nindex.php?page=treesubj&link=29680_29711_34134_34306_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم nindex.php?page=treesubj&link=18896_2649_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم nindex.php?page=treesubj&link=18896_28723_29711_30532_30539_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم
هذا تزهيد منه لعباده في الحياة الدنيا بإخبارهم عن حقيقة أمرها، بأنها لعب ولهو، لعب في الأبدان ولهو في القلوب، فلا يزال العبد لاهيا في ماله، وأولاده، وزينته، ولذاته من النساء، والمآكل والمشارب، والمساكن والمجالس، والمناظر والرياسات، لاعبا في كل عمل لا فائدة فيه، بل هو دائر بين البطالة والغفلة والمعاصي، حتى تستكمل دنياه، ويحضره أجله، فإذا هذه الأمور قد ولت وفارقت، ولم يحصل العبد منها على طائل، بل قد تبين له خسرانه وحرمانه، وحضر عذابه، فهذا موجب للعاقل الزهد فيها، وعدم الرغبة فيها، والاهتمام بشأنها، وإنما الذي ينبغي أن يهتم به ما ذكره بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وإن تؤمنوا وتتقوا بأن تؤمنوا بالله، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتقوموا بتقواه التي هي من لوازم الإيمان ومقتضياته، وهي العمل بمرضاته على الدوام، مع ترك معاصيه، فهذا الذي ينفع العبد، وهو الذي ينبغي أن يتنافس فيه، وتبذل الهمم والأعمال في طلبه، وهو
[ ص: 1666 ] مقصود الله من عباده رحمة بهم ولطفا، ليثيبهم الثواب الجزيل، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم أي: لا يريد تعالى أن يكلفكم ما يشق عليكم، ويعنتكم من أخذ أموالكم، وبقائكم بلا مال، أو ينقصكم نقصا يضركم، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم
أي: ما في قلوبكم من الضغن، إذا طلب منكم ما تكرهون بذله.
والدليل على أن الله لو طلب منكم أموالكم وأحفاكم بسؤالها، أنكم تمتنعون منها، أنكم
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38تدعون لتنفقوا في سبيل الله على هذا الوجه، الذي فيه مصلحتكم الدينية والدنيوية.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38فمنكم من يبخل أي: فكيف لو سألكم، وطلب منكم أموالكم في غير أمر ترونه مصلحة عاجلة؟ أليس من باب أولى وأحرى امتناعكم من ذلك.
ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه لأنه حرم نفسه ثواب الله تعالى، وفاته خير كثير، ولن يضر الله بترك الإنفاق شيئا.
فإن الله هو
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38الغني وأنتم الفقراء تحتاجون إليه في جميع أوقاتكم، لجميع أموركم.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وإن تتولوا عن الإيمان بالله، وامتثال ما يأمركم به
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم في التولي، بل يطيعون الله ورسوله، ويحبون الله ورسوله، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه
تم تفسير سورة القتال، والحمد لله رب العالمين.
nindex.php?page=treesubj&link=29680_29711_34134_34306_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ nindex.php?page=treesubj&link=18896_2649_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ nindex.php?page=treesubj&link=18896_28723_29711_30532_30539_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ
هَذَا تَزْهِيدٌ مِنْهُ لِعِبَادِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا بِإِخْبَارِهِمْ عَنْ حَقِيقَةِ أَمْرِهَا، بِأَنَّهَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ، لَعِبٌ فِي الْأَبْدَانِ وَلَهْوٌ فِي الْقُلُوبِ، فَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ لَاهِيًا فِي مَالِهِ، وَأَوْلَادِهِ، وَزِينَتِهِ، وَلَذَّاتِهِ مِنَ النِّسَاءِ، وَالْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ، وَالْمَسَاكِنِ وَالْمَجَالِسِ، وَالْمَنَاظِرِ وَالرِّيَاسَاتِ، لَاعِبًا فِي كُلِّ عَمَلٍ لَا فَائِدَةَ فِيهِ، بَلْ هُوَ دَائِرٌ بَيْنَ الْبِطَالَةِ وَالْغَفْلَةِ وَالْمَعَاصِي، حَتَّى تَسْتَكْمِلَ دُنْيَاهُ، وَيَحْضُرَهُ أَجَلُهُ، فَإِذَا هَذِهِ الْأُمُورُ قَدْ وَلَّتْ وَفَارَقَتْ، وَلَمْ يَحْصُلِ الْعَبْدُ مِنْهَا عَلَى طَائِلٍ، بَلْ قَدْ تَبَيَّنَ لَهُ خُسْرَانُهُ وَحِرْمَانُهُ، وَحَضَرَ عَذَابُهُ، فَهَذَا مُوجِبٌ لِلْعَاقِلِ الزُّهْدَ فِيهَا، وَعَدَمَ الرَّغْبَةِ فِيهَا، وَالِاهْتِمَامَ بِشَأْنِهَا، وَإِنَّمَا الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَهْتَمَّ بِهِ مَا ذَكَرَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا بِأَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتَقُومُوا بِتَقْوَاهُ الَّتِي هِيَ مِنْ لَوَازِمِ الْإِيمَانِ وَمُقْتَضَيَاتِهِ، وَهِيَ الْعَمَلُ بِمَرْضَاتِهِ عَلَى الدَّوَامِ، مَعَ تَرْكِ مَعَاصِيهِ، فَهَذَا الَّذِي يَنْفَعُ الْعَبْدَ، وَهُوَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَتَنَافَسَ فِيهِ، وَتُبْذَلُ الْهِمَمُ وَالْأَعْمَالُ فِي طَلَبِهِ، وَهُوَ
[ ص: 1666 ] مَقْصُودُ اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ رَحْمَةً بِهِمْ وَلُطْفًا، لِيُثِيبَهُمُ الثَّوَابَ الْجَزِيلَ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ أَيْ: لَا يُرِيدُ تَعَالَى أَنْ يُكَلِّفَكُمْ مَا يَشُقُّ عَلَيْكُمْ، وَيُعْنِتَكُمْ مِنْ أَخْذِ أَمْوَالِكُمْ، وَبَقَائِكُمْ بِلَا مَالٍ، أَوْ يَنْقُصَكُمْ نَقْصًا يَضُرُّكُمْ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ
أَيْ: مَا فِي قُلُوبِكُمْ مِنَ الضَّغَنِ، إِذَا طَلَبَ مِنْكُمْ مَا تَكْرَهُونَ بَذْلَهُ.
وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَوْ طَلَبَ مِنْكُمْ أَمْوَالَكُمْ وَأَحْفَاكُمْ بِسُؤَالِهَا، أَنَّكُمْ تَمْتَنِعُونَ مِنْهَا، أَنَّكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ، الَّذِي فِيهِ مَصْلَحَتُكُمُ الدِّينِيَّةُ وَالدُّنْيَوِيَّةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ أَيْ: فَكَيْفَ لَوْ سَأَلَكُمْ، وَطَلَبَ مِنْكُمْ أَمْوَالَكُمْ فِي غَيْرِ أَمْرٍ تَرَوْنَهُ مَصْلَحَةً عَاجِلَةً؟ أَلَيْسَ مِنْ بَابِ أَوْلَى وَأَحْرَى امْتِنَاعُكُمْ مِنْ ذَلِكَ.
ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ لِأَنَّهُ حَرَمَ نَفْسَهُ ثَوَابَ اللَّهِ تَعَالَى، وَفَاتَهُ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَلَنْ يَضُرَّ اللَّهُ بِتَرْكِ الْإِنْفَاقِ شَيْئًا.
فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي جَمِيعِ أَوْقَاتِكُمْ، لِجَمِيعِ أُمُورِكُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَإِنْ تَتَوَلَّوْا عَنِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَامْتِثَالِ مَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ فِي التَّوَلِّي، بَلْ يُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ الْقِتَالِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.