[ ص: 307 ] nindex.php?page=treesubj&link=28998_30497_33144_34091_34513nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=93وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=93وقل الحمد لله أي :
nindex.php?page=treesubj&link=33144_33147على ما أفاض علي من نعمائه التي أجلها نعمة النبوة المستتبعة لفنون النعم الدينية والدنيوية ، ووفقني لتحمل أعبائها وتبليغ أحكامها إلى كافة الورى بالآيات البينة والبراهين النيرة .
وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=93سيريكم آياته من جملة الكلام المأمور به ؛ أي : سيريكم البتة في الدنيا آياته الباهرة التي نطق بها القرآن كخروج الدابة وسائر الأشراط ، وقد عد منها وقعة بدر ، ويأباه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=93فتعرفونها أي : فتعرفون أنها آيات الله تعالى حين لا تنفعكم المعرفة لأنهم لا يعترفون بكون وقعة بدر كذلك ، وقيل : سيريكم في الآخرة .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=93وما ربك بغافل عما تعملون كلام مسوق من جهته تعالى بطريق التذييل مقرر لما قبله متضمن للوعد والوعيد كما ينبئ عنه إضافة الرب إلى ضمير النبي - صلى الله عليه وسلم ، وتخصيص الخطاب أولا به - صلى الله عليه وسلم -وتعميمه ثانيا للكفرة تغليبا ؛ أي : وما ربك بغافل عما تعمل أنت من الحسنات وما تعملون أنتم أيها الكفرة من السيئات ، فيجازي كلا منكم بعمله لا محالة . وقرئ : "عما يعملون" على الغيبة ، فهو وعيد محض ، والمعنى : وما ربك بغافل عن أعمالهم فسيعذبهم البتة فلا يحسبوا أن تأخير عذابهم لغفلته تعالى عن أعمالهم الموجبة له والله تعالى أعلم .
عن النبي - صلى الله عليه وسلم :
"من قرأ سورة " طس " كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بسليمان وهود وصالح وإبراهيم وشعيب - عليهم الصلاة والسلام - ومن كذب بهم ، ويخرج من قبره وهو ينادي : "لا إله إلا الله" .
[ ص: 307 ] nindex.php?page=treesubj&link=28998_30497_33144_34091_34513nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=93وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=93وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَيْ :
nindex.php?page=treesubj&link=33144_33147عَلَى مَا أَفَاضَ عَلَيَّ مِنْ نَعْمَائِهِ الَّتِي أُجِلُّهَا نِعْمَةُ النُّبُوَّةِ الْمُسْتَتْبَعَةِ لِفُنُونِ النِّعَمِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ ، وَوَفَّقَنِي لِتَحَمُّلِ أَعْبَائِهَا وَتَبْلِيغِ أَحْكَامِهَا إِلَى كَافَّةِ الْوَرَى بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَةِ وَالْبَرَاهِينِ النَّيِّرَةِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=93سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ مِنْ جُمْلَةِ الْكَلَامِ الْمَأْمُورِ بِهِ ؛ أَيْ : سَيُرِيكُمُ الْبَتَّةَ فِي الدُّنْيَا آيَاتِهِ الْبَاهِرَةَ الَّتِي نَطَقَ بِهَا القرآن كَخُرُوجِ الدَّابَّةِ وَسَائِرِ الْأَشْرَاطِ ، وَقَدْ عُدَّ مِنْهَا وَقْعَةُ بَدْرٍ ، وَيَأْبَاهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=93فَتَعْرِفُونَهَا أَيْ : فَتَعْرِفُونَ أَنَّهَا آيَاتُ اللَّهِ تَعَالَى حِينَ لَا تَنْفَعُكُمُ الْمُعَرِّفَةُ لِأَنَّهُمْ لَا يَعْتَرِفُونَ بِكَوْنِ وَقْعَةِ بَدْرٍ كَذَلِكَ ، وَقِيلَ : سَيُرِيكُمْ فِي الْآخِرَةِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=93وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ كَلَامٌ مَسُوقٌ مِنْ جِهَتِهِ تَعَالَى بِطَرِيقِ التَّذْيِيلِ مُقَرِّرٌ لِمَا قَبْلَهُ مُتَضَمِّنٌ لِلْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ كَمَا يُنْبِئِ عَنْهُ إِضَافَةُ الرَّبِّ إِلَى ضَمِيرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَخْصِيصُ الْخِطَابُ أَوَّلًا بِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وَتَعْمِيمُهُ ثَانِيًا لِلْكَفَرَةِ تَغْلِيبًا ؛ أَيْ : وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُ أَنْتَ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَمَا تَعْمَلُونَ أَنْتُمْ أَيُّهَا الْكَفَرَةُ مِنَ السَّيِّئَاتِ ، فَيُجَازِي كُلًّا مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ لَا مَحَالَةَ . وَقُرِئَ : "عَمَّا يَعْمَلُونَ" عَلَى الْغَيْبَةِ ، فَهُوَ وَعِيدٌ مَحْضٌ ، وَالْمَعْنَى : وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَنْ أَعْمَالِهِمْ فَسَيُعَذِّبُهُمُ الْبَتَّةَ فَلَا يَحْسَبُوا أَنَّ تَأْخِيرَ عَذَابِهِمْ لِغَفْلَتِهِ تَعَالَى عَنْ أَعْمَالِهِمُ الْمُوجِبَةِ لَهُ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"مَنْ قَرَأَ سُورَةَ " طس " كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ صَدَّقَ بِسُلَيْمَانَ وَهُودٍ وَصَالِحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَشُعَيْبٍ - عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَمَنْ كَذَّبَ بِهِمْ ، وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ يُنَادِي : "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" .