الوجه السادس: أن يقال:
nindex.php?page=treesubj&link=28730_28446ما ذكرته من كون العقل يوجب [ ص: 299 ] أن يكون مساويا أو زائدا أو ناقصا يوجب عليهم وعليك الإقرار به إذا كان مباينا للعالم، فكيف إذا كانت مباينته ضرورية وإلا فالجواب عنه بجواب سديد وأنت لم تجب عنه بجواب سديد، بل قلت ذلك يستلزم انقسام ذاته، وهذا قد تقدم الجواب عنه بما في لفظ الانقسام من الاشتراك، وأن الانقسام المعروف غير لازم بالاتفاق، وأما ما سميته أنت انقساما فقد تقدم أنه لازم لكل موجود، وأنه لا محذور فيه، وإن كان كذلك
nindex.php?page=treesubj&link=29426_29620_28446كان العقل مطابقا لما دل عليه النص والإجماع من أن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء وأعلم من كل شيء، كما
nindex.php?page=hadith&LINKID=665248قال النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=76لعدي بن حاتم: "يا عدي، ما يفرك؟ أيفرك أن يقال لا إله إلا الله، فهل تعلم من إله إلا الله، يا عدي، ما يفرك أن يقال الله أكبر، فهل تعلم شيئا أكبر من الله؟" رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وقد تقدم
[ ص: 300 ] حديث
أبي رزين العقيلي المشهور في سنن
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه : nindex.php?page=hadith&LINKID=676029 "قلت يا رسول الله، أكلنا يرى ربه مخليا به يوم القيامة، وما آية ذلك في خلقه؟ قال "يا أبا رزين، أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر مخليا به؟ قلت: بلى، قال: فإنما هو من خلق الله، فالله أعظم". [ ص: 301 ] [ ص: 302 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أو
عكرمة لمن سأله عن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار ألست ترى السماء؟ قال: بلى.
قال: أفكلها ترى؟ قال: لا، قال: فالله أعظم.
الْوَجْهُ السَّادِسُ: أَنْ يُقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=28730_28446مَا ذَكَرْتَهُ مِنْ كَوْنِ الْعَقْلِ يُوجِبُ [ ص: 299 ] أَنْ يَكُونَ مُسَاوِيًا أَوْ زَائِدًا أَوْ نَاقِصًا يُوجِبُ عَلَيْهِمْ وَعَلَيْكَ الْإِقْرَارَ بِهِ إِذَا كَانَ مُبَايِنًا لِلْعَالَمِ، فَكَيْفَ إِذَا كَانَتْ مُبَايَنَتُهُ ضَرُورِيَّةً وَإِلَّا فَالْجَوَابُ عَنْهُ بِجَوَابٍ سَدِيدٍ وَأَنْتَ لَمْ تُجِبْ عَنْهُ بِجَوَابٍ سَدِيدٍ، بَلْ قُلْتَ ذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ انْقِسَامَ ذَاتِهِ، وَهَذَا قَدْ تَقَدَّمَ الْجَوَابُ عَنْهُ بِمَا فِي لَفْظِ الِانْقِسَامِ مِنَ الاشْتِرَاكِ، وَأَنَّ الِانْقِسَامَ الْمَعْرُوفَ غَيْرُ لَازِمٍ بِالِاتِّفَاقِ، وَأَمَّا مَا سَمَّيْتَهُ أَنْتَ انْقِسَامًا فَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ لَازِمٌ لِكُلِّ مَوْجُودٍ، وَأَنَّهُ لَا مَحْذُورٌ فِيهِ، وَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=29426_29620_28446كَانَ الْعَقْلُ مُطَابِقًا لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ النَّصُّ وَالْإِجْمَاعُ مِنْ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَأَعْلَمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، كَمَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=665248قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=76لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: "يَا عَدِيُّ، مَا يُفِرُّكَ؟ أَيُفِرُّكَ أَنْ يُقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَهَلْ تَعْلَمُ مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ، يَا عَدِيُّ، مَا يُفِرُّكَ أَنْ يُقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ، فَهَلْ تَعْلَمُ شَيْئًا أَكْبَرَ مِنَ اللَّهِ؟" رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَدْ تَقَدَّمَ
[ ص: 300 ] حَدِيثُ
أَبِي رَزِينٍ الْعَقِيلِيِّ الْمَشْهُورُ فِي سُنَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبِي دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنِ مَاجَهْ : nindex.php?page=hadith&LINKID=676029 "قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكُلُّنَا يَرَى رَبَّهُ مُخْلِيًا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ قَالَ "يَا أَبَا رَزِينٍ، أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَرَى الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ مُخْلِيًا بِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، فَاللَّهُ أَعْظَمُ". [ ص: 301 ] [ ص: 302 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَوْ
عِكْرِمَةُ لِمَنْ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ أَلَسْتَ تَرَى السَّمَاءَ؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: أَفَكُلُّهَا تَرَى؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَاللَّهُ أَعْظَمُ.