[ ص: 1980 ] تفسير سورة والتين
وهي مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=32446_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=1والتين والزيتون nindex.php?page=treesubj&link=32416_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وطور سينين nindex.php?page=treesubj&link=31577_33010_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وهذا البلد الأمين nindex.php?page=treesubj&link=32404_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثم رددناه أسفل سافلين nindex.php?page=treesubj&link=29680_30495_30503_34134_34141_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون nindex.php?page=treesubj&link=28760_30549_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فما يكذبك بعد بالدين nindex.php?page=treesubj&link=28723_30364_34089_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أليس الله بأحكم الحاكمين
" التين " هو التين المعروف، وكذلك " الزيتون " أقسم بهاتين الشجرتين، لكثرة منافع شجرهما وثمرهما، ولأن سلطانهما في أرض
الشام، محل نبوة
عيسى بن مريم عليه السلام.
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وطور سينين أي:
طور سيناء، محل نبوة
موسى عليه السلام.
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وهذا البلد الأمين وهي:
مكة المكرمة، محل نبوة
محمد صلى الله عليه وسلم. فأقسم تعالى بهذه المواضع المقدسة، التي اختارها وابتعث منها أفضل الأنبياء وأشرفهم.
والمقسم عليه قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم أي: تام الخلق، متناسب الأعضاء، منتصب القامة، لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرا أو باطنا شيئا، ومع هذه النعم العظيمة، التي ينبغي منه القيام بشكرها، فأكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم، مشتغلون باللهو واللعب، قد رضوا لأنفسهم بأسافل الأمور، وسفساف الأخلاق، فردهم الله في أسفل سافلين، أي: أسفل النار، موضع العصاة المتمردين على ربهم، إلا من من الله عليه بالإيمان والعمل الصالح، والأخلاق الفاضلة العالية،
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6فلهم بذلك المنازل العالية، و
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6أجر غير ممنون أي: غير مقطوع، بل لذات متوافرة، وأفراح متواترة، ونعم متكاثرة، في أبد لا يزول، ونعيم لا يحول، أكلها دائم وظلها،
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فما يكذبك بعد بالدين أي: أي شيء يكذبك أيها الإنسان بيوم الجزاء على الأعمال، وقد رأيت من آيات الله الكثيرة ما به يحصل لك به اليقين،
[ ص: 1981 ] ومن نعمه ما يوجب عليك أن لا تكفر بشيء منها،
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أليس الله بأحكم الحاكمين فهل تقتضي حكمته أن يترك الخلق سدى لا يؤمرون ولا ينهون، ولا يثابون ولا يعاقبون؟
أم الذي خلق الإنسان أطوارا بعد أطوار، وأوصل إليهم من النعم والخير والبر ما لا يحصونه، ورباهم التربية الحسنة، لا بد أن يعيدهم إلى دار هي مستقرهم وغايتهم، التي إليها يقصدون، ونحوها يؤمون.
تمت والحمد لله.
[ ص: 1980 ] تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالتِّينِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=32446_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=1وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ nindex.php?page=treesubj&link=32416_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وَطُورِ سِينِينَ nindex.php?page=treesubj&link=31577_33010_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ nindex.php?page=treesubj&link=32404_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30495_30503_34134_34141_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ nindex.php?page=treesubj&link=28760_30549_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30364_34089_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ
" التِّينُ " هُوَ التِّينُ الْمَعْرُوفُ، وَكَذَلِكَ " الزَّيْتُونَ " أَقْسَمَ بِهَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ، لِكَثْرَةِ مَنَافِعِ شَجَرِهِمَا وَثَمَرِهِمَا، وَلِأَنَّ سُلْطَانَهُمَا فِي أَرْضِ
الشَّامِ، مَحَلِّ نُبُوَّةِ
عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وَطُورِ سِينِينَ أَيْ:
طُورُ سَيْنَاءَ، مَحَلُّ نُبُوَّةِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ وَهِيَ:
مَكَّةُ الْمُكَرَّمَةُ، مَحَلُّ نُبُوَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَقْسَمَ تَعَالَى بِهَذِهِ الْمَوَاضِعِ الْمُقَدَّسَةِ، الَّتِي اخْتَارَهَا وَابْتَعَثَ مِنْهَا أَفْضَلَ الْأَنْبِيَاءِ وَأَشْرَفَهُمْ.
وَالْمَقْسَمُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ أَيْ: تَامُّ الْخَلْقِ، مُتَنَاسِبُ الْأَعْضَاءِ، مُنْتَصِبُ الْقَامَةِ، لَمْ يَفْقِدْ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ظَاهِرًا أَوْ بَاطِنًا شَيْئًا، وَمَعَ هَذِهِ النِّعَمِ الْعَظِيمَةِ، الَّتِي يَنْبَغِي مِنْهُ الْقِيَامُ بِشُكْرِهَا، فَأَكْثَرُ الْخَلْقِ مُنْحَرِفُونَ عَنْ شُكْرِ الْمُنْعِمِ، مُشْتَغِلُونَ بِاللَّهْوِ وَاللَّعِبِ، قَدْ رَضَوْا لِأَنْفُسِهِمْ بِأَسَافِلَ الْأُمُورِ، وَسَفْسَافِ الْأَخْلَاقِ، فَرَدَّهُمُ اللَّهُ فِي أَسْفَلِ سَافِلِينَ، أَيْ: أَسْفَلِ النَّارِ، مَوْضِعِ الْعُصَاةِ الْمُتَمَرِّدِينَ عَلَى رَبِّهِمْ، إِلَّا مَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَالْأَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ الْعَالِيَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6فَلَهُمْ بِذَلِكَ الْمُنَازِلَ الْعَالِيَةُ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ أَيْ: غَيْرُ مَقْطُوعٍ، بَلْ لَذَّاتٌ مُتَوَافِرَةٌ، وَأَفْرَاحٌ مُتَوَاتِرَةٌ، وَنِعَمٌ مُتَكَاثِرَةٌ، فِي أَبَدٍ لَا يَزُولُ، وَنَعِيمٍ لَا يُحَوَّلُ، أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ يُكَذِّبُكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ بِيَوْمِ الْجَزَاءِ عَلَى الْأَعْمَالِ، وَقَدْ رَأَيْتَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ الْكَثِيرَةِ مَا بِهِ يَحْصُلُ لَكَ بِهِ الْيَقِينُ،
[ ص: 1981 ] وَمِنْ نِعَمِهِ مَا يُوجِبُ عَلَيْكَ أَنْ لَا تَكْفُرَ بِشَيْءٍ مِنْهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ فَهَلْ تَقْتَضِي حِكْمَتُهُ أَنْ يَتْرُكَ الْخَلْقَ سُدًى لَا يُؤْمَرُونَ وَلَا يُنْهَوْنَ، وَلَا يُثَابُونَ وَلَا يُعَاقَبُونَ؟
أَمِ الَّذِي خَلَقَ الْإِنْسَانَ أَطْوَارًا بَعْدَ أَطْوَارٍ، وَأَوْصَلَ إِلَيْهِمْ مِنَ النِّعَمِ وَالْخَيْرِ وَالْبِرِّ مَا لَا يُحْصُونَهُ، وَرَبَّاهُمُ التَّرْبِيَةَ الْحَسَنَةَ، لَا بُدَّ أَنْ يُعِيدَهُمْ إِلَى دَارٍ هِيَ مُسْتَقَرُّهُمْ وَغَايَتُهُمُ، الَّتِي إِلَيْهَا يَقْصِدُونَ، وَنَحْوُهَا يَؤُمُّونَ.
تَمَّتْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.