[ ص: 478 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=28985_31907_31915_32016ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ( 5 ) )
يقول تعالى : وكما أرسلناك يا
محمد وأنزلنا عليك الكتاب ، لتخرج الناس كلهم ، تدعوهم إلى الخروج من الظلمات إلى النور ، كذلك أرسلنا
موسى في بني إسرائيل بآياتنا .
قال
مجاهد : وهي التسع الآيات .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5أن أخرج قومك من الظلمات ) أي : أمرناه قائلين له : ( أخرج قومك من الظلمات إلى النور ) أي : ادعهم إلى الخير ، ليخرجوا من ظلمات ما كانوا فيه من الجهل والضلال إلى نور الهدى وبصيرة الإيمان .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وذكرهم بأيام الله ) أي : بأياديه ونعمه عليهم ، في إخراجه إياهم من أسر
فرعون وقهره وظلمه وغشمه ، وإنجائه إياهم من عدوهم ، وفلقه لهم البحر ، وتظليله إياهم بالغمام ، وإنزاله عليهم المن والسلوى ، إلى غير ذلك من النعم . قال ذلك
مجاهد ، وقتادة ، وغير واحد .
وقد ورد فيه الحديث المرفوع الذي رواه
عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل في مسند أبيه حيث قال : حدثني
يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم ، حدثنا
محمد بن أبان الجعفي ، عن
أبي إسحاق ، عن
سعيد بن جبير [ عن
ابن عباس ، عن
أبي بن كعب ، nindex.php?page=hadith&LINKID=821745عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في قوله تبارك وتعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وذكرهم بأيام الله ) قال : " بنعم الله تبارك وتعالى ] " .
[ ورواه
ابن جرير ]
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، من حديث
محمد بن أبان ، به ورواه
عبد الله ابنه أيضا موقوفا وهو أشبه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) أي : إن فيما صنعنا بأوليائنا بني إسرائيل حين أنقذناهم من يد
فرعون ، وأنجيناهم مما كانوا فيه من العذاب المهين ، لعبرة لكل صبار ، أي : في الضراء ، شكور ، أي : في السراء ، كما قال
قتادة : نعم العبد ، عبد إذا ابتلي صبر ، وإذا أعطي شكر .
وكذا جاء في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825555 " إن أمر المؤمن كله عجب ، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له ، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له " .
[ ص: 478 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=28985_31907_31915_32016وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ( 5 ) )
يَقُولُ تَعَالَى : وَكَمَا أَرْسَلْنَاكَ يَا
مُحَمَّدُ وأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ ، لِتُخْرِجَ النَّاسَ كُلَّهُمْ ، تَدْعُوهُمْ إِلَى الْخُرُوجِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ، كَذَلِكَ أَرْسَلْنَا
مُوسَى فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ بِآيَاتِنَا .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : وَهِيَ التِّسْعُ الْآيَاتِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ ) أَيْ : أَمَرْنَاهُ قَائِلِينَ لَهُ : ( أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) أَيِ : ادْعُهُمْ إِلَى الْخَيْرِ ، لِيَخْرُجُوا مِنْ ظُلُمَاتِ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْجَهْلِ وَالضَّلَالِ إِلَى نُورِ الْهُدَى وَبَصِيرَةِ الْإِيمَانِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ) أَيْ : بِأَيَادِيهِ وَنِعَمِهِ عَلَيْهِمْ ، فِي إِخْرَاجِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ أَسْرِ
فِرْعَوْنَ وَقَهْرِهِ وَظُلْمِهِ وَغَشْمِهِ ، وَإِنْجَائِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ عَدْوِهِمْ ، وَفَلْقِهِ لَهُمُ الْبَحْرَ ، وَتَظْلِيلِهِ إِيَّاهُمْ بِالْغَمَامِ ، وَإِنْزَالِهِ عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النِّعَمِ . قَالَ ذَلِكَ
مُجَاهِدٌ ، وَقَتَادَةُ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ .
وَقَدْ وَرَدَ فِيهِ الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ الَّذِي رَوَاهُ
عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِ أَبِيهِ حَيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْجُعْفِيُّ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ [ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=821745عَنِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ) قَالَ : " بِنِعَمِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ] " .
[ وَرَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ ]
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، مِنْ حَدِيثِ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ ، بِهِ وَرَوَاهُ
عَبْدُ اللَّهِ ابْنُهُ أَيْضًا مَوْقُوفًا وَهُوَ أَشْبَهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) أَيْ : إِنَّ فِيمَا صَنَعْنَا بِأَوْلِيَائِنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ أَنْقَذْنَاهُمْ مِنْ يَدِ
فِرْعَوْنَ ، وَأَنْجَيْنَاهُمْ مِمَّا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ، لَعِبْرَةٌ لِكُلِّ صَبَّارٍ ، أَيْ : فِي الضَّرَّاءِ ، شَكُورٌ ، أَيْ : فِي السَّرَّاءِ ، كَمَا قَالَ
قَتَادَةُ : نِعْمَ الْعَبْدُ ، عَبْدٌ إِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ ، وَإِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ .
وَكَذَا جَاءَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825555 " إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ عَجَبٌ ، لَا يَقْضِي اللَّهُ لَهُ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ ، إِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " .