nindex.php?page=treesubj&link=28974_28723_29687_34092_34512nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26قل اللهم الميم عوض عن حرف النداء ولذلك لا يجتمعان وهذا من خصائص الاسم الجليل، كدخوله عليه مع حرف التعريف وقطع همزته ودخول تاء القسم عليه، وقيل: أصله يا ألله أمنا بخير، أي: اقصدنا به، فخفف بحذف حرف النداء ومتعلقات الفعل وهمزته.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26مالك الملك أي: مالك جنس الملك على الإطلاق ملكا حقيقيا، بحيث تتصرف فيه كيفما تشاء إيجادا و إعداما، وإحياء وإماتة، وتعذيبا و إثابة، من غير مشارك ولا ممانع وهو نداء ثان عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه، فإن الميم عنده تمنع الوصفية.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26تؤتي الملك بيان لبعض وجوه التصرف الذي تستدعيه مالكية الملك وتحقيق لاختصاصها به تعالى حقيقة وكون مالكية غيره بطريق المجاز كما ينبئ عنه إيثار الإيتاء الذي هو مجرد الإعطاء على التمليك المؤذن بثبوت المالكية حقيقة.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26من تشاء أي: إيتاءه إياه.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26وتنزع الملك ممن تشاء أي: نزعه منه، فالملك الأول حقيقي عام ومملوكيته حقيقية، والآخران مجازيان خاصان ونسبتهما إلى صاحبهما مجازية، وقيل: الملك الأول عام والآخران بعضان منه، فتأمل. وقيل: المراد بالملك: النبوة، و نزعها: نقلها من قوم إلى آخرين.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26وتعز من تشاء أن تعزه في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما بالنصر والتوفيق.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26وتذل من تشاء أن تذله في إحداهما أو فيهما من غير ممانعة من الغير ولا مدافعة.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26بيدك الخير تعريف الخير للتعميم، وتقديم الخبر للتخصيص، أي: بقدرتك الخير كله لا بقدرة أحد غيرك، تتصرف
[ ص: 22 ] فيه قبضا وبسطا حسبما تقتضيه مشيئتك، وتخصيص الخير بالذكر لما أنه مقضي بالذات، وأما الشر فمقضي بالعرض، إذ ما من شر جزئي إلا وهو متضمن لخير كلي أو لأن في حصول الشر دخلا لصاحبه في الجملة، لأنه من أجزية أعماله، وأما الخير ففضل محض أو لرعاية الأدب أو لأن الكلام فيه. فإنه روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خط الخندق عام الأحزاب وقطع لكل عشرة من أهل
المدينة أربعين ذراعا وأخذوا يحفرونه خرج من بطن الخندق صخرة كالتل لم تعمل فيها المعاول، فوجهوا
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره، فجاء عليه السلام وأخذ منه المعول فضربها ضربة صدعتها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم، فكبر وكبر معه المسلمون، وقال: أضاءت لي منها قصور
الحيرة كأنها أنياب الكلاب، ثم ضرب الثانية فقال: أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض
الروم، ثم ضرب الثالثة فقال: أضاءت لي قصور
صنعاء، وأخبرني
جبريل أن أمتي ظاهرة على كلها، فأبشروا، فقال المنافقون: ألا تعجبون يمنيكم ويعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور
الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق لا تستطيعون أن تبرزوا، فنزلت.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26إنك على كل شيء قدير تعليل لما سبق وتحقيق له.
nindex.php?page=treesubj&link=28974_28723_29687_34092_34512nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكِ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكِ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26قُلِ اللَّهُمَّ الْمِيمُ عِوَضٌ عَنْ حَرْفِ النِّدَاءِ وَلِذَلِكَ لَا يَجْتَمِعَانِ وَهَذَا مِنْ خَصَائِصَ الِاسْمِ الْجَلِيلِ، كَدُخُولِهِ عَلَيْهِ مَعَ حَرْفِ التَّعْرِيفِ وَقَطْعِ هَمْزَتِهِ وَدُخُولِ تَاءِ الْقَسَمِ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: أَصْلُهُ يَا أَللَّهُ أُمَّنَا بِخَيْرٍ، أَيِ: اقْصُدْنَا بِهِ، فَخُفِّفَ بِحَذْفِ حَرْفِ النِّدَاءِ وَمُتَعَلِّقَاتِ الْفِعْلِ وَهَمْزَتِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26مَالِكَ الْمُلْكِ أَيْ: مَالِكَ جِنْسِ الْمُلْكِ عَلَى الْإِطْلَاقِ مِلْكَاً حَقِيقِيَّاً، بِحَيْثُ تَتَصَرَّفُ فِيهِ كَيْفَمَا تَشَاءُ إِيجَادَاً وَ إِعْدَامَاً، وَإِحْيَاءً وَإِمَاتَةً، وَتَعْذِيبَاً وَ إِثَابَةً، مِنْ غَيْرِ مُشَارِكٍ وَلَا مُمَانِعٍ وَهُوَ نِدَاءٌ ثَانٍ عِنْدِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ، فَإِنَّ الْمِيمَ عِنْدَهُ تَمْنَعُ الْوَصْفِيَّةَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26تُؤْتِي الْمُلْكَ بَيَانٌ لِبَعْضِ وُجُوهِ التَّصَرُّفِ الَّذِي تَسْتَدْعِيهِ مَالِكِيَّةُ الْمَلِكِ وَتَحْقِيقٌ لِاخْتِصَاصِهَا بِهِ تَعَالَى حَقِيقَةً وَكَوْنِ مَالِكِيَّةِ غَيْرِهِ بِطَرِيقِ الْمَجَازِ كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ إِيثَارُ الْإِيتَاءِ الَّذِي هُوَ مُجَرَّدُ الْإِعْطَاءِ عَلَى التَّمْلِيكِ الْمُؤْذِنُ بِثُبُوتِ الْمَالِكِيَّةِ حَقِيقَةً.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26مَنْ تَشَاءُ أَيْ: إِيتَاءَهُ إِيَّاهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ أَيْ: نَزْعَهُ مِنْهُ، فَالْمُلْكُ الْأَوَّلُ حَقِيقِيٌّ عَامٌّ وَمَمْلُوكِيَّتُهُ حَقِيقِيَّةٌ، وَالْآخَرَانِ مَجَازِيَّانِ خَاصَّانِ وَنِسْبَتُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِمَا مَجَازِيَّةٌ، وَقِيلَ: الْمُلْكُ الْأَوَّلُ عَامٌّ وَالْآخَرَانِ بَعْضَانِ مِنْهُ، فَتَأَمَّلْ. وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْمُلْكِ: النُّبُوَّةُ، وَ نَزْعُهَا: نَقْلُهَا مِنْ قَوْمٍ إِلَى آخَرِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ أَنْ تُعِزَّهُ فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ أَوْ فِيهِمَا بِالنَّصْرِ وَالتَّوْفِيقِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ أَنْ تُذِلَّهُ فِي إِحْدَاهُمَا أَوْ فِيهِمَا مِنْ غَيْرِ مُمَانَعَةٍ مِنَ الْغَيْرِ وَلَا مُدَافَعَةٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26بِيَدِكَ الْخَيْرُ تَعْرِيفُ الْخَيْرِ لِلتَّعْمِيمِ، وَتَقْدِيمُ الْخَبَرِ لِلتَّخْصِيصِ، أَيْ: بِقُدْرَتِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ لَا بِقُدْرَةِ أَحَدٍ غَيْرِكَ، تَتَصَرَّفُ
[ ص: 22 ] فِيهِ قَبْضَاً وَبَسْطَاً حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ مَشِيئَتُكَ، وَتَخْصِيصُ الْخَيْرِ بِالذِّكْرِ لِمَا أَنَّهُ مَقْضِيٌّ بِالذَّاتِ، وَأَمَّا الشَّرُّ فَمَقْضِيٌّ بِالْعَرَضِ، إِذْ مَا مِنْ شَرٍّ جُزْئِيٍّ إِلَّا وَهُوَ مُتَضَمِّنٌ لِخَيْرٍ كُلِّيٍّ أَوْ لِأَنَّ فِي حُصُولِ الشَّرِّ دَخْلَاً لِصَاحِبِهِ فِي الْجُمْلَةِ، لِأَنَّهُ مِنْ أَجْزِيَةِ أَعْمَالِهِ، وَأَمَّا الْخَيْرُ فَفَضْلٌ مَحْضٌ أَوْ لِرِعَايَةِ الْأَدَبِ أَوْ لِأَنَّ الْكَلَامَ فِيهِ. فَإِنَّهُ رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَطَّ الْخَنْدَقَ عَامَ الْأَحْزَابِ وَقَطَعَ لِكُلِّ عَشْرَةٍ مِنْ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعَاً وَأَخَذُوا يَحْفِرُونَهُ خَرَجَ مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ صَخْرَةٌ كَالتَّلِّ لَمْ تَعْمَلْ فِيهَا الْمَعَاوِلُ، فَوَجَّهُوا
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُهُ، فَجَاءَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَخَذَ مِنْهُ الْمِعْوَلَ فَضَرَبَهَا ضَرْبَةً صَدَّعَتْهَا وَبَرَقَ مِنْهَا بَرْقٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا لَكَأَنَّ مِصْبَاحَاً فِي جَوْفِ بَيْتٍ مُظْلِمٍ، فَكَبَّرَ وَكَبَّرَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَقَالَ: أَضَاءَتْ لِي مِنْهَا قُصُورُ
الْحِيرَةِ كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ: أَضَاءَتْ لِي مِنْهَا الْقُصُورُ الْحُمْرُ مِنْ أَرْضِ
الرُّومِ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: أَضَاءَتْ لِي قُصُورُ
صَنْعَاءَ، وَأَخْبَرَنِي
جِبْرِيلُ أَنَّ أُمَّتِي ظَاهِرَةٌ عَلَى كُلِّهَا، فَأَبْشِرُوا، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: أَلَا تَعْجَبُونَ يُمَنِّيكُمْ وَيَعِدُكُمُ الْبَاطِلَ وَيُخْبِرُكُمْ أَنَّهُ يُبْصِرُ مِنْ يَثْرِبَ قُصُورَ
الْحِيرَةِ وَمَدَائِنَ كِسْرَى وَأَنَّهَا تُفْتَحُ لَكُمْ وَأَنْتُمْ إِنَّمَا تَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ مِنَ الْفَرَقِ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَبْرُزُوا، فَنَزَلَتْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تَعْلِيلٌ لِمَا سَبَقَ وَتَحْقِيقٌ لَهُ.