ولما كان الإصرار على هذا عظيما يبعد كل البعد أن يعمله أحد فكيف بالافتخار به والتكبر لأجله، أشار إليه بأداة البعد، فقال مؤذنا بأن الحال على التكذيب الكبر،
nindex.php?page=treesubj&link=18682_18670والحامل على الكبر الترف، وسبب ذلك الانقياد أولا مع الطبع في إفساد القوتين: العملية والعلمية حتى نشأ عنهما هذا الخلق السيئ، وهو عدم المبالاة، ولم يزل به ذلك حتى صار ملكة يفتخر به
nindex.php?page=treesubj&link=30549_29046nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=33ثم ذهب أي هذا الإنسان بعد توليه عن الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=33إلى أهله غير مفكر في عاقبة ما فعل
[ ص: 113 ] من التكذيب [حال كونه -]
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=33يتمطى أي يفتخر افتخارا بتكذيبه وإعراضه وعدم مبالاته بذلك، من المط، أبدل الحرف الثاني ألفا تخفيفا فصار من المطي وهو الظهر كأنه يساعده على [مد -] الخطا، أو أن المتبختر إذا مشى لوى ظهره، وإنما فعل هذا لمرونه على المعصية بدل الاستحياء والخجل والانكسار.
وَلَمَّا كَانَ الْإِصْرَارُ عَلَى هَذَا عَظِيمًا يَبْعُدُ كُلَّ الْبُعْدِ أَنْ يَعْمَلَهُ أَحَدٌ فَكَيْفَ بِالِافْتِخَارِ بِهِ وَالتَّكَبُّرِ لِأَجْلِهِ، أَشَارَ إِلَيْهِ بِأَدَاةِ الْبُعْدِ، فَقَالَ مُؤْذِنًا بِأَنَّ الْحَالَ عَلَى التَّكْذِيبِ الْكِبْرُ،
nindex.php?page=treesubj&link=18682_18670وَالْحَامِلُ عَلَى الْكِبْرِ التَّرَفُ، وَسَبَبُ ذَلِكَ الِانْقِيَادُ أَوَّلًا مَعَ الطَّبْعِ فِي إِفْسَادِ الْقُوَّتَيْنِ: الْعَمَلِيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ حَتَّى نَشَأَ عَنْهُمَا هَذَا الْخُلُقُ السِّيِئُ، وَهُوَ عَدَمُ الْمُبَالَاةِ، وَلَمْ يَزَلْ بِهِ ذَلِكَ حَتَّى صَارَ مُلْكَةً يَفْتَخِرُ بِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=30549_29046nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=33ثُمَّ ذَهَبَ أَيْ هَذَا الْإِنْسَانُ بَعْدَ تَوَلِّيهِ عَنِ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=33إِلَى أَهْلِهِ غَيْرِ مُفَكِّرٍ فِي عَاقِبَةِ مَا فَعَلَ
[ ص: 113 ] مِنَ التَّكْذِيبِ [حَالَ كَوْنِهِ -]
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=33يَتَمَطَّى أَيْ يَفْتَخِرُ افْتِخَارًا بِتَكْذِيبِهِ وَإِعْرَاضِهِ وَعَدَمِ مُبَالَاتِهِ بِذَلِكَ، مِنَ الْمَطِّ، أَبْدَلَ الْحَرْفَ الثَّانِيَ أَلِفًا تَخْفِيفًا فَصَارَ مِنَ الْمَطِيِّ وَهُوَ الظَّهْرُ كَأَنَّهُ يُسَاعِدُهُ عَلَى [مَدِّ -] الْخُطَا، أَوْ أَنَّ الْمُتَبَخْتِرَ إِذَا مَشَى لَوَى ظَهْرَهُ، وَإِنَّمَا فَعَلَ هَذَا لِمُرُونِهِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ بَدَلُ الِاسْتِحْيَاءِ وَالْخَجَلِ وَالِانْكِسَارِ.