nindex.php?page=treesubj&link=28662_28723_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم nindex.php?page=treesubj&link=29687_30250_30291_30347_34091_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون nindex.php?page=treesubj&link=19731_30377_34131_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون nindex.php?page=treesubj&link=30549_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون nindex.php?page=treesubj&link=34199_34513_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=88وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون nindex.php?page=treesubj&link=20043_30532_32022_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=89فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون
يخبر تعالى، أنه وحده المألوه المعبود في السماوات والأرض فأهل السماوات كلهم، والمؤمنون من أهل الأرض، يعبدونه، ويعظمونه، ويخضعون لجلاله، ويفتقرون لكماله.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=15ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها
فهو تعالى المألوه المعبود، الذي يألهه الخلائق كلهم، طائعين مختارين، وكارهين. وهذه كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3وهو الله في السماوات وفي الأرض أي: ألوهيته ومحبته فيهما. وأما هو فهو فوق عرشه، بائن من خلقه، متوحد بجلاله، متمجد بكماله،
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وهو الحكيم الذي أحكم ما خلقه، وأتقن ما شرعه، فما خلق شيئا إلا لحكمة، ولا شرع شيئا إلا لحكمة، وحكمه القدري والشرعي والجزائي مشتمل على الحكمة.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84العليم بكل شيء، يعلم السر وأخفى، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في العالم العلوي والسفلي، ولا أصغر منها ولا أكبر.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما تبارك
[ ص: 1622 ] بمعنى تعالى وتعاظم، وكثر خيره، واتسعت صفاته، وعظم ملكه. ولهذا ذكر سعة ملكه للسموات والأرض وما بينهما، وسعة علمه، وأنه بكل شيء عليم، حتى إنه تعالى، انفرد بعلم كثير من الغيوب، التي لم يطلع عليها أحد من الخلق، لا نبي مرسل، ولا ملك مقرب، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وعنده علم الساعة قدم الظرف، ليفيد الحصر، أي: لا يعلم متى تجيء الساعة إلا هو، ومن تمام ملكه وسعته، أنه مالك الدنيا والآخرة، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وإليه ترجعون أي: في الآخرة فيحكم بينكم بحكمه العدل،
nindex.php?page=treesubj&link=29690ومن تمام ملكه، أنه لا يملك أحد من خلقه من الأمر شيئا، ولا يقدم على الشفاعة عنده أحد إلا بإذنه. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة أي: كل من دعي من دون الله، من الأنبياء والملائكة وغيرهم، لا يملكون الشفاعة، ولا يشفعون إلا بإذن الله، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86إلا من شهد بالحق أي: نطق بلسانه، مقرا بقلبه، عالما بما شهد به، ويشترط أن تكون شهادته بالحق، وهو الشهادة لله تعالى بالوحدانية، ولرسله بالنبوة والرسالة، وصحة ما جاءوا به، من أصول الدين وفروعه، وحقائقه وشرائعه، فهؤلاء الذين تنفع فيهم شفاعة الشافعين، وهؤلاء الناجون من عذاب الله، الحائزون لثوابه.
ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله أي: ولئن سألت المشركين عن
nindex.php?page=treesubj&link=28658توحيد الربوبية، ومن هو الخالق، لأقروا أنه الله وحده لا شريك له.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87فأنى يؤفكون أي: فكيف يصرفون عن عبادة الله والإخلاص له وحده؟!
فإقرارهم بتوحيد الربوبية، يلزمهم به الإقرار بتوحيد الألوهية، وهو من أكبر الأدلة على بطلان الشرك.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=88وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون هذا معطوف على قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وعنده علم الساعة أي: وعنده علم قيله، أي: الرسول صلى الله عليه وسلم، شاكيا لربه تكذيب قومه، متحزنا على ذلك، متحسرا على عدم إيمانهم، فالله تعالى عالم بهذه الحال، قادر على معاجلتهم بالعقوبة، ولكنه تعالى حليم، يمهل العباد ويستأني بهم، لعلهم يتوبون ويرجعون، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=89فاصفح عنهم وقل سلام أي: اصفح عنهم ما يأتيك من
[ ص: 1623 ] أذيتهم القولية والفعلية، واعف عنهم، ولا يبدر منك لهم إلا السلام الذي يقابل به أولو الألباب والبصائر الجاهلين، كما قال تعالى عن عباده الصالحين:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وإذا خاطبهم الجاهلون أي: خطابا بمقتضى جهلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63قالوا سلاما فامتثل صلى الله عليه وسلم، لأمر ربه، وتلقى ما يصدر إليه من قومه وغيرهم من الأذى، بالعفو والصفح، ولم يقابلهم عليه إلا بالإحسان إليهم والخطاب الجميل.
فصلوات الله وسلامه على من خصه الله بالخلق العظيم، الذي فضل به أهل الأرض والسماء، وارتفع به أعلى من كواكب الجوزاء.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=89فسوف يعلمون أي: غب ذنوبهم، وعاقبة جرمهم.
تم تفسير سورة الزخرف
nindex.php?page=treesubj&link=28662_28723_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=29687_30250_30291_30347_34091_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19731_30377_34131_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30549_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ nindex.php?page=treesubj&link=34199_34513_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=88وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=20043_30532_32022_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=89فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
يُخْبِرُ تَعَالَى، أَنَّهُ وَحْدَهُ الْمَأْلُوهُ الْمَعْبُودُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَأَهْلُ السَّمَاوَاتِ كُلُّهُمْ، وَالْمُؤْمِنُونَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، يَعْبُدُونَهُ، وَيُعَظِّمُونَهُ، وَيَخْضَعُونَ لِجَلَالِهِ، وَيَفْتَقِرُونَ لِكَمَالِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=15وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا
فَهُوَ تَعَالَى الْمَأْلُوهُ الْمَعْبُودُ، الَّذِي يَأْلَهُهُ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ، طَائِعِينَ مُخْتَارِينَ، وَكَارِهِينَ. وَهَذِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ أَيْ: أُلُوهِيَّتُهُ وَمَحَبَّتُهُ فِيهِمَا. وَأَمَّا هُوَ فَهُوَ فَوْقَ عَرْشِهِ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، مُتَوَحِّدٌ بِجَلَالِهِ، مُتَمَجِّدٌ بِكَمَالِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84وَهُوَ الْحَكِيمُ الَّذِي أَحْكَمَ مَا خَلَقَهُ، وَأَتْقَنَ مَا شَرَعَهُ، فَمَا خَلَقَ شَيْئًا إِلَّا لِحِكْمَةٍ، وَلَا شَرَعَ شَيْئًا إِلَّا لِحِكْمَةٍ، وَحُكْمُهُ الْقَدَرِيُّ وَالشَّرْعِيُّ وَالْجَزَائِيُّ مُشْتَمِلٌ عَلَى الْحِكْمَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=84الْعَلِيمُ بِكُلِّ شَيْءٍ، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، وَلَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ، وَلَا أَصْغَرَ مِنْهَا وَلَا أَكْبَرَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا تَبَارَكَ
[ ص: 1622 ] بِمَعْنَى تَعَالَى وَتَعَاظَمَ، وَكَثُرَ خَيْرُهُ، وَاتَّسَعَتْ صِفَاتُهُ، وَعَظُمَ مُلْكُهُ. وَلِهَذَا ذَكَرَ سِعَةَ مُلْكِهِ لِلسَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَسِعَةَ عِلْمِهِ، وَأَنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٍ، حَتَّى إِنَّهُ تَعَالَى، انْفَرَدَ بِعِلْمِ كَثِيرٍ مِنَ الْغُيُوبِ، الَّتِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهَا أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ، لَا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، وَلَا مَلِكٍ مُقَرَّبٍ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ قَدَّمَ الظَّرْفَ، لِيُفِيدَ الْحَصْرَ، أَيْ: لَا يَعْلَمُ مَتَى تَجِيءُ السَّاعَةُ إِلَّا هُوَ، وَمِنْ تَمَامِ مُلْكِهِ وَسِعَتِهِ، أَنَّهُ مَالِكُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَيْ: فِي الْآخِرَةِ فَيَحْكُمُ بَيْنَكُمْ بِحُكْمِهِ الْعَدْلِ،
nindex.php?page=treesubj&link=29690وَمِنْ تَمَامِ مُلْكِهِ، أَنَّهُ لَا يَمْلُكُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ مِنَ الْأَمْرِ شَيْئًا، وَلَا يَقْدُمُ عَلَى الشَّفَاعَةِ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ أَيْ: كُلُّ مَنْ دُعِيَ مَنْ دُونِ اللَّهِ، مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ، لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ، وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ أَيْ: نَطَقَ بِلِسَانِهِ، مُقِرًّا بِقَلْبِهِ، عَالِمًا بِمَا شَهِدَ بِهِ، وَيُشْتَرَطُ أَنْ تَكُونَ شَهَادَتُهُ بِالْحَقِّ، وَهُوَ الشَّهَادَةُ لِلَّهِ تَعَالَى بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وَلِرُسُلِهِ بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وَصِحَّةِ مَا جَاءُوا بِهِ، مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ، وَحَقَائِقِهِ وَشَرَائِعِهِ، فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَنْفَعُ فِيهِمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ، وَهَؤُلَاءِ النَّاجُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، الْحَائِزُونَ لِثَوَابِهِ.
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ أَيْ: وَلَئِنْ سَأَلْتَ الْمُشْرِكِينَ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28658تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَمَنْ هُوَ الْخَالِقُ، لَأَقَرُّوا أَنَّهُ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ أَيْ: فَكَيْفَ يُصْرَفُونَ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَالْإِخْلَاصِ لَهُ وَحْدَهُ؟!
فَإِقْرَارُهُمْ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، يُلْزِمُهُمْ بِهِ الْإِقْرَارَ بِتَوْحِيدِ الْأُلُوهِيَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَكْبَرِ الْأَدِلَّةِ عَلَى بُطْلَانِ الشِّرْكِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=88وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ هَذَا مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ أَيْ: وَعِنْدَهُ عِلْمُ قِيلِهِ، أَيِ: الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَاكِيًا لِرَبِّهِ تَكْذِيبَ قَوْمِهِ، مُتَحَزِّنًا عَلَى ذَلِكَ، مُتَحَسِّرًا عَلَى عَدَمِ إِيمَانِهِمْ، فَاللَّهُ تَعَالَى عَالِمٌ بِهَذِهِ الْحَالِ، قَادِرٌ عَلَى مُعَاجَلَتِهِمْ بِالْعُقُوبَةِ، وَلَكِنَّهُ تَعَالَى حَلِيمٌ، يُمْهِلُ الْعِبَادَ وَيَسْتَأْنِي بِهِمْ، لَعَلَّهُمْ يَتُوبُونَ وَيَرْجِعُونَ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=89فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ أَيِ: اصْفَحْ عَنْهُمْ مَا يَأْتِيكَ مِنْ
[ ص: 1623 ] أَذِيَّتِهِمُ الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ، وَاعْفُ عَنْهُمْ، وَلَا يَبْدُرُ مِنْكَ لَهُمْ إِلَّا السَّلَامُ الَّذِي يُقَابَلُ بِهِ أُولُو الْأَلْبَابِ وَالْبَصَائِرِ الْجَاهِلِينَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ أَيْ: خِطَابًا بِمُقْتَضَى جَهْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63قَالُوا سَلامًا فَامْتَثَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَمْرِ رَبِّهِ، وَتَلَقَّى مَا يَصَدُرُ إِلَيْهِ مِنْ قَوْمِهِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْأَذَى، بِالْعَفْوِ وَالصَّفْحِ، وَلَمْ يُقَابِلْهُمْ عَلَيْهِ إِلَّا بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ وَالْخِطَابِ الْجَمِيلِ.
فَصَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَى مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِالْخَلْقِ الْعَظِيمِ، الَّذِي فَضَّلَ بِهِ أَهْلَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَارْتَفَعَ بِهِ أَعْلَى مِنْ كَوَاكِبِ الْجَوْزَاءِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=89فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ أَيْ: غِبَّ ذُنُوبِهِمْ، وَعَاقِبَةَ جُرْمِهِمْ.
تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ الزُّخْرُفِ