قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28640_30364_30531_34113_34508_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون
وقد دل حديث
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المذكوران على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28847_29693_29694_32412_29468_29703مضاعفة حسنات المسلم بحسب حسن إسلامه . [ ص: 475 ] وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ، من رواية
عطية العوفي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال: نزلت:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها في الأعراب، فقال له رجل: يا
أبا عبد الرحمن ، فما
للمهاجرين؟ قال: ما هو أكثر، ثم تلا قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ويشهد لهذا المعنى: ما ذكره الله عز وجل في حق أزواج نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=31ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=32يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن
فدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28847من عظمت منزلته عند الله، فإن عمله يضاعف له أجره .
وقد تأول بعض السلف من
بني هاشم دخول آل النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا المعنى، لدخول أزواجه، فكذلك من حسن إسلامه بتحقيق إيمانه وعمله الصالح، فإنه يضاعف له أجر عمله بحسب حسن إسلامه، وتحقيق إيمانه وتقواه . والله أعلم
ويشهد لذلك: أن الله ضاعف لهذه الأمة، لكونها خير أمة أخرجت للناس أجرها مرتين، قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته
وفي الحديث الصحيح:
nindex.php?page=hadith&LINKID=686704 "إن أهل التوراة عملوا إلى نصف النهار على قيراط قيراط، وعمل أهل الإنجيل إلى العصر على قيراط قيراط، وعملتم أنتم من العصر إلى [ ص: 476 ] غروب الشمس على قيراطين، فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: ما لنا أكثر عملا وأقل أجرا؟ فقال الله: هل ظلمتكم من أجوركم شيئا؟ قالوا: لا، قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء" .
وأما من أحسن عمله وأتقنه وعمله على الحضور والمراقبة، فلا ريب أنه يتضاعف بذلك أجره وثوابه في هذا العمل بخصوصه على من عمل ذلك العمل بعينه على وجه السهو والغفلة .
ولهذا; روي في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار المرفوع:
nindex.php?page=hadith&LINKID=672598 "إن الرجل ينصرف من صلاته، وما كتب له إلا نصفها، إلا ثلثها، إلا ربعها" حتى بلغ العشر . فليس ثواب من كتب له عشر عمله كثواب من كتب له نصفه، ولا ثواب من كتب له نصف عمله كثواب من كتب له عمله كله . والله أعلم .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28640_30364_30531_34113_34508_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
وَقَدْ دَلَّ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ وَحَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَذْكُورَانِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28847_29693_29694_32412_29468_29703مُضَاعَفَةَ حَسَنَاتِ الْمُسْلِمِ بِحَسَبِ حُسْنِ إِسْلَامِهِ . [ ص: 475 ] وَخَرَّجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، مِنْ رِوَايَةِ
عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ: نَزَلَتْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا فِي الْأَعْرَابِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَمَا
لِلْمُهَاجِرِينَ؟ قَالَ: مَا هُوَ أَكْثَرُ، ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا وَيَشْهَدُ لِهَذَا الْمَعْنَى: مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَقِّ أَزْوَاجِ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=31وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=32يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ
فَدَلَّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28847مَنْ عَظُمَتْ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ، فَإِنَّ عَمَلَهُ يُضَاعَفُ لَهُ أَجْرُهُ .
وَقَدْ تَأَوَّلَ بَعْضُ السَّلَفِ مِنْ
بَنِي هَاشِمٍ دُخُولَ آلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي هَذَا الْمَعْنَى، لِدُخُولِ أَزْوَاجِهِ، فَكَذَلِكَ مَنَّ حَسُنَ إِسْلَامُهُ بِتَحْقِيقِ إِيمَانِهِ وَعَمَلِهِ الصَّالِحِ، فَإِنَّهُ يُضَاعَفُ لَهُ أَجْرُ عَمَلِهِ بِحَسَبِ حُسْنِ إِسْلَامِهِ، وَتَحْقِيقِ إِيمَانِهِ وَتَقْوَاهُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ
وَيَشْهَدُ لِذَلِكَ: أَنَّ اللَّهَ ضَاعَفَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ، لِكَوْنِهَا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=686704 "إِنَّ أَهْلَ التَّوْرَاةِ عَمِلُوا إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، وَعَمِلَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ إِلَى الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، وَعَمِلْتُمْ أَنْتُمْ مِنَ الْعَصْرِ إِلَى [ ص: 476 ] غُرُوبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ، فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَقَالُوا: مَا لَنَا أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ أَجْرًا؟ فَقَالَ اللَّهُ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ" .
وَأَمَّا مَنْ أَحْسَنَ عَمَلَهُ وَأَتْقَنَهُ وَعَمِلَهُ عَلَى الْحُضُورِ وَالْمُرَاقَبَةِ، فَلَا رَيْبَ أَنَّهُ يَتَضَاعَفُ بِذَلِكَ أَجْرُهُ وَثَوَابُهُ فِي هَذَا الْعَمَلِ بِخُصُوصِهِ عَلَى مَنْ عَمِلَ ذَلِكَ الْعَمَلَ بِعَيْنِهِ عَلَى وَجْهِ السَّهْوِ وَالْغَفْلَةِ .
وَلِهَذَا; رُوِيَ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارٍ الْمَرْفُوعِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=672598 "إِنَّ الرَّجُلَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاتِهِ، وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلَّا نِصْفُهَا، إِلَّا ثُلْثُهَا، إِلَّا رُبُعُهَا" حَتَّى بَلَغَ الْعُشْرَ . فَلَيْسَ ثَوَابُ مَنْ كُتِبَ لَهُ عُشْرُ عَمَلِهِ كَثَوَابِ مَنْ كُتِبَ لَهُ نِصْفُهُ، وَلَا ثَوَابُ مَنْ كُتِبَ لَهُ نِصْفُ عَمَلِهِ كَثَوَابِ مَنْ كُتِبَ لَهُ عَمَلُهُ كُلُّهُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .