[ ص: 23 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض هذه رؤية القلب ؛ أي ألم تر بقلبك وعقلك . وتقدم معنى السجود في ( البقرة ) ، وسجود الجماد في ( النحل ) . ( والشمس ) معطوفة على ( من ) . وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس . ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18وكثير حق عليه العذاب وهذا مشكل من الإعراب ، كيف لم ينصب ليعطف ما عمل فيه الفعل على ما عمل فيه الفعل ؛ مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31والظالمين أعد لهم عذابا أليما ؟ فزعم
الكسائي ، والفراء أنه لو نصب لكان حسنا ، ولكن اختير الرفع لأن المعنى وكثير أبى السجود ، فيكون ابتداء وخبرا ، وتم الكلام عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18وكثير من الناس . ويجوز أن يكون معطوفا ، على أن يكون السجود التذلل والانقياد لتدبير الله - عز وجل - من ضعف وقوة ، وصحة وسقم ، وحسن وقبح ، وهذا يدخل فيه كل شيء . ويجوز أن ينتصب على تقدير : وأهان كثيرا حق عليه العذاب ، ونحوه . وقيل : تم الكلام عند قوله : والدواب ثم ابتدأ فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18وكثير من الناس في الجنة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18وكثير حق عليه العذاب . وكذا روي عن
ابن عباس أنه قال : ( المعنى وكثير من الناس في الجنة وكثير حق عليه العذاب ) ؛ ذكره
ابن الأنباري . وقال
أبو العالية : ما في السماوات نجم ولا قمر ولا شمس إلا يقع ساجدا لله حين يغيب ، ثم لا ينصرف حتى يؤذن له فيرجع من مطلعه . قال
القشيري : وورد هذا في خبر مسند في حق الشمس ؛ فهذا سجود حقيقي ، ومن ضرورته تركيب الحياة والعقل في هذا الساجد .
قلت : الحديث المسند الذي أشار إليه خرجه
مسلم ، وسيأتي في سورة ( يس ) عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=38والشمس تجري لمستقر لها . وقد تقدم في البقرة معنى السجود لغة ومعنى .
[ ص: 24 ] nindex.php?page=treesubj&link=28993قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18ومن يهن الله فما له من مكرم أي من أهانه بالشقاء والكفر لا يقدر أحد على دفع الهوان عنه . وقال
ابن عباس : إن تهاون بعبادة الله صار إلى النار .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18إن الله يفعل ما يشاء يريد أن مصيرهم إلى النار فلا اعتراض لأحد عليه . وحكى
الأخفش ، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، والفراء nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18ومن يهن الله فما له من مكرم أي إكرام .