nindex.php?page=treesubj&link=30355_30437_30539_34513_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=34ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون nindex.php?page=treesubj&link=19570_30539_30550_30614_31804_33678_34306_34307_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون
يخبر تعالى عن حال الكفار الفظيعة عند عرضهم على النار التي كانوا يكذبون بها وأنهم يوبخون ويقال لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=34أليس هذا بالحق فقد حضرتموه وشاهدتموه عيانا؟
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=34قالوا بلى وربنا فاعترفوا بذنبهم وتبين كذبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=34قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون أي: عذابا لازما دائما كما كان كفركم صفة لازمة.
ثم أمر تعالى رسوله أن يصبر على أذية المكذبين المعادين له وأن لا يزال داعيا لهم إلى الله وأن يقتدي بصبر أولي العزم من المرسلين سادات الخلق أولي العزائم والهمم العالية الذين عظم صبرهم، وتم يقينهم، فهم أحق الخلق بالأسوة بهم والقفو لآثارهم والاهتداء بمنارهم.
فامتثل صلى الله عليه وسلم لأمر ربه فصبر صبرا لم يصبره نبي قبله حتى رماه المعادون له عن قوس واحدة، وقاموا جميعا بصده عن الدعوة إلى الله وفعلوا ما يمكنهم من المعاداة والمحاربة، وهو صلى الله عليه وسلم لم يزل صادعا بأمر الله مقيما على جهاد أعداء الله صابرا على ما يناله من الأذى، حتى مكن الله له في الأرض وأظهر دينه على سائر الأديان وأمته على الأمم، فصلى الله عليه وسلم تسليما.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35ولا تستعجل لهم أي: لهؤلاء المكذبين المستعجلين للعذاب فإن هذا من جهلهم وحمقهم فلا يستخفنك بجهلهم ولا يحملك ما ترى من استعجالهم على أن تدعو الله عليهم بذلك فإن كل ما هو آت قريب، و
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35إلا ساعة من نهار فلا يحزنك تمتعهم القليل وهم صائرون إلى العذاب الوبيل.
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35بلاغ أي: هذه الدنيا متاعها
[ ص: 1652 ] وشهواتها ولذاتها بلغة منغصة ودفع وقت حاضر قليل.
أو هذا القرآن العظيم الذي بينا لكم فيه البيان التام بلاغ لكم، وزاد إلى الدار الآخرة، ونعم الزاد والبلغة زاد يوصل إلى دار النعيم ويعصم من العذاب الأليم، فهو أفضل زاد يتزوده الخلائق وأجل نعمة أنعم الله بها عليهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فهل يهلك بالعقوبات
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35إلا القوم الفاسقون أي: الذين لا خير فيهم وقد خرجوا عن طاعة ربهم ولم يقبلوا الحق الذي جاءتهم به الرسل.
وأعذر الله لهم وأنذرهم فبعد ذلك إذ يستمرون على تكذيبهم وكفرهم نسأل
الله العصمة.
آخر تفسير سورة الأحقاف، والحمد لله رب العالمين
nindex.php?page=treesubj&link=30355_30437_30539_34513_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=34وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19570_30539_30550_30614_31804_33678_34306_34307_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ حَالِ الْكُفَّارِ الْفَظِيعَةِ عِنْدَ عَرْضِهِمْ عَلَى النَّارِ الَّتِي كَانُوا يُكَذِّبُونَ بِهَا وَأَنَّهُمْ يُوَبَّخُونَ وَيُقَالُ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=34أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ فَقَدْ حَضَرْتُمُوهُ وَشَاهَدْتُمُوهُ عِيَانًا؟
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=34قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ وَتَبَيَّنَ كَذِبُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=34قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ أَيْ: عَذَابًا لَازِمًا دَائِمًا كَمَا كَانَ كُفْرُكُمْ صِفَةً لَازِمَةً.
ثُمَّ أَمَرَ تَعَالَى رَسُولَهُ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى أَذِيَّةِ الْمُكَذِّبِينَ الْمُعَادِينَ لَهُ وَأَنْ لَا يَزَالُ دَاعِيًا لَهُمْ إِلَى اللَّهِ وَأَنْ يَقْتَدِيَ بِصَبْرِ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الْمُرْسَلِينَ سَادَاتُ الْخَلْقِ أُولِي الْعَزَائِمِ وَالْهِمَمِ الْعَالِيَةِ الَّذِينَ عَظُمَ صَبْرُهُمْ، وَتَمَّ يَقِينُهُمْ، فَهُمْ أَحَقُّ الْخَلْقِ بِالْأُسْوَةِ بِهِمْ وَالْقَفْوِ لِآثَارِهِمْ وَالِاهْتِدَاءِ بِمَنَارِهِمْ.
فَامْتَثَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَمْرِ رَبِّهِ فَصَبَرَ صَبْرًا لَمْ يَصْبِرْهُ نَبِيٌّ قَبْلَهُ حَتَّى رَمَاهُ الْمُعَادُونَ لَهُ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، وَقَامُوا جَمِيعًا بِصَدِّهِ عَنِ الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ وَفَعَلُوا مَا يُمْكِنُهُمْ مِنَ الْمُعَادَاةِ وَالْمُحَارَبَةِ، وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَزَلْ صَادِعًا بِأَمْرِ اللَّهِ مُقِيمًا عَلَى جِهَادِ أَعْدَاءِ اللَّهِ صَابِرًا عَلَى مَا يَنَالُهُ مِنَ الْأَذَى، حَتَّى مَكَّنَ اللَّهُ لَهُ فِي الْأَرْضِ وَأَظْهَرَ دِينَهُ عَلَى سَائِرِ الْأَدْيَانِ وَأُمَّتَهُ عَلَى الْأُمَمِ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ أَيْ: لِهَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ الْمُسْتَعْجِلِينَ لِلْعَذَابِ فَإِنَّ هَذَا مِنْ جَهْلِهِمْ وَحُمْقِهِمْ فَلَا يَسْتَخِفُّنَّكَ بِجَهْلِهِمْ وَلَا يَحْمِلُكَ مَا تَرَى مِنِ اسْتِعْجَالِهِمْ عَلَى أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ فَإِنَّ كُلَّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ فَلَا يُحْزُنْكَ تَمَتُّعُهُمُ الْقَلِيلُ وَهُمْ صَائِرُونَ إِلَى الْعَذَابِ الْوَبِيلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35بَلاغٌ أَيْ: هَذِهِ الدُّنْيَا مَتَاعُهَا
[ ص: 1652 ] وَشَهْوَاتُهَا وَلَذَّاتُهَا بِلُغَةٍ مُنَغِّصَةٍ وَدَفْعِ وَقْتٍ حَاضِرٍ قَلِيلٍ.
أَوْ هَذَا الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي بَيَّنَّا لَكُمْ فِيهِ الْبَيَانَ التَّامَّ بَلَاغٌ لَكُمْ، وَزَادٌ إِلَى الدَّارِ الْآخِرَةِ، وَنِعْمَ الزَّادُ وَالْبَلْغَةُ زَادٌ يُوَصِّلُ إِلَى دَارِ النَّعِيمِ وَيَعْصِمُ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ، فَهُوَ أَفْضَلُ زَادٍ يَتَزَوَّدَهُ الْخَلَائِقُ وَأَجَلُّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فَهَلْ يُهْلَكُ بِالْعُقُوبَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ أَيِ: الَّذِينَ لَا خَيْرَ فِيهِمْ وَقَدْ خَرَجُوا عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِمْ وَلَمْ يَقْبَلُوا الْحَقَّ الَّذِي جَاءَتْهُمْ بِهِ الرُّسُلُ.
وَأَعْذَرَ اللَّهُ لَهُمْ وَأَنْذَرَهُمْ فَبَعْدَ ذَلِكَ إِذْ يَسْتَمِرُّونَ عَلَى تَكْذِيبِهِمْ وَكُفْرِهِمْ نَسْأَلُ
اللَّهَ الْعِصْمَةَ.
آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ الْأَحْقَافِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ