nindex.php?page=treesubj&link=1534_18139_19965_20056_28902_29396_29680_29694_30231_30478_30589_32707_34134_34135_34141_34180_34188_34294_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29محمد رسول الله وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي، nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء، nindex.php?page=showalam&ids=11904وأبو المتوكل، والجحدري :
"محمدا رسول الله" بالنصب فيهما . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : شهد له بالرسالة .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29والذين معه يعني أصحابه . والأشداء: جمع شديد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : والأصل: أشدداء، نحو نصيب وأنصباء، ولكن الدالين تحركتا، فأدغمت الأولى في الثانية، [ومثله]
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54من يرتد منكم [المائدة: 54] .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رحماء بينهم الرحماء جمع رحيم، والمعنى أنهم يغلظون على الكفار، ويتوادون بينهم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29تراهم ركعا سجدا يصف كثرة
[ ص: 446 ] صلاتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29يبتغون فضلا من الله وهو الجنة
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ورضوانا وهو رضى الله عنهم . وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16874مبارك بن فضالة عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري أنه قال: "والذين معه"
أبو بكر "أشداء على الكفار"
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر "رحماء بينهم"
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان "تراهم ركعا سجدا"
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب "يبتغون فضلا من الله ورضوانا"
طلحة nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير وعبد الرحمن وسعد وسعيد nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبو عبيدة .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29سيماهم أي: علامتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29في وجوههم ، وهل هذه العلامة في الدنيا، أم في الآخرة؟ فيه قولان .
أحدهما: في الدنيا . ثم فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: أنها السمت الحسن، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في رواية
ابن أبي طلحة; وقال في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: أما إنه ليس بالذي ترون، ولكنه سيما الإسلام وسمته وخشوعه، وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: ليس بندب التراب في الوجه، ولكنه الخشوع والوقار والتواضع .
والثاني: أنه ندى الطهور وثرى الأرض، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية: لأنهم يسجدون على التراب لا على الأثواب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي: بلغني أنه ما حملت جباههم من الأرض .
[ ص: 447 ] والثالث: أنه السهوم، فإذا سهم وجه الرجل من الليل أصبح مصفارا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري: "سيماهم في وجوههم": الصفرة; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير: أثر السهر; وقال
شمر بن عطية: هو تهيج في الوجه من سهر الليل .
والقول الثاني: أنها في الآخرة . ثم فيه قولان .
أحدهما: أن مواضع السجود من وجوههم يكون أشد وجوههم بياضا يوم القيامة، قاله
عطية العوفي، وإلى نحو هذا ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14836العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة .
والثاني: أنهم يبعثون غرا محجلين من أثر الطهور، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ذلك مثلهم أي: صفتهم; والمعنى أن صفة
محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29في التوراة هذا .
فأما قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ومثلهم في الإنجيل ففيه ثلاثة أقوال .
[ ص: 448 ] أحدها: أن هذا المثل المذكور أنه في التوراة هو مثلهم في الإنجيل . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: مثلهم في التوراة والإنجيل واحد .
والثاني: أن المتقدم مثلهم في التوراة . فأما مثلهم في الإنجيل فهو قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29كزرع ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد .
والثالث: أن مثلهم في التوراة والإنجيل كزرع، ذكر هذه الأقوال
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أخرج شطأه وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير، nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر: ["شطأه" بفتح الطاء والهمزة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع، nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم، nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي: "شطأه" بسكون الطاء . وكلهم يقرأ بهمزة مفتوحة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية، nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة]: "شطاءه" بفتح الطاء [وبالمد] والهمزة وبألف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: أي: فراخه يقال: أشطأ الزرع فهو مشطئ: إذا أفرخ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فآزره أي: ساواه، وصار مثل الأم . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر: "فأزره" مقصورة الهمزة مثل فعله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : آزره: أعانه وقواه
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فاستغلظ أي: غلظ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فاستوى على سوقه وهي جمع "ساق"، وهذا مثل ضربه الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم إذ خرج وحده، فأيده بأصحابه، كما قوى الطاقة من الزرع بما نبت منها حتى كبرت وغلظت واستحكمت . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير: "على سؤقه" مهموزة; والباقون: بلا همزة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: في الإنجيل: سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع .
[ ص: 449 ] وفيمن أريد بهذا المثل قولان .
أحدهما: أن أصل الزرع:
عبد المطلب "أخرج شطأه": أخرج
محمدا صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فآزره : بأبي بكر،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فاستغلظ :
بعمر، nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فاستوى :
بعثمان، nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29على سوقه :
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني: أن المراد بالزرع:
محمد صلى الله عليه وسلم "أخرج شطأه"
أبو بكر "فآزره":
بعمر "فاستغلظ":
بعثمان "فاستوى على سوقه": بعلي .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29يعجب الزراع : يعني المؤمنين "ليغيظ بهم الكفار" وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لأهل
مكة: لا يعبد الله سرا بعد اليوم، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، ومبارك عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ليغيظ بهم الكفار أي: إنما كثرهم وقواهم ليغيظ بهم الكفار . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس: من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية . وقال
ابن إدريس: لا آمن أن يكونوا قد ضارعوا الكفار، يعني الرافضة، لأن الله تعالى يقول: "ليغيظ بهم الكفار" .
[ ص: 450 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : في "من" قولان .
أحدهما: أن يكون تخليصا للجنس من غيره، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=30فاجتنبوا الرجس من الأوثان [الحج: 30]، ومثله أن تقول: أنفق من الدراهم، أي: اجعل نفقتك من هذا الجنس . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري: معنى الآية: وعد الله الذين آمنوا من هذا الجنس، أي: من جنس الصحابة .
والثاني: أن يكون [هذا] الوعد لمن أقام منهم على الإيمان والعمل الصالح .
nindex.php?page=treesubj&link=1534_18139_19965_20056_28902_29396_29680_29694_30231_30478_30589_32707_34134_34135_34141_34180_34188_34294_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنَ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارِ وَعَدَ اللَّهِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=12004وَأَبُو رَجَاءٍ، nindex.php?page=showalam&ids=11904وَأَبُو الْمُتَوَكِّلِ، وَالْجَحْدَرِيُّ :
"مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ" بِالنَّصْبِ فِيهِمَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : شَهِدَ لَهُ بِالرِّسَالَةِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَالَّذِينَ مَعَهُ يَعْنِي أَصْحَابَهُ . وَالْأَشِدَّاءُ: جَمْعُ شَدِيدٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَالْأَصْلُ: أَشْدِدَاءُ، نَحْوُ نَصِيبٍ وَأَنْصِبَاءَ، وَلَكِنَّ الدَّالَيْنِ تَحَرَّكَتَا، فَأُدْغِمَتِ الْأُولَى فِي الثَّانِيَةِ، [وَمِثْلُهُ]
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ [الْمَائِدَةِ: 54] .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ الرُّحَمَاءُ جَمْعُ رَحِيمٍ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ يُغْلِظُونَ عَلَى الْكُفَّارِ، وَيَتَوَادُّونَ بَيْنَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَصِفُ كَثْرَةَ
[ ص: 446 ] صَلَاتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَهُوَ الْجَنَّةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَرِضْوَانًا وَهُوَ رِضَى اللَّهِ عَنْهُمْ . وَهَذَا الْوَصْفُ لِجَمِيعِ الصَّحَابَةِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16874مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: "وَالَّذِينَ مَعَهُ"
أَبُو بَكْرٍ "أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ"
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ "رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ"
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ "تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا"
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ "يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا"
طَلْحَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَسَعْدٌ وَسَعِيدٌ nindex.php?page=showalam&ids=12078وَأَبُو عُبَيْدَةَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29سِيمَاهُمْ أَيْ: عَلَامَتُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فِي وُجُوهِهِمْ ، وَهَلْ هَذِهِ الْعَلَامَةُ فِي الدُّنْيَا، أَمْ فِي الْآخِرَةِ؟ فِيهِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: فِي الدُّنْيَا . ثُمَّ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهَا السَّمْتُ الْحَسَنُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ
ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ; وَقَالَ فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي تَرَوْنَ، وَلَكِنَّهُ سِيمَا الْإِسْلَامِ وَسَمْتُهُ وَخُشُوعُهُ، وَكَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: لَيْسَ بِنَدَبِ التُّرَابِ فِي الْوَجْهِ، وَلَكِنَّهُ الْخُشُوعُ وَالْوَقَارُ وَالتَّوَاضُعُ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ نَدَى الطَّهُورِ وَثَرَى الْأَرْضِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11873أَبُو الْعَالِيَةِ: لِأَنَّهُمْ يَسْجُدُونَ عَلَى التُّرَابِ لَا عَلَى الْأَثْوَابِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَا حَمَلَتْ جِبَاهُهُمْ مِنَ الْأَرْضِ .
[ ص: 447 ] وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ السُّهُومُ، فَإِذَا سَهَمَ وَجْهُ الرَّجُلِ مِنَ اللَّيْلِ أَصْبَحَ مُصْفَارًّا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ": الصُّفْرَةُ; وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَثَرُ السَّهَرِ; وَقَالَ
شَمَّرُ بْنُ عَطِيَّةَ: هُوَ تَهَيُّجٌ فِي الْوَجْهِ مِنْ سَهَرِ اللَّيْلِ .
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهَا فِي الْآخِرَةِ . ثُمَّ فِيهِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّ مَوَاضِعَ السُّجُودِ مِنْ وُجُوهِهِمْ يَكُونُ أَشَدَّ وُجُوهِهِمْ بَيَاضًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَهُ
عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، وَإِلَى نَحْوِ هَذَا ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14836الْعَوْفِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَاتُهُمْ تَبْدُو فِي وُجُوهِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُمْ يُبْعَثُونَ غَرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ذَلِكَ مَثَلُهُمْ أَيْ: صِفَتُهُمْ; وَالْمَعْنَى أَنَّ صِفَةَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فِي التَّوْرَاةِ هَذَا .
فَأَمَّا قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ فَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
[ ص: 448 ] أَحَدُهَا: أَنَّ هَذَا الْمَثَلَ الْمَذْكُورَ أَنَّهُ فِي التَّوْرَاةِ هُوَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَاحِدٌ .
وَالثَّانِي: أَنَّ الْمُتَقَدِّمَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ . فَأَمَّا مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ فَهُوَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29كَزَرْعٍ ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنِ زَيْدٍ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّ مَثَلَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ، ذَكَرَ هَذِهِ الْأَقْوَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أَخْرَجَ شَطْأَهُ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ: ["شَطَأَهُ" بِفَتْحِ الطَّاءِ وَالْهَمْزَةِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ، nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمٌ، nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ: "شَطْأَهُ" بِسُكُونِ الطَّاءِ . وَكُلُّهُمْ يَقْرَأُ بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ، nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ]: "شَطَاءَهُ" بِفَتْحِ الطَّاءِ [وَبِالْمَدِّ] وَالْهَمْزَةِ وَبِأَلِفٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: أَيْ: فِرَاخُهُ يُقَالُ: أَشْطَأَ الزَّرْعُ فَهُوَ مُشْطِئٌ: إِذَا أَفْرَخَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فَآزَرَهُ أَيْ: سَاوَاهُ، وَصَارَ مِثْلَ الْأُمِّ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ: "فَأَزَرَهُ" مَقْصُورَةَ الْهَمْزَةِ مِثْلُ فَعَلَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : آزَرَهُ: أَعَانَهُ وَقَوَّاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فَاسْتَغْلَظَ أَيْ: غَلُظَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ وَهِيَ جَمْعُ "سَاقٍ"، وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ خَرَجَ وَحْدَهُ، فَأَيَّدَهُ بِأَصْحَابِهِ، كَمَا قَوَّى الطَّاقَةَ مِنَ الزَّرْعِ بِمَا نَبَتَ مِنْهَا حَتَّى كَبُرَتْ وَغَلُظَتْ وَاسْتَحْكَمَتْ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ: "عَلَى سُؤْقِهِ" مَهْمُوزَةً; وَالْبَاقُونَ: بِلَا هَمْزَةٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: فِي الْإِنْجِيلِ: سَيَخْرُجُ قَوْمٌ يَنْبُتُونَ نَبَاتَ الزَّرْعِ .
[ ص: 449 ] وَفِيمَنْ أُرِيدَ بِهَذَا الْمَثَلِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّ أَصْلَ الزَّرْعِ:
عَبْدُ الْمَطَّلِبِ "أَخْرَجَ شَطْأَهُ": أَخْرَجَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فَآزَرَهُ : بِأَبِي بَكْرٍ،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فَاسْتَغْلَظَ :
بِعُمَرَ، nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فَاسْتَوَى :
بِعُثْمَانَ، nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29عَلَى سُوقِهِ :
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالثَّانِي: أَنَّ الْمُرَادَ بِالزَّرْعِ:
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَخْرَجَ شَطْأَهُ"
أَبُو بَكْرٍ "فَآزَرَهُ":
بِعُمَرَ "فَاسْتَغْلَظَ":
بِعُثْمَانَ "فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ": بِعَلِيٍّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ : يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ "لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ" وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ لِأَهْلِ
مَكَّةَ: لَا يُعْبَدُ اللَّهُ سِرًّا بَعْدَ الْيَوْمِ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُبَارَكٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ أَيْ: إِنَّمَا كَثَّرَهُمْ وَقَوَّاهُمْ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: مَنْ أَصْبَحَ وَفِي قَلْبِهِ غَيْظٌ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ أَصَابَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ . وَقَالَ
ابْنُ إِدْرِيسَ: لَا آمَنُ أَنْ يَكُونُوا قَدْ ضَارَعُوا الْكُفَّارَ، يَعْنِي الرَّافِضَةَ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: "لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ" .
[ ص: 450 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : فِي "مِنْ" قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ تَخْلِيصًا لِلْجِنْسِ مِنْ غَيْرِهِ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=30فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ [الْحَجِّ: 30]، وَمِثْلُهُ أَنْ تَقُولَ: أَنْفِقْ مِنَ الدَّرَاهِمِ، أَيِ: اجْعَلْ نَفَقَتَكَ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: مَعْنَى الْآيَةِ: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ هَذَا الْجِنْسِ، أَيْ: مِنْ جِنْسِ الصَّحَابَةِ .
وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ [هَذَا] الْوَعْدُ لِمَنْ أَقَامَ مِنْهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ .