(
nindex.php?page=treesubj&link=28979_19242_32944nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ( 27 )
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=28واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ( 28 ) )
قال
عبد الله بن أبي قتادة nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825227أنزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر ، حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة لينزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستشاروه في ذلك ، فأشار عليهم بذلك - وأشار بيده إلى حلقه - أي : إنه الذبح ، ثم فطن أبو لبابة ، ورأى أنه قد خان الله ورسوله ، فحلف لا يذوق ذواقا حتى يموت أو يتوب الله عليه ، وانطلق إلى مسجد المدينة ، فربط نفسه في سارية منه ، فمكث [ ص: 41 ] كذلك تسعة أيام ، حتى كان يخر مغشيا عليه من الجهد ، حتى أنزل الله توبته على رسوله . فجاء الناس يبشرونه بتوبة الله عليه ، وأرادوا أن يحلوه من السارية ، فحلف لا يحله منها إلا رسول الله صلى الله عليه [ وسلم ] بيده ، فحله ، فقال : يا رسول الله ، إني كنت نذرت أن أنخلع من مالي صدقة ، فقال : يجزيك الثلث أن تصدق به .
وقال
ابن جرير : حدثني
الحارث ، حدثنا
عبد العزيز ، حدثنا
يونس بن الحارث الطائفي ، حدثنا
محمد بن عبيد الله أبو عون الثقفي ، عن
المغيرة بن شعبة قال : نزلت هذه الآية في قتل
عثمان - رضي الله عنه - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول ) الآية .
وقال
ابن جرير أيضا : حدثنا
القاسم بن بشر بن معروف ، حدثنا
شبابة بن سوار ، حدثنا
محمد بن المحرم قال : لقيت
عطاء بن أبي رباح فحدثني قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ؛
أن أبا سفيان خرج من مكة ، فأتى جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن أبا سفيان في كذا وكذا . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : إن أبا سفيان في موضع كذا وكذا ، فاخرجوا إليه واكتموا ، فكتب رجل من المنافقين إليه : إن محمدا يريدكم ، فخذوا حذركم ، فأنزل الله [ عز وجل ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم ) الآية .
هذا حديث غريب جدا ، وفي سنده وسياقه نظر .
وفي الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=825229قصة nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة أنه كتب إلى قريش يعلمهم بقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياهم عام الفتح ، فأطلع الله رسوله على ذلك ، فبعث في إثر الكتاب فاسترجعه ، واستحضر حاطبا فأقر بما صنع ، فقام nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ، ألا أضرب عنقه ، فإنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين ؟ فقال : دعه ، فإنه قد شهد بدرا ، ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
قلت : والصحيح أن الآية عامة ، وإن صح أنها وردت على سبب خاص ، فالأخذ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عند الجماهير من العلماء . والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار اللازمة والمتعدية .
وقال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27وتخونوا أماناتكم ) الأمانة الأعمال التي ائتمن الله عليها العباد - يعني الفريضة يقول : لا تخونوا : لا تنقضوها .
وقال في رواية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27لا تخونوا الله والرسول ) يقول : بترك سنته وارتكاب معصيته .
وقال
محمد بن إسحاق : حدثني
محمد بن جعفر بن الزبير ، عن
عروة بن الزبير في هذه الآية ،
[ ص: 42 ] أي : لا تظهروا لله من الحق ما يرضى به منكم ، ثم تخالفوه في السر إلى غيره ، فإن ذلك هلاك لأماناتكم ، وخيانة لأنفسكم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : إذا خانوا الله والرسول ، فقد خانوا أماناتهم .
وقال أيضا : كانوا يسمعون من النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث فيفشونه حتى يبلغ المشركين . وقال
عبد الرحمن بن زيد [ بن أسلم ] : نهاكم أن تخونوا الله والرسول ، كما صنع المنافقون .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=28واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ) أي : اختبار وامتحان منه لكم ؛ إذ أعطاكموها ليعلم أتشكرونه عليها وتطيعونه فيها ، أو تشتغلون بها عنه ، وتعتاضون بها منه ؟ كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=15إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم ) [ التغابن : 15 ] ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) [ الأنبياء : 35 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=9يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) [ المنافقون : 9 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=14يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) الآية [ التغابن : 14 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=28وأن الله عنده أجر عظيم ) أي : ثوابه وعطاؤه وجناته خير لكم من الأموال والأولاد ، فإنه قد يوجد منهم عدو ، وأكثرهم لا يغني عنك شيئا ، والله سبحانه ، هو المتصرف المالك للدنيا والآخرة ، ولديه الثواب الجزيل يوم القيامة .
وفي الأثر
يقول [ الله ] تعالى : ابن آدم ، اطلبني تجدني ، فإن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء .
وفي الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ أنه قال ]
nindex.php?page=hadith&LINKID=821489ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه .
بل حب رسوله مقدم على الأولاد والأموال والنفوس ، كما ثبت في الصحيح أنه ، عليه السلام ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825231والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهله وماله والناس أجمعين .
(
nindex.php?page=treesubj&link=28979_19242_32944nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( 27 )
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=28وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ( 28 ) )
قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12300والزُّهْرِيُّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825227أُنْزِلَتْ فِي أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ ، حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ لِيَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْتَشَارُوهُ فِي ذَلِكَ ، فَأَشَارَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ - أَيْ : إِنَّهُ الذَّبْحُ ، ثُمَّ فَطِنَ أَبُو لُبَابَةَ ، وَرَأَى أَنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَحَلَفَ لَا يَذُوقُ ذَوَاقًا حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَانْطَلَقَ إِلَى مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ ، فَرَبَطَ نَفْسَهُ فِي سَارِيَةٍ مِنْهُ ، فَمَكَثَ [ ص: 41 ] كَذَلِكَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ ، حَتَّى كَانَ يَخِرُّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ مِنَ الْجَهْدِ ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ . فَجَاءَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَهُ بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَأَرَادُوا أَنْ يَحُلُّوهُ مِنَ السَّارِيَةِ ، فَحَلَفَ لَا يَحُلُّهُ مِنْهَا إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [ وَسَلَّمَ ] بِيَدِهِ ، فَحَلَّهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً ، فَقَالَ : يَجْزِيكَ الثُّلُثُ أَنْ تَصدَّقَ بِهِ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ الطَّائِفِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي قَتْلِ
عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ) الْآيَةَ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ أَيْضًا : حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا
شَبَابةُ بْنُ سَوَّارٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُحْرِمِ قَالَ : لَقِيتُ
عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ فَحَدَّثَنِي قَالَ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ؛
أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ ، فَأَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ فِي كَذَا وَكَذَا . فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَصْحَابِهِ : إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا ، فَاخْرُجُوا إِلَيْهِ وَاكْتُمُوا ، فَكَتَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلَيْهِ : إِنَّ مُحَمَّدًا يُرِيدُكُمْ ، فَخُذُوا حِذْرَكُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ [ عَزَّ وَجَلَّ ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ ) الْآيَةَ .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا ، وَفِي سَنَدِهِ وَسِيَاقِهِ نَظَرٌ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=825229قِصَّةُ nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى قُرَيْشٍ يُعْلِمُهُمْ بِقَصْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِيَّاهُمْ عَامَ الْفَتْحِ ، فَأَطْلَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ عَلَى ذَلِكَ ، فَبَعَثَ فِي إِثْرِ الْكِتَابِ فَاسْتَرْجَعَهُ ، وَاسْتَحْضَرَ حَاطِبًا فَأَقَرَّ بِمَا صَنَعَ ، فَقَامَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ ، فَإِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : دَعْهُ ، فَإِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، مَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ
قُلْتُ : وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْآيَةَ عَامَّةٌ ، وَإِنْ صَحَّ أَنَّهَا وَرَدَتْ عَلَى سَبَبٍ خَاصٍّ ، فَالْأَخْذُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ عِنْدَ الْجَمَاهِيرِ مِنَ الْعُلَمَاءِ . وَالْخِيَانَةُ تَعُمُّ الذُّنُوبَ الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ اللَّازِمَةَ وَالْمُتَعَدِّيَةَ .
وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ ) الْأَمَانَةُ الْأَعْمَالُ الَّتِي ائْتَمَنَ اللَّهُ عَلَيْهَا الْعِبَادَ - يَعْنِي الْفَرِيضَةَ يَقُولُ : لَا تَخُونُوا : لَا تَنْقُضُوهَا .
وَقَالَ فِي رِوَايَةٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=27لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ) يَقُولُ : بِتَرْكِ سُنَّتِهِ وَارْتِكَابِ مَعْصِيَتِهِ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ،
[ ص: 42 ] أَيْ : لَا تُظْهِرُوا لِلَّهِ مِنَ الْحَقِّ مَا يَرْضَى بِهِ مِنْكُمْ ، ثُمَّ تُخَالِفُوهُ فِي السِّرِّ إِلَى غَيْرِهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ هَلَاكٌ لِأَمَانَاتِكُمْ ، وَخِيَانَةٌ لِأَنْفُسِكُمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : إِذَا خَانُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ، فَقَدْ خَانُوا أَمَانَاتِهِمْ .
وَقَالَ أَيْضًا : كَانُوا يَسْمَعُونَ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْحَدِيثَ فَيُفْشُونَهُ حَتَّى يَبْلُغَ الْمُشْرِكِينَ . وَقَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ [ بْنِ أَسْلَمَ ] : نَهَاكُمْ أَنْ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ، كَمَا صَنَعَ الْمُنَافِقُونَ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=28وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) أَيْ : اخْتِبَارٌ وَامْتِحَانُ مِنْهُ لَكُمْ ؛ إِذْ أَعْطَاكُمُوهَا لِيَعْلَمَ أَتَشْكُرُونَهُ عَلَيْهَا وَتُطِيعُونَهُ فِيهَا ، أَوْ تَشْتَغِلُونَ بِهَا عَنْهُ ، وَتَعْتَاضُونَ بِهَا مِنْهُ ؟ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=15إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) [ التَّغَابُنِ : 15 ] ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 35 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=9يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) [ الْمُنَافِقُونَ : 9 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=14يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) الْآيَةَ [ التَّغَابُنِ : 14 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=28وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) أَيْ : ثَوَابُهُ وَعَطَاؤُهُ وَجَنَّاتُهُ خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ، فَإِنَّهُ قَدْ يُوجَدُ مِنْهُمْ عَدُوٌّ ، وَأَكْثَرُهُمْ لَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ ، هُوَ الْمُتَصَرِّفُ الْمَالِكُ لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَلَدَيْهِ الثَّوَابُ الْجَزِيلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَفِي الْأَثَرِ
يَقُولُ [ اللَّهُ ] تَعَالَى : ابْنَ آدَمَ ، اطْلُبْنِي تَجِدْنِي ، فَإِنْ وَجَدْتَنِي وَجَدْتَ كُلَّ شَيْءٍ ، وَإِنْ فُتُّكَ فَاتَكَ كُلُّ شَيْءٍ ، وَأَنَا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ .
وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [ أَنَّهُ قَالَ ]
nindex.php?page=hadith&LINKID=821489ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَمَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَمَنْ كَانَ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ .
بَلْ حُبُّ رَسُولِهِ مُقَدَّمٌ عَلَى الْأَوْلَادِ وَالْأَمْوَالِ وَالنُّفُوسِ ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825231وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ .