وقد ذهب بعض المتكلمين إلى
nindex.php?page=treesubj&link=29550_17406إنكار الأنس والشوق والحب لظنه أن ذلك يدل على التشبيه وجهله بأن جمال المدركات بالبصائر أكمل من جمال المبصرات ولذة معرفتها أغلب على ذوي القلوب، ومنهم
أحمد بن غالب يعرف بغلام الخليل أنكر على
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد وعلى
أبي الحسن النوري والجماعة حديث الحب والشوق والعشق حتى أنكر بعضهم مقام الرضا ، وقال : ليس إلا الصبر فأما الرضا فغير متصور .
وهذا كله كلام ناقص قاصر لم يطلع من مقامات الدين إلا على القشور ؛ فظن أنه لا وجود إلا للقشر ، فإن المحسوسات وكل ما يدخل في الخيال من طريق الدين قشر مجرد ، ووراءه اللب المطلوب ؛ فمن لم يصل من الجوز إلا إلى قشره يظن أن الجوز خشب كله ويستحيل عنده خروج الدهن منه لا محالة ، وهو معذور ولكن عذره غير مقبول وقد قيل .
الأنس بالله لا يحويه بطال وليس يدركه بالحول محتال والآنسون رجال كلهم نجب
وكلهم صفوة لله عمال
.
وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ الْمُتَكَلِّمِينَ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=29550_17406إِنْكَارِ الْأُنْسِ وَالشَّوْقِ وَالْحُبِّ لِظَنِّهِ أَنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى التَّشْبِيهِ وَجَهْلِهِ بِأَنَّ جَمَالَ الْمُدْرَكَاتِ بِالْبَصَائِرِ أَكْمَلُ مِنْ جَمَالِ الْمُبْصَرَاتِ وَلَذَّةَ مَعْرِفَتِهَا أَغْلَبُ عَلَى ذَوِي الْقُلُوبِ، وَمِنْهُمْ
أَحْمَدُ بْنُ غَالِبٍ يُعْرَفُ بِغُلَامِ الْخَلِيلِ أَنْكَرَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدِ وَعَلَى
أَبِي الْحَسَنِ النُّورِيِّ وَالْجَمَاعَةِ حَدِيثَ الْحُبِّ وَالشَّوْقِ وَالْعِشْقِ حَتَّى أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ مَقَامَ الرِّضَا ، وَقَالَ : لَيْسَ إِلَّا الصَّبْرُ فَأَمَّا الرِّضَا فَغَيْرُ مُتَصَوَّرٍ .
وَهَذَا كُلُّهُ كَلَامٌ نَاقِصٌ قَاصِرٌ لَمْ يَطَّلِعْ مِنْ مَقَامَاتِ الدِّينِ إِلَّا عَلَى الْقُشُورِ ؛ فَظَنَّ أَنَّهُ لَا وُجُودَ إِلَّا لِلْقَشْرِ ، فَإِنَّ الْمَحْسُوسَاتِ وَكُلَّ مَا يَدْخُلُ فِي الْخَيَالِ مِنْ طَرِيقِ الدِّينِ قِشْرٌ مُجَرَّدٌ ، وَوَرَاءَهُ اللُّبُّ الْمَطْلُوبُ ؛ فَمَنْ لَمْ يَصِلْ مِنَ الْجَوْزِ إِلَّا إِلَى قِشْرِهِ يَظُنُّ أَنَّ الْجَوْزَ خَشَبٌ كُلُّهُ وَيَسْتَحِيلُ عِنْدَهُ خُرُوجُ الدُّهْنِ مِنْهُ لَا مَحَالَةَ ، وَهُوَ مَعْذُورٌ وَلَكِنَّ عُذْرَهُ غَيْرُ مَقْبُولٍ وَقَدْ قِيلَ .
الْأُنْسُ بِاللَّهِ لَا يَحْوِيهِ بَطَّالُ وَلَيْسَ يُدْرِكُهُ بِالْحَوْلِ مُحْتَالُ وَالْآنِسُونَ رِجَالٌ كُلُّهُمْ نُجُبٌ
وَكُلُّهُمْ صَفْوَةٌ لِلَّهِ عُمَّالُ
.