[ ص: 337 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=1342_17185_1956_28640_28723_29694_310_315_316_321_32208_32599_326_34233_6_722_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا
[قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ] : "كتاب الغسل "، وقول الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وإن كنتم جنبا فاطهروا إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6لعلكم تشكرون وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43عفوا غفورا
صدر
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري - رحمه الله - "كتاب الغسل " بهاتين الآيتين، لأن غسل الجنابة مذكور فيهما . أما قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وإن كنتم جنبا فاطهروا فأمر للجنب إذا قام إلى الصلاة أن يتطهر . وتطهر الجنب هو غسله، كما في تطهر الحائض إذ انقطع دمها، ولهذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن والمراد بتطهرهن: اغتسالهن عند جمهور العلماء، فلا يباح وطؤها حتى تغتسل، وسيأتي تفسير الآية في "كتاب الحيض " - إن شاء الله تعالى . وأما قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا nindex.php?page=treesubj&link=1335_727فنهي عن قربان الجنب الصلاة حتى يغتسل، فصرح هنا بالغسل، وهو تفسير التطهير المذكور في آية المائدة . وهل المراد: نهي الجنب عن قربان الصلاة حتى يغتسل، إلا أن يكون
[ ص: 338 ] مسافرا - وهو عابر السبيل -، فيعدم الماء، فيصلي بالتيمم; أو المراد: نهي الجنب عن قربان موضع الصلاة - وهو المسجد - إلا عابر سبيل فيه . غير جالس فيه، ولا لابث; هذا مما اختلف فيه المفسرون من السلف . وبكل حال; فالآية تدل على أن الجنب ما لم يغتسل منهي عن الصلاة، أو عن دخول المسجد، وأن استباحة ذلك يتوقف على الغسل، فيستدل به على
nindex.php?page=treesubj&link=1335_23580_248وجوب الغسل على الجنب إذا أراد الصلاة، أو دخول المسجد .
* * *
وقد تأول طائفة من الصحابة قول الله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا بأن المراد: النهي عن قربان موضع الصلاة - وهو المسجد - في حال الجنابة، إلا أن يكون عابر سبيل، وهو المجتاز به من غير لبث فيه . وقد روي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس - رضي الله عنهم - . وفي "المسند" عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=683748أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سد أبواب المسجد غير باب nindex.php?page=showalam&ids=8علي . قال: "فيدخل المسجد جنبا، وهو طريقه ليس له طريق غيره " . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة بإسناده، عن
العوام، أن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا كان يمر في المسجد وهو جنب .
[ ص: 339 ] وبإسناده، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، قال: كان أحدنا يمشي في المسجد وهو جنب . مجتازا . وخرجه - أيضا -
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة في "صحيحه " . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشون في المسجد، وهم جنب . خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر وغيره .
* * *
وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من رواية
قيس، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15822خصيف، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وإن كنتم مرضى قال: نزلت في رجل من
الأنصار . كان مريضا فلم يستطع أن يقوم فيتوضأ، ولم يكن له خادم فيناوله، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
[ ص: 337 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=1342_17185_1956_28640_28723_29694_310_315_316_321_32208_32599_326_34233_6_722_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا
[قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ] : "كِتَابُ الْغُسْلِ "، وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43عَفُوًّا غَفُورًا
صَدَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - "كِتَابَ الْغُسْلِ " بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ، لِأَنَّ غُسْلَ الْجَنَابَةِ مَذْكُورٌ فِيهِمَا . أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا فَأَمْرٌ لِلْجُنُبِ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ أَنْ يَتَطَهَّرَ . وَتَطَهُّرُ الْجُنُبِ هُوَ غُسْلُهُ، كَمَا فِي تَطَهُّرِ الْحَائِضِ إِذِ انْقَطَعَ دَمُهَا، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ وَالْمُرَادُ بِتَطَهُّرِهِنَّ: اغْتِسَالُهُنَّ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ، فَلَا يُبَاحُ وَطْؤُهَا حَتَّى تَغْتَسِلَ، وَسَيَأْتِي تَفْسِيرُ الْآيَةِ فِي "كِتَابِ الْحَيْضِ " - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا nindex.php?page=treesubj&link=1335_727فَنَهْيٌ عَنْ قُرْبَانِ الْجُنُبِ الصَّلَاةَ حَتَّى يَغْتَسِلَ، فَصَرَّحَ هُنَا بِالْغُسْلِ، وَهُوَ تَفْسِيرُ التَّطْهِيرِ الْمَذْكُورِ فِي آيَةِ الْمَائِدَةِ . وَهَلِ الْمُرَادُ: نَهْيُ الْجُنُبِ عَنْ قُرْبَانِ الصَّلَاةِ حَتَّى يَغْتَسِلَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ
[ ص: 338 ] مُسَافِرًا - وَهُوَ عَابِرُ السَّبِيلِ -، فَيَعْدَمُ الْمَاءَ، فَيُصَلِّي بِالتَّيَمُّمِ; أَوِ الْمُرَادُ: نَهْيُ الْجُنُبِ عَنْ قُرْبَانِ مَوْضِعِ الصَّلَاةِ - وَهُوَ الْمَسْجِدُ - إِلَّا عَابِرَ سَبِيلٍ فِيهِ . غَيْرَ جَالِسٍ فِيهِ، وَلَا لَابِثٍ; هَذَا مِمَّا اخْتَلَفَ فِيهِ الْمُفَسِّرُونَ مِنَ السَّلَفِ . وَبِكُلِّ حَالٍ; فَالْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْجُنُبَ مَا لَمْ يَغْتَسِلْ مَنْهِيٌّ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ عَنْ دُخُولِ الْمَسْجِدِ، وَأَنَّ اسْتِبَاحَةَ ذَلِكَ يَتَوَقَّفُ عَلَى الْغُسْلِ، فَيُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=1335_23580_248وُجُوبِ الْغُسْلِ عَلَى الْجُنُبِ إِذَا أَرَادَ الصَّلَاةَ، أَوْ دُخُولَ الْمَسْجِدِ .
* * *
وَقَدْ تَأَوَّلَ طَائِفَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا بِأَنَّ الْمُرَادَ: النَّهْيُ عَنْ قُرْبَانِ مَوْضِعِ الصَّلَاةِ - وَهُوَ الْمَسْجِدُ - فِي حَالِ الْجَنَابَةِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَابِرَ سَبِيلٍ، وَهُوَ الْمُجْتَازُ بِهِ مِنْ غَيْرِ لُبْثٍ فِيهِ . وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=9وَأَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - . وَفِي "الْمُسْنَدِ" عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=683748أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَدَّ أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ غَيْرَ بَابِ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ . قَالَ: "فَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ جَنْبًا، وَهُوَ طَرِيقُهُ لَيْسَ لَهُ طَرِيقٌ غَيْرُهُ " . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادِهِ، عَنِ
الْعَوَّامِ، أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلْيًا كَانَ يَمُرُّ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ جُنُبٌ .
[ ص: 339 ] وَبِإِسْنَادِهِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ ، قَالَ: كَانَ أَحَدُنَا يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ جُنُبٌ . مُجْتَازًا . وَخَرَّجَهُ - أَيْضًا -
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=13114وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "صَحِيحِهِ " . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْشُونَ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُمْ جُنُبٌ . خَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ .
* * *
وَخَرَّجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ رِوَايَةِ
قَيْسٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15822خُصَيْفٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى قَالَ: نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنَ
الْأَنْصَارِ . كَانَ مَرِيضًا فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَقُومَ فَيَتَوَضَّأَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ خَادِمٌ فَيُنَاوِلَهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ .