nindex.php?page=treesubj&link=28975قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=147ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما
استفهام بمعنى التقرير للمنافقين . التقدير : أي منفعة له في عذابكم إن شكرتم وآمنتم ؛ فنبه تعالى أنه لا يعذب الشاكر المؤمن ، وأن تعذيبه عباده لا يزيد في ملكه ، وتركه عقوبتهم على فعلهم لا ينقص من سلطانه . وقال
مكحول : أربع من كن فيه كن له ، وثلاث من كن فيه كن عليه ؛ فالأربع اللاتي له : فالشكر والإيمان والدعاء والاستغفار ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=147ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وقال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=77قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم . وأما الثلاث اللاتي عليه : فالمكر والبغي والنكث ؛ قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10فمن نكث فإنما ينكث على نفسه . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=43ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23إنما بغيكم على أنفسكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=147وكان الله شاكرا عليما أي يشكر عباده على طاعته .
[ ص: 365 ] ومعنى " يشكرهم " يثيبهم ؛ فيتقبل العمل القليل ويعطي عليه الثواب الجزيل ، وذلك شكر منه على عبادته .
nindex.php?page=treesubj&link=19606والشكر في اللغة الظهور ، يقال : دابة شكور إذا أظهرت من السمن فوق ما تعطى من العلف ، وقد تقدم هذا المعنى مستوفى . والعرب تقول في المثل : " أشكر من بروقة " لأنها يقال : تخضر وتنضر بظل السحاب دون مطر . والله أعلم .
nindex.php?page=treesubj&link=28975قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=147مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا
اسْتِفْهَامٌ بِمَعْنَى التَّقْرِيرِ لِلْمُنَافِقِينَ . التَّقْدِيرُ : أَيُّ مَنْفَعَةٍ لَهُ فِي عَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ؛ فَنَبَّهَ تَعَالَى أَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ الشَّاكِرَ الْمُؤْمِنَ ، وَأَنَّ تَعْذِيبَهُ عِبَادَهُ لَا يَزِيدُ فِي مُلْكِهِ ، وَتَرْكَهُ عُقُوبَتَهُمْ عَلَى فِعْلِهِمْ لَا يَنْقُصُ مِنْ سُلْطَانِهِ . وَقَالَ
مَكْحُولٌ : أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كُنَّ لَهُ ، وَثَلَاثٌ مِنْ كُنَّ فِيهِ كُنَّ عَلَيْهِ ؛ فَالْأَرْبَعُ اللَّاتِي لَهُ : فَالشُّكْرُ وَالْإِيمَانُ وَالدُّعَاءُ وَالِاسْتِغْفَارُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=147مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=77قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ . وَأَمَّا الثَّلَاثُ اللَّاتِي عَلَيْهِ : فَالْمَكْرُ وَالْبَغْيُ وَالنَّكْثُ ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=43وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=147وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا أَيْ يَشْكُرُ عِبَادَهُ عَلَى طَاعَتِهِ .
[ ص: 365 ] وَمَعْنَى " يَشْكُرُهُمْ " يُثِيبُهُمْ ؛ فَيَتَقَبَّلُ الْعَمَلَ الْقَلِيلَ وَيُعْطِي عَلَيْهِ الثَّوَابَ الْجَزِيلَ ، وَذَلِكَ شُكْرٌ مِنْهُ عَلَى عِبَادَتِهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=19606وَالشُّكْرُ فِي اللُّغَةِ الظُّهُورُ ، يُقَالُ : دَابَّةٌ شَكُورٌ إِذَا أَظْهَرَتْ مِنَ السِّمَنِ فَوْقَ مَا تُعْطَى مِنَ الْعَلَفِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْمَعْنَى مُسْتَوْفًى . وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي الْمَثَلِ : " أَشْكَرُ مِنْ بَرْوَقَةٍ " لِأَنَّهَا يُقَالُ : تَخْضَرُّ وَتَنْضُرُ بِظِلِّ السَّحَابِ دُونَ مَطَرٍ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .