قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=19775_29509_34380_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=109ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا nindex.php?page=treesubj&link=1567_19773_28723_31002_32258_33179_34510_34512_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا nindex.php?page=treesubj&link=28662_29687_29705_29711_33105_33144_33179_33677_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=111وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا
هذه مبالغة في صفتهم، ومدح لهم، وحض لكل من ترسم بالعلم وحصل منه شيئا أن يجري إلى هذه الرتبة. وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن
التيمي أنه قال: إن من أوتي من العلم ما لم يبكه لخليق ألا يكون أوتي علما ينفعه; لأن الله تعالى نعت العلماء فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=107إن الذين أوتوا العلم من قبله إلى آخر الآيتين.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية.
سبب نزول هذه الآية أن المشركين سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: يا الله، يا الرحمن، فقالوا: كان
محمد يأمرنا بدعاء إله واحد، وهو يدعو إلهين. قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17141مكي : تهجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال في دعائه: يا رحمن يا رحيم،
[ ص: 558 ] فسمعه رجل من المشركين -وكان
باليمامة رجل يسمى الرحمان- فقال ذلك السامع: ما بال
محمد يدعو رحمن
اليمامة، فنزلت الآية مبينة أنها أسماء لشيء واحد، فإن دعوتموه بالله فهو ذلك، وإن دعوتموه بالرحمن فهو ذلك.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف : "أيا من تدعو فله الأسماء الحسنى"، أي: وله سائر
nindex.php?page=treesubj&link=29446_29447الأسماء الحسنى، أي التي تقتضي أفضل الأوصاف.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهي بتوقيف، لا يصح وضع اسم الله تعالى إلا بتوقيف من القرآن أو الحديث . وقد روي:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652531 "إن لله تسعة وتسعين اسما" ... الحديث، ونصها كلها
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وغيره بسند صحيح. وتقدير الآية: أي الأسماء تدعو به فأنت مصيب، له الأسماء الحسنى.
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يجهر بصلاته، وألا يخافت بها، وهو الإسرار الذي يسمعه المتكلم به، هذه هي حقيقته، ولكنه في الآية عبارة عن خفض الصوت وإن لم ينته إلى ما ذكرناه. واختلف المتأولون في "الصلاة"، ما هي؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة رضي الله عنهما، وجماعة: هي الدعاء. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا: هي قراءة القرآن في الصلاة، فهذا على حذف مضاف، التقدير: ولا تجهر بقراءة صلاتك، قال: والسبب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جهر بالقرآن فسمعه المشركون فسبوا القرآن ومن أنزله، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوسط، ليسمع أصحابه المصلون معه ويذهب عنه أذى المشركين. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين: كان الأعراب يجهرون بتشهدهم فنزلت الآية في ذلك، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر رضي الله عنه يسر قراءته، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه يجهر بها، فقيل لهما في ذلك، فقال
[ ص: 559 ] nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر: إنما أناجي ربي وهو يعلم حاجتي، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: أنا أطرح الشيطان وأوقظ الوسنان، فلما نزلت هذه الآية قيل
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر رضي الله عنه: ارفع أنت قليلا، وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر رضي الله عنه: اخفض أنت قليلا. وقالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أيضا رضي الله عنها: الصلاة يراد بها في هذه الآية التشهد، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن : المراد: لا تحسن صلاتك في الجهر، ولا تسئها في السر، بل اتبع طريقا وسطا يكون دائما في كل حالة. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : معنى الآية النهي عما يفعله أهل الإنجيل والتوراة من رفع الصوت أحيانا فيرفع الناس معه، ويخفض أحيانا فيسكت من خلفه. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما في الآية: إن معناها: ولا تجهر بصلاة النهار، ولا تخافت بصلاة الليل، وابتغ سبيلا من امتثال الأمر كما رسم لك، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام، nindex.php?page=showalam&ids=14431والزهراوي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لم يخافت من أسمع أذنه.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وما روي من أنه قيل
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر رضي الله عنه: "ارفع أنت قليلا" يرد هذا، ولكن الذي قال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه هو أصل اللغة، ويستعمل الخفوت بعد ذلك في أرفع من ذلك.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=111وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا . هذه الآية رادة على اليهود والنصارى
والعرب في قولهم أفذاذا:
"عزير وعيسى والملائكة ذرية لله"، سبحانه وتعالى عن أقوالهم ورادة على
العرب في قولهم: "لولا أولياء الله لذل"، وقيد لفظ الآية نفي الولاية لله عز وجل بطريق الذل، وعلى جهة الانتصار; إذ ولايته موجودة بتفضله ورحمته لمن والى من صالح عباده. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : المعنى: لم يحالف أحدا، ولا ابتغ نصر أحد.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=111وكبره تكبيرا أبلغ لفظة
للعرب في معنى التعظيم والإجلال، ثم أكدها بالمصدر تحقيقا لها، وإبلاغا في معناها.
[ ص: 560 ] وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف عن
عبد الله بن كعب قال: "افتتحت التوراة بفاتحة سورة الأنعام، وختمت بخاتمة هذه السورة".
نجز تفسير سورة الإسراء ولله الحمد والمنة وصلى الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=19775_29509_34380_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=109وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا nindex.php?page=treesubj&link=1567_19773_28723_31002_32258_33179_34510_34512_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا nindex.php?page=treesubj&link=28662_29687_29705_29711_33105_33144_33179_33677_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=111وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا
هَذِهِ مُبَالَغَةٌ فِي صِفَتِهِمْ، وَمَدْحٌ لَهُمْ، وَحَضٌّ لِكُلِّ مَنْ تَرَسَّمَ بِالْعِلْمِ وَحَصَّلَ مِنْهُ شَيْئًا أَنْ يَجْرِيَ إِلَى هَذِهِ الرُّتْبَةِ. وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيٌّ عَنِ
التَّيْمِيِّ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مَنْ أُوتِيَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يُبْكِهِ لِخَلِيقٌ أَلَّا يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا يَنْفَعُهُ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَعَتَ الْعُلَمَاءَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=107إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ الْآيَةَ.
سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ سَمِعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: يَا اللَّهُ، يَا الرَّحْمَنُ، فَقَالُوا: كَانَ
مُحَمَّدٌ يَأْمُرُنَا بِدُعَاءِ إِلَهٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ يَدْعُو إِلَهَيْنِ. قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17141مَكِّيٌّ : تَهَجَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً، فَقَالَ فِي دُعَائِهِ: يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ،
[ ص: 558 ] فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ -وَكَانَ
بِالْيَمَامَةِ رَجُلٌ يُسَمَّى الرَّحِمَانُ- فَقَالَ ذَلِكَ السَّامِعُ: مَا بَالُ
مُحَمَّدٍ يَدْعُو رَحْمَنَ
الْيَمَامَةِ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ مُبَيِّنَةً أَنَّهَا أَسْمَاءٌ لِشَيْءٍ وَاحِدٍ، فَإِنْ دَعَوْتُمُوهُ بِاللَّهِ فَهُوَ ذَلِكَ، وَإِنْ دَعَوْتُمُوهُ بِالرَّحْمَنِ فَهُوَ ذَلِكَ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ : "أَيًّا مَنْ تَدْعُو فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى"، أَيْ: وَلَهُ سَائِرُ
nindex.php?page=treesubj&link=29446_29447الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، أَيِ الَّتِي تَقْتَضِي أَفْضَلَ الْأَوْصَافِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَهِيَ بِتَوْقِيفٍ، لَا يَصْحُ وَضْعُ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا بِتَوْقِيفٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَوِ الْحَدِيثِ . وَقَدْ رُوِيَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652531 "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا" ... الْحَدِيثُ، وَنَصَّهَا كُلَّهَا
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ. وَتَقْدِيرُ الْآيَةِ: أَيَّ الْأَسْمَاءِ تَدْعُو بِهِ فَأَنْتَ مُصِيبٌ، لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى.
ثُمَّ أَمَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَّا يَجْهَرَ بِصَلَاتِهِ، وَأَلَّا يُخَافِتَ بِهَا، وَهُوَ الْإِسْرَارُ الَّذِي يَسْمَعُهُ الْمُتَكَلِّمُ بِهِ، هَذِهِ هِيَ حَقِيقَتُهُ، وَلَكِنَّهُ فِي الْآيَةِ عِبَارَةٌ عَنْ خَفْضِ الصَّوْتِ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهِ إِلَى مَا ذَكَرْنَاهُ. وَاخْتَلَفَ الْمُتَأَوِّلُونَ فِي "الصَّلَاةِ"، مَا هِيَ؟ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَجَمَاعَةٌ: هِيَ الدُّعَاءُ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا: هِيَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ، فَهَذَا عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، التَّقْدِيرُ: وَلَا تَجْهَرْ بِقِرَاءَةِ صَلَاتِكَ، قَالَ: وَالسَّبَبُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ فَسَمِعَهُ الْمُشْرِكُونَ فَسَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ، فَأُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَسَطِ، لِيَسْمَعَ أَصْحَابُهُ الْمُصَلُّونَ مَعَهُ وَيَذْهَبَ عَنْهُ أَذَى الْمُشْرِكِينَ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنُ سِيرِينَ: كَانَ الْأَعْرَابُ يَجْهَرُونَ بِتَشَهُّدِهِمْ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ فِي ذَلِكَ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُسِرُّ قِرَاءَتَهُ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَجْهَرُ بِهَا، فَقِيلَ لَهُمَا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ
[ ص: 559 ] nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا أُنَاجِي رَبِّي وَهُوَ يَعْلَمُ حَاجَتِي، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ: أَنَا أَطْرَحُ الشَّيْطَانَ وَأُوقِظُ الْوَسْنَانَ، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ارْفَعْ أَنْتَ قَلِيلًا، وَقِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=2لِعُمْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اخْفِضْ أَنْتَ قَلِيلًا. وَقَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ أَيْضًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: الصَّلَاةُ يُرَادُ بِهَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ التَّشَهُّدُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ : الْمُرَادُ: لَا تُحْسِنْ صَلَاتَكَ فِي الْجَهْرِ، وَلَا تُسِئْهَا فِي السِّرِّ، بَلِ اتَّبِعْ طَرِيقًا وَسَطًا يَكُونُ دَائِمًا فِي كُلِّ حَالَةٍ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ : مَعْنَى الْآيَةِ النَّهْيُ عَمَّا يَفْعَلُهُ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ وَالتَّوْرَاةِ مَنْ رَفْعِ الصَّوْتِ أَحْيَانًا فَيَرْفَعُ النَّاسُ مَعَهُ، وَيَخْفِضُ أَحْيَانًا فَيَسْكُتُ مَنْ خَلْفَهُ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الْآيَةِ: إِنَّ مَعْنَاهَا: وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاةِ النَّهَارِ، وَلَا تُخَافِتْ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ، وَابْتَغِ سَبِيلًا مِنَ امْتِثَالِ الْأَمْرِ كَمَا رُسِمَ لَكَ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَامٍ، nindex.php?page=showalam&ids=14431وَالزَّهْرَاوِيُّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمْ يُخَافِتْ مَنْ أَسْمَعَ أُذُنَهُ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَمَا رُوِيَ مِنْ أَنَّهُ قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "ارْفَعْ أَنْتَ قَلِيلًا" يَرُدُّ هَذَا، وَلَكِنَّ الَّذِي قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هُوَ أَصْلُ اللُّغَةِ، وَيُسْتَعْمَلُ الْخُفُوتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي أَرْفَعَ مِنْ ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=111وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا . هَذِهِ الْآيَةُ رَادَّةٌ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى
وَالْعَرَبِ فِي قَوْلِهِمْ أَفْذَاذًا:
"عُزَيْرٌ وَعِيسَى وَالْمَلَائِكَةُ ذَرِّيَّةٌ لِلَّهِ"، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَنْ أَقْوَالِهِمْ وَرَادَّةٌ عَلَى
الْعَرَبِ فِي قَوْلِهِمْ: "لَوْلَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ لِذُلَّ"، وَقَيَّدَ لَفْظُ الْآيَةِ نَفِيَ الْوِلَايَةِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِطَرِيقِ الذُّلِّ، وَعَلَى جِهَةِ الِانْتِصَارِ; إِذْ وِلَايَتُهُ مَوْجُودَةٌ بِتَفَضُّلِهِ وَرَحْمَتِهِ لِمَنْ وَالَى مِنْ صَالِحِ عِبَادِهِ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : الْمَعْنَى: لَمْ يُحَالِفْ أَحَدًا، وَلَا ابْتَغَ نَصْرَ أَحَدٍ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=111وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا أَبْلَغُ لَفْظَةٍ
لِلْعَرَبِ فِي مَعْنَى التَّعْظِيمِ وَالْإِجْلَالِ، ثُمَّ أَكَّدَهَا بِالْمَصْدَرِ تَحْقِيقًا لَهَا، وَإِبْلَاغًا فِي مَعْنَاهَا.
[ ص: 560 ] وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17098مُطْرِفٌ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: "افْتُتِحَتِ التَّوْرَاةُ بِفَاتِحَةِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ، وَخُتِمَتْ بِخَاتِمَةِ هَذِهِ السُّورَةِ".
نَجُزَ تَفْسِيرُ سُورَةِ الْإِسْرَاءِ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ