قوله تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=28973 : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=134تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=134تلك أمة قد خلت تلك مبتدأ ، وأمة خبر ، قد خلت نعت لأمة ، وإن شئت كانت خبر المبتدأ ، وتكون أمة بدلا من تلك . لها ما كسبت ما في موضع رفع بالابتداء أو بالصفة على قول الكوفيين . ولكم ما كسبتم مثله ، يريد من خير وشر . وفي هذا دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28785العبد يضاف إليه أعمال وأكساب ، وإن كان الله تعالى أقدره على ذلك ، إن
[ ص: 131 ] كان خيرا فبفضله وإن كان شرا فبعدله ، وهذا مذهب أهل السنة ، والآي في القرآن بهذا المعنى كثيرة . فالعبد مكتسب لأفعاله ، على معنى أنه خلقت له قدرة مقارنة للفعل ، يدرك بها الفرق بين حركة الاختيار وحركة الرعشة مثلا ، وذلك التمكن هو مناط التكليف . وقال
الجبرية بنفي اكتساب العبد ، وإنه كالنبات الذي تصرفه الرياح . وقالت
القدرية والمعتزلة خلاف هذين القولين ، وإن العبد يخلق أفعاله .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=134ولا تسألون عما كانوا يعملون أي لا يؤاخذ أحد بذنب أحد ، مثل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164ولا تزر وازرة وزر أخرى أي لا تحمل حاملة ثقل أخرى ، وسيأتي .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=28973 : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=134تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=134تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ تِلْكَ مُبْتَدَأٌ ، وَأُمَّةٌ خَبَرٌ ، قَدْ خَلَتْ نَعْتٌ لِأُمَّةٍ ، وَإِنْ شِئْتَ كَانَتْ خَبَرَ الْمُبْتَدَأِ ، وَتَكُونُ أُمَّةً بَدَلًا مِنْ تِلْكَ . لَهَا مَا كَسَبَتْ مَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ أَوْ بِالصِّفَةِ عَلَى قَوْلِ الْكُوفِيِّينَ . وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ مِثْلُهُ ، يُرِيدُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ . وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28785الْعَبْدَ يُضَافُ إِلَيْهِ أَعْمَالٌ وَأَكْسَابٌ ، وَإِنْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى أَقْدَرَهُ عَلَى ذَلِكَ ، إِنْ
[ ص: 131 ] كَانَ خَيْرًا فَبِفَضْلِهِ وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَبِعَدْلِهِ ، وَهَذَا مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَالْآيُ فِي الْقُرْآنِ بِهَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ . فَالْعَبْدُ مُكْتَسِبٌ لِأَفْعَالِهِ ، عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ خُلِقَتْ لَهُ قُدْرَةً مُقَارِنَةً لِلْفِعْلِ ، يُدْرِكُ بِهَا الْفَرْقَ بَيْنَ حَرَكَةِ الِاخْتِيَارِ وَحَرَكَةِ الرَّعْشَةِ مَثَلًا ، وَذَلِكَ التَّمَكُّنُ هُوَ مَنَاطُ التَّكْلِيفِ . وَقَالَ
الْجَبْرِيَّةُ بِنَفْيِ اكْتِسَابِ الْعَبْدِ ، وَإِنَّهُ كَالنَّبَاتِ الَّذِي تَصْرِفُهُ الرِّيَاحُ . وَقَالَتِ
الْقَدَرِيَّةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ خِلَافَ هَذَيْنَ الْقَوْلَيْنِ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ يَخْلُقُ أَفْعَالَهُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=134وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ أَيْ لَا يُؤَاخَذُ أَحَدٌ بِذَنْبِ أَحَدٍ ، مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى أَيْ لَا تَحْمِلُ حَامِلَةٌ ثِقَلَ أُخْرَى ، وَسَيَأْتِي .