قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30549_34224_34225_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=89ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا nindex.php?page=treesubj&link=28861_30549_32341_32355_32365_34199_34202_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا nindex.php?page=treesubj&link=28861_30549_32341_32355_32365_32446_34199_34202_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=91أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا nindex.php?page=treesubj&link=28861_30549_32341_32355_32365_34199_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا
هذه آية تنبيه على فضل الله في القرآن على العالم، وتوبيخ للكفار منهم على قبيح فعلهم. و"تصريف القول" هو ترديد البيان عن المعنى. وقرأ الجمهور: "صرفنا" بتشديد الراء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : "صرفنا" بفتح الراء خفيفة.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=89من كل مثل يجوز أن تكون "من" لابتداء الغاية، ويكون المفعول بـ "صرفنا" مقدرا، تقديره: ولقد صرفنا في هذا القرآن التنبيه والعبر من كل مثل ضربناه، ويجوز أن تكون مؤكدة زائدة، التقدير: ولقد صرفنا كل مثل، وهذا كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى .
وقوله تعالى: "فأبى" عبارة عن تكسب الكفار الكفر، وإعراضهم عن الإيمان، وفي العبارة بـ "أبى" تغليظ، والكفر بالخلق والاختراع هو من فعل الله تعالى، وبالتكسب والدءوب هو من الإنسان. و"كفورا" مصدر كالخروج.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وقالوا لن نؤمن لك الآية. قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر : "حتى تفجر"، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : "حتى تفجر" بفتح التاء
[ ص: 543 ] وضم الجيم، وفي القرآن "فانفجرت"، وانفجر مطاوع فجر، فهذا مما يقوي القراءة الثانية، وأما الأولى فتقتضي المبالغة في التفجير. و "الينبوع": الماء النابع، وهي صفة مبالغة إنما تقع للماء الكثير.
وطلبت
قريش هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة ، وإياها عنوا بـ "الأرض"، وإنما يراد بإطلاق لفظة الأرض هنا الأرض التي يكون فيها المعنى المتكلم فيه، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=33أو ينفوا من الأرض ، فإنما يراد: من أرض تصرفهم وقطعهم السبل ومعاشهم، وكذلك أيضا اقتراحهم بالجنة إنما هو
بمكة لامتناع ذلك فيها، وإلا ففي سائر البلاد كان ذلك يمكنه، وإنما طالبوه بأمر إلهي في ذلك الموضع الجدب. وقرأ الجمهور: "جنة". وقرئ: "حبة" ذكره
المهدوي . وقوله تعالى: "فتفجر" تضعيف مبالغة لا تضعيف تعدية، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23وغلقت الأبواب ، و"خلالها" ظرف، ومعناه: أثناءها وفي داخلها.
وروي في قول هذه المقالة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حديث طويل، مقتضاه
أن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وعبد الله بن أبي أمية، والنضر بن الحارث، وغيرهم من مشيخة قريش وساداتها اجتمعوا فعرضوا عليه أن يملكوه -إن أراد- الملك، ويجمعوا له كثيرا من المال إن أراد الغنى، أو يطبوه إن كان به داء، ونحو هذا من الأقاويل، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك إلى الله، وقال: "إنما جئتكم من عند الله بأمر فيه صلاح دينكم ودنياكم، فإن سمعتم وأطعتم فحسن، وإلا صبرت لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم بما شاء"، فقالوا له حينئذ: فإن كان ما تزعمه حقا ففجر ينبوعا ونؤمن لك، ولتكن لك جنة، إلى غير ذلك مما كلفوه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا كله إلى الله، ولا يلزمني هذا ولا غيره، وإنما أنا مستسلم لأمر الله تعالى. [ ص: 544 ] قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
هذا هو معنى الحديث، وفي الألفاظ اختلاف وروايات متشعبة يطول سوق جميعها، فاختصرت لذلك.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أو تسقط السماء الآية. قرأ الجمهور: "أو تسقط" بضم التاء، "السماء" بالنصب، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : "أو تسقط السماء" برفع "السماء" وإسناد الفعل إليها، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92كما زعمت إشارة إلى ما تلا عليهم قبل ذلك في قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=9إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : "كسفا" بسكون السين، إلا في
الروم فإنهم حركوها، ومعناها: قطعا واحدا، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : السماء جميعا، وتقول
العرب : "كسفت الثوب" ونحوه قطعته، فالكسف -بفتح السين- المصدر، والكسف: الشيء المقطوع، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى: أو تسقط السماء علينا طبقا، واشتقاقه من: كسفت الشيء إذا غطيته.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وليس بمعروف في دواوين اللغة "كسف" بمعنى "غطى"، وإنما هو بمعنى "قطع"، وكأن كسوف الشمس والقمر قطع منهما، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم -في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر - "كسفا" بفتح السين، أي: قطعا، جمع "كسفة".
وقوله: "قبيلا" معناه: مقابلة وعيانا، وقيل: معناه: ضامنا وزعيما بتصديقك، ومنه القبالة، وهي الضمان، والقبيل: والمتقبل الضامن، وقيل: معناه: نوعا وجنسا لا نظير له عندنا. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج : "قبلا" وهو بمعنى المقابلة.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30549_34224_34225_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=89وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا nindex.php?page=treesubj&link=28861_30549_32341_32355_32365_34199_34202_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا nindex.php?page=treesubj&link=28861_30549_32341_32355_32365_32446_34199_34202_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=91أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا nindex.php?page=treesubj&link=28861_30549_32341_32355_32365_34199_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلا
هَذِهِ آيَةُ تَنْبِيهٍ عَلَى فَضْلِ اللَّهِ فِي الْقُرْآنِ عَلَى الْعَالَمِ، وَتَوْبِيخٍ لِلْكُفَّارِ مِنْهُمْ عَلَى قَبِيحِ فِعْلِهِمْ. وَ"تَصْرِيفِ الْقَوْلِ" هُوَ تَرْدِيدُ الْبَيَانِ عَنِ الْمَعْنَى. وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "صَرَّفْنَا" بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : "صَرَفْنَا" بِفَتْحِ الرَّاءِ خَفِيفَةً.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=89مِنْ كُلِّ مَثَلٍ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ "مِنْ" لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، وَيَكُونُ الْمَفْعُولُ بِـ "صَرَّفْنَا" مُقَدَّرًا، تَقْدِيرُهُ: وَلَقَدْ صَرَفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ التَّنْبِيهَ وَالْعِبَرَ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ضَرَبْنَاهُ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُؤَكِّدَةً زَائِدَةً، التَّقْدِيرُ: وَلَقَدْ صَرَفْنَا كُلَّ مَثَلٍ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: "فَأَبَى" عِبَارَةٌ عَنْ تَكَسُّبِ الْكَفَّارِ الْكُفْرَ، وَإِعْرَاضِهِمْ عَنِ الْإِيمَانِ، وَفِي الْعِبَارَةِ بِـ "أَبَى" تَغْلِيظٌ، وَالْكُفْرُ بِالْخَلْقِ وَالِاخْتِرَاعِ هُوَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ تَعَالَى، وَبِالتَّكَسُّبِ وَالدُّءُوبِ هُوَ مِنَ الْإِنْسَانِ. وَ"كُفُورًا" مَصْدَرٌ كَالْخُرُوجِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ الْآيَةَ. قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ : "حَتَّى تُفَجِّرَ"، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : "حَتَّى تَفْجُرَ" بِفَتْحِ التَّاءِ
[ ص: 543 ] وَضَمِّ الْجِيمِ، وَفِي الْقُرْآنِ "فَانْفَجَرَتْ"، وَانْفَجَرَ مُطَاوِعُ فَجَرَ، فَهَذَا مِمَّا يُقَوِّي الْقِرَاءَةَ الثَّانِيَةَ، وَأَمَّا الْأُولَى فَتَقْتَضِي الْمُبَالَغَةَ فِي التَّفْجِيرِ. وَ "الْيَنْبُوعُ": الْمَاءُ النَّابِعُ، وَهِيَ صِفَةُ مُبَالَغَةٍ إِنَّمَا تَقَعُ لِلْمَاءِ الْكَثِيرِ.
وَطَلَبَتْ
قُرَيْشٌ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِمَكَّةَ ، وَإِيَّاهَا عَنَوْا بِـ "الْأَرْضِ"، وَإِنَّمَا يُرَادُ بِإِطْلَاقِ لِفْظَةِ الْأَرْضِ هُنَا الْأَرْضُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الْمَعْنَى الْمُتَكَلَّمُ فِيهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=33أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ، فَإِنَّمَا يُرَادُ: مَنْ أَرْضِ تَصَرُّفِهِمْ وَقَطْعِهِمُ السُّبُلَ وَمَعَاشِهِمْ، وَكَذَلِكَ أَيْضًا اقْتِرَاحُهُمْ بِالْجَنَّةِ إِنَّمَا هُوَ
بِمَكَّةَ لِامْتِنَاعِ ذَلِكَ فِيهَا، وَإِلَّا فَفِي سَائِرِ الْبِلَادِ كَانَ ذَلِكَ يُمْكِنُهُ، وَإِنَّمَا طَالَبُوهُ بِأَمْرٍ إِلَهِيٍّ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الْجَدْبِ. وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "جَنَّةً". وَقُرِئَ: "حَبَّةٌ" ذَكَرَهُ
الْمَهْدَوِيُّ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: "فَتُفَجِّرَ" تَضْعِيفُ مُبَالَغَةٍ لَا تَضْعِيفَ تَعْدِيَةٍ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ ، وَ"خِلَالَهَا" ظَرْفٌ، وَمَعْنَاهُ: أَثْنَاءُهَا وَفِي دَاخِلِهَا.
وَرُوِيَ فِي قَوْلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ، مُقْتَضَاهُ
أَنَّ عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ، وَالنَّضِرَ بْنَ الْحَارِثِ، وَغَيْرَهُمْ مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ وَسَادَاتِهَا اجْتَمَعُوا فَعَرَضُوا عَلَيْهِ أَنْ يُمَلِّكُوهُ -إِنْ أَرَادَ- الْمُلْكَ، وَيَجْمَعُوا لَهُ كَثِيرًا مِنَ الْمَالِ إِنْ أَرَادَ الْغِنَى، أَوْ يُطِبُّوهُ إِنْ كَانَ بِهِ دَاءٌ، وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الْأَقَاوِيلِ، فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ، وَقَالَ: "إِنَّمَا جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِأَمْرٍ فِيهِ صَلَاحُ دِينِكُمْ وَدُنْيَاكُمْ، فَإِنْ سَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ فَحَسَنٌ، وَإِلَّا صَبَرْتُ لِأَمْرِ اللَّهِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ بِمَا شَاءَ"، فَقَالُوا لَهُ حِينَئِذٍ: فَإِنْ كَانَ مَا تَزْعُمُهُ حَقًّا فَفَجِّرْ يَنْبُوعًا وَنُؤْمِنُ لَكَ، وَلْتَكُنْ لَكَ جَنَّةٌ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا كَلَّفُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَا كُلُّهُ إِلَى اللَّهِ، وَلَا يَلْزَمُنِي هَذَا وَلَا غَيْرُهُ، وَإِنَّمَا أَنَا مُسْتَسْلِمٌ لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى. [ ص: 544 ] قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
هَذَا هُوَ مَعْنَى الْحَدِيثِ، وَفِي الْأَلْفَاظِ اخْتِلَافٌ وَرِوَايَاتٌ مُتَشَعِّبَةٌ يَطُولُ سَوْقُ جَمِيعِهَا، فَاخْتَصَرْتُ لِذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ الْآيَةَ. قَرَأَ الْجُمْهُورُ: "أَوْ تُسْقِطَ" بِضَمِّ التَّاءِ، "السَّمَاءَ" بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : "أَوْ تَسْقُطَ السَّمَاءُ" بِرَفْعِ "السَّمَاءِ" وَإِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَيْهَا، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92كَمَا زَعَمْتَ إِشَارَةٌ إِلَى مَا تَلَا عَلَيْهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=9إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : "كِسْفًا" بِسُكُونِ السِّينِ، إِلَّا فِي
الرُّومِ فَإِنَّهُمْ حَرَّكُوهَا، وَمَعْنَاهَا: قَطْعًا وَاحِدًا، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : السَّمَاءُ جَمِيعًا، وَتَقُولُ
الْعَرَبُ : "كَسَفْتُ الثَّوْبَ" وَنَحْوَهُ قَطَعْتُهُ، فَالْكِسَفُ -بِفَتْحِ السِّينِ- الْمَصْدَرُ، وَالْكِسَفُ: الشَّيْءُ الْمَقْطُوعُ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى: أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ عَلَيْنَا طِبَقًا، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ: كَسَفْتُ الشَّيْءَ إِذَا غَطَّيْتُهُ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ فِي دَوَاوِينِ اللُّغَةِ "كَسَفَ" بِمَعْنَى "غَطَّى"، وَإِنَّمَا هُوَ بِمَعْنَى "قَطَعَ"، وَكَأَنَّ كُسُوفَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ قَطْعٌ مِنْهُمَا، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمٌ -فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبِي بَكْرٍ - "كِسَفًا" بِفَتْحِ السِّينِ، أَيْ: قِطَعًا، جَمْعُ "كِسْفَةٍ".
وَقَوْلُهُ: "قَبِيلًا" مَعْنَاهُ: مُقَابِلَةً وَعِيَانًا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: ضَامِنًا وَزَعِيمًا بِتَصْدِيقِكَ، وَمِنْهُ الْقُبَالَةُ، وَهِيَ الضَّمَانُ، وَالْقَبِيلُ: وَالْمُتَقَبِّلُ الضَّامِنُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: نَوْعًا وَجِنْسًا لَا نَظِيرَ لَهُ عِنْدَنَا. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ : "قُبُلًا" وَهُوَ بِمَعْنَى الْمُقَابَلَةِ.