ولما تسبب عن هذا المرمى هلاكهم، وكان ذلك بفعل الله سبحانه وتعالى القادر على ما أراد لأنه الذي خلق الأثر قطعا لأن مثله لا ينشأ عنه ما نشأ من الهلاك، قال:
nindex.php?page=treesubj&link=29258_30525_30539_33010_34192_29076nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=5فجعلهم أي ربك المحسن إليك بإحسانه إلى
[ ص: 258 ] قومك لأجلك بذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=5كعصف مأكول أي ورق زرع وقع فيه الأكال وهو أن يأكله الدود ويجوفه لأن الحجر كان يأتي في الرأس فيخرق بما له من الحرارة وشدة الوقع كل ما مر به حتى يخرج من الدبر ويصير موضع تجويفه أسود لما له من النارية، أو أكل حبة فبقي صفرا منه أو كتبن أكلته الدواب وراثته، ولكنه جاء على ما عليه آداب القرآن كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75كانا يأكلان الطعام وهذا الإهلاك في إعجابه هو من معاني الاستفهام التقريري في أولها، فقد تعانق طرفاها، والتف أخراها بأولاها - والله أعلم بمراده.
وَلَمَّا تَسَبَّبَ عَنْ هَذَا الْمَرْمَى هَلَاكَهُمْ، وَكَانَ ذَلِكَ بِفِعْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْقَادِرُ عَلَى مَا أَرَادَ لِأَنَّهُ الَّذِي خَلَقَ الْأَثَرَ قَطْعًا لِأَنَّ مِثْلَهُ لَا يَنْشَأُ عَنْهُ مَا نَشَأَ مِنَ الْهَلَاكِ، قَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=29258_30525_30539_33010_34192_29076nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=5فَجَعَلَهُمْ أَيْ رَبُّكَ الْمُحْسِنُ إِلَيْكَ بِإِحْسَانِهِ إِلَى
[ ص: 258 ] قَوْمِكَ لِأَجْلِكَ بِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=5كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ أَيْ وَرَقِ زَرْعٍ وَقَعَ فِيهِ الْأَكَّالُ وَهُوَ أَنْ يَأْكُلَهُ الدُّودُ وَيُجَوِّفَهُ لِأَنَّ الْحَجَرَ كَانَ يَأْتِي فِي الرَّأْسِ فَيَخْرُقُ بِمَا لَهُ مِنَ الْحَرَارَةِ وَشِدَّةِ الْوَقْعِ كُلُّ مَا مَرَّ بِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّبُرِ وَيَصِيرَ مَوْضِعَ تَجْوِيفِهِ أَسْوَدَ لِمَا لَهُ مِنَ النَّارِيَّةِ، أَوْ أَكَلَ حَبَّةً فَبَقِيَ صَفَرًا مِنْهُ أَوْ كَتِبْنٍ أَكَلَتْهُ الدَّوَابُّ وَرَاثَتْهُ، وَلَكِنَّهُ جَاءَ عَلَى مَا عَلَيْهِ آدَابُ الْقُرْآنِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ وَهَذَا الْإِهْلَاكُ فِي إِعْجَابِهِ هُوَ مِنْ مَعَانِي الِاسْتِفْهَامِ التَّقْرِيرِيِّ فِي أَوَّلِهَا، فَقَدْ تَعَانَقَ طَرَفَاهَا، وَالْتَفَّ أُخْرَاهَا بِأُولَاهَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ.