قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=4أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=4أم حسب الذين يعملون السيئات أي الشرك ( أن يسبقونا ) أي يفوتونا ويعجزونا قبل أن نؤاخذهم بما يفعلون . قال
ابن عباس : يريد
الوليد بن المغيرة وأبا جهل والأسود والعاص بن هشام وشيبة وعتبة nindex.php?page=showalam&ids=15497والوليد بن عتبة وعقبة بن أبي معيط nindex.php?page=showalam&ids=15776وحنظلة بن أبي سفيان والعاص بن وائل . ( ساء ما يحكمون ) أي بئس الحكم ما حكموا في صفات ربهم أنه
[ ص: 301 ] مسبوق والله القادر على كل شيء و ( ما ) في موضع نصب بمعنى : ساء شيئا أو حكما يحكمون . ويجوز أن تكون ( ما ) في موضع رفع بمعنى : ساء الشيء أو الحكم حكمهم وهذا قول
الزجاج وقدرها
ابن كيسان تقديرين آخرين خلاف ذينك : أحدهما : أن يكون موضع ( ما يحكمون ) بمنزلة شيء واحد كما تقول : أعجبني ما صنعت ; أي صنيعك ; ف ( ما ) والفعل مصدر في موضع رفع ، التقدير : ساء حكمهم والتقدير الآخر أن تكون ( ما ) لا موضع لها من الإعراب وقد قامت مقام الاسم ل ( ساء ) وكذلك نعم وبئس . قال
أبو الحسن بن كيسان : وأنا أختار أن أجعل ل ( ما ) موضعا في كل ما أقدر عليه ; نحو قوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فبما رحمة من الله وكذا : فبما نقضهم . وكذا :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28أيما الأجلين قضيت ما في موضع خفض في هذا كله وما بعده تابع لها . وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة ( ما ) في موضع نصب و ( بعوضة ) تابع لها .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت ( يرجو ) بمعنى يخاف من قول
الهذلي في وصف عسال :
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها [ وحالفها في بيت نوب عوامل ]
وأجمع أهل التفسير على أن المعنى :
nindex.php?page=treesubj&link=1969_1970من كان يخاف الموت فليعمل عملا صالحا فإنه لا بد أن يأتيه ; ذكره
النحاس قال
الزجاج : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5يرجو لقاء الله ثواب الله و ( من ) في موضع رفع بالابتداء و ( كان ) في موضع الخبر وهي في موضع جزم بالشرط و ( يرجو ) في موضع خبر كان والمجازاة :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم .
nindex.php?page=treesubj&link=29000قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه أي ومن جاهد في الدين وصبر على قتال الكفار وأعمال الطاعات ، فإنما يسعى لنفسه ; أي ثواب ذلك كله له ; ولا يرجع إلى الله نفع من ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6إن الله لغني عن العالمين أي عن أعمالهم . وقيل : المعنى ; من جاهد عدوه لنفسه لا يريد وجه الله فليس لله حاجة بجهاده .
قوله تعالى : ( والذين آمنوا ) أي صدقوا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم أي لنغطينها عنهم بالمغفرة لهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون أي بأحسن أعمالهم وهو الطاعات ثم قيل : يحتمل أن تكفر عنهم كل معصية عملوها في الشرك ويثابوا
[ ص: 302 ] على ما عملوا من حسنة في الإسلام ويحتمل أن تكفر عنهم سيئاتهم في الكفر والإسلام ويثابوا على حسناتهم في الكفر والإسلام .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=4أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=4أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَيِ الشِّرْكَ ( أَنْ يَسْبِقُونَا ) أَيْ يَفُوتُونَا وَيُعْجِزُونَا قَبْلَ أَنْ نُؤَاخِذَهُمْ بِمَا يَفْعَلُونَ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : يُرِيدُ
الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ وَأَبَا جَهْلٍ وَالْأَسْوَدَ وَالْعَاصِ بْنَ هِشَامٍ وَشَيْبَةَ وَعُتْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15497وَالْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ nindex.php?page=showalam&ids=15776وَحَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَالْعَاصِ بْنَ وَائِلٍ . ( سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) أَيْ بِئْسَ الْحُكْمُ مَا حَكَمُوا فِي صِفَاتِ رَبِّهِمْ أَنَّهُ
[ ص: 301 ] مَسْبُوقٌ وَاللَّهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَ ( مَا ) فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِمَعْنَى : سَاءَ شَيْئًا أَوْ حُكْمًا يَحْكُمُونَ . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ( مَا ) فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِمَعْنَى : سَاءَ الشَّيْءُ أَوِ الْحُكْمِ حُكْمُهُمْ وَهَذَا قَوْلُ
الزَّجَّاجِ وَقَدَّرَهَا
ابْنُ كَيْسَانِ تَقْدِيرَيْنِ آخَرِينَ خِلَافَ ذَيْنَكَ : أَحَدُهُمَا : أَنْ يَكُونَ مَوْضِعُ ( مَا يَحْكُمُونَ ) بِمَنْزِلَةِ شَيْءٍ وَاحِدٍ كَمَا تَقُولُ : أَعْجَبَنِي مَا صَنَعْتَ ; أَيْ صَنِيعُكَ ; فَ ( مَا ) وَالْفِعْلُ مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ، التَّقْدِيرُ : سَاءَ حُكْمُهُمْ وَالتَّقْدِيرُ الْآخَرُ أَنْ تَكُونَ ( مَا ) لَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ وَقَدْ قَامَتْ مَقَامَ الِاسْمِ لِ ( سَاءَ ) وَكَذَلِكَ نِعْمَ وَبِئْسَ . قَالَ
أَبُو الْحَسَنِ بْنُ كَيْسَانَ : وَأَنَا أَخْتَارُ أَنْ أَجْعَلَ لِ ( مَا ) مَوْضِعًا فِي كُلِّ مَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ ; نَحْوَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَكَذَا : فَبِمَا نَقْضِهِمْ . وَكَذَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ مَا فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ فِي هَذَا كُلِّهِ وَمَا بَعْدَهُ تَابِعٌ لَهَا . وَكَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً ( مَا ) فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ وَ ( بَعُوضَةً ) تَابِعٌ لَهَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ( يَرْجُو ) بِمَعْنَى يَخَافُ مِنْ قَوْلِ
الْهُذَلِيِّ فِي وَصْفِ عَسَّالٍ :
إِذَا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَهَا [ وَحَالَفَهَا فِي بَيْتِ نَوْبٍ عَوَامِلِ ]
وَأَجْمَعَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ عَلَى أَنَّ الْمَعْنَى :
nindex.php?page=treesubj&link=1969_1970مَنْ كَانَ يَخَافُ الْمَوْتَ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا فَإِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَهُ ; ذَكَرَهُ
النَّحَّاسُ قَالَ
الزَّجَّاجُ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ ثَوَابَ اللَّهِ وَ ( مَنْ ) فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ وَ ( كَانَ ) فِي مَوْضِعِ الْخَبَرِ وَهِيَ فِي مَوْضِعِ جَزْمٍ بِالشَّرْطِ وَ ( يَرْجُو ) فِي مَوْضِعِ خَبَرِ كَانَ وَالْمُجَازَاةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .
nindex.php?page=treesubj&link=29000قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ أَيْ وَمَنْ جَاهَدَ فِي الدِّينِ وَصَبَرَ عَلَى قِتَالِ الْكُفَّارِ وَأَعْمَالِ الطَّاعَاتِ ، فَإِنَّمَا يَسْعَى لِنَفْسِهِ ; أَيْ ثَوَابُ ذَلِكَ كُلِّهِ لَهُ ; وَلَا يَرْجِعُ إِلَى اللَّهِ نَفْعٌ مِنْ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ أَيْ عَنْ أَعْمَالِهِمْ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى ; مَنْ جَاهَدَ عَدُوَّهُ لِنَفْسِهِ لَا يُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ بِجِهَادِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) أَيْ صَدَّقُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ أَيْ لَنُغَطِّيَنَّهَا عَنْهُمْ بِالْمَغْفِرَةِ لَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ أَيْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ وَهُوَ الطَّاعَاتُ ثُمَّ قِيلَ : يَحْتَمِلُ أَنْ تُكَفَّرَ عَنْهُمْ كُلُّ مَعْصِيَةٍ عَمِلُوهَا فِي الشِّرْكِ وَيُثَابُوا
[ ص: 302 ] عَلَى مَا عَمِلُوا مِنْ حَسَنَةٍ فِي الْإِسْلَامِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ تُكَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُمْ فِي الْكُفْرِ وَالْإِسْلَامِ وَيُثَابُوا عَلَى حَسَنَاتِهِمْ فِي الْكُفْرِ وَالْإِسْلَامِ .