قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما .
[ ص: 168 ] فيه مسألتان :
الأولى : روى
الترمذي nindex.php?page=hadith&LINKID=832350عن nindex.php?page=showalam&ids=11675أم عمارة الأنصارية أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : ما أرى كل شيء إلا للرجال ، وما أرى النساء يذكرن بشيء ! فنزلت هذه الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الآية . هذا حديث حسن غريب . و ( المسلمين ) اسم إن . ( والمسلمات ) عطف عليه . ويجوز رفعهن عند
البصريين ، فأما
الفراء فلا يجوز عنده إلا فيما لا يتبين فيه الإعراب .
الثانية : بدأ تعالى في هذه الآية بذكر
nindex.php?page=treesubj&link=28632الإسلام الذي يعم الإيمان وعمل الجوارح ، ثم ذكر الإيمان تخصيصا له وتنبيها على أنه عظم الإسلام ودعامته . والقانت : العابد المطيع . والصادق : معناه فيما عوهد عليه أن يفي به . والصابر عن الشهوات وعلى الطاعات في المكره والمنشط . والخاشع : الخائف لله . والمتصدق بالفرض والنفل . وقيل . بالفرض خاصة ، والأول أمدح . والصائم كذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والحافظين فروجهم والحافظات أي عما لا يحل من الزنى وغيره . وفي قوله : ( والحافظات ) حذف يدل عليه المتقدم ، تقديره : والحافظاتها ، فاكتفي بما تقدم . وفي ( الذاكرات ) أيضا مثله ، ونظيره قول الشاعر :
وكمتا مدماة كأن متونها جرى فوقها واستشعرت لون مذهب
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : لون مذهب بالنصب . وإنما يجوز الرفع على حذف الهاء ، كأنه قال : واستشعرته ، فيمن رفع لونا . والذاكر قيل في أدبار الصلوات وغدوا وعشيا ، وفي المضاجع وعند الانتباه من النوم . وقد تقدم هذا كله مفصلا في مواضعه ، وما يترتب عليه من الفوائد والأحكام ، فأغنى عن الإعادة . والحمد لله رب العالمين . قال
مجاهد :
nindex.php?page=treesubj&link=24426لا يكون ذاكرا لله تعالى كثيرا حتى يذكره قائما وجالسا ومضطجعا . وقال
أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : من أيقظ أهله بالليل وصليا أربع ركعات كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا .
[ ص: 168 ] فِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْأُولَى : رَوَى
التِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=hadith&LINKID=832350عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=11675أُمِّ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : مَا أَرَى كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا لِلرِّجَالِ ، وَمَا أَرَى النِّسَاءَ يُذْكَرْنَ بِشَيْءٍ ! فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ الْآيَةَ . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . وَ ( الْمُسْلِمِينَ ) اسْمُ إِنَّ . ( وَالْمُسْلِمَاتُ ) عَطْفٌ عَلَيْهِ . وَيَجُوزُ رَفْعُهُنَّ عِنْدَ
الْبَصْرِيِّينَ ، فَأَمَّا
الْفَرَّاءُ فَلَا يَجُوزُ عِنْدَهُ إِلَّا فِيمَا لَا يَتَبَيَّنُ فِيهِ الْإِعْرَابُ .
الثَّانِيَةُ : بَدَأَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِذِكْرِ
nindex.php?page=treesubj&link=28632الْإِسْلَامِ الَّذِي يَعُمُّ الْإِيمَانَ وَعَمَلَ الْجَوَارِحِ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْإِيمَانَ تَخْصِيصًا لَهُ وَتَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهُ عُظْمُ الْإِسْلَامِ وَدِعَامَتُهُ . وَالْقَانِتُ : الْعَابِدُ الْمُطِيعُ . وَالصَّادِقُ : مَعْنَاهُ فِيمَا عُوهِدَ عَلَيْهِ أَنْ يَفِيَ بِهِ . وَالصَّابِرُ عَنِ الشَّهَوَاتِ وَعَلَى الطَّاعَاتِ فِي الْمَكْرَهِ وَالْمَنْشَطِ . وَالْخَاشِعُ : الْخَائِفُ لِلَّهِ . وَالْمُتَصَدِّقُ بِالْفَرْضِ وَالنَّفْلِ . وَقِيلَ . بِالْفَرْضِ خَاصَّةً ، وَالْأَوَّلُ أَمْدَحُ . وَالصَّائِمُ كَذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ أَيْ عَمَّا لَا يَحِلُّ مِنَ الزِّنَى وَغَيْرِهِ . وَفِي قَوْلِهِ : ( وَالْحَافِظَاتُ ) حَذْفٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمُتَقَدِّمُ ، تَقْدِيرُهُ : وَالْحَافِظَاتِهَا ، فَاكْتُفِيَ بِمَا تَقَدَّمَ . وَفِي ( الذَّاكِرَاتِ ) أَيْضًا مِثْلُهُ ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَكُمْتًا مُدَمَّاةً كَأَنَّ مُتُونَهَا جَرَى فَوْقَهَا وَاسْتَشْعَرَتْ لَوْنُ مُذْهَبِ
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : لَوْنَ مُذْهَبِ بِالنَّصْبِ . وَإِنَّمَا يَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى حَذْفِ الْهَاءِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : وَاسْتَشْعَرَتْهُ ، فِيمَنْ رَفَعَ لَوْنًا . وَالذَّاكِرُ قِيلَ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ وَغُدُوًّا وَعَشِيًّا ، وَفِي الْمَضَاجِعِ وَعِنْدَ الِانْتِبَاهِ مِنَ النَّوْمِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا كُلُّهُ مُفَصَّلًا فِي مَوَاضِعِهِ ، وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنَ الْفَوَائِدِ وَالْأَحْكَامِ ، فَأَغْنَى عَنِ الْإِعَادَةِ . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . قَالَ
مُجَاهِدٌ :
nindex.php?page=treesubj&link=24426لَا يَكُونُ ذَاكِرًا لِلَّهِ تَعَالَى كَثِيرًا حَتَّى يَذْكُرَهُ قَائِمًا وَجَالِسًا وَمُضْطَجِعًا . وَقَالَ
أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَنْ أَيْقَظَ أَهْلَهُ بِاللَّيْلِ وَصَلَّيَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ .