[ ص: 176 ] قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلوني يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وقال الذي نجا منهما يعني ساقي الملك .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وادكر بعد أمة أي بعد حين ، عن
ابن عباس وغيره ; ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8إلى أمة معدودة وأصله الجملة من الحين . وقال
ابن درستويه : والأمة لا تكون الحين إلا على حذف مضاف ، وإقامة المضاف إليه مقامه ، كأنه قال - والله أعلم - : وادكر بعد حين أمة ، أو بعد زمن أمة ، وما أشبه ذلك ; والأمة الجماعة الكثيرة من الناس . قال
الأخفش : هو في اللفظ واحد ، وفي المعنى جمع ; وقال جنس من الحيوان أمة ; وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835291لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها .
قوله تعالى : " وادكر " أي تذكر حاجة
يوسف ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42اذكرني عند ربك . وقرأ
ابن عباس فيما روى
عفان عن
همام عن
قتادة عن
عكرمة عنه -
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وادكر بعد أمة .
النحاس : المعروف من قراءة
ابن عباس وعكرمة والضحاك " وادكر بعد أمه " بفتح الهمزة وتخفيف الميم ; أي بعد نسيان ; قال الشاعر :
أمهت وكنت لا أنسى حديثا كذاك الدهر يودي بالعقول
وعن
شبيل بن عزرة الضبعي : " بعد أمه " بفتح الألف وإسكان الميم وهاء خالصة ; وهو مثل الأمه ، وهما لغتان ، ومعناهما النسيان ; ويقال : أمه يأمه أمها إذا نسي ; فعلى هذا " وادكر بعد أمه " ; ذكره
النحاس ; ورجل أمه ذاهب العقل . قال
الجوهري : وأما ما في حديث
الزهري ( أمه ) بمعنى أقر واعترف فهي لغة غير مشهورة . وقرأ
الأشهب العقيلي - " بعد إمة " أي بعد نعمة ; أي بعد أن أنعم الله عليه بالنجاة . ثم قيل : نسي الفتى
يوسف لقضاء الله تعالى في بقائه في السجن مدة . وقيل : ما نسي ، ولكنه خاف أن يذكر الملك الذنب الذي
[ ص: 177 ] بسببه حبس هو والخباز ; فقوله : " وادكر " أي ذكر وأخبر . قال
النحاس : أصل ادكر اذتكر ; والذال قريبة المخرج من التاء ; ولم يجز إدغامها فيها لأن الذال مجهورة ، والتاء مهموسة ، فلو أدغموا ذهب الجهر ، فأبدلوا من موضع التاء حرفا مجهورا وهو الدال ; وكان أولى من الطاء لأن الطاء مطبقة ; فصار اذدكر ، فأدغموا الذال في الدال لرخاوة الدال ولينها .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45أنا أنبئكم بتأويله أي أنا أخبركم . وقرأ
الحسن " أنا آتيكم بتأويله " وقال : كيف ينبئهم العلج ؟ ! قال
النحاس : ومعنى أنبئكم صحيح حسن ; أي أنا أخبركم إذا سألت .
" فأرسلون " خاطب الملك ولكن بلفظ التعظيم ، أو خاطب الملك وأهل مجلسه .
" يوسف " نداء مفرد ، وكذا الصديق أي الكثير الصدق .
" أفتنا " أي فأرسلوه ، فجاء إلى
يوسف فقال : أيها الصديق ! وسأله عن رؤيا الملك .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=46لعلي أرجع إلى الناس أي إلى الملك وأصحابه . لعلهم يعلمون التعبير ، أو لعلهم يعلمون مكانك من الفضل والعلم فتخرج . ويحتمل أن يريد بالناس الملك وحده تعظيما .
[ ص: 176 ] قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِي يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا يَعْنِي سَاقِيَ الْمَلِكِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَيْ بَعْدَ حِينٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ ; وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ وَأَصْلُهُ الْجُمْلَةُ مِنَ الْحِينِ . وَقَالَ
ابْنُ دُرُسْتُوَيْهِ : وَالْأُمَّةُ لَا تَكُونُ الْحِينَ إِلَّا عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، وَإِقَامَةِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ مَقَامَهُ ، كَأَنَّهُ قَالَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - : وَادَّكَرَ بَعْدَ حِينِ أُمَّةٍ ، أَوْ بَعْدَ زَمَنِ أُمَّةٍ ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ ; وَالْأُمَّةُ الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ . قَالَ
الْأَخْفَشُ : هُوَ فِي اللَّفْظِ وَاحِدٌ ، وَفِي الْمَعْنَى جَمْعٌ ; وَقَالَ جِنْسٌ مِنَ الْحَيَوَانِ أُمَّةٌ ; وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835291لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى : " وَادَّكَرَ " أَيْ تَذَكَّرَ حَاجَةَ
يُوسُفَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=42اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ . وَقَرَأَ
ابْنُ عَبَّاسٍ فِيمَا رَوَى
عَفَّانُ عَنْ
هَمَّامٍ عَنْ
قَتَادَةَ عَنْ
عِكْرِمَةَ عَنْهُ -
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمَةٍ .
النَّحَّاسُ : الْمَعْرُوفُ مِنْ قِرَاءَةِ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ " وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمَهٍ " بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ ; أَيْ بَعْدَ نِسْيَانٍ ; قَالَ الشَّاعِرُ :
أَمِهْتُ وَكُنْتُ لَا أَنْسَى حَدِيثًا كَذَاكَ الدَّهْرُ يُودِي بِالْعُقُولِ
وَعَنْ
شُبَيْلِ بْنِ عَزْرَةَ الضُّبَعِيِّ : " بَعْدَ أَمْهٍ " بِفَتْحٍ الْأَلِفِ وَإِسْكَانِ الْمِيمِ وَهَاءٍ خَالِصَةٍ ; وَهُوَ مِثْلُ الْأَمَهِ ، وَهُمَا لُغَتَانِ ، وَمَعْنَاهُمَا النِّسْيَانُ ; وَيُقَالُ : أَمِهَ يَأْمَهُ أَمَهًا إِذَا نَسِيَ ; فَعَلَى هَذَا " وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمَهٍ " ; ذَكَرَهُ
النَّحَّاسُ ; وَرَجُلٌ أَمِهٌ ذَاهِبُ الْعَقْلِ . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَأَمَّا مَا فِي حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ ( أَمِهَ ) بِمَعْنَى أَقَرَّ وَاعْتَرَفَ فَهِيَ لُغَةٌ غَيْرُ مَشْهُورَةٍ . وَقَرَأَ
الْأَشْهَبُ الْعُقَيْلِيُّ - " بَعْدَ إِمَّةٍ " أَيْ بَعْدَ نِعْمَةٍ ; أَيْ بَعْدَ أَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالنَّجَاةِ . ثُمَّ قِيلَ : نَسِيَ الْفَتَى
يُوسُفَ لِقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فِي بَقَائِهِ فِي السِّجْنِ مُدَّةً . وَقِيلَ : مَا نَسِيَ ، وَلَكِنَّهُ خَافَ أَنْ يَذْكُرَ الْمَلِكُ الذَّنْبَ الَّذِي
[ ص: 177 ] بِسَبَبِهِ حُبِسَ هُوَ وَالْخَبَّازُ ; فَقَوْلُهُ : " وَادَّكَرَ " أَيْ ذَكَرَ وَأَخْبَرَ . قَالَ
النَّحَّاسُ : أَصْلُ ادَّكَرَ اذْتَكَرَ ; وَالذَّالُ قَرِيبَةُ الْمَخْرَجِ مِنَ التَّاءِ ; وَلَمْ يَجُزْ إِدْغَامُهَا فِيهَا لِأَنَّ الذَّالَ مَجْهُورَةٌ ، وَالتَّاءَ مَهْمُوسَةٌ ، فَلَوْ أَدْغَمُوا ذَهَبَ الْجَهْرُ ، فَأَبْدَلُوا مِنْ مَوْضِعِ التَّاءِ حَرْفًا مَجْهُورًا وَهُوَ الدَّالُّ ; وَكَانَ أَوْلَى مِنَ الطَّاءِ لِأَنَّ الطَّاءَ مُطْبَقَةٌ ; فَصَارَ اذْدَكَرَ ، فَأَدْغَمُوا الذَّالَ فِي الدَّالِ لِرَخَاوَةِ الدَّالِّ وَلِينِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=45أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ أَيْ أَنَا أُخْبِرُكُمْ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ " أَنَا آتِيكُمْ بِتَأْوِيلِهِ " وَقَالَ : كَيْفَ يُنَبِّئُهُمُ الْعِلْجُ ؟ ! قَالَ
النَّحَّاسُ : وَمَعْنَى أُنَبِّئُكُمْ صَحِيحٌ حَسَنٌ ; أَيْ أَنَا أُخْبِرُكُمْ إِذَا سَأَلْتَ .
" فَأَرْسِلُونِ " خَاطَبَ الْمَلِكَ وَلَكِنْ بِلَفْظِ التَّعْظِيمِ ، أَوْ خَاطَبَ الْمَلِكَ وَأَهْلَ مَجْلِسِهِ .
" يُوسُفُ " نِدَاءٌ مُفْرَدٌ ، وَكَذَا الصِّدِّيقُ أَيِ الْكَثِيرُ الصِّدْقِ .
" أَفْتِنَا " أَيْ فَأَرْسَلُوهُ ، فَجَاءَ إِلَى
يُوسُفَ فَقَالَ : أَيُّهَا الصِّدِّيقُ ! وَسَأَلَهُ عَنْ رُؤْيَا الْمَلِكِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=46لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ أَيْ إِلَى الْمَلِكِ وَأَصْحَابِهِ . لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ التَّعْبِيرَ ، أَوْ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ مَكَانَكَ مِنَ الْفَضْلِ وَالْعِلْمِ فَتُخْرَجُ . وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِالنَّاسِ الْمَلِكَ وَحْدَهُ تَعْظِيمًا .