قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29081nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا nindex.php?page=treesubj&link=29081قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فسبح بحمد ربك واستغفره أي إذا صليت فأكثر من ذلك . وقيل : معنى سبح : صل ؛ عن
ابن عباس : بحمد ربك أي حامدا له على ما آتاك من الظفر والفتح .
[ ص: 206 ] واستغفره أي : سل الله الغفران . وقيل : فسبح المراد به : التنزيه ؛ أي نزهه عما لا يجوز عليه مع شكرك له . واستغفره أي : سل الله الغفران مع مداومة الذكر . والأول أظهر . روى الأئمة ( واللفظ للبخاري ) عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500618ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة بعد أن نزلت عليه سورة : إذا جاء نصر الله والفتح ، إلا يقول : سبحانك ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي وعنها قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500619كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي . يتأول القرآن .
وفي غير الصحيح : وقالت
أم سلمة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500620كان النبي - صلى الله عليه وسلم - آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يجيء ولا يذهب إلا قال : " سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه - قال - فإني أمرت بها - ثم قرأ - nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح إلى آخرها " . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : اجتهد النبي بعد نزولها ، حتى تورمت قدماه . ونحل جسمه ، وقل تبسمه ، وكثر بكاؤه . وقال
عكرمة : لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - قط أشد اجتهادا في أمور الآخرة ما كان منه عند نزولها . وقال
مقاتل : لما نزلت قرأها النبي - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه ، ومنهم
أبو بكر وعمر nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص ، ففرحوا واستبشروا ،
وبكى العباس ؛ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ما يبكيك يا عم ؟ " قال : نعيت إليك نفسك . قال : " إنه لكما تقول " ؛ فعاش بعدها ستين يوما ، ما رئي فيها ضاحكا مستبشرا .
وقيل :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500622نزلت في منى بعد أيام التشريق ، في حجة الوداع ، فبكى عمر والعباس ، فقيل لهما : إن هذا يوم فرح ، فقالا : بل فيه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " صدقتما ، نعيت إلي نفسي " . وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره عن
ابن عباس قال : كان
عمر بن الخطاب يأذن
لأهل بدر ، ويأذن لي معهم . قال : فوجد بعضهم من ذلك ، فقالوا : يأذن لهذا الفتى معنا ومن أبنائنا من هو مثله ، فقال لهم
عمر : إنه من قد علمتم . قال : فأذن لهم ذات يوم ، وأذن لي معهم ، فسألهم عن هذه السورة :
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح فقالوا : أمر الله جل وعز نبيه - صلى الله عليه وسلم - إذا فتح عليه أن يستغفره ، وأن يتوب إليه . فقال : ما تقول يا
ابن عباس ؟ قلت : ليس كذلك ، ولكن أخبر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - حضور أجله ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح ، فذلك علامة موتك .
[ ص: 207 ] nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا . فقال
عمر - رضي الله عنه - : تلومونني عليه ؟ وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فقال
عمر : ما أعلم منها إلا ما تقول . ورواه
الترمذي ، قال : كان
عمر يسألني مع أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال له
عبد الرحمن بن عوف : أتسأله ولنا بنون مثله ؟ فقال له
عمر : إنه من حيث نعلم . فسأله عن هذه الآية : إذا جاء نصر الله والفتح . فقلت : إنما هو أجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أعلمه إياه ؛ وقرأ السورة إلى آخرها . فقال له
عمر : والله ما أعلم منها إلا ما تعلم . قال : هذا حديث حسن صحيح . فإن قيل : فماذا يغفر للنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يؤمر بالاستغفار ؟ قيل له :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500623كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه : رب اغفر لي خطيئتي وجهلي ، وإسرافي في أمري كله ، وما أنت أعلم به مني . اللهم اغفر لي خطئي وعمدي ، وجهلي وهزلي ، وكل ذلك عندي . اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أعلنت وما أسررت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، إنك على كل شيء قدير . فكان - صلى الله عليه وسلم - يستقصر نفسه لعظم ما أنعم الله به عليه ، ويرى قصوره عن القيام بحق ذلك ذنوبا . ويحتمل أن يكون بمعنى : كن متعلقا به ، سائلا راغبا ، متضرعا على رؤية التقصير في أداء الحقوق ؛ لئلا ينقطع إلى رؤية الأعمال . وقيل : الاستغفار تعبد يجب إتيانه ، لا للمغفرة ، بل تعبدا . وقيل : ذلك تنبيه لأمته ، لكيلا يأمنوا ويتركوا الاستغفار . وقيل : واستغفره أي استغفر لأمتك .
إنه كان توابا أي على المسبحين والمستغفرين ، يتوب عليهم ويرحمهم ، ويقبل توبتهم . وإذا كان - عليه السلام - وهو معصوم يؤمر بالاستغفار ، فما الظن بغيره ؟ روى
مسلم عن
عائشة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500624كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قول : سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه . فقال : " خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي ، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه ، فقد رأيتها : nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح - فتح مكة - nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " . وقال
ابن عمر : نزلت هذه السورة
بمنى في حجة الوداع ؛ ثم نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي [ ص: 208 ] فعاش بعدهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانين يوما . ثم نزلت آية الكلالة ، فعاش بعدها خمسين يوما . ثم نزل
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128لقد جاءكم رسول من أنفسكم فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوما . ثم نزل
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله فعاش بعدها أحدا وعشرين يوما . وقال
مقاتل سبعة أيام . وقيل غير هذا مما تقدم في ( البقرة ) بيانه والحمد لله .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29081nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا nindex.php?page=treesubj&link=29081قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ أَيْ إِذَا صَلَّيْتَ فَأَكْثِرْ مِنْ ذَلِكَ . وَقِيلَ : مَعْنَى سَبِّحْ : صَلِّ ؛ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : بِحَمْدِ رَبِّكَ أَيْ حَامِدًا لَهُ عَلَى مَا آتَاكَ مِنَ الظَّفَرِ وَالْفَتْحِ .
[ ص: 206 ] وَاسْتَغْفِرْهُ أَيْ : سَلِ اللَّهَ الْغُفْرَانَ . وَقِيلَ : فَسَبِّحِ الْمُرَادُ بِهِ : التَّنْزِيهُ ؛ أَيْ نَزِّهْهُ عَمَّا لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ مَعَ شُكْرِكَ لَهُ . وَاسْتَغْفِرْهُ أَيْ : سَلِ اللَّهَ الْغُفْرَانَ مَعَ مُدَاوَمَةِ الذِّكْرِ . وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ . رَوَى الْأَئِمَّةُ ( وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ ) عَنْ
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500618مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةً بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ : إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحِ ، إِلَّا يَقُولُ : سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَعَنْهَا قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500619كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي . يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ .
وَفِي غَيْرِ الصَّحِيحِ : وَقَالَتْ
أُمُّ سَلَمَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500620كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آخِرَ أَمْرِهِ لَا يَقُومُ وَلَا يَقْعُدُ وَلَا يَجِيءُ وَلَا يَذْهَبُ إِلَّا قَالَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ - قَالَ - فَإِنِّي أُمِرْتُ بِهَا - ثُمَّ قَرَأَ - nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ إِلَى آخِرِهَا " . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ : اجْتَهَدَ النَّبِيُّ بَعْدَ نُزُولِهَا ، حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ . وَنَحَلَ جِسْمُهُ ، وَقَلَّ تَبَسُّمُهُ ، وَكَثُرَ بُكَاؤُهُ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَطُّ أَشَدَّ اجْتِهَادًا فِي أُمُورِ الْآخِرَةِ مَا كَانَ مِنْهُ عِنْدَ نُزُولِهَا . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : لَمَّا نَزَلَتْ قَرَأَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أَصْحَابِهِ ، وَمِنْهُمْ
أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ nindex.php?page=showalam&ids=37وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، فَفَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا ،
وَبَكَى الْعَبَّاسُ ؛ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " مَا يُبْكِيكَ يَا عَمُّ ؟ " قَالَ : نُعِيَتْ إِلَيْكَ نَفْسُكَ . قَالَ : " إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ " ؛ فَعَاشَ بَعْدَهَا سِتِّينَ يَوْمًا ، مَا رُئِيَ فِيهَا ضَاحِكًا مُسْتَبْشِرًا .
وَقِيلَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500622نَزَلَتْ فِي مِنًى بَعْدَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَبَكَى عُمَرُ وَالْعَبَّاسُ ، فَقِيلَ لَهُمَا : إِنَّ هَذَا يَوْمُ فَرَحٍ ، فَقَالَا : بَلْ فِيهِ نَعْيُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " صَدَقْتُمَا ، نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي " . وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَأْذَنُ
لِأَهْلِ بَدْرٍ ، وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ . قَالَ : فَوَجِدَ بَعْضُهُمْ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالُوا : يَأْذَنُ لِهَذَا الْفَتَى مَعَنَا وَمِنْ أَبْنَائِنَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ ، فَقَالَ لَهُمْ
عُمَرُ : إِنَّهُ مَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ . قَالَ : فَأَذِنَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ ، وَأَذِنَ لِي مَعَهُمْ ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ هَذِهِ السُّورَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فَقَالُوا : أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا فَتَحَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغْفِرَهُ ، وَأَنْ يَتُوبَ إِلَيْهِ . فَقَالَ : مَا تَقُولُ يَا
ابْنَ عَبَّاسٍ ؟ قُلْتُ : لَيْسَ كَذَلِكَ ، وَلَكِنْ أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُضُورَ أَجَلِهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ، فَذَلِكَ عَلَامَةُ مَوْتِكِ .
[ ص: 207 ] nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا . فَقَالَ
عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ ؟ وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ فَقَالَ
عُمَرُ : مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَقُولُ . وَرَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ ، قَالَ : كَانَ
عُمَرُ يَسْأَلُنِي مَعَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ لَهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : أَتَسْأَلُهُ وَلَنَا بَنُونَ مِثْلُهُ ؟ فَقَالَ لَهُ
عُمَرُ : إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ نَعْلَمُ . فَسَأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . فَقُلْتُ : إِنَّمَا هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ ؛ وَقَرَأَ السُّورَةَ إِلَى آخِرَهَا . فَقَالَ لَهُ
عُمَرُ : وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ . قَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . فَإِنْ قِيلَ : فَمَاذَا يُغْفَرُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى يُؤْمَرَ بِالِاسْتِغْفَارِ ؟ قِيلَ لَهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500623كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي دُعَائِهِ : رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي ، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي . اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَئِي وَعَمْدِي ، وَجَهْلِي وَهَزْلِي ، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي . اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . فَكَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَقْصِرُ نَفْسَهُ لِعِظَمِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِ ، وَيَرَى قُصُورَهُ عَنِ الْقِيَامِ بِحَقِّ ذَلِكَ ذُنُوبًا . وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى : كُنْ مُتَعَلِّقًا بِهِ ، سَائِلًا رَاغِبًا ، مُتَضَرِّعًا عَلَى رُؤْيَةِ التَّقْصِيرِ فِي أَدَاءِ الْحُقُوقِ ؛ لِئَلَّا يَنْقَطِعَ إِلَى رُؤْيَةِ الْأَعْمَالِ . وَقِيلَ : الِاسْتِغْفَارُ تَعَبُّدٌ يَجِبُ إِتْيَانُهُ ، لَا لِلْمَغْفِرَةِ ، بَلْ تَعَبُّدًا . وَقِيلَ : ذَلِكَ تَنْبِيهٌ لِأُمَّتِهِ ، لِكَيْلَا يَأْمَنُوا وَيَتْرُكُوا الِاسْتِغْفَارَ . وَقِيلَ : وَاسْتَغْفِرْهُ أَيِ اسْتَغْفِرْ لِأُمَّتِكَ .
إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا أَيْ عَلَى الْمُسَبِّحِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ ، يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَيَرْحَمُهُمْ ، وَيَقْبَلُ تَوْبَتَهُمْ . وَإِذَا كَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَهُوَ مَعْصُومٌ يُؤْمَرُ بِالِاسْتِغْفَارِ ، فَمَا الظَّنُّ بِغَيْرِهِ ؟ رَوَى
مُسْلِمٌ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500624كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ . فَقَالَ : " خَبَّرَنِي رَبِّي أَنِّي سَأَرَى عَلَامَةً فِي أُمَّتِي ، فَإِذَا رَأَيْتُهَا أَكْثَرْتُ مِنْ قَوْلِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، فَقَدْ رَأَيْتُهَا : nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ - فَتْحُ مَكَّةَ - nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا " . وَقَالَ
ابْنُ عُمَرَ : نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ
بِمِنًى فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ؛ ثُمَّ نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي [ ص: 208 ] فَعَاشَ بَعْدَهُمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَمَانِينَ يَوْمًا . ثُمَّ نَزَلَتْ آيَةُ الْكَلَالَةِ ، فَعَاشَ بَعْدَهَا خَمْسِينَ يَوْمًا . ثُمَّ نَزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَعَاشَ بَعْدَهَا خَمْسَةً وَثَلَاثِينَ يَوْمًا . ثُمَّ نَزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ فَعَاشَ بَعْدَهَا أَحَدًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ سَبْعَةَ أَيَّامٍ . وَقِيلَ غَيْرَ هَذَا مِمَّا تَقَدَّمَ فِي ( الْبَقَرَةِ ) بَيَانُهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .