(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=28989_31771_31770وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ( 50 ) )
يقول تعالى منبها بني آدم على عداوة إبليس لهم ولأبيهم من قبلهم ، ومقرعا لمن اتبعه منهم وخالف خالقه ومولاه ، الذي أنشأه وابتداه ، وبألطاف رزقه وغذاه ، ثم بعد هذا كله والى إبليس وعادى الله ، فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50وإذ قلنا للملائكة ) أي : لجميع الملائكة ، كما تقدم تقريره في أول سورة " البقرة " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50اسجدوا لآدم ) أي : سجود تشريف وتكريم وتعظيم ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=28وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) [ الحجر : 29 ، 28 ]
وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ) أي : خانه أصله ؛ فإنه خلق من مارج من نار ، وأصل خلق الملائكة من نور ، كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821338 " خلقت الملائكة من نور ، وخلق إبليس من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " . فعند الحاجة نضح كل وعاء بما فيه ، وخانه الطبع عند الحاجة ، وذلك أنه كان قد توسم بأفعال الملائكة وتشبه بهم ، وتعبد وتنسك ، فلهذا دخل في خطابهم ، وعصى بالمخالفة .
ونبه تعالى هاهنا على أنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50من الجن ) أي : إنه خلق من نار ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) [ الأعراف : 12 ، وص : 76 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري : ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط ، وإنه لأصل الجن ، كما أن
آدم ، عليه السلام ، أصل البشر . رواه
ابن جرير بإسناد صحيح [ عنه ] .
[ ص: 168 ]
وقال
الضحاك ، عن
ابن عباس : كان إبليس من حي من أحياء الملائكة ، يقال لهم : الجن ، خلقوا من نار السموم من بين الملائكة - قال : وكان اسمه الحارث ، وكان خازنا من خزان الجنة ، وخلقت الملائكة من نور غير هذا الحي - قال : وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار . وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت .
وقال
الضحاك أيضا ، عن
ابن عباس : كان إبليس من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة ، وكان خازنا على الجنان ، وكان له سلطان [ السماء ] الدنيا وسلطان الأرض ، وكان مما سولت له نفسه ، من قضاء الله أنه رأى أن له بذلك شرفا على أهل السماء ، فوقع من ذلك في قلبه كبر لا يعلمه إلا الله . فاستخرج الله ذلك الكبر منه حين أمره بالسجود لآدم " فاستكبر ، وكان من الكافرين . قال
ابن عباس : وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50كان من الجن ) أي : من خزان [ الجنان ، كما يقال للرجل :
مكي ، ومدني ، وبصري ، وكوفي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
ابن عباس ، نحو ذلك .
وقال
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال : هو من خزان ] الجنة ، وكان يدبر أمر السماء الدنيا ، رواه
ابن جرير من حديث
الأعمش ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن
سعيد ، به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : كان رئيس ملائكة سماء الدنيا .
وقال
ابن إسحاق ، عن
خلاد بن عطاء ، عن
طاوس ، عن
ابن عباس قال : كان إبليس - قبل أن يركب المعصية - من الملائكة ، اسمه عزازيل ، وكان من سكان الأرض . وكان من أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما . فذلك دعاه إلى الكبر ، وكان من حي يسمون جنا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
صالح مولى التوأمة nindex.php?page=showalam&ids=16100وشريك بن أبي نمر ؛ أحدهما أو كلاهما عن
ابن عباس قال : إن من الملائكة قبيلة من الجن ، وكان إبليس منها ، وكان يسوس ما بين السماء والأرض . فعصى ، فسخط الله عليه ، فمسخه شيطانا رجيما - لعنه الله - ممسوخا ، قال : وإذا كانت خطيئة الرجل في كبر فلا ترجه ، وإذا كانت في معصية فارجه .
وعن
سعيد بن جبير أنه قال : كان من الجنانين ، الذين يعملون في الجنة .
وقد روي في هذا آثار كثيرة عن السلف ، وغالبها من الإسرائيليات التي تنقل لينظر فيها ، والله أعلم بحال كثير منها . ومنها ما قد يقطع بكذبه لمخالفته للحق الذي بأيدينا ، وفي القرآن غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة ؛ لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان ، وقد وضع فيها أشياء كثيرة ، وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذين ينفون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين ، كما لهذه [ الأمة من ] الأئمة والعلماء ، والسادة الأتقياء والأبرار والنجباء من الجهابذة النقاد ، والحفاظ
[ ص: 169 ] الجياد ، الذين دونوا الحديث وحرروه ، وبينوا صحيحه من حسنه ، من ضعيفه ، من منكره وموضوعه ، ومتروكه ومكذوبه ، وعرفوا الوضاعين والكذابين والمجهولين ، وغير ذلك من أصناف الرجال ، كل ذلك صيانة للجناب النبوي والمقام المحمدي ، خاتم الرسل ، وسيد البشر [ عليه أفضل التحيات والصلوات والتسليمات ] ، أن ينسب إليه كذب ، أو يحدث عنه بما ليس [ منه ] ، فرضي الله عنهم وأرضاهم ، وجعل جنات الفردوس مأواهم ، وقد فعل .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50ففسق عن أمر ربه ) أي : فخرج عن طاعة الله ؛ فإن الفسق هو الخروج ، يقال فسقت الرطبة : إذا خرجت من أكمامها وفسقت الفأرة من جحرها : إذا خرجت منه للعيث والفساد .
ثم قال تعالى مقرعا وموبخا لمن اتبعه وأطاعه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني ) أي : بدلا عني ؛ ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50بئس للظالمين بدلا )
وهذا المقام كقوله بعد ذكر القيامة وأهوالها ومصير كل من الفريقين السعداء والأشقياء في سورة " يس " : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=59وامتازوا اليوم أيها المجرمون ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون ) [ يس : 59 - 62 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=28989_31771_31770وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ( 50 ) )
يَقُولُ تَعَالَى مُنَبِّهًا بَنِي آدَمَ عَلَى عَدَاوَةِ إِبْلِيسَ لَهُمْ وَلِأَبِيهِمْ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَمُقَرِّعًا لِمَنِ اتَّبَعَهُ مِنْهُمْ وَخَالَفَ خَالِقَهُ وَمَوْلَاهُ ، الَّذِي أَنْشَأَهُ وَابْتَدَاهُ ، وَبِأَلْطَافٍ رَزَقَهُ وَغَذَّاهُ ، ثُمَّ بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ وَالَى إِبْلِيسَ وَعَادَى اللَّهَ ، فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ ) أَيْ : لِجَمِيعِ الْمَلَائِكَةِ ، كَمَا تَقَدَّمَ تَقْرِيرُهُ فِي أَوَّلِ سُورَةِ " الْبَقَرَةِ " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50اسْجُدُوا لِآدَمَ ) أَيْ : سُجُودَ تَشْرِيفٍ وَتَكْرِيمٍ وَتَعْظِيمٍ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=28وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) [ الْحِجْرِ : 29 ، 28 ]
وَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ ) أَيْ : خَانَهُ أَصْلُهُ ؛ فَإِنَّهُ خُلِقَ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، وَأَصْلُ خَلْقِ الْمَلَائِكَةِ مِنْ نُورٍ ، كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821338 " خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ ، وَخُلِقَ إِبْلِيسُ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ " . فَعِنْدَ الْحَاجَةِ نَضَحَ كُلُّ وِعَاءٍ بِمَا فِيهِ ، وَخَانَهُ الطَّبْعُ عِنْدَ الْحَاجَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ تَوَسَّمَ بِأَفْعَالِ الْمَلَائِكَةِ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ ، وَتَعَبَّدَ وَتَنَسَّكَ ، فَلِهَذَا دَخَلَ فِي خِطَابِهِمْ ، وَعَصَى بِالْمُخَالَفَةِ .
وَنَبَّهَ تَعَالَى هَاهُنَا عَلَى أَنَّهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50مِنَ الْجِنِّ ) أَيْ : إِنَّهُ خُلِقَ مِنْ نَارٍ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) [ الْأَعْرَافِ : 12 ، وَص : 76 ]
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : مَا كَانَ إِبْلِيسُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ طَرْفَةَ عَيْنٍ قَطُّ ، وَإِنَّهُ لَأَصْلُ الْجِنِّ ، كَمَا أَنَّ
آدَمَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَصْلُ الْبَشَرِ . رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ [ عَنْهُ ] .
[ ص: 168 ]
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : كَانَ إِبْلِيسُ مِنْ حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْمَلَائِكَةِ ، يُقَالُ لَهُمُ : الْجِنُّ ، خُلِقُوا مِنْ نَارِ السَّمُومِ مِنْ بَيْنِ الْمَلَائِكَةِ - قَالَ : وَكَانَ اسْمُهُ الْحَارِثَ ، وَكَانَ خَازِنًا مِنْ خُزَّانِ الْجَنَّةِ ، وَخُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ غَيْرَ هَذَا الْحَيِّ - قَالَ : وَخُلِقَتِ الْجِنُّ الَّذِينَ ذُكِرُوا فِي الْقُرْآنِ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ . وَهُوَ لِسَانُ النَّارِ الَّذِي يَكُونُ فِي طَرَفِهَا إِذَا الْتَهَبَتْ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ أَيْضًا ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : كَانَ إِبْلِيسُ مِنْ أَشْرَفِ الْمَلَائِكَةِ وَأَكْرَمِهِمْ قَبِيلَةً ، وَكَانَ خَازِنًا عَلَى الْجِنَانِ ، وَكَانَ لَهُ سُلْطَانُ [ السَّمَاءِ ] الدُّنْيَا وَسُلْطَانُ الْأَرْضِ ، وَكَانَ مِمَّا سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ ، مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ أَنَّهُ رَأَى أَنَّ لَهُ بِذَلِكَ شَرَفًا عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ، فَوَقَعَ مِنْ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ كِبْرٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ . فَاسْتَخْرَجَ اللَّهُ ذَلِكَ الْكِبْرَ مِنْهُ حِينَ أَمَرَهُ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ " فَاسْتَكْبَرَ ، وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50كَانَ مِنَ الْجِنِّ ) أَيْ : مِنْ خُزَّانِ [ الْجِنَانِ ، كَمَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ :
مَكِّيٌّ ، وَمَدَنِيٌّ ، وَبَصْرِيٌّ ، وَكُوفِيٌّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، نَحْوَ ذَلِكَ .
وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : هُوَ مِنْ خُزَّانِ ] الْجَنَّةِ ، وَكَانَ يُدَبِّرُ أَمْرَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ حَدِيثِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ
سَعِيدٍ ، بِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ : كَانَ رَئِيسَ مَلَائِكَةِ سَمَاءِ الدُّنْيَا .
وَقَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
خَلَّادِ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ
طَاوُسٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ إِبْلِيسُ - قَبْلَ أَنْ يَرْكَبَ الْمَعْصِيَةَ - مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، اسْمُهُ عَزَازِيلُ ، وَكَانَ مِنْ سُكَّانِ الْأَرْضِ . وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ الْمَلَائِكَةِ اجْتِهَادًا وَأَكْثَرِهِمْ عِلْمًا . فَذَلِكَ دَعَاهُ إِلَى الْكِبْرِ ، وَكَانَ مِنْ حَيٍّ يُسَمَّوْنَ جِنًّا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ
صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ nindex.php?page=showalam&ids=16100وَشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ ؛ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَبِيلَةً مِنَ الْجِنِّ ، وَكَانَ إِبْلِيسُ مِنْهَا ، وَكَانَ يَسُوسُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ . فَعَصَى ، فَسَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَمَسَخَهُ شَيْطَانًا رَجِيمًا - لَعَنَهُ اللَّهُ - مَمْسُوخًا ، قَالَ : وَإِذَا كَانَتْ خَطِيئَةُ الرَّجُلِ فِي كِبْرٍ فَلَا تَرْجُهُ ، وَإِذَا كَانَتْ فِي مَعْصِيَةٍ فَارْجُهُ .
وَعَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ : كَانَ مِنَ الْجَنَّانِينَ ، الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْجَنَّةِ .
وَقَدْ رُوِيَ فِي هَذَا آثَارٌ كَثِيرَةٌ عَنِ السَّلَفِ ، وَغَالِبُهَا مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ الَّتِي تُنْقَلُ لِيُنْظَرَ فِيهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِحَالِ كَثِيرٍ مِنْهَا . وَمِنْهَا مَا قَدْ يُقْطَعُ بِكَذِبِهِ لِمُخَالَفَتِهِ لِلْحَقِّ الَّذِي بِأَيْدِينَا ، وَفِي الْقُرْآنِ غُنْيَةٌ عَنْ كُلِّ مَا عَدَاهُ مِنَ الْأَخْبَارِ الْمُتَقَدِّمَةِ ؛ لِأَنَّهَا لَا تَكَادُ تَخْلُو مِنْ تَبْدِيلٍ وَزِيَادَةٍ وَنُقْصَانٍ ، وَقَدْ وُضِعَ فِيهَا أَشْيَاءٌ كَثِيرَةٌ ، وَلَيْسَ لَهُمْ مِنَ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ الَّذِينَ يَنْفُونَ عَنْهَا تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ ، كَمَا لِهَذِهِ [ الْأُمَّةِ مِنْ ] الْأَئِمَّةِ وَالْعُلَمَاءِ ، وَالسَّادَةِ الْأَتْقِيَاءِ وَالْأَبْرَارِ وَالنُّجَبَاءِ مِنَ الْجَهَابِذَةِ النُّقَّادِ ، وَالْحُفَّاظِ
[ ص: 169 ] الْجِيَادِ ، الَّذِينَ دَوَّنُوا الْحَدِيثَ وَحَرَّرُوهُ ، وَبَيَّنُوا صَحِيحَهُ مَنْ حَسَنِهِ ، مِنْ ضَعِيفِهِ ، مِنْ مُنْكَرِهِ وَمَوْضُوعِهِ ، وَمَتْرُوكِهِ وَمَكْذُوبِهِ ، وَعَرَفُوا الْوَضَّاعِينَ وَالْكَذَّابِينَ وَالْمَجْهُولِينَ ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَصْنَافِ الرِّجَالِ ، كُلُّ ذَلِكَ صِيَانَةً لِلْجَنَابِ النَّبَوِيِّ وَالْمَقَامِ الْمُحَمَّدِيِّ ، خَاتَمِ الرُّسُلِ ، وَسَيِّدِ الْبَشَرِ [ عَلَيْهِ أَفْضَلُ التَّحِيَّاتُ وَالصَّلَوَاتُ وَالتَّسْلِيمَاتُ ] ، أَنْ يُنْسَبَ إِلَيْهِ كَذِبٌ ، أَوْ يُحَدَّثَ عَنْهُ بِمَا لَيْسَ [ مِنْهُ ] ، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ ، وَجَعَلَ جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُمْ ، وَقَدْ فَعَلَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) أَيْ : فَخَرَجَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ ؛ فَإِنَّ الْفِسْقَ هُوَ الْخُرُوجُ ، يُقَالُ فَسَقَتِ الرُّطَبَةُ : إِذَا خَرَجَتْ مِنْ أَكْمَامِهَا وَفَسَقَتِ الْفَأْرَةُ مِنْ جُحْرِهَا : إِذَا خَرَجَتْ مِنْهُ لِلْعَيْثِ وَالْفَسَادِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُقَرِّعًا وَمُوَبِّخًا لِمَنِ اتَّبَعَهُ وَأَطَاعَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي ) أَيْ : بَدَلًا عَنِّي ؛ وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا )
وَهَذَا الْمَقَامُ كَقَوْلِهِ بَعْدَ ذِكْرِ الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِهَا وَمَصِيرِ كُلٍّ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ السُّعَدَاءِ وَالْأَشْقِيَاءِ فِي سُورَةِ " يس " : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=59وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ) [ يس : 59 - 62 ] .