بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون nindex.php?page=treesubj&link=28987قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله فلا تستعجلوه قيل : أتى بمعنى يأتي ; فهو كقولك : إن أكرمتني أكرمتك . وقد تقدم أن إخبار الله - تعالى - في الماضي والمستقبل سواء ; لأنه آت لا محالة ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=44ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار . و أمر الله عقابه لمن أقام على الشرك وتكذيب رسوله . قال
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج والضحاك : إنه ما جاء به القرآن من فرائضه وأحكامه . وفيه بعد ; لأنه لم ينقل أن أحدا من الصحابة استعجل فرائض الله من قبل أن تفرض عليهم ، وأما مستعجلو العذاب والعقاب فذلك منقول عن كثير من كفار
قريش وغيرهم ، حتى قال
النضر بن الحارث :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية ، فاستعجل العذاب .
[ ص: 61 ] قلت : قد يستدل
الضحاك بقول
عمر - رضي الله عنه - : وافقت ربي في ثلاث : في مقام
إبراهيم ، وفي الحجاب ، وفي أسارى
بدر ; خرجه
مسلم nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري . وقد تقدم في سورة البقرة . وقال
الزجاج : هو ما وعدهم به من المجازاة على كفرهم ، وهو كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور . وقيل : هو يوم القيامة أو ما يدل على قربها من أشراطها . قال
ابن عباس :
لما نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر قال الكفار : إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت ، فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون ، فأمسكوا وانتظروا فلم يروا شيئا ، فقالوا : ما نرى شيئا فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس حسابهم الآية . فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة ، فامتدت الأيام فقالوا : ما نرى شيئا فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله فوثب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون وخافوا ; فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1فلا تستعجلوه فاطمأنوا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بأصبعيه : السبابة والتي تليها . يقول : إن كادت لتسبقني فسبقتها . وقال
ابن عباس : كان بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - من أشراط الساعة ، وأن
جبريل لما مر بأهل السماوات مبعوثا إلى
محمد - صلى الله عليه وسلم - قالوا الله أكبر ، قد قامت الساعة .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18سبحانه وتعالى عما يشركون أي تنزيها له عما يصفونه به من أنه لا يقدر على قيام الساعة ، وذلك أنهم يقولون : لا يقدر أحد على بعث الأموات ، فوصفوه بالعجز الذي لا يوصف به إلا المخلوق ، وذلك شرك . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1عما يشركون أي عن إشراكهم . وقيل : ما بمعنى الذي أي ارتفع عن الذين أشركوا به .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28987قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ قِيلَ : أَتَى بِمَعْنَى يَأْتِي ; فَهُوَ كَقَوْلِكَ : إِنْ أَكْرَمْتَنِي أَكْرَمْتُكَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ إِخْبَارَ اللَّهِ - تَعَالَى - فِي الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ سَوَاءٌ ; لِأَنَّهُ آتٍ لَا مَحَالَةَ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=44وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ . وَ أَمْرُ اللَّهِ عِقَابُهُ لِمَنْ أَقَامَ عَلَى الشِّرْكِ وَتَكْذِيبِ رَسُولِهِ . قَالَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ وَالضَّحَّاكُ : إِنَّهُ مَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ فَرَائِضِهِ وَأَحْكَامِهِ . وَفِيهِ بُعْدٌ ; لِأَنَّهُ لَمْ يُنْقَلْ أَنَّ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ اسْتَعْجَلَ فَرَائِضَ اللَّهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْهِمْ ، وَأَمَّا مُسْتَعْجِلُو الْعَذَابِ وَالْعِقَابِ فَذَلِكَ مَنْقُولٌ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ كُفَّارِ
قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ ، حَتَّى قَالَ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ الْآيَةَ ، فَاسْتَعْجِلَ الْعَذَابَ .
[ ص: 61 ] قُلْتُ : قَدْ يَسْتَدِلُّ
الضَّحَّاكُ بِقَوْلِ
عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ : فِي مَقَامِ
إِبْرَاهِيمَ ، وَفِي الْحِجَابِ ، وَفِي أُسَارَى
بَدْرٍ ; خَرَّجَهُ
مُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ . وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : هُوَ مَا وَعَدَهُمْ بِهِ مِنَ الْمُجَازَاةِ عَلَى كُفْرِهِمْ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ . وَقِيلَ : هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَوْ مَا يَدُلُّ عَلَى قُرْبِهَا مِنْ أَشْرَاطِهَا . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ :
لَمَّا نَزَلَتِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ قَالَ الْكُفَّارُ : إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ قَرُبَتْ ، فَأَمْسِكُوا عَنْ بَعْضِ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ، فَأَمْسَكُوا وَانْتَظَرُوا فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا ، فَقَالُوا : مَا نَرَى شَيْئًا فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ الْآيَةَ . فَأَشْفَقُوا وَانْتَظَرُوا قُرْبَ السَّاعَةِ ، فَامْتَدَّتِ الْأَيَّامُ فَقَالُوا : مَا نَرَى شَيْئًا فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَوَثَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُسْلِمُونَ وَخَافُوا ; فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ فَاطْمَأَنُّوا ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةِ كَهَاتَيْنِ وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ : السَّبَّابَةِ وَالَّتِي تَلِيهَا . يَقُولُ : إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقَنِي فَسَبَقْتُهَا . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ بَعْثُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ، وَأَنَّ
جِبْرِيلَ لَمَّا مَرَّ بِأَهْلِ السَماوَاتِ مَبْعُوثًا إِلَى
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالُوا اللَّهُ أَكْبَرُ ، قَدْ قَامَتِ السَّاعَةُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيْ تَنْزِيهًا لَهُ عَمَّا يَصِفُونَهُ بِهِ مِنْ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ : لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى بَعْثِ الْأَمْوَاتِ ، فَوَصَفُوهُ بِالْعَجْزِ الَّذِي لَا يُوصَفُ بِهِ إِلَّا الْمَخْلُوقُ ، وَذَلِكَ شِرْكٌ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيْ عَنْ إِشْرَاكِهِمْ . وَقِيلَ : مَا بِمَعْنَى الَّذِي أَيِ ارْتَفَعَ عَنِ الَّذِينَ أَشْرَكُوا بِهِ .