nindex.php?page=treesubj&link=19611_27521_28723_29687_31998_32429_32430_33679_34092_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير nindex.php?page=treesubj&link=19611_29687_29694_29706_30525_34092_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير [ ص: 409 ] (17) لما ذكر تعالى أخذ الميثاق على أهل الكتابين، وأنهم لم يقوموا به بل نقضوه، ذكر أقوالهم الشنيعة.
فذكر قول النصارى، القول الذي ما قاله أحد غيرهم، بأن الله هو
المسيح ابن مريم، ووجه شبهتهم أنه ولد من غير أب، فاعتقدوا فيه هذا الاعتقاد الباطل مع أن حواء نظيره، خلقت بلا أم،
وآدم أولى منه، خلق بلا أب ولا أم، فهلا ادعوا فيهما الإلهية كما ادعوها في
المسيح؟
فدل على أن قولهم اتباع هوى من غير برهان ولا شبهة. فرد الله عليهم بأدلة عقلية واضحة فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا .
فإذا كان المذكورون لا امتناع عندهم يمنعهم لو أراد الله أن يهلكهم، ولا قدرة لهم على ذلك - دل على بطلان إلهية من لا يمتنع من الإهلاك، ولا في قوته شيء من الفكاك.
ومن الأدلة أن ( لله) وحده
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17ملك السماوات والأرض يتصرف فيهم بحكمه الكوني والشرعي والجزائي، وهم مملوكون مدبرون، فهل يليق أن يكون المملوك العبد الفقير، إلها معبودا غنيا من كل وجه؟ هذا من أعظم المحال.
ولا وجه لاستغرابهم لخلق
المسيح عيسى ابن مريم من غير أب، فإن الله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17يخلق ما يشاء إن شاء من أب وأم، كسائر بني
آدم، وإن شاء من أب بلا أم،
كحواء. وإن شاء من أم بلا أب،
كعيسى. وإن شاء من غير أب ولا أم
كآدم .
فنوع خليقته تعالى بمشيئته النافذة، التي لا يستعصي عليها شيء، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17والله على كل شيء قدير .
(18) ومن مقالات اليهود والنصارى أن كلا منهما ادعى دعوى باطلة، يزكون بها أنفسهم، بأن قال كل منهما:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18نحن أبناء الله وأحباؤه .
والابن في لغتهم هو الحبيب، ولم يريدوا البنوة الحقيقية، فإن هذا ليس من مذهبهم إلا مذهب النصارى في
المسيح.
قال الله ردا عليهم حيث ادعوا بلا برهان:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18قل فلم يعذبكم بذنوبكم ؟
فلو كنتم أحبابه ما عذبكم لكون الله لا يحب إلا من قام بمراضيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18بل أنتم بشر ممن خلق تجري عليكم أحكام العدل والفضل
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء إذا أتوا بأسباب المغفرة أو أسباب العذاب،
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير أي: فأي شيء خصكم بهذه الفضيلة، وأنتم من جملة المماليك ومن جملة من يرجع إلى الله في الدار الآخرة، فيجازيكم بأعمالكم.
[ ص: 410 ]
nindex.php?page=treesubj&link=19611_27521_28723_29687_31998_32429_32430_33679_34092_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=treesubj&link=19611_29687_29694_29706_30525_34092_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [ ص: 409 ] (17) لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى أَخْذَ الْمِيثَاقِ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَقُومُوا بِهِ بَلْ نَقَضُوهُ، ذَكَرَ أَقْوَالَهُمُ الشَّنِيعَةَ.
فَذَكَرَ قَوْلَ النَّصَارَى، الْقَوْلَ الَّذِي مَا قَالَهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ
الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، وَوَجْهُ شُبْهَتِهِمْ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ غَيْرِ أَبٍ، فَاعْتَقَدُوا فِيهِ هَذَا الِاعْتِقَادَ الْبَاطِلَ مَعَ أَنَّ حَوَّاءَ نَظِيرُهُ، خُلِقَتْ بِلَا أُمٍّ،
وَآدَمَ أَوْلَى مِنْهُ، خُلِقَ بِلَا أَبٍ وَلَا أُمٍّ، فَهَلَّا ادَّعَوْا فِيهِمَا الْإِلَهِيَّةَ كَمَا ادَّعَوْهَا فِي
الْمَسِيحِ؟
فَدَلَّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُمُ اتِّبَاعُ هَوًى مِنْ غَيْرِ بُرْهَانٍ وَلَا شُبْهَةٍ. فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِأَدِلَّةٍ عَقْلِيَّةٍ وَاضِحَةٍ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا .
فَإِذَا كَانَ الْمَذْكُورُونَ لَا امْتِنَاعَ عِنْدِهِمْ يَمْنَعُهُمْ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُهْلِكَهُمْ، وَلَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ - دَلَّ عَلَى بُطْلَانِ إِلَهِيَّةِ مَنْ لَا يَمْتَنِعُ مِنَ الْإِهْلَاكِ، وَلَا فِي قُوَّتِهِ شَيْءٌ مِنَ الْفِكَاكِ.
وَمِنَ الْأَدِلَّةِ أَنَّ ( لِلَّهِ) وَحْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَتَصَرَّفُ فِيهِمْ بِحُكْمِهِ الْكَوْنِيِّ وَالشَّرْعِيِّ وَالْجَزَائِيِّ، وَهُمْ مَمْلُوكُونَ مُدَبَّرُونَ، فَهَلْ يَلِيقُ أَنْ يَكُونَ الْمَمْلُوكُ الْعَبْدُ الْفَقِيرُ، إِلَهًا مَعْبُودًا غَنِيًّا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ؟ هَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْمُحَالِ.
وَلَا وَجْهَ لِاسْتِغْرَابِهِمْ لِخَلْقِ
الْمَسِيحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ غَيْرِ أَبٍ، فَإِنَّ اللَّهَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِنْ شَاءَ مِنْ أَبٍ وَأُمٍّ، كَسَائِرِ بَنِي
آدَمَ، وَإِنْ شَاءَ مِنْ أَبٍ بِلَا أُمٍّ،
كَحَوَّاءَ. وَإِنْ شَاءَ مِنْ أُمٍّ بِلَا أَبٍ،
كَعِيسَى. وَإِنْ شَاءَ مِنْ غَيْرِ أَبٍ وَلَا أُمٍّ
كَآدَمَ .
فَنَوَّعَ خَلِيقَتَهُ تَعَالَى بِمَشِيئَتِهِ النَّافِذَةِ، الَّتِي لَا يَسْتَعْصِي عَلَيْهَا شَيْءٌ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
(18) وَمِنْ مَقَالَاتِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا ادَّعَى دَعْوَى بَاطِلَةً، يُزَكُّونَ بِهَا أَنْفُسَهُمْ، بِأَنْ قَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ .
وَالِابْنُ فِي لُغَتِهِمْ هُوَ الْحَبِيبُ، وَلَمْ يُرِيدُوا الْبُنُوَّةَ الْحَقِيقِيَّةَ، فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ مَذْهَبِهِمْ إِلَّا مَذْهَبَ النَّصَارَى فِي
الْمَسِيحِ.
قَالَ اللَّهُ رَدًّا عَلَيْهِمْ حَيْثُ ادَّعَوْا بِلَا بُرْهَانٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ؟
فَلَوْ كُنْتُمْ أَحْبَابَهُ مَا عَذَّبَكُمْ لِكَوْنِ اللَّهِ لَا يُحِبُّ إِلَّا مَنْ قَامَ بِمِرَاضِيهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ تَجْرِي عَلَيْكُمْ أَحْكَامُ الْعَدْلِ وَالْفَضْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ إِذَا أَتَوْا بِأَسْبَابِ الْمَغْفِرَةِ أَوْ أَسْبَابِ الْعَذَابِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ أَيْ: فَأَيُّ شَيْءٍ خَصَّكُمْ بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ، وَأَنْتُمْ مِنْ جُمْلَةِ الْمَمَالِيكِ وَمِنْ جُمْلَةِ مَنْ يَرْجِعُ إِلَى اللَّهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ، فَيُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ.
[ ص: 410 ]