قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29706_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=88وقالوا اتخذ الرحمن ولدا nindex.php?page=treesubj&link=29705_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=89لقد جئتم شيئا إدا nindex.php?page=treesubj&link=29705_30523_31757_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=90تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29706_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=91أن دعوا للرحمن ولدا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29705_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=92وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا nindex.php?page=treesubj&link=28723_30347_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=93إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا nindex.php?page=treesubj&link=28723_34091_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=94لقد أحصاهم وعدهم عدا nindex.php?page=treesubj&link=30347_34100_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=95وكلهم آتيه يوم القيامة فردا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29680_30495_30503_34134_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا
الضمير في "قالوا" للكفار من
العرب في قولهم: للملائكة بنات الله، وللنصارى ، ولكل من كفر بهذا النوع من الكفر، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=89لقد جئتم - بعد الكناية عنهم - بمعنى: قل لهم يا
محمد ، و "الإد": الأمر الشنيع الصعب، وهي الدواهي والشنع العظيمة،
ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه المقالة أول ما قيلت في العالم شاك الشجر واستعرت [ ص: 72 ] جهنم وغضبت الملائكة . وقرأ الجمهور : "إدا" بكسر الهمزة، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12067أبو عبد الرحمن : "أدا" بفتح الهمزة، ويقال: إد، وأد، وآد، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير هنا، وفي "عسق": "تكاد" بالتاء "يتفطرن" بياء وتاء وفتح الطاء وشدها، ورواها
حفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم - في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر : "تكاد" بالتاء "ينفطرن" بياء ونون وكسر الطاء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : "يكاد" بالياء وإزالة علامة التأنيث "يتفطرن" بالياء والتاء وشد الطاء وفتحها في الموضعين، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر في
مريم مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو ، وفي "عسق" مثل
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ، وقال
أبو الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=13673والأخفش : "يكاد" بمعنى: يريد، وكذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15أكاد أخفيها وأنشد على أن "كاد" بمعنى "أراد" قول الشاعر:
كادت وكدت وتلك خير إرادة لو عاد من زمن الصبابة ما مضى
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
ولا حجة في هذا البيت، وهذا قول قلق.
وقال الجمهور: إنما هي استعارة لشنعة الأمر، أي: هذا حقه لو فهمت الجمادات قدره، وهذا المعنى مهيع
للعرب ، فمنه قول
جرير :
[ ص: 73 ] لما أتى خبر nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشع
ومنه قول الآخر:
ألم تر صدعا في السماء مبينا على ابن لبني الحارث بن هشام؟
وقال الآخر:
وأصبح بطن مكة مقشعرا كأن الأرض ليس بها هشام
و"الانفطار": الانشقاق على رتبة غير مقصودة، و "الهد": الانهدام والتفرق في سرعة، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب : كاد أعداء الله أن يقيموا علينا الساعة.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=92وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا نفي على جهة التنزيه له عن ذلك، وقد تقدم ذكر هذا المعنى وأقسام هذا اللفظ في هذه السورة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=93إن كل من في السماوات والأرض الآية. "إن" نافية بمعنى "ما"، وقرأ الجمهور : "آتي الرحمن" بالإضافة، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة : "آت الرحمن" بتنوين "آت" والنصب
[ ص: 74 ] في النون، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه: "لما آتي الرحمن"، واستدل بعض الناس بهذه الآية على أن الولد لا يكون عبدا.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
وهذا انتزاع بعيد، و "عبدا" حال.
ثم أخبر تعالى عن إحاطته ومعرفته بعبيده، فذكر "الإحصاء"، ثم كرر المعنى بغير اللفظ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لقد كتبهم وعدهم"، وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي رضي الله عنه: "لقد أحصاهم فأجملهم عددا". وقوله: "عدا" تأكيد للفعل وتحقيق له. وقوله: "فردا" يتضمن معنى قلة النصر والحول والقوة، لا مجير له مما يريد الله به.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96سيجعل لهم الرحمن ودا . ذهب أكثر المفسرين إلى أن هذا هو
nindex.php?page=treesubj&link=29468_19636القبول الذي يضعه الله لمن يحبه من عباده حسب ما في الحديث المأثور، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان رضي الله عنه: إنها بمنزلة قول النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=913519من أسر سريرة ألبسه الله رداءها ، وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=911208ما من عبد إلا وله في السماء صيت، فإن كان حسنا وضع في الأرض حسنا، وإن سيئا وضع كذلك .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: إن الآية نزلت فيه، وذلك أنه لما هاجر من مكة استوحش بالمدينة ، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت الآية في ذلك ، أي: ستستقر نفوس المؤمنين ويودون حالهم ومنزلتهم، وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش أنها نزلت في
علي بن [ ص: 75 ] أبي طالب رضي الله عنه، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية : لا يوجد مؤمن إلا وهو يحب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب وأهل بيته رضي الله عنهم.
وقرأ الجمهور : "ودا" بضم الواو، وقرأ
أبو الحارث الحنفي بفتح الواو.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
وتحتمل الآية أن تكون متصلة بما قبلها في المعنى، أي إن الله تبارك وتعالى لما أخبر عن إتيان كل من في السماوات والأرض في حالة العبودية والانفراد، آنس المؤمنين بأنه سيجعل لهم في ذلك اليوم ودا وهو ما يظهر عليهم من كرامته; لأن
nindex.php?page=treesubj&link=19884_19906_29700محبة الله للعبد هي ما يظهر عليه من نعمه وأمارات غفرانه له.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29706_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=88وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29705_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=89لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا nindex.php?page=treesubj&link=29705_30523_31757_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=90تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29706_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=91أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29705_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=92وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_30347_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=93إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_34091_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=94لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا nindex.php?page=treesubj&link=30347_34100_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=95وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29680_30495_30503_34134_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا
الضَّمِيرُ فِي "قَالُوا" لِلْكُفَّارِ مِنَ
الْعَرَبِ فِي قَوْلِهِمْ: لِلْمَلَائِكَةِ بَنَاتُ اللَّهِ، وَلِلنَّصَارَى ، وَلِكُلِّ مَنْ كَفَرَ بِهَذَا النَّوْعِ مِنَ الْكُفْرِ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=89لَقَدْ جِئْتُمْ - بَعْدَ الْكِنَايَةِ عَنْهُمْ - بِمَعْنَى: قُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ ، وَ "الْإِدُّ": الْأَمْرُ الشَّنِيعُ الصَّعْبُ، وَهِيَ الدَّوَاهِي وَالشُّنَعُ الْعَظِيمَةُ،
وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ هَذِهِ الْمَقَالَةَ أَوَّلُ مَا قِيلَتْ فِي الْعَالَمِ شَاكَ الشَّجَرُ وَاسْتَعَرَتْ [ ص: 72 ] جَهَنَّمُ وَغَضِبَتِ الْمَلَائِكَةُ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : "إِدًّا" بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12067أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : "أَدًّا" بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَيُقَالُ: إِدٌّ، وَأَدٌّ، وَآدٍّ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ هُنَا، وَفِي "عسق": "تَكَادُ" بِالتَّاءِ "يَتَفَطَّرْنَ" بِيَاءٍ وَتَاءٍ وَفَتْحِ الطَّاءِ وَشَدِّهَا، وَرَوَاهَا
حَفْصٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمْ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمْ - فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبِي بَكْرٍ : "تَكَادُ" بِالتَّاءِ "يَنْفَطِرْنَ" بِيَاءٍ وَنُونٍ وَكَسْرِ الطَّاءِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : "يَكَادُ" بِالْيَاءِ وَإِزَالَةِ عَلَامَةِ التَّأْنِيثِ "يَتَفَطَّرْنَ" بِالْيَاءِ وَالتَّاءِ وَشَدِّ الطَّاءِ وَفَتْحِهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ فِي
مَرْيَمَ مِثْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرٍو ، وَفِي "عسق" مِثْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنِ كَثِيرٍ ، وَقَالَ
أَبُو الْحَسَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13673وَالْأَخْفَشِ : "يَكَادُ" بِمَعْنَى: يُرِيدُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15أَكَادُ أُخْفِيهَا وَأَنْشَدَ عَلَى أَنَّ "كَادَ" بِمَعْنَى "أَرَادَ" قَوْلَ الشَّاعِرِ:
كَادَتْ وَكِدْتُ وَتِلْكَ خَيْرُ إِرَادَةٍ لَوْ عَادَ مِنْ زَمَنِ الصَّبَابَةِ مَا مَضَى
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَلَا حَجَّةَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَهَذَا قَوْلُ قَلِقٍ.
وَقَالَ الْجُمْهُورُ: إِنَّمَا هِيَ اسْتِعَارَةٌ لِشُنْعَةِ الْأَمْرِ، أَيْ: هَذَا حَقُّهُ لَوْ فَهِمَتِ الْجَمَادَاتُ قَدْرَهُ، وَهَذَا الْمَعْنَى مَهِيعٌ
لِلْعَرَبِ ، فَمِنْهُ قَوْلُ
جَرِيرٍ :
[ ص: 73 ] لِمَا أَتَى خَبَرُ nindex.php?page=showalam&ids=15الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ سُورُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالِ الْخُشَّعِ
وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ:
أَلَمْ تَرَ صَدْعًا فِي السَّمَاءِ مُبَيِّنًا عَلَى ابْنٍ لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ؟
وَقَالَ الْآخَرُ:
وَأَصْبَحَ بَطْنُ مَكَّةَ مُقْشَعِرًّا كَأَنَّ الْأَرْضَ لَيْسَ بِهَا هُشَامُ
و"الِانْفِطَارُ": الِانْشِقَاقُ عَلَى رُتْبَةٍ غَيْرِ مَقْصُودَةٍ، وَ "الْهَدُّ": الِانْهِدَامُ وَالتَّفَرُّقُ فِي سُرْعَةٍ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : كَادَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْنَا السَّاعَةَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=92وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا نَفْيٌ عَلَى جِهَةِ التَّنْزِيهِ لَهُ عَنْ ذَلِكَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ هَذَا الْمَعْنَى وَأَقْسَامُ هَذَا اللَّفْظِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=93إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْآيَةُ. "إِنْ" نَافِيَةٌ بِمَعْنَى "مَا"، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : "آتِي الرَّحْمَنِ" بِالْإِضَافَةِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ : "آتٍ الرَّحْمَنَ" بِتَنْوِينٍ "آتٍ" وَالنَّصْبِ
[ ص: 74 ] فِي النُّونِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لَمَا آتِي الرَّحْمَنِ"، وَاسْتَدَلَّ بَعْضُ النَّاسِ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ الْوَلَدَ لَا يَكُونُ عَبْدًا.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَهَذَا انْتِزَاعٌ بَعِيدٌ، وَ "عَبْدًا" حَالٌ.
ثُمْ أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ إِحَاطَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِعَبِيدِهِ، فَذَكَرَ "الْإِحْصَاءَ"، ثُمْ كَرَّرَ الْمَعْنَى بِغَيْرِ اللَّفْظِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لَقَدْ كَتَبَهُمْ وَعْدَّهُمْ"، وَفِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أَبِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لَقَدْ أَحْصَاهُمْ فَأَجْمَلَهُمْ عَدَدًا". وَقَوْلُهُ: "عَدًّا" تَأْكِيدٌ لِلْفِعْلِ وَتَحْقِيقٌ لَهُ. وَقَوْلُهُ: "فَرْدًا" يَتَضَمَّنُ مَعْنَى قِلَّةِ النَّصْرِ وَالْحَوَلِ وَالْقُوَّةِ، لَا مُجِيرَ لَهُ مِمَّا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا . ذَهَبَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى أَنَّ هَذَا هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=29468_19636الْقَبُولُ الَّذِي يَضَعُهُ اللَّهُ لِمَنْ يُحِبُّهُ مِنْ عِبَادِهِ حَسْبَ مَا فِي الْحَدِيثِ الْمَأْثُورِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ ُبْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّهَا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=913519مِنْ أَسَرَّ سَرِيرَةً أَلْبَسُهُ اللَّهُ رِدَاءَهَا ، وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=911208مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَلَهُ فِي السَّمَاءِ صَيْتٌ، فَإِنْ كَانَ حَسَنًا وُضِعَ فِي الْأَرْضِ حَسَنًا، وَإِنْ سَيِّئًا وُضِعَ كَذَلِكَ .
وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ اسْتَوْحَشَ بِالْمَدِينَةِ ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ فِي ذَلِكَ ، أَيْ: سَتَسْتَقِرُّ نُفُوسُ الْمُؤْمِنِينَ وَيَوَدُّونَ حَالَهُمْ وَمَنْزِلَتَهُمْ، وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النِّقَاشُ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي
عَلِيِّ بْنِ [ ص: 75 ] أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : لَا يُوجَدُ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأَهْلَ بَيْتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : "وُدًّا" بِضَمِّ الْوَاوِ، وَقَرَأَ
أَبُو الْحَارِثِ الْحَنَفِيُّ بِفَتْحِ الْوَاوِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَتَحْتَمِلُ الْآيَةُ أَنْ تَكُونَ مُتَّصِلَةً بِمَا قَبْلَهَا فِي الْمَعْنَى، أَيْ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا أَخْبَرَ عَنْ إِتْيَانِ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فِي حَالَةِ الْعُبُودِيَّةِ وَالِانْفِرَادِ، آنَسَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّهُ سَيَجْعَلُ لَهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وُدًّا وَهُوَ مَا يُظْهِرُ عَلَيْهِمْ مِنْ كَرَامَتِهِ; لَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19884_19906_29700مَحَبَّةَ اللَّهِ لِلْعَبْدِ هِيَ مَا يُظْهِرُ عَلَيْهِ مِنْ نِعَمِهِ وَأَمَارَاتِ غُفْرَانُهُ لَهُ.