسل أنفسهم بما كسبت من الأوزار ولكن حذفت " لا " لدلالة الكلام عليها .
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله : " أن تبسل نفس " .
فقال بعضهم : معنى ذلك : أن تسلم .
[ ص: 443 ]
ذكر من قال ذلك :
13405 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح قال : حدثنا
الحسين بن واقد ، عن
يزيد النحوي ، عن
عكرمة قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أن تبسل نفس بما كسبت " قال : تسلم .
13406 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
الحسن : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أن تبسل نفس " قال : أن تسلم .
13407 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
الحسن مثله .
13408 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قول الله - تعالى ذكره - : " أن تبسل " قال : تسلم .
13409 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أن تبسل نفس " قال : تسلم .
13410 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
حكام ، عن
عنبسة ، عن
ليث ، عن
مجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أولئك الذين أبسلوا ، أسلموا .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : تحبس .
ذكر من قال ذلك :
13411 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أن تبسل نفس " قال : تؤخذ فتحبس .
13412 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة مثله .
13413 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال قال
ابن زيد في
[ ص: 444 ] قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أن تبسل نفس بما كسبت " أن تؤخذ نفس بما كسبت .
وقال آخرون : معناه : تفضح .
ذكر من قال ذلك :
13414 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
عبد الله بن صالح ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت " يقول : تفضح .
وقال آخرون : معناه : أن تجزى .
ذكر من قال ذلك :
13415 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح قال : حدثنا
الحسين بن واقد قال قال
الكلبي : " أن تبسل " أن تجزى .
وأصل " الإبسال " التحريم ، يقال منه : " أبسلت المكان " إذا حرمته فلم يقرب ، ومنه قول الشاعر :
بكرت تلومك بعد وهن في الندى ، بسل عليك ملامتي وعتابي
[ ص: 445 ]
أي : حرام [ عليك ملامتي وعتابي ] . ومنه قولهم : " أسد باسل " ويراد به : لا يقربه شيء ، فكأنه قد حرم نفسه ، ثم يجعل ذلك صفة لكل شديد يتحامى لشدته . ويقال : " أعط الراقي بسلته " يراد بذلك : أجرته ، " وشراب بسيل " بمعنى متروك . وكذلك " المبسل بالجريرة " وهو المرتهن بها ، قيل له : " مبسل " لأنه محرم من كل شيء إلا مما رهن فيه وأسلم به ، ومنه قول
عوف بن الأحوص الكلابي :
وإبسالي بني بغير جرم بعوناه ولا بدم مراق
[ ص: 446 ]
وقال
الشنفرى :
هنالك لا أرجو حياة تسرني سمير الليالي مبسلا بالجرائر
قال
أبو جعفر : فتأويل الكلام إذا : وذكر بالقرآن هؤلاء الذين يخوضون في آياتنا وغيرهم ممن سلك سبيلهم من المشركين ، كيلا تبسل نفس بذنوبها وكفرها بربها ، وترتهن فتغلق بما كسبت من إجرامها في عذاب الله "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70ليس لها من دون الله " يقول : ليس لها ، حين تسلم بذنوبها فترتهن بما كسبت من آثامها ، أحد ينصرها فينقذها من الله الذي جازاها بذنوبها جزاءها " ولا شفيع " يشفع لها ، لوسيلة له عنده .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=treesubj&link=28977_28802nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ذَرْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَ اللَّهِ وَطَاعَتَهُمْ إِيَّاهُ لَعِبًا وَلَهْوًا ، فَجَعَلُوا حُظُوظَهُمْ مِنْ طَاعَتِهِمْ إِيَّاهُ اللَّعِبَ بِآيَاتِهِ ، وَاللَّهْوَ وَالِاسْتِهْزَاءَ بِهَا إِذَا سَمِعُوهَا وَتُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ، فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ، فَإِنِّي لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ ، وَإِنِّي لَهُمْ مِنْ وَرَاءِ الِانْتِقَامِ مِنْهُمْ وَالْعُقُوبَةِ لَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ، وَعَلَى اغْتِرَارِهِمْ بِزِينَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَنِسْيَانِهِمُ الْمَعَادَ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - وَالْمَصِيرَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْمَمَاتِ ، كَالَّذِي : -
13401 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عِيسَى ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا ) ، قَالَ : كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ) ، [ سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ : 11 ] .
13402 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
شِبْلٌ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ .
[ ص: 442 ]
وَقَدْ نَسَخَ اللَّهُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - هَذِهِ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ) ، [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 5 ] . وَكَذَلِكَ قَالَ عَدَدٌ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
13403 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ : حَدَّثَنَا
هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ
قَتَادَةَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا " ثُمَّ أَنْزَلَ فِي " سُورَةِ بَرَاءَةٌ " فَأَمَرَ بِقِتَالِهِمْ .
13404 - حَدَّثَنَا
ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16513عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى
ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ فَقَالَ : هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ
قَتَادَةَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا " ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - " بَرَاءَةٌ " وَأَمْرَ بِقِتَالِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ، [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 5 ] .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ " فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ : وَذَكِّرْ ، يَا
مُحَمَّدُ ، بِهَذَا الْقُرْآنِ هَؤُلَاءِ الْمُوَلِّينَ عَنْكَ وَعَنْهُ " أَنَّ تُبْسَلَ نَفْسٌ " بِمَعْنَى : أَنْ لَا تُبْسَلَ ، كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا ، [ سُورَةُ النِّسَاءِ : 176 ] ، بِمَعْنَى : أَنْ لَا تَضِلُّوا وَإِنَّمَا مَعْنَى الْكَلَامِ : وَذَكِّرْهُمْ بِهِ لِيُؤْمِنُوا وَيَتَّبِعُوا مَا جَاءَهُمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِنَ الْحَقِّ ، فَلَا تُبْسَلُ أَنْفُسُهُمْ بِمَا كَسَبَتْ مِنَ الْأَوْزَارِ وَلَكِنْ حُذِفَتْ " لَا " لِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهَا .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ : " أَنَّ تُبْسَلَ نَفْسٌ " .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : أَنْ تُسْلَمَ .
[ ص: 443 ]
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
13405 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقَدٍ ، عَنْ
يَزِيدَ النَّحْوِيِّ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ قَوْلَهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ " قَالَ : تُسْلَمَ .
13406 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ " قَالَ : أَنْ تُسْلَمَ .
13407 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنِ
الْحَسَنِ مِثْلَهُ .
13408 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عِيسَى ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : " أَنَّ تُبْسَلَ " قَالَ : تُسْلَمَ .
13409 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
شِبْلٌ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ " قَالَ : تُسْلَمَ .
13410 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
حَكَّامٌ ، عَنْ
عَنْبَسَةَ ، عَنْ
لَيْثٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا ، أُسْلِمُوا .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : تُحْبَسَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
13411 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ " قَالَ : تُؤْخَذَ فَتُحْبَسَ .
13412 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ مِثْلَهُ .
13413 - حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي
[ ص: 444 ] قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ " أَنْ تُؤْخَذَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ .
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَاهُ : تُفْضَحَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
13414 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ " يَقُولُ : تُفْضَحَ .
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَاهُ : أَنْ تُجْزَى .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
13415 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقَدٍ قَالَ قَالَ
الْكَلْبِيُّ : " أَنَّ تُبْسَلَ " أَنْ تُجْزَى .
وَأَصْلُ " الْإِبْسَالِ " التَّحْرِيمُ ، يُقَالُ مِنْهُ : " أَبْسَلْتُ الْمَكَانَ " إِذَا حَرَّمَتَهُ فَلَمْ يَقْرَبْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرُ :
بَكَرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ فِي النَّدَى ، بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلَامَتِي وَعِتَابِي
[ ص: 445 ]
أَيْ : حَرَامٌ [ عَلَيْكِ مَلَامَتِي وَعِتَابِي ] . وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : " أَسَدٌ بَاسِلٌ " وَيُرَادُ بِهِ : لَا يَقْرَبُهُ شَيْءٌ ، فَكَأَنَّهُ قَدْ حَرَّمَ نَفْسَهُ ، ثُمَّ يُجْعَلُ ذَلِكَ صِفَةً لِكُلِّ شَدِيدٍ يَتَحَامَى لِشِدَّتِهِ . وَيُقَالُ : " أَعْطِ الرَّاقِيَ بُسْلَتَهُ " يُرَادُ بِذَلِكَ : أُجْرَتَهُ ، " وَشَرَابٌ بَسِيلٌ " بِمَعْنَى مَتْرُوكٌ . وَكَذَلِكَ " الْمُبْسَلُ بِالْجَرِيرَةِ " وَهُوَ الْمُرْتَهَنُ بِهَا ، قِيلَ لَهُ : " مُبْسَلٌ " لِأَنَّهُ مُحَرَّمٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِمَّا رُهِنَ فِيهِ وَأُسَلِمَ بِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
عَوْفِ بْنِ الْأَحْوَصِ الْكِلَابِيِّ :
وَإبْسَالِي بَنِيَّ بِغَيْرِ جُرْمٍ بَعَوْنَاهُ وَلَا بِدَمٍ مُرَاقِ
[ ص: 446 ]
وَقَالَ
الشَّنْفَرَى :
هُنَالِكَ لَا أَرْجُو حَيَاةً تَسُرُّنِي سَمِيرَ اللَّيَالِي مُبْسَلَا بِالْجَرَائِرِ
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ إذًا : وَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، كَيْلَا تُبْسَلَ نَفْسٌ بِذُنُوبِهَا وَكُفْرِهَا بِرَبِّهَا ، وَتُرْتَهَنُ فَتُغْلَقُ بِمَا كَسَبَتْ مِنْ إِجْرَامِهَا فِي عَذَابِ اللَّهِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ " يَقُولُ : لَيْسَ لَهَا ، حِينَ تُسْلَمُ بِذُنُوبِهَا فَتُرْتَهَنُ بِمَا كَسَبَتْ مِنْ آثَامِهَا ، أَحَدٌ يَنْصُرُهَا فَيُنْقِذُهَا مِنَ اللَّهِ الَّذِي جَازَاهَا بِذُنُوبِهَا جَزَاءَهَا " وَلَا شَفِيعٌ " يَشْفَعُ لَهَا ، لِوَسِيلَةٍ لَهُ عِنْدَهُ .