قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين أإنكم بهمزتين ، الثانية بين بين و " أاإنكم " بألف بين همزتين وهو استفهام معناه التوبيخ . أمره بتوبيخهم والتعجب من فعلهم ، أي : لم تكفرون بالله وهو خالق السماوات والأرض ؟ ! " في يومين " الأحد والاثنين " وتجعلون له أندادا " أي أضدادا وشركاء
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9ذلك رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وجعل فيها [ ص: 306 ] أي في الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10رواسي من فوقها يعني الجبال . وقال
وهب : لما خلق الله الأرض مادت على وجه الماء ، فقال
لجبريل ثبتها يا
جبريل . فنزل فأمسكها فغلبته الرياح ، قال : يا رب أنت أعلم ، لقد غلبت فيها . فثبتها بالجبال وأرساها وبارك فيها بما خلق فيها من المنافع . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أنبت فيها شجرها . وقدر فيها أقواتها قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي والحسن : أرزاق أهلها ومصالحهم . وقال
قتادة ومجاهد : خلق فيها أنهارها وأشجارها ودوابها في يوم الثلاثاء والأربعاء . وقال
عكرمة والضحاك : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10قدر فيها أقواتها أي : أرزاق أهلها وما يصلح لمعايشهم من التجارات والأشجار والمنافع في كل بلدة ما لم يجعله في الأخرى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة والأسفار من بلد إلى بلد . قال
عكرمة : حتى إنه في بعض البلاد ليتبايعون الذهب بالملح مثلا بمثل . وقال
مجاهد والضحاك : السابري من
سابور ،
والطيالسة من
الري ، والحبر اليمانية من
اليمن . في أربعة أيام يعني في تتمة أربعة أيام . ومثاله قول القائل : خرجت من
البصرة إلى
بغداد في عشرة أيام ، وإلى
الكوفة في خمسة عشر يوما ، أي : في تتمة خمسة عشر يوما . قال معناه
ابن الأنباري وغيره . سواء للسائلين قال
الحسن : المعنى في أربعة أيام مستوية تامة .
الفراء : في الكلام تقديم وتأخير ، والمعنى : وقدر فيها أقواتها سواء للمحتاجين . واختاره
الطبري . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري ويعقوب الحضرمي " سواء للسائلين " بالجر ، وعن
ابن القعقاع " سواء " بالرفع ، فالنصب على المصدر و " سواء " بمعنى استواء أي : استوت استواء . وقيل : على الحال والقطع ، والجر على النعت لأيام أو لأربعة أي : في أربعة أيام مستوية تامة . والرفع على الابتداء والخبر " للسائلين " أو على تقدير : هذه سواء للسائلين . وقال أهل المعاني : معنى " سواء للسائلين " ولغير السائلين ، أي : خلق الأرض وما فيها لمن سأل ولمن لم يسأل ، ويعطي من سأل ومن لا يسأل .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثم استوى إلى السماء وهي دخان أي عمد إلى خلقها وقصد لتسويتها . والاستواء من صفة الأفعال على أكثر الأقوال ، يدل عليه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وقد مضى القول هناك . وروى
أبو صالح عن
ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثم استوى إلى السماء يعني صعد أمره إلى السماء ، وقاله
الحسن . ومن قال : إنه صفة ذاتية زائدة قال : استوى في الأزل بصفاته . و " ثم " ترجع إلى نقل السماء من صفة الدخان إلى حالة الكثافة . وكان ذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس ، على ما مضى في " البقرة " عن
ابن مسعود وغيره .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها أي جيئا بما خلقت فيكما من
[ ص: 307 ] المنافع والمصالح وأخرجاها لخلقي . قال
ابن عباس : قال الله تعالى للسماء : أطلعي شمسك وقمرك وكواكبك ، وأجري رياحك وسحابك ، وقال للأرض : شقي أنهارك وأخرجي شجرك وثمارك طائعتين أو كارهتين ، قالتا أتينا طائعين في الكلام حذف أي : أتينا أمرك
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11طائعين . وقيل : معنى هذا الأمر التسخير ، أي : كونا فكانتا كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون فعلى هذا قال ذلك قبل خلقهما . وعلى القول الأول قال ذلك بعد خلقهما . وهو قول الجمهور . وفي قوله تعالى لهما وجهان : أحدهما : أنه قول تكلم به . الثاني : أنها قدرة منه ظهرت لهما فقام مقام الكلام في بلوغ المراد ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11قالتا أتينا طائعين فيه أيضا وجهان : أحدهما : أنه ظهور الطاعة منهما حيث انقادا وأجابا فقام مقام قولهما ، ومنه قول الراجز :
امتلأ الحوض وقال قطني مهلا رويدا قد ملأت بطني
يعني ظهر ذلك فيه . وقال أكثر أهل العلم : بل خلق الله فيهما الكلام فتكلمتا كما أراد تعالى : قال
أبو نصر السكسكي : فنطق من الأرض موضع الكعبة ، ونطق من السماء ما بحيالها ، فوضع الله تعالى فيه حرمه . وقال : طائعين ولم يقل طائعتين على اللفظ ولا طائعات على المعنى ، لأنهما سموات وأرضون ، لأنه أخبر عنهما وعمن فيهما ، وقيل : لما وصفهن بالقول والإجابة وذلك من صفات من يعقل أجراهما في الكناية مجرى من يعقل ، ومثله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4رأيتهم لي ساجدين وقد تقدم . وفي حديث : إن
موسى عليه الصلاة والسلام قال : يا رب لو أن السماوات والأرض حين قلت لهما
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ائتيا طوعا أو كرها عصياك ، ما كنت صانعا بهما ؟ قال : كنت آمر دابة من دوابي فتبتلعهما . قال : يا رب وأين تلك الدابة ؟ قال : في مرج من مروجي . قال : يا رب وأين ذلك المرج ؟ قال : علم من علمي . ذكره
الثعلبي . وقرأ
ابن عباس ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير وعكرمة " آتيا " بالمد والفتح . وكذلك قوله : " آتينا طائعين " على معنى أعطيا الطاعة من أنفسكما " قالتا " أعطينا " طائعين " فحذف المفعولين جميعا . ويجوز وهو أحسن أن يكون " آتينا " فاعلنا فحذف مفعول واحد . ومن قرأ " آتينا " فالمعنى جئنا بما فينا ، على ما تقدم بيانه في غير ما موضع والحمد لله .
[ ص: 308 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12فقضاهن سبع سماوات في يومين أي أكملهن وفرغ منهن . وقيل . أحكمهن كما قال [
أبو ذؤيب الهذلي ] :
وعليهما مسرودتان قضاهما داود أو صنع السوابغ تبع
في يومين سوى الأربعة الأيام التي خلق فيها الأرض ، فوقع خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54خلق السماوات والأرض في ستة أيام على ما تقدم في " الأعراف " بيانه . قال
مجاهد : ويوم من الستة الأيام كألف سنة مما تعدون . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864977خلق الله الأرض في يومين ، وقدر فيها أقواتها في يومين ، وخلق السماوات في يومين ، خلق الأرض في يوم الأحد والاثنين ، وقدر فيها أقواتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ، وخلق السماوات في يوم الخميس ويوم الجمعة ، وآخر ساعة في يوم الجمعة خلق الله آدم في عجل ، وهي التي تقوم فيها الساعة ، وما خلق الله من دابة إلا وهي تفزع من يوم الجمعة إلا الإنس والجن . على هذا أهل التفسير ، إلا ما رواه
مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831085أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي ، فقال : خلق الله التربة يوم السبت . . . الحديث ، وقد تكلمنا على إسناده في أول سورة " الأنعام " .
[ قوله تعالى : ]
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12وأوحى في كل سماء أمرها قال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وأفلاكها ، وخلق في كل سماء خلقها من الملائكة والخلق الذي فيها من البحار وجبال البرد والثلوج . وهو قول
ابن عباس ، قال : ولله في كل سماء بيت تحج إليه وتطوف به الملائكة بحذاء الكعبة ، والذي في السماء الدنيا هو البيت المعمور . وقيل : أوحى الله في كل سماء ، أي : أوحى فيها ما أراده وما أمر به فيها . والإيحاء قد يكون أمرا ، لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بأن ربك أوحى لها وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=111وإذ أوحيت إلى الحواريين أي : أمرتهم وهو أمر تكوين .
[ قوله تعالى : ]
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12وزينا السماء الدنيا بمصابيح أي بكواكب تضيء وقيل : إن في كل سماء كواكب تضيء . وقيل : بل الكواكب مختصة بالسماء الدنيا . وحفظا أي وحفظناها حفظا ، أي : من الشياطين الذين يسترقون السمع . وهذا الحفظ بالكواكب التي ترجم بها الشياطين على ما تقدم في
[ ص: 309 ] " الحجر " بيانه . وظاهر هذه الآية يدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=31756الأرض خلقت قبل السماء . وقال في آية أخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أم السماء بناها ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30والأرض بعد ذلك دحاها وهذا يدل على خلق السماء أولا . وقال قوم : خلقت الأرض قبل السماء ، فأما قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30والأرض بعد ذلك دحاها فالدحو غير الخلق ، فالله خلق الأرض ثم خلق السموات ، ثم دحا الأرض أي : مدها وبسطها ، قاله
ابن عباس . وقد مضى هذا المعنى مجودا في " البقرة " والحمد لله .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12ذلك تقدير العزيز العليم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ أَإِنَّكُمْ بِهَمْزَتَيْنِ ، الثَّانِيَةُ بَيْنَ بَيْنَ وَ " أَاإِنَّكُمْ " بِأَلِفٍ بَيْنَ هَمْزَتَيْنِ وَهُوَ اسْتِفْهَامٌ مَعْنَاهُ التَّوْبِيخُ . أَمَرَهُ بِتَوْبِيخِهِمْ وَالتَّعَجُّبِ مِنْ فِعْلِهِمْ ، أَيْ : لِمَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَهُوَ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ؟ ! " فِي يَوْمَيْنِ " الْأَحَدُ وَالِاثْنَيْنِ " وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا " أَيْ أَضْدَادًا وَشُرَكَاءَ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَجَعَلَ فِيهَا [ ص: 306 ] أَيْ فِي الْأَرْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا يَعْنِي الْجِبَالَ . وَقَالَ
وَهْبٌ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ مَادَتْ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ ، فَقَالَ
لِجِبْرِيلَ ثَبِّتْهَا يَا
جِبْرِيلُ . فَنَزَلَ فَأَمْسَكَهَا فَغَلَبَتْهُ الرِّيَاحُ ، قَالَ : يَا رَبِّ أَنْتَ أَعْلَمُ ، لَقَدْ غُلِبْتُ فِيهَا . فَثَبَّتَهَا بِالْجِبَالِ وَأَرْسَاهَا وَبَارَكَ فِيهَا بِمَا خَلَقَ فِيهَا مِنَ الْمَنَافِعِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : أَنْبَتَ فِيهَا شَجَرَهَا . وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ وَالْحَسَنُ : أَرْزَاقُ أَهْلِهَا وَمَصَالِحُهُمْ . وَقَالَ
قَتَادَةُ وَمُجَاهِدٌ : خَلَقَ فِيهَا أَنْهَارَهَا وَأَشْجَارَهَا وَدَوَابَّهَا فِي يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ وَالضَّحَّاكُ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10قَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا أَيْ : أَرْزَاقُ أَهْلِهَا وَمَا يَصْلُحُ لِمَعَايِشِهِمْ مِنَ التِّجَارَاتِ وَالْأَشْجَارِ وَالْمَنَافِعِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَا لَمْ يَجْعَلْهُ فِي الْأُخْرَى لِيَعِيشَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ بِالتِّجَارَةِ وَالْأَسْفَارِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ . قَالَ
عِكْرِمَةُ : حَتَّى إِنَّهُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ لَيَتَبَايَعُونَ الذَّهَبَ بِالْمِلْحِ مِثْلًا بِمِثْلٍ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَالضَّحَّاكُ : السَّابِرِيُّ مِنْ
سَابُورَ ،
وَالطَّيَالِسَةُ مِنَ
الرَّيِّ ، وَالْحُبُرُ الْيَمَانِيَةُ مِنَ
الْيَمَنِ . فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ يَعْنِي فِي تَتِمَّةِ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ . وَمِثَالُهُ قَوْلُ الْقَائِلِ : خَرَجْتُ مِنَ
الْبَصْرَةِ إِلَى
بَغْدَادَ فِي عَشَرَةِ أَيَّامٍ ، وَإِلَى
الْكُوفَةِ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا ، أَيْ : فِي تَتِمَّةِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا . قَالَ مَعْنَاهُ
ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَغَيْرُهُ . سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ قَالَ
الْحَسَنُ : الْمَعْنَى فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ مُسْتَوِيَةٍ تَامَّةٍ .
الْفَرَّاءُ : فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، وَالْمَعْنَى : وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا سَوَاءً لِلْمُحْتَاجِينَ . وَاخْتَارَهُ
الطَّبَرِيُّ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ " سَوَاءٍ لِلسَّائِلِينَ " بِالْجَرِّ ، وَعَنِ
ابْنِ الْقَعْقَاعِ " سَوَاءٌ " بِالرَّفْعِ ، فَالنَّصْبُ عَلَى الْمَصْدَرِ وَ " سَوَاءً " بِمَعْنَى اسْتِوَاءٍ أَيِ : اسْتَوَتِ اسْتِوَاءً . وَقِيلَ : عَلَى الْحَالِ وَالْقَطْعِ ، وَالْجَرُّ عَلَى النَّعْتِ لِأَيَّامٍ أَوْ لِأَرْبَعَةٍ أَيْ : فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ مُسْتَوِيَةٍ تَامَّةٍ . وَالرَّفْعُ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرُ " لِلسَّائِلِينَ " أَوْ عَلَى تَقْدِيرِ : هَذِهِ سَوَاءٌ لِلسَّائِلِينَ . وَقَالَ أَهْلُ الْمَعَانِي : مَعْنَى " سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ " وَلِغَيْرِ السَّائِلِينَ ، أَيْ : خَلَقَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا لِمَنْ سَأَلَ وَلِمَنْ لَمْ يَسْأَلْ ، وَيُعْطِي مَنْ سَأَلَ وَمَنْ لَا يَسْأَلُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ أَيْ عَمَدَ إِلَى خَلْقِهَا وَقَصَدَ لِتَسْوِيَتِهَا . وَالِاسْتِوَاءُ مِنْ صِفَةِ الْأَفْعَالِ عَلَى أَكْثَرِ الْأَقْوَالِ ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ هُنَاكَ . وَرَوَى
أَبُو صَالِحٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ يَعْنِي صَعِدَ أَمْرُهُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَقَالَهُ
الْحَسَنُ . وَمَنْ قَالَ : إِنَّهُ صِفَةٌ ذَاتِيَّةٌ زَائِدَةٌ قَالَ : اسْتَوَى فِي الْأَزَلِ بِصِفَاتِهِ . وَ " ثُمَّ " تَرْجِعُ إِلَى نَقْلِ السَّمَاءِ مِنْ صِفَةِ الدُّخَانِ إِلَى حَالَةِ الْكَثَافَةِ . وَكَانَ ذَلِكَ الدُّخَانُ مِنْ تَنَفُّسِ الْمَاءِ حِينَ تَنَفَّسَ ، عَلَى مَا مَضَى فِي " الْبَقَرَةِ " عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا أَيْ جِيئَا بِمَا خَلَقْتُ فِيكُمَا مِنَ
[ ص: 307 ] الْمَنَافِعِ وَالْمَصَالِحِ وَأَخْرِجَاهَا لِخَلْقِي . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلسَّمَاءِ : أَطْلِعِي شَمْسَكِ وَقَمَرَكِ وَكَوَاكِبَكِ ، وَأَجْرِي رِيَاحَكِ وَسَحَابَكِ ، وَقَالَ لِلْأَرْضِ : شُقِّي أَنْهَارَكِ وَأَخْرِجِي شَجَرَكِ وَثِمَارَكِ طَائِعَتَيْنِ أَوْ كَارِهَتَيْنِ ، قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ أَيْ : أَتَيْنَا أَمْرَكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11طَائِعِينَ . وَقِيلَ : مَعْنَى هَذَا الْأَمْرِ التَّسْخِيرُ ، أَيْ : كُونَا فَكَانَتَا كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَعَلَى هَذَا قَالَ ذَلِكَ قَبْلَ خَلْقِهِمَا . وَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ خَلْقِهِمَا . وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ . وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَهُمَا وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ قَوْلٌ تَكَلَّمَ بِهِ . الثَّانِي : أَنَّهَا قُدْرَةٌ مِنْهُ ظَهَرَتْ لَهُمَا فَقَامَ مَقَامَ الْكَلَامِ فِي بُلُوغِ الْمُرَادِ ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فِيهِ أَيْضًا وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ ظُهُورُ الطَّاعَةِ مِنْهُمَا حَيْثُ انْقَادَا وَأَجَابَا فَقَامَ مَقَامَ قَوْلِهِمَا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
امْتَلَأَ الْحَوْضُ وَقَالَ قَطْنِي مَهْلًا رُوَيْدًا قَدْ مَلَأْتُ بَطْنِي
يَعْنِي ظَهَرَ ذَلِكَ فِيهِ . وَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ : بَلْ خَلَقَ اللَّهُ فِيهِمَا الْكَلَامَ فَتَكَلَّمَتَا كَمَا أَرَادَ تَعَالَى : قَالَ
أَبُو نَصْرٍ السَّكْسَكِيُّ : فَنَطَقَ مِنَ الْأَرْضِ مَوْضِعُ الْكَعْبَةِ ، وَنَطَقَ مِنَ السَّمَاءِ مَا بِحِيَالِهَا ، فَوَضَعَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ حَرَمَهُ . وَقَالَ : طَائِعِينَ وَلَمْ يَقُلْ طَائِعَتَيْنِ عَلَى اللَّفْظِ وَلَا طَائِعَاتٍ عَلَى الْمَعْنَى ، لِأَنَّهُمَا سَمَوَاتٌ وَأَرَضُونَ ، لِأَنَّهُ أَخْبَرَ عَنْهُمَا وَعَمَّنْ فِيهِمَا ، وَقِيلَ : لَمَّا وَصَفَهُنَّ بِالْقَوْلِ وَالْإِجَابَةِ وَذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ مَنْ يَعْقِلُ أَجْرَاهُمَا فِي الْكِنَايَةِ مَجْرَى مَنْ يَعْقِلُ ، وَمِثْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَفِي حَدِيثٍ : إِنَّ
مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ : يَا رَبِّ لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حِينَ قُلْتَ لَهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا عَصَيَاكَ ، مَا كُنْتَ صَانِعًا بِهِمَا ؟ قَالَ : كُنْتُ آمُرُ دَابَّةً مِنْ دَوَابِّي فَتَبْتَلِعُهُمَا . قَالَ : يَا رَبِّ وَأَيْنَ تِلْكَ الدَّابَّةُ ؟ قَالَ : فِي مَرْجٍ مِنْ مُرُوجِي . قَالَ : يَا رَبِّ وَأَيْنَ ذَلِكَ الْمَرْجُ ؟ قَالَ : عِلْمٌ مِنْ عِلْمِي . ذَكَرَهُ
الثَّعْلَبِيُّ . وَقَرَأَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةُ " آتَيَا " بِالْمَدِّ وَالْفَتْحِ . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : " آتَيْنَا طَائِعِينَ " عَلَى مَعْنَى أَعْطِيَا الطَّاعَةَ مِنْ أَنْفُسِكُمَا " قَالَتَا " أَعْطَيْنَا " طَائِعِينَ " فَحَذَفَ الْمَفْعُولَيْنِ جَمِيعًا . وَيَجُوزُ وَهُوَ أَحْسَنُ أَنْ يَكُونَ " آتَيْنَا " فَاعَلْنَا فَحُذِفَ مَفْعُولٌ وَاحِدٌ . وَمَنْ قَرَأَ " آتَيْنَا " فَالْمَعْنَى جِئْنَا بِمَا فِينَا ، عَلَى مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي غَيْرِ مَا مَوْضِعٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .
[ ص: 308 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ أَيْ أَكْمَلَهُنَّ وَفَرَغَ مِنْهُنَّ . وَقِيلَ . أَحْكَمَهُنَّ كَمَا قَالَ [
أَبُو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ ] :
وَعَلَيْهِمَا مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُمَا دَاوُدُ أَوْ صَنَعَ السَّوَابِغَ تُبَّعُ
فِي يَوْمَيْنِ سِوَى الْأَرْبَعَةِ الْأَيَّامِ الَّتِي خَلَقَ فِيهَا الْأَرْضَ ، فَوَقَعَ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي " الْأَعْرَافِ " بَيَانُهُ . قَالَ
مُجَاهِدٌ : وَيَوْمٌ مِنَ السِّتَّةِ الْأَيَّامِ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864977خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ، وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي يَوْمَيْنِ ، وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ فِي يَوْمَيْنِ ، خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمِ الْأَحَدِ وَالِاثْنَيْنِ ، وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ، وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، وَآخِرُ سَاعَةٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فِي عَجَلٍ ، وَهِيَ الَّتِي تَقُومُ فِيهَا السَّاعَةُ ، وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تَفْزَعُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَّا الْإِنْسَ وَالْجِنَّ . عَلَى هَذَا أَهْلُ التَّفْسِيرِ ، إِلَّا مَا رَوَاهُ
مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831085أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدَيَّ ، فَقَالَ : خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ . . . الْحَدِيثُ ، وَقَدْ تَكَلَّمْنَا عَلَى إِسْنَادِهِ فِي أَوَّلِ سُورَةِ " الْأَنْعَامِ " .
[ قَوْلُهُ تَعَالَى : ]
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا قَالَ
قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : خَلَقَ فِيهَا شَمْسَهَا وَقَمَرَهَا وَنُجُومَهَا وَأَفْلَاكَهَا ، وَخَلَقَ فِي كُلِّ سَمَاءٍ خَلْقَهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْخَلْقِ الَّذِي فِيهَا مِنَ الْبِحَارِ وَجِبَالِ الْبَرَدِ وَالثُّلُوجِ . وَهُوَ قَوْلُ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : وَلِلَّهِ فِي كُلِّ سَمَاءٍ بَيْتٌ تَحُجُّ إِلَيْهِ وَتَطُوفُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ بِحِذَاءِ الْكَعْبَةِ ، وَالَّذِي فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا هُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ . وَقِيلَ : أَوْحَى اللَّهُ فِي كُلِّ سَمَاءٍ ، أَيْ : أَوْحَى فِيهَا مَا أَرَادَهُ وَمَا أَمَرَ بِهِ فِيهَا . وَالْإِيحَاءُ قَدْ يَكُونُ أَمْرًا ، لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=111وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَيْ : أَمَرْتُهُمْ وَهُوَ أَمْرُ تَكْوِينٍ .
[ قَوْلُهُ تَعَالَى : ]
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ أَيْ بِكَوَاكِبَ تُضِيءُ وَقِيلَ : إِنَّ فِي كُلِّ سَمَاءٍ كَوَاكِبَ تُضِيءُ . وَقِيلَ : بَلِ الْكَوَاكِبُ مُخْتَصَّةٌ بِالسَّمَاءِ الدُّنْيَا . وَحِفْظًا أَيْ وَحَفِظْنَاهَا حِفْظًا ، أَيْ : مِنَ الشَّيَاطِينِ الَّذِينَ يَسْتَرِقُونَ السَّمْعَ . وَهَذَا الْحِفْظُ بِالْكَوَاكِبِ الَّتِي تُرْجَمُ بِهَا الشَّيَاطِينُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي
[ ص: 309 ] " الْحِجْرِ " بَيَانُهُ . وَظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31756الْأَرْضَ خُلِقَتْ قَبْلَ السَّمَاءِ . وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى خَلْقِ السَّمَاءِ أَوَّلًا . وَقَالَ قَوْمٌ : خُلِقَتِ الْأَرْضُ قَبْلَ السَّمَاءِ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا فَالدَّحْوُ غَيْرُ الْخَلْقِ ، فَاللَّهُ خَلَقَ الْأَرْضَ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ ، ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ أَيْ : مَدَّهَا وَبَسَطَهَا ، قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقَدْ مَضَى هَذَا الْمَعْنَى مُجَوَّدًا فِي " الْبَقَرَةِ " وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ .