قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون .
[ ص: 304 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قل إنما أنا بشر مثلكم أي لست بملك بل أنا من بني آدم . قال
الحسن : علمه الله تعالى التواضع . يوحى إلي أي من السماء على أيدي الملائكة
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6أنما إلهكم إله واحد " ف " آمنوا به و استقيموا إليه أي وجهوا وجوهكم بالدعاء له والمسألة إليه ، كما يقول الرجل : استقم إلى منزلك ، أي : لا تعرج على شيء غير القصد إلى منزلك . واستغفروه أي من شرككم .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة قال
ابن عباس : الذين لا يشهدون " أن لا إله إلا الله " وهي زكاة الأنفس . وقال
قتادة : لا يقرون بالزكاة أنها واجبة . وقال
الضحاك ومقاتل : لا يتصدقون ولا ينفقون في الطاعة . قرعهم بالشح الذي يأنف منه الفضلاء ، وفيه دلالة على أن
nindex.php?page=treesubj&link=30551_30539الكافر يعذب بكفره مع منع وجوب الزكاة عليه . وقال
الفراء وغيره : كان المشركون ينفقون النفقات ، ويسقون الحجيج ويطعمونهم ، فحرموا ذلك على من آمن
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، فنزلت فيهم هذه الآية .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7وهم بالآخرة هم كافرون فلهذا لا ينفقون في الطاعة ولا يستقيمون ولا يستغفرون .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : لم خص من بين أوصاف المشركين منع الزكاة مقرونا بالكفر بالآخرة ؟ قلت : لأن أحب شيء إلى الإنسان ماله ، وهو شقيق روحه ، فإذا بذله في سبيل الله فذلك أقوى دليل على ثباته واستقامته وصدق نيته ونصوع طويته . ألا ترى إلى قوله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=265ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم أي : يثبتون أنفسهم ، ويدلون على ثباتها بإنفاق الأموال ، وما خدع المؤلفة قلوبهم إلا بلمظة من الدنيا ، فقويت عصبتهم ولانت شكيمتهم ، وأهل الردة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تظاهروا إلا بمنع الزكاة ، فنصبت لهم الحروب وجوهدوا . وفيه
nindex.php?page=treesubj&link=32946_2650بعث للمؤمنين على أداء الزكاة ، وتخويف شديد من منعها ، حيث جعل المنع من أوصاف المشركين ، وقرن بالكفر بالآخرة .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون قال
ابن عباس : غير مقطوع ، مأخوذ من مننت الحبل إذا قطعته ، ومنه قول
ذي الإصبع :
[ ص: 305 ] إني لعمرك ما بابي بذي غلق على الصديق ولا خيري بممنون
وقال آخر :
فترى خلفها من الرجع والوق ع منينا كأنه أهباء
يعني بالمنين الغبار المنقطع الضعيف . وعن
ابن عباس أيضا
ومقاتل : غير منقوص . ومنه المنون ; لأنها تنقص منة الإنسان أي : قوته ، وقاله
قطرب ، وأنشد قول
زهير :
فضل الجياد على الخيل البطاء فلا يعطي بذلك ممنونا ولا نزقا
قال
الجوهري : والمن القطع ، ويقال النقص ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8لهم أجر غير ممنون . وقال
لبيد :
عبس كواسب لا يمن طعامها
وقال
مجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8غير ممنون غير محسوب . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8غير ممنون عليهم به . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : نزلت في الزمنى والمرضى والهرمى ، إذا ضعفوا عن الطاعة كتب لهم من الأجر كأصح ما كانوا يعملون فيه .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ .
[ ص: 304 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَيْ لَسْتُ بِمَلَكٍ بَلْ أَنَا مِنْ بَنِي آدَمَ . قَالَ
الْحَسَنُ : عَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى التَّوَاضُعَ . يُوحَى إِلَيَّ أَيْ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى أَيْدِي الْمَلَائِكَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " فَ " آمِنُوا بِهِ وَ اسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ أَيْ وَجِّهُوا وُجُوهَكُمْ بِالدُّعَاءِ لَهُ وَالْمَسْأَلَةِ إِلَيْهِ ، كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ : اسْتَقِمْ إِلَى مَنْزِلِكَ ، أَيْ : لَا تُعَرِّجْ عَلَى شَيْءٍ غَيْرَ الْقَصْدِ إِلَى مَنْزِلِكَ . وَاسْتَغْفِرُوهُ أَيْ مِنْ شِرْكِكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : الَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ " أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " وَهِيَ زَكَاةُ الْأَنْفُسِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : لَا يُقِرُّونَ بِالزَّكَاةِ أَنَّهَا وَاجِبَةٌ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ وَمُقَاتِلٌ : لَا يَتَصَدَّقُونَ وَلَا يُنْفِقُونَ فِي الطَّاعَةِ . قَرَّعَهُمْ بِالشُّحِّ الَّذِي يَأْنَفُ مِنْهُ الْفُضَلَاءُ ، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30551_30539الْكَافِرَ يُعَذَّبُ بِكُفْرِهِ مَعَ مَنْعِ وُجُوبِ الزَّكَاةِ عَلَيْهِ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ : كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُنْفِقُونَ النَّفَقَاتِ ، وَيَسْقُونَ الْحَجِيجَ وَيُطْعِمُونَهُمْ ، فَحَرَّمُوا ذَلِكَ عَلَى مَنْ آمَنَ
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ فَلِهَذَا لَا يُنْفِقُونَ فِي الطَّاعَةِ وَلَا يَسْتَقِيمُونَ وَلَا يَسْتَغْفِرُونَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : لِمَ خُصَّ مِنْ بَيْنِ أَوْصَافِ الْمُشْرِكِينَ مَنْعُ الزَّكَاةِ مَقْرُونًا بِالْكُفْرِ بِالْآخِرَةِ ؟ قُلْتُ : لِأَنَّ أَحَبَّ شَيْءٍ إِلَى الْإِنْسَانِ مَالُهُ ، وَهُوَ شَقِيقُ رُوحِهِ ، فَإِذَا بَذَلَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَذَلِكَ أَقْوَى دَلِيلٍ عَلَى ثَبَاتِهِ وَاسْتِقَامَتِهِ وَصِدْقِ نِيَّتِهِ وَنُصُوعِ طَوِيَّتِهِ . أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=265وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ أَيْ : يُثَبِّتُونَ أَنْفُسَهُمْ ، وَيَدُلُّونَ عَلَى ثَبَاتِهَا بِإِنْفَاقِ الْأَمْوَالِ ، وَمَا خُدِعَ الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ إِلَّا بِلُمْظَةٍ مِنَ الدُّنْيَا ، فَقَوِيَتْ عُصْبَتُهُمْ وَلَانَتْ شَكِيمَتُهُمْ ، وَأَهْلُ الرِّدَّةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا تَظَاهَرُوا إِلَّا بِمَنْعِ الزَّكَاةِ ، فَنُصِبَتْ لَهُمُ الْحُرُوبُ وَجُوهِدُوا . وَفِيهِ
nindex.php?page=treesubj&link=32946_2650بَعْثٌ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَدَاءِ الزَّكَاةِ ، وَتَخْوِيفٌ شَدِيدٌ مِنْ مَنْعِهَا ، حَيْثُ جُعِلَ الْمَنْعُ مِنْ أَوْصَافِ الْمُشْرِكِينَ ، وَقُرِنَ بِالْكُفْرِ بِالْآخِرَةِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : غَيْرُ مَقْطُوعٍ ، مَأْخُوذٌ مِنْ مَنَنْتُ الْحَبْلَ إِذَا قَطَعْتُهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
ذِي الْإِصْبَعِ :
[ ص: 305 ] إِنِّي لَعَمْرُكَ مَا بَابِي بِذِي غَلَقٍ عَلَى الصَّدِيقِ وَلَا خَيْرِي بِمَمْنُونِ
وَقَالَ آخَرُ :
فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْعِ وَالْوَقْ عَ مَنِينًا كَأَنَّهُ أَهْبَاءُ
يَعْنِي بِالْمَنِينِ الْغُبَارَ الْمُنْقَطِعَ الضَّعِيفَ . وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا
وَمُقَاتِلٍ : غَيْرُ مَنْقُوصٍ . وَمِنْهُ الْمَنُونُ ; لِأَنَّهَا تُنْقِصُ مُنَّةَ الْإِنْسَانِ أَيْ : قُوَّتَهُ ، وَقَالَهُ
قُطْرُبٌ ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ
زُهَيْرٍ :
فَضْلُ الْجِيَادِ عَلَى الْخَيْلِ الْبِطَاءِ فَلَا يُعْطِي بِذَلِكَ مَمْنُونًا وَلَا نَزِقَا
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَالْمَنُّ الْقَطْعُ ، وَيُقَالُ النَّقْصُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ . وَقَالَ
لَبِيَدٌ :
عُبْسٌ كَوَاسِبُ لَا يُمَنُّ طَعَامُهَا
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8غَيْرُ مَمْنُونٍ غَيْرُ مَحْسُوبٍ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8غَيْرُ مَمْنُونٍ عَلَيْهِمْ بِهِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : نَزَلَتْ فِي الزَّمْنَى وَالْمَرْضَى وَالْهَرْمَى ، إِذَا ضَعُفُوا عَنِ الطَّاعَةِ كُتِبَ لَهُمْ مِنَ الْأَجْرِ كَأَصَحِّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فِيهِ .