تفسير سورة ألم نشرح لك
صدرك وهي مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=30623_31034_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1ألم نشرح لك صدرك nindex.php?page=treesubj&link=31061_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=2ووضعنا عنك وزرك nindex.php?page=treesubj&link=31061_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=3الذي أنقض ظهرك nindex.php?page=treesubj&link=31034_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=4ورفعنا لك ذكرك nindex.php?page=treesubj&link=32495_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=5فإن مع العسر يسرا nindex.php?page=treesubj&link=32495_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=6إن مع العسر يسرا nindex.php?page=treesubj&link=29509_30499_30513_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=7فإذا فرغت فانصب nindex.php?page=treesubj&link=30513_34513_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=8وإلى ربك فارغب
يقول تعالى -ممتنا على رسوله-:
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1ألم نشرح لك صدرك أي: نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله، والاتصاف بمكارم الأخلاق، والإقبال على الآخرة، وتسهيل الخيرات فلم يكن ضيقا حرجا، لا يكاد ينقاد لخير، ولا تكاد تجده منبسطا.
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=2ووضعنا عنك وزرك أي: ذنبك،
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=3الذي أنقض أي: أثقل
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=3ظهرك كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر .
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=4ورفعنا لك ذكرك أي: أعلينا قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي، الذي لم يصل إليه أحد من الخلق، فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في الدخول في الإسلام، وفي الأذان، والإقامة، والخطب...، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ذكر رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم.
وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيره، بعد الله تعالى، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيا عن أمته.
[ ص: 1979 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=5فإن مع العسر يسرا nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=6إن مع العسر يسرا بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7سيجعل الله بعد عسر يسرا وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"
nindex.php?page=hadith&LINKID=683511وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا".
وتعريف " العسر" في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير" اليسر" يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين.
وفي تعريفه بالألف واللام، الدال على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر -وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ- فإنه في آخره التيسير ملازم له.
ثم أمر الله رسوله أصلا والمؤمنين تبعا، بشكره والقيام بواجب نعمه، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=7فإذا فرغت فانصب أي: إذا تفرغت من أشغالك، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء.
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=8وإلى ربك وحده
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=8فارغب أي:
nindex.php?page=treesubj&link=29495_19734أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول دعواتك . ولا تكن ممن إذا فرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره، فتكون من الخاسرين.
وقد قيل: إن معنى هذا:
nindex.php?page=treesubj&link=19736فإذا فرغت من الصلاة وأكملتها، فانصب في الدعاء، وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك.
واستدل من قال بهذا القول، على مشروعية
nindex.php?page=treesubj&link=22739الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات، والله أعلم بذلك تمت ولله الحمد.
تَفْسِيرُ سُورَةِ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ وَهِيَ مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=30623_31034_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ nindex.php?page=treesubj&link=31061_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=2وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ nindex.php?page=treesubj&link=31061_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=3الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ nindex.php?page=treesubj&link=31034_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=4وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ nindex.php?page=treesubj&link=32495_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=5فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا nindex.php?page=treesubj&link=32495_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=6إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا nindex.php?page=treesubj&link=29509_30499_30513_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=7فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ nindex.php?page=treesubj&link=30513_34513_29065nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=8وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ
يَقُولُ تَعَالَى -مُمْتَنًّا عَلَى رَسُولِهِ-:
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ أَيْ: نُوَسِّعُهُ لِشَرَائِعِ الدِّينِ وَالدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ، وَالِاتِّصَافِ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَالْإِقْبَالِ عَلَى الْآخِرَةِ، وَتَسْهِيلِ الْخَيِّرَاتِ فَلَمْ يَكُنْ ضَيِّقًا حَرِجًا، لَا يَكَادُ يَنْقَادُ لِخَيْرٍ، وَلَا تَكَادُ تَجِدُهُ مُنْبَسِطًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=2وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ أَيْ: ذَنْبَكَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=3الَّذِي أَنْقَضَ أَيْ: أَثْقَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=3ظَهْرَكَ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=4وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ أَيْ: أَعْلَيْنَا قَدْرَكَ، وَجَعَلْنَا لَكَ الثَّنَاءَ الْحَسَنَ الْعَالِيَ، الَّذِي لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ، فَلَا يُذْكَرُ اللَّهُ إِلَّا ذُكِرَ مَعَهُ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا فِي الدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ، وَفِي الْأَذَانِ، وَالْإِقَامَةِ، وَالْخُطَبِ...، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي أَعْلَى اللَّهُ بِهَا ذِكْرَ رَسُولِهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَلَهُ فِي قُلُوبِ أُمَّتِهِ مِنَ الْمَحَبَّةِ وَالْإِجْلَالِ وَالتَّعْظِيمِ مَا لَيْسَ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ، بَعْدَ اللَّهِ تَعَالَى، فَجَزَاهُ اللَّهُ عَنْ أُمَّتِهِ أَفْضَلَ مَا جَزَى نَبِيًّا عَنْ أُمَّتِهِ.
[ ص: 1979 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=5فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=6إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا بِشَارَةٌ عَظِيمَةٌ، أَنَّهُ كُلَّمَا وُجِدَ عُسْرٌ وَصُعُوبَةٌ، فَإِنَّ الْيُسْرَ يُقَارِنُهُ وَيُصَاحِبُهُ، حَتَّى لَوْ دَخَلَ الْعُسْرُ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ، فَأَخْرَجَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا وَكَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"
nindex.php?page=hadith&LINKID=683511وَإِنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".
وَتَعْرِيفُ " الْعُسْرِ" فِي الْآيَتَيْنِ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدٌ، وَتَنْكِيرُ" الْيُسْرِ" يَدُلُّ عَلَى تَكْرَارِهِ، فَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ.
وَفِي تَعْرِيفِهِ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ، الدَّالِّ عَلَى الِاسْتِغْرَاقِ وَالْعُمُومِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ عُسْرٍ -وَإِنْ بَلَغَ مِنَ الصُّعُوبَةِ مَا بَلَغَ- فَإِنَّهُ فِي آخِرِهِ التَّيْسِيرُ مُلَازِمٌ لَهُ.
ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَصْلًا وَالْمُؤْمِنِينَ تَبَعًا، بِشُكْرِهِ وَالْقِيَامِ بِوَاجِبِ نِعَمِهِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=7فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ أَيْ: إِذَا تَفَرَّغْتَ مِنْ أَشْغَالِكَ، وَلَمْ يَبْقَ فِي قَلْبِكَ مَا يَعُوقُهُ، فَاجْتَهِدْ فِي الْعِبَادَةِ وَالدُّعَاءِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=8وَإِلَى رَبِّكَ وَحْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=8فَارْغَبْ أَيْ:
nindex.php?page=treesubj&link=29495_19734أَعْظِمِ الرَّغْبَةَ فِي إِجَابَةِ دُعَائِكَ وَقَبُولِ دَعَوَاتِكَ . وَلَا تَكُنْ مِمَّنْ إِذَا فَرَغُوا لَعِبُوا وَأَعْرَضُوا عَنْ رَبِّهِمْ وَعَنْ ذِكْرِهِ، فَتَكُونُ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ مَعْنَى هَذَا:
nindex.php?page=treesubj&link=19736فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاةِ وَأَكْمَلْتَهَا، فَانْصَبْ فِي الدُّعَاءِ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ فِي سُؤَالِ مُطَالِبِكَ.
وَاسْتَدَلَّ مَنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ، عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ
nindex.php?page=treesubj&link=22739الدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ عَقِبَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ تَمَّتْ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.