(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48nindex.php?page=treesubj&link=28999_30549فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون ( 48 )
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=49قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين ( 49 )
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ( 50 ) )
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون ( 51 ) ) .
يقول تعالى مخبرا عن القوم الذين لو عذبهم قبل قيام الحجة عليهم ، لاحتجوا بأنهم لم يأتهم رسول : أنهم لما جاءهم الحق من عنده على لسان
محمد ، صلوات الله وسلامه عليه قالوا على
[ ص: 242 ] وجه التعنت والعناد والكفر والجهل والإلحاد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ) ، يعنون - والله أعلم - : من الآيات الكثيرة ، مثل العصا واليد ، والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ، وتنقص الزروع والثمار ، مما يضيق على أعداء الله ، وكفلق البحر ، وتظليل الغمام ، وإنزال المن والسلوى ، إلى غير ذلك من الآيات الباهرة ، والحجج القاهرة ، التي أجراها الله على يدي
موسى عليه السلام ، حجة وبراهين له على
فرعون وملئه
وبني إسرائيل ، ومع هذا كله لم ينجع في
فرعون وملئه ، بل كفروا
بموسى وأخيه
هارون ، كما قالوا لهما : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين ) [ يونس : 78 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=48فكذبوهما فكانوا من المهلكين ) [ المؤمنون : 48 ] . ولهذا قال هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ) أي : أولم يكفر البشر بما أوتي
موسى من تلك الآيات العظيمة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48قالوا سحران تظاهرا ، ) ، أي تعاونا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48وقالوا إنا بكل كافرون ) أي : بكل منهما كافرون . ولشدة التلازم والتصاحب والمقارنة بين
موسى وهارون ، دل ذكر أحدهما على الآخر ، كما قال الشاعر :
فما أدري إذا يممت أرضا أريد الخير أيهما يليني
أي : فما أدري أيليني الخير أو الشر . قال
مجاهد بن جبر : أمرت
اليهود قريشا ا أن يقولوا
لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، فقال الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا ) قال : يعني
موسى وهارون - صلى الله عليه وسلم - (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48تظاهرا ) أي : تعاونا وتناصرا وصدق كل منهما الآخر . وبهذا قال
سعيد بن جبير وأبو رزين في قوله : ( ساحران ) يعنون :
موسى وهارون . وهذا قول جيد قوي ، والله أعلم .
وقال
مسلم بن يسار ، عن
ابن عباس ) قالوا ساحران تظاهرا ) يعني :
موسى ومحمدا ، صلوات الله وسلامه عليهما وهذا رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري .
وقال
الحسن وقتادة : يعني :
عيسى ومحمدا ، صلى الله عليهما وسلم ، وهذا فيه بعد ; لأن
عيسى لم يجر له ذكر هاهنا ، والله أعلم .
وأما من قرأ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48سحران تظاهرا ) ، فقال
علي بن أبي طلحة والعوفي ، عن
ابن عباس . يعنون : التوراة والقرآن . وكذا قال
عاصم الجندي nindex.php?page=showalam&ids=14468، والسدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : يعني صدق كل واحد منهما الآخر .
وقال
عكرمة : يعنون : التوراة والإنجيل . وهو رواية عن
أبي زرعة ، واختاره
ابن جرير .
وقال
الضحاك وقتادة : الإنجيل والقرآن . والله سبحانه ، أعلم بالصواب . والظاهر على قراءة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48سحران ) أنهم يعنون : التوراة والقرآن ; لأنه قال بعده : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=49قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه ) ، وكثيرا ما يقرن الله بين التوراة والقرآن ، كما في قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ) إلى أن قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وهذا كتاب أنزلناه مبارك ) [ الأنعام : 91 ، 92 ] ،
[ ص: 243 ]
وقال في آخر السورة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=154ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن ) ، إلى أن قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ) [ الأنعام : 155 ] ، وقالت الجن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى [ مصدقا لما بين يديه ] ) [ الأحقاف : 30 ] وقال
ورقة بن نوفل : هذا الناموس الذي أنزل [ الله ] على
موسى . وقد علم بالضرورة لذوي الألباب أن الله لم ينزل كتابا من السماء فيما أنزل من الكتب المتعددة على أنبيائه أكمل ولا أشمل ولا أفصح ولا أعظم ولا أشرف من الكتاب الذي أنزل على
محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو القرآن ، وبعده في الشرف والعظمة الكتاب الذي أنزله على
موسى بن عمران ، عليه السلام ، وهو التوراة التي قال الله تعالى فيها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ) [ المائدة : 44 ] . والإنجيل إنما نزل متمما للتوراة ومحلا لبعض ما حرم على
بني إسرائيل . ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=49قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين ) أي : فيما تدافعون به الحق وتعارضون به من الباطل .
قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50فإن لم يستجيبوا لك ) أي : فإن لم يجيبوك عما قلت لهم ولم يتبعوا الحق (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ) أي : بلا دليل ولا حجة (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) أي : بغير حجة مأخوذة من كتاب الله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51ولقد وصلنا لهم القول ) قال
مجاهد : فصلنا لهم القول . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : بينا لهم القول .
وقال
قتادة : يقول تعالى : أخبرهم كيف صنع بمن مضى وكيف هو صانع ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51لعلهم يتذكرون ) .
قال
مجاهد وغيره : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51وصلنا لهم ) يعني :
قريشا . وهذا هو الظاهر ، لكن قال
حماد بن سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، عن
يحيى بن جعدة ، عن
رفاعة -
رفاعة هذا هو
ابن قرظة القرظي ، وجعله
ابن منده :
رفاعة بن سموأل ، خال
nindex.php?page=showalam&ids=199صفية بنت حيي ، وهو الذي طلق
تميمة بنت وهب التي تزوجها بعده
عبد الرحمن بن الزبير بن باطا ، كذا ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير - قال : نزلت (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51ولقد وصلنا لهم القول ) في عشرة أنا أحدهم . رواه
ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من حديثه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48nindex.php?page=treesubj&link=28999_30549فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ( 48 )
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=49قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 49 )
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( 50 ) )
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( 51 ) ) .
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنِ الْقَوْمِ الَّذِينَ لَوْ عَذَّبَهُمْ قَبْلَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ ، لَاحْتَجُّوا بِأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتِهِمْ رَسُولٌ : أَنَّهُمْ لَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِهِ عَلَى لِسَانِ
مُحَمَّدٍ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ قَالُوا عَلَى
[ ص: 242 ] وَجْهِ التَّعَنُّتِ وَالْعِنَادِ وَالْكُفْرِ وَالْجَهْلِ وَالْإِلْحَادِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ ) ، يَعْنُونَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - : مِنَ الْآيَاتِ الْكَثِيرَةِ ، مِثْلَ الْعَصَا وَالْيَدِ ، وَالطُّوفَانِ وَالْجَرَادِ وَالْقُمَّلِ وَالضَّفَادِعِ وَالدَّمِ ، وَتَنَقُّصِ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ ، مِمَّا يَضِيقُ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ ، وَكَفَلْقِ الْبَحْرِ ، وَتَظْلِيلِ الْغَمَامِ ، وَإِنْزَالِ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الْبَاهِرَةِ ، وَالْحُجَجِ الْقَاهِرَةِ ، الَّتِي أَجْرَاهَا اللَّهُ عَلَى يَدَيْ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، حُجَّةً وَبَرَاهِينَ لَهُ عَلَى
فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ
وَبَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ لَمْ يَنْجَعْ فِي
فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ، بَلْ كَفَرُوا
بِمُوسَى وَأَخِيهِ
هَارُونَ ، كَمَا قَالُوا لَهُمَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ) [ يُونُسَ : 78 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=48فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 48 ] . وَلِهَذَا قَالَ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ ) أَيْ : أَوْلَمَ يَكْفُرِ الْبَشَرُ بِمَا أُوتِيَ
مُوسَى مِنْ تِلْكَ الْآيَاتِ الْعَظِيمَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا ، ) ، أَيْ تَعَاوَنَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ) أَيْ : بِكُلٍّ مِنْهُمَا كَافِرُونَ . وَلِشِدَّةِ التَّلَازُمِ وَالتَّصَاحُبِ وَالْمُقَارَنَةِ بَيْنَ
مُوسَى وَهَارُونَ ، دَلَّ ذِكْرُ أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
فَمَا أَدْرِي إِذَا يَمَّمْتُ أَرْضًا أُرِيدُ الْخَيْرَ أَيَّهُمَا يَلِينِي
أَيْ : فَمَا أَدْرِي أَيَلِينِي الْخَيْرُ أَوِ الشَّرُّ . قَالَ
مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ : أَمَرَتِ
الْيَهُودُ قُرَيْشًا ا أَنْ يَقُولُوا
لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَلِكَ ، فَقَالَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا ) قَالَ : يَعْنِي
مُوسَى وَهَارُونَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48تَظَاهَرَا ) أَيْ : تَعَاوَنَا وَتَنَاصَرَا وَصَدَّقَ كُلٌّ مِنْهُمَا الْآخَرَ . وَبِهَذَا قَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَأَبُو رَزِينٍ فِي قَوْلِهِ : ( سَاحِرَانِ ) يَعْنُونَ :
مُوسَى وَهَارُونَ . وَهَذَا قَوْلٌ جَيِّدٌ قَوِيٌّ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ
مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ) قَالُوا سَاحِرَانِ تَظَاهَرَا ) يَعْنِي :
مُوسَى وَمُحَمَّدًا ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمَا وَهَذَا رِوَايَةٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ وقَتَادَةُ : يَعْنِي :
عِيسَى وَمُحَمَّدًا ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ ، وَهَذَا فِيهِ بُعْدٌ ; لِأَنَّ
عِيسَى لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ هَاهُنَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَأَمَّا مَنْ قَرَأَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48سِحْرَانِ تَظَاهَرَا ) ، فَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ وَالْعَوْفِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ . يَعْنُونَ : التَّوْرَاةَ وَالْقُرْآنَ . وَكَذَا قَالَ
عَاصِمٌ الْجَنَدِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14468، والسُّدِّيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : يَعْنِي صَدَّقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْآخَرَ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : يَعْنُونَ : التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ . وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنْ
أَبِي زُرْعَةَ ، وَاخْتَارَهُ
ابْنُ جَرِيرٍ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ وَقَتَادَةُ : الْإِنْجِيلُ وَالْقُرْآنُ . وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ ، أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ . وَالظَّاهِرُ عَلَى قِرَاءَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=48سِحْرَانِ ) أَنَّهُمْ يَعْنُونَ : التَّوْرَاةَ وَالْقُرْآنَ ; لِأَنَّهُ قَالَ بَعْدَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=49قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ ) ، وَكَثِيرًا مَا يُقْرِنُ اللَّهُ بَيْنَ التَّوْرَاةِ وَالْقُرْآنِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ ) إِلَى أَنْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وَهَذَا كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ مُبَارَكٌ ) [ الْأَنْعَامِ : 91 ، 92 ] ،
[ ص: 243 ]
وَقَالَ فِي آخِرِ السُّورَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=154ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ ) ، إِلَى أَنْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [ الْأَنْعَامِ : 155 ] ، وَقَالَتِ الْجِنُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى [ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ] ) [ الْأَحْقَافِ : 30 ] وَقَالَ
وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ : هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أَنْزَلَ [ اللَّهُ ] عَلَى
مُوسَى . وَقَدْ عُلِمَ بِالضَّرُورَةِ لِذَوِي الْأَلْبَابِ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فِيمَا أَنْزَلَ مِنَ الْكُتُبِ الْمُتَعَدِّدَةِ عَلَى أَنْبِيَائِهِ أَكْمَلَ وَلَا أَشْمَلَ وَلَا أَفْصَحَ وَلَا أَعْظَمَ وَلَا أَشْرَفَ مِنَ الْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ الْقُرْآنُ ، وَبَعْدَهُ فِي الشَّرَفِ وَالْعَظَمَةِ الْكِتَابُ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَهُوَ التَّوْرَاةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ) [ الْمَائِدَةِ : 44 ] . وَالْإِنْجِيلُ إِنَّمَا نَزَلَ مُتَمِّمًا لِلتَّوْرَاةِ وَمُحِلًّا لِبَعْضِ مَا حُرِّمَ عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ . وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=49قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) أَيْ : فِيمَا تُدَافِعُونَ بِهِ الْحَقَّ وَتُعَارِضُونَ بِهِ مِنَ الْبَاطِلِ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ ) أَيْ : فَإِنْ لَمْ يُجِيبُوكَ عَمَّا قُلْتَ لَهُمْ وَلَمْ يَتَّبِعُوا الْحَقَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ) أَيْ : بِلَا دَلِيلٍ وَلَا حُجَّةٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ) أَيْ : بِغَيْرِ حُجَّةٍ مَأْخُوذَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ ) قَالَ
مُجَاهِدٌ : فَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : بَيَّنَّا لَهُمُ الْقَوْلَ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : يَقُولُ تَعَالَى : أَخْبَرَهُمْ كَيْفَ صُنِعَ بِمَنْ مَضَى وَكَيْفَ هُوَ صَانِعٌ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) .
قَالَ
مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51وَصَّلْنَا لَهُمُ ) يَعْنِي :
قُرَيْشًا . وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ ، لَكِنْ قَالَ
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16666عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ ، عَنْ
رِفَاعَةَ -
رِفَاعَةُ هَذَا هُوَ
ابْنُ قَرَظَةَ الْقُرَظِيُّ ، وَجَعَلَهُ
ابْنُ مَنْدَهْ :
رِفَاعَةَ بْنَ سَمَوْأَلٍ ، خَالُ
nindex.php?page=showalam&ids=199صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ ، وَهُوَ الَّذِي طَلَّقَ
تَمِيمَةَ بِنْتَ وَهْبٍ الَّتِي تَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ بَاطَا ، كَذَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابْنُ الْأَثِيرِ - قَالَ : نَزَلَتْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ ) فِي عَشَرَةٍ أَنَا أَحَدُهُمْ . رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِهِ .