القول في تأويل
nindex.php?page=treesubj&link=28974_32016قوله عز وجل ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ( 138 ) )
قال
أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في المعنى الذي أشير إليه ب "هذا " .
فقال بعضهم : عنى بقوله "هذا " ، القرآن .
ذكر من قال ذلك :
7873 - حدثنا
محمد بن سنان قال : حدثنا
أبو بكر الحنفي قال : حدثنا
[ ص: 232 ] عباد ، عن
الحسن في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين " ، قال : هذا القرآن .
7874 - حدثنا بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة . قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هذا بيان للناس " ، وهو هذا القرآن ، جعله الله بيانا للناس عامة ، وهدى وموعظة للمتقين خصوصا .
7875 - حدثنا
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع قال في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين " ، خاصة .
7876 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
سويد قال : حدثنا
ابن المبارك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين " ، خاصة .
وقال آخرون : إنما أشير بقوله "هذا " ، إلى قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=137قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبه المكذبين " ، ثم قال : هذا الذي عرفتكم ، يا معشر أصحاب
محمد ، بيان للناس .
ذكر من قال ذلك :
7877 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق بذلك .
قال
أبو جعفر : وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب ، قول من قال : قوله : "هذا " ، إشارة إلى ما تقدم هذه الآية من تذكير الله جل ثناؤه المؤمنين ، وتعريفهم حدوده ، وحضهم على لزوم طاعته والصبر على جهاد أعدائه وأعدائهم . لأن قوله : "هذا " ، إشارة إلى حاضر : إما مرئي وإما مسموع ، وهو في هذا الموضع إلى حاضر مسموع من الآيات المتقدمة .
فمعنى الكلام : هذا الذي أوضحت لكم وعرفتكموه ، بيان للناس يعني ب "البيان " ، الشرح والتفسير ، كما : -
[ ص: 233 ]
7878 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هذا بيان للناس " ، أي : هذا تفسير للناس إن قبلوه .
7879 - حدثنا
أحمد بن حازم والمثني قالا حدثنا
أبو نعيم قال : حدثنا
سفيان ، عن
بيان ، عن
الشعبي : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هذا بيان للناس " ، قال : من العمى .
7880 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
الثوري ، عن
الشعبي ، مثله .
وأما قوله : "وهدى وموعظة " ، فإنه يعني ب "الهدى " ، الدلالة على سبيل الحق ومنهج الدين و ب "الموعظة " ، التذكرة للصواب والرشاد ، كما : -
7881 - حدثنا
أحمد بن حازم والمثنى قالا : حدثنا
أبو نعيم قال : حدثنا
سفيان ، عن
بيان ، عن
الشعبي : "وهدى " ، قال : من الضلالة "وموعظة " ، من الجهل .
7882 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
الثوري ، عن
بيان ، عن
الشعبي مثله .
7883 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : "للمتقين " ، أي : لمن أطاعني وعرف أمري .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ
nindex.php?page=treesubj&link=28974_32016قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ( 138 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنَى الَّذِي أُشِيرُ إِلَيْهِ بِ "هَذَا " .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : عَنَى بِقَوْلِهِ "هَذَا " ، الْقُرْآنَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
7873 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
[ ص: 232 ] عَبَّادٌ ، عَنِ
الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ " ، قَالَ : هَذَا الْقُرْآنُ .
7874 - حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ . قَوْلُهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ " ، وَهُوَ هَذَا الْقُرْآنُ ، جَعَلَهُ اللَّهُ بَيَانًا لِلنَّاسِ عَامَّةً ، وَهُدَى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ خُصُوصًا .
7875 - حَدَّثَنَا
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الرَّبِيعِ قَالَ فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ " ، خَاصَّةً .
7876 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
سُوِيدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ " ، خَاصَّةً .
وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّمَا أُشِيرُ بِقَوْلِهِ "هَذَا " ، إِلَى قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=137قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبْهُ الْمُكَذِّبِينَ " ، ثُمَّ قَالَ : هَذَا الَّذِي عَرَّفْتُكُمْ ، يَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ ، بَيَانٌ لِلنَّاسِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
7877 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ بِذَلِكَ .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ ، قَوْلُ مَنْ قَالَ : قَوْلُهُ : "هَذَا " ، إِشَارَةٌ إِلَى مَا تَقَدَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ تَذْكِيرِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَتَعْرِيفِهِمْ حُدُودَهُ ، وَحَضِّهِمْ عَلَى لُزُومِ طَاعَتِهِ وَالصَّبْرِ عَلَى جِهَادِ أَعْدَائِهِ وَأَعْدَائِهِمْ . لِأَنَّ قَوْلَهُ : "هَذَا " ، إِشَارَةٌ إِلَى حَاضِرٍ : إِمَّا مَرْئِيٌّ وَإِمَّا مَسْمُوعٌ ، وَهُوَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِلَى حَاضِرٍ مَسْمُوعٍ مِنَ الْآيَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ .
فَمَعْنَى الْكَلَامِ : هَذَا الَّذِي أَوْضَحْتُ لَكُمْ وَعَرَّفْتُكُمُوهُ ، بَيَانٌ لِلنَّاسِ يَعْنِي بِ "الْبَيَانِ " ، الشَّرْحَ وَالتَّفْسِيرَ ، كَمَا : -
[ ص: 233 ]
7878 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ " ، أَيْ : هَذَا تَفْسِيرٌ لِلنَّاسِ إِنْ قَبِلُوهُ .
7879 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ وَالْمُثْنِي قَالَا حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
بَيَانٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ " ، قَالَ : مِنَ الْعَمَى .
7880 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
الثَّوْرِيُّ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، مِثْلَهُ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : "وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ " ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِ "الْهُدَى " ، الدَّلَالَةَ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَمَنْهَجِ الدِّينِ وَ بِ "الْمَوْعِظَةِ " ، التَّذْكِرَةَ لِلصَّوَابِ وَالرَّشَادِ ، كَمَا : -
7881 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ وَالْمُثَنَّى قَالَا : حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
بَيَانٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ : "وَهُدًى " ، قَالَ : مِنَ الضَّلَالَةِ "وَمَوْعِظَةٌ " ، مِنَ الْجَهْلِ .
7882 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
بَيَانٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ مِثْلَهُ .
7883 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ : "لِلْمُتَّقِينَ " ، أَيْ : لِمَنْ أَطَاعَنِي وَعَرَفَ أَمْرِي .