4084 3 - باب ما جاء في إسبال الإزار
513 \ 3925 - عن
أبي جري جابر بن سليم رضي الله عنه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=675485رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين، قال : nindex.php?page=treesubj&link=32475_19539_33340_17678_30510_19092_32524_24447لا تقل: عليك السلام; فإن عليك السلام تحية الميت، قل : السلام عليك.
قال: قلت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفر - أو فلاة - فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك.
قال: قلت: اعهد إلي، قال: لا تسبن أحدا، قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا، ولا بعيرا ولا شاة. قال: ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك، إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وقال: حسن صحيح.
[ ص: 62 ] وقد أشكل هذا على طائفة، وقالوا: قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في تحية الموتى:
nindex.php?page=hadith&LINKID=666411السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، فقدم السلام على المسلم عليه، ثم قالوا: وهذا أصح من حديث أبي جري هذا، فالأخذ به أولى.
وهذا ليس بشيء، ولا تعارض بين الحديثين، [فإن] قوله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=847858عليك السلام تحية الموتى ، إخبار عن الواقع مقرونا بالنهي عنه، وليس إخبارا عن المشروع، [فإنهم كانوا في] عادة الجاهلية في تحية الأموات يقدمون اسم الميت على الدعاء، كقول قائلهم:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما
nindex.php?page=treesubj&link=18134_18155والسنة في السلام، تقديم التحية على المدعو له في الأحياء والأموات فيقال: السلام عليكم للميت، كما يقال للحي: سلام عليكم، وكما لا يقال في سلام الأحياء: عليكم السلام، فكذلك لا يقال في سلام الأموات.
وكأن الذي تخيله القوم من الفرق أن المسلم على [المرء]، لما كان يتوقع الجواب و[أن] يقال له: عليك السلام بدأوا باسم السلام على المدعو له توقعا لقوله: وعليك السلام. وأما الميت فلما لم يتوقعوا منه ذلك قدموا المدعو له على الدعاء فقالوا: عليك السلام .
[ ص: 63 ]
4084 3 - بَابُ مَا جَاءَ فِي إِسْبَالِ الْإِزَارِ
513 \ 3925 - عَنْ
أَبِي جُرَيٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=675485رَأَيْتُ رَجُلًا يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ، لَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا صَدَرُوا عَنْهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَرَّتَيْنِ، قَالَ : nindex.php?page=treesubj&link=32475_19539_33340_17678_30510_19092_32524_24447لَا تَقُلْ: عَلَيْكَ السَّلَامُ; فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ، قُلِ : السَّلَامُ عَلَيْكَ.
قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ : أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ - أَوْ فَلَاةٍ - فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ.
قَالَ: قُلْتُ: اعْهَدْ إِلَيَّ، قَالَ: لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا، قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا وَلَا عَبْدًا، وَلَا بَعِيرًا وَلَا شَاةً. قَالَ: وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ، إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ، وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
[ ص: 62 ] وَقَدْ أَشْكَلَ هَذَا عَلَى طَائِفَةٍ، وَقَالُوا: قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي تَحِيَّةِ الْمَوْتَى:
nindex.php?page=hadith&LINKID=666411السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، فَقَدَّمَ السَّلَامَ عَلَى الْمُسَلَّمِ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالُوا: وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جُرَيٍّ هَذَا، فَالْأَخْذُ بِهِ أَوْلَى.
وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَا تَعَارُضَ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ، [فَإِنَّ] قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=847858عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى ، إِخْبَارٌ عَنِ الْوَاقِعِ مَقْرُونًا بِالنَّهْيِ عَنْهُ، وَلَيْسَ إِخْبَارًا عَنِ الْمَشْرُوعِ، [فَإِنَّهُمْ كَانُوا فِي] عَادَةِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي تَحِيَّةِ الْأَمْوَاتِ يُقَدِّمُونَ اسْمَ الْمَيِّتِ عَلَى الدُّعَاءِ، كَقَوْلِ قَائِلِهِمْ:
عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ قَيْسُ بْنَ عَاصِمٍ وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتَرَحَّمَا
nindex.php?page=treesubj&link=18134_18155وَالسُّنَّةُ فِي السَّلَامِ، تَقْدِيمُ التَّحِيَّةِ عَلَى الْمَدْعُوِّ لَهُ فِي الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ فَيُقَالُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ لِلْمَيِّتِ، كَمَا يُقَالُ لِلْحَيِّ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، وَكَمَا لَا يُقَالُ فِي سَلَامِ الْأَحْيَاءِ: عَلَيْكُمُ السَّلَامُ، فَكَذَلِكَ لَا يُقَالُ فِي سَلَامِ الْأَمْوَاتِ.
وَكَأَنَّ الَّذِي تَخَيَّلَهُ الْقَوْمُ مِنَ الْفَرْقِ أَنَّ الْمُسَلِّمَ عَلَى [الْمَرْءِ]، لَمَّا كَانَ يَتَوَقَّعُ الْجَوَابَ وَ[أَنْ] يُقَالُ لَهُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ بَدَأُوا بَاسِمِ السَّلَامِ عَلَى الْمَدْعُوِّ لَهُ تَوَقُّعًا لِقَوْلِهِ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ. وَأَمَّا الْمَيِّتُ فَلَمَّا لَمْ يَتَوَقَّعُوا مِنْهُ ذَلِكَ قَدَّمُوا الْمَدْعُوَّ لَهُ عَلَى الدُّعَاءِ فَقَالُوا: عَلَيْكَ السَّلَامُ .
[ ص: 63 ]