[ ص: 180 ] nindex.php?page=treesubj&link=29004قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=42وسبحوه بكرة وأصيلا .
أي اشغلوا ألسنتكم في معظم أحوالكم بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير . قال
مجاهد : وهذه كلمات يقولهن الطاهر والمحدث والجنب . وقيل : ادعوه . قال
جرير :
فلا تنس تسبيح الضحى إن يوسفا دعا ربه فاختاره حين سبحا
وقيل : المراد صلوا لله بكرة وأصيلا ، والصلاة تسمى تسبيحا . وخص الفجر والمغرب والعشاء بالذكر لأنها أحق بالتحريض عليها ، لاتصالها بأطراف الليل . وقال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري : الإشارة إلى صلاة الغداة وصلاة العصر . والأصيل : العشي وجمعه أصائل . والأصل بمعنى الأصيل ، وجمعه آصال ، قاله
المبرد . وقال غيره : أصل جمع أصيل ، كرغيف ورغف . وقد تقدم .
مسألة : هذه الآية مدنية ، فلا تعلق بها لمن زعم أن الصلاة إنما فرضت أولا صلاتين في طرفي النهار . والرواية بذلك ضعيفة فلا التفات إليها ولا معول عليها . وقال مضى الكلام في كيفية فرض الصلاة وما للعلماء في ذلك في ( سبحان ) والحمد لله .
[ ص: 180 ] nindex.php?page=treesubj&link=29004قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=42وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا .
أَيِ اشْغَلُوا أَلْسِنَتَكُمْ فِي مُعْظَمِ أَحْوَالِكُمْ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّكْبِيرِ . قَالَ
مُجَاهِدٌ : وَهَذِهِ كَلِمَاتٌ يَقُولُهُنَّ الطَّاهِرُ وَالْمُحْدِثُ وَالْجُنُبُ . وَقِيلَ : ادْعُوهُ . قَالَ
جَرِيرٌ :
فَلَا تَنْسَ تَسْبِيحَ الضُّحَى إِنَّ يُوسُفًا دَعَا رَبَّهُ فَاخْتَارَهُ حِينَ سَبَّحَا
وَقِيلَ : الْمُرَادُ صَلُّوا لِلَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ، وَالصَّلَاةُ تُسَمَّى تَسْبِيحًا . وَخُصَ الْفَجْرُ وَالْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهَا أَحَقُّ بِالتَّحْرِيضِ عَلَيْهَا ، لِاتِّصَالِهَا بِأَطْرَافِ اللَّيْلِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَالطَّبَرِيُّ : الْإِشَارَةُ إِلَى صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ . وَالْأَصِيلُ : الْعَشِيُّ وَجَمْعُهُ أَصَائِلُ . وَالْأُصُلُ بِمَعْنَى الْأَصِيلِ ، وَجَمْعُهُ آصَالٌ ، قَالَهُ
الْمُبَرِّدُ . وَقَالَ غَيْرُهُ : أُصُلُ جَمْعُ أَصِيلٍ ، كَرَغِيفٍ وَرُغُفٍ . وَقَدْ تَقَدَّمَ .
مَسْأَلَةٌ : هَذِهِ الْآيَةُ مَدَنِيَّةٌ ، فَلَا تَعَلُّقَ بِهَا لِمَنْ زَعَمَ أَنَّ الصَّلَاةَ إِنَّمَا فُرِضَتْ أَوَّلًا صَلَاتَيْنِ فِي طَرَفَيِ النَّهَارِ . وَالرِّوَايَةُ بِذَلِكَ ضَعِيفَةٌ فَلَا الْتِفَاتَ إِلَيْهَا وَلَا مُعَوَّلَ عَلَيْهَا . وَقَالَ مَضَى الْكَلَامُ فِي كَيْفِيَّةِ فَرْضِ الصَّلَاةِ وَمَا لِلْعُلَمَاءِ فِي ذَلِكَ فِي ( سُبْحَانَ ) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .