تنبيهات
الأول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال رحمه الله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=33192_29398استعذاب الماء لا ينافي الزهد ، ولا يدخل في الترفه المذموم ، بخلاف
nindex.php?page=treesubj&link=18358تطييب الماء بالمسك ونحوه ، فقد كرهه
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رحمه الله تعالى ، لما فيه من السرف ، وأما شرب الماء الحلو وطلبه فمباح ، وليس في شرب الماء الملح فضيلة .
الثاني : الذي اشتهر معرفته من الآبار سبع ، ولذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14847الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء : وكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=33192_31031تقصد الآبار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ منها ، ويغتسل ، ويشرب ، وهي سبع آبار طلبا للشفاء ، وتبركا به صلى الله عليه وسلم .
قال
الحافظ العراقي في المغني : وهي بئر أريس ، وبيرحاء ، وبئر رومة ، وبئر غرس ، وبئر بضاعة ، وبئر البصة ، وبئر السقيا ، أو بئر العهن أو بئر جمل ، فجعل السابعة مترددة بين الآبار الثلاثة ، قال السيد رحمه الله تعالى : والمشهور اليوم عند أهل المدينة أن السابعة هي العهن ، ولذا قال
أبو اليمن المراغي شعرا :
إذا رمت آبار النبي بطيبة فعدتها سبع مقالا بلا وهن أريس وغرس بضاعة
كذا بصة قل بيرحاء مع العهن
الثالث : بئر إهاب بهمزة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال رحمه الله تعالى : قول
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : عثمان اشتراها- قال
الحافظ بن حجر [ ص: 231 ]
رحمه الله تعالى : والمشهور في الروايات كما قال ، لكن لا يتعين الوهم لحديث : وكانت لبني عمار عين يقال لها : رومة ،
فقال عليه الصلاة والسلام :
«لعينها عين في الجنة» ،
وذكر الحديث ثم قال : وإذا كانت أولا عينا فلا مانع من أن يحفر فيها عثمان رضي الله تعالى عنه بئرا ، ولعل العين كانت تجري إلى بئر فوسعها ، أو طولها ، فنسب حفرها إليه انتهى .
الرابع : قال السيد رحمه الله تعالى : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود عقب روايته لحديث استعذاب الماء من بيوت السقيا : عين بينها وبين المدينة يومان قلت : وما ذكره صحيح إلا أنه غير مراد هنا ، وكأنه لم يطلع على أن بالمدينة بئرا تسمى بذلك ، وقد اغتر به
المجد فقال : السقيا قرية جامعة من عمل الفرع ثم أورد حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود ، وقول صاحب النهاية : السقيا منزل بين
مكة والمدينة قيل على يومين إلخ مردود مع أن المعتمد عندي أن السقيا التي جاء حديث الاستعذاب منها إنما هي سقيا
المدينة لوجوده ، فانظرها فيه إن شئت والله أعلم .
[ ص: 232 ]
تَنْبِيهَاتٌ
الْأَوَّلُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12997ابْنُ بَطَّالٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=33192_29398اسْتِعْذَابُ الْمَاءِ لَا يُنَافِي الزُّهْدَ ، وَلَا يَدْخُلُ فِي التَّرَفُّهِ الْمَذْمُومِ ، بِخِلَافِ
nindex.php?page=treesubj&link=18358تَطْيِيبِ الْمَاءِ بِالْمِسْكِ وَنَحْوِهِ ، فَقَدْ كَرِهَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، لِمَا فِيهِ مِنَ السَّرَفِ ، وَأَمَّا شُرْبُ الْمَاءِ الْحُلْوِ وَطَلَبُهُ فَمُبَاحٌ ، وَلَيْسَ فِي شُرْبِ الْمَاءِ الْمِلْحِ فَضِيلَةٌ .
الثَّانِي : الَّذِي اشْتُهِرَ مَعْرِفَتُهُ مِنَ الْآبَارِ سَبْعٌ ، وَلِذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14847الْإِمَامُ الْغَزَالِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْإِحْيَاءِ : وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=33192_31031تُقْصَدُ الْآبَارُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ مِنْهَا ، وَيَغْتَسِلُ ، وَيَشْرَبُ ، وَهِيَ سَبْعُ آبَارٍ طَلَبًا لِلشِّفَاءِ ، وَتَبَرُّكًا بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ
الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فِي الْمُغْنِي : وَهِيَ بِئْرُ أَرِيسٍ ، وَبَيْرَحَاءَ ، وَبِئْرُ رُومَةَ ، وَبِئْرُ غُرْسٍ ، وَبِئْرُ بُضَاعَةَ ، وَبِئْرُ الْبُصَّةِ ، وَبِئْرُ السُّقْيَا ، أَوْ بِئْرُ الْعِهْنِ أَوْ بِئْرُ جَمَلٍ ، فَجَعَلَ السَّابِعَةَ مُتَرَدِّدَةً بَيْنَ الْآبَارِ الثَّلَاثَةِ ، قَالَ السَّيِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : وَالْمَشْهُورُ الْيَوْمَ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّ السَّابِعَةَ هِيَ الْعِهْنُ ، وَلِذَا قَالَ
أَبُو الْيُمْنِ الْمَرَاغِي شِعْرًا :
إِذَا رُمْتَ آبَارَ النَّبِيِّ بِطِيبَةٍ فَعِدَّتُهَا سَبْعٌ مَقَالًا بِلَا وَهْنِ أَرِيسٌ وَغَرْسٌ بُضَاعَةٌ
كَذَا بُصَّةٌ قُلْ بَيْرَحَاءَ مَعَ الْعِهْنِ
الثَّالِثُ : بِئْرُ إِهَابٍ بِهَمْزَةٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12997ابْنُ بَطَّالٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ : عُثْمَانُ اشْتَرَاهَا- قَالَ
الْحَافِظُ بْنُ حَجَرٍ [ ص: 231 ]
رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَاتِ كَمَا قَالَ ، لَكِنْ لَا يَتَعَيَّنُ الْوَهْمُ لِحَدِيثِ : وَكَانَتْ لِبَنِي عَمَّارٍ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا : رُومَةُ ،
فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :
«لِعَيْنِهَا عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ» ،
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ثُمَّ قَالَ : وَإِذَا كَانَتْ أَوَّلًا عَيْنًا فَلَا مَانِعَ مِنْ أَنْ يَحْفِرَ فِيهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بِئْرًا ، وَلَعَلَّ الْعَيْنَ كَانَتْ تَجْرِي إِلَى بِئْرٍ فَوَسَّعَهَا ، أَوْ طَوَّلَهَا ، فَنُسِبَ حَفْرُهَا إِلَيْهِ انْتَهَى .
الرَّابِعُ : قَالَ السَّيِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ عَقِبَ رِوَايَتِهِ لِحَدِيثِ اسْتِعْذَابِ الْمَاءِ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا : عَيْنٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ يَوْمَانِ قُلْتُ : وَمَا ذَكَرَهُ صَحِيحٌ إِلَّا أَنَّهُ غَيْرُ مُرَادٍ هُنَا ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى أَنَّ بِالْمَدِينَةِ بِئْرًا تُسَمَّى بِذَلِكَ ، وَقَدِ اغْتَرَّ بِهِ
الْمَجْدُ فَقَالَ : السُّقْيَا قَرْيَةٌ جَامِعَةٌ مِنْ عَمَلِ الْفُرْعِ ثُمَّ أَوْرَدَ حَدِيثَ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبِي دَاوُدَ ، وَقَوْلُ صَاحِبِ النِّهَايَةِ : السُّقْيَا مَنْزِلٌ بَيْنَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ قِيلَ عَلَى يَوْمَيْنِ إِلَخْ مَرْدُودٌ مَعَ أَنَّ الْمُعْتَمَدَ عِنْدِي أَنَّ السُّقْيَا الَّتِي جَاءَ حَدِيثُ الِاسْتِعْذَابِ مِنْهَا إِنَّمَا هِيَ سُقْيَا
الْمَدِينَةِ لِوُجُودِهِ ، فَانْظُرْهَا فِيهِ إِنْ شِئْتَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
[ ص: 232 ]