nindex.php?page=treesubj&link=28977_18003_18028_19087_27521_28328_28662_30523_30578_32413_32438_32473_34145_34274_34334_34469_34513_9130nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون
"تعال" : من الخاص الذي صار عاما ، وأصله : أن يقوله من كان في مكان عال لمن هو أسفل منه ، ثم كثر ، واتسع فيه حتى عم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151ما حرم : منصوب بفعل التلاوة ، أي : أتل الذي حرمه ربكم ، أو يحرم بمعنى : قل أي شيء حرم ربكم؟ لأن التلاوة من القول ، و “ أن" في
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151ألا تشركوا : مفسرة و "لا" : النهي .
فإن قلت : هلا قلت : هي التي تنصب الفعل ، وجعلت "ألا تشركوا" بدلا من "ما حرم"؟
قلت : وجب أن يكون "لا تشركوا" و "لا تقربوا" و "لا تقتلوا" ، و "لا تتبعوا السبل" :
[ ص: 412 ] نواهي لانعطاف الأوامر عليها ، وهي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151وبالوالدين إحسانا ; لأن التقدير : وأحسنوا بالوالدين إحسانا ، "وأوفوا"
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152وإذا قلتم فاعدلوا [الأنعام : 152]
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152وبعهد الله أوفوا .
فإن قلت : فما تصنع بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه [الأنعام : 153] فيمن قرأ بالفتح ; وإنما يستقيم عطفه على أن لا تشركوا ، إذا جعلت أن هي الناصبة للفعل ، حتى يكون المعنى : أتل عليكم نفي الإشراك والتوحيد ، وأتل عليكم أن هذا صراطي مستقيما؟
قلت : أجعل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153وأن هذا صراطي مستقيما [الأنعام : 153] علة للاتباع بتقدير اللام ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا [الجن : 18] بمعنى : ولأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ، والدليل عليه القراءة بالكسر ، كأنه قيل : "واتبعوا صراطي ; لأنه مستقيم" ، أو : "واتبعوا صراطي ; إنه مستقيم" .
فإن قلت : إذا جعلت "أن" : مفسرة لفعل التلاوة ، وهو معلق بما حرم ربكم ، وجب أن يكون ما بعده منهيا عنه محرما كله ، كالشرك وما بعده مما دخل عليه حرف النهي ، مما تصنع بالأوامر؟
قلت لما وردت هذه الأوامر مع النواهي ، وتقدمهن جميعا فعل التحريم ، واشتركن في الدخول تحت حكمه ، علم أن التحريم راجع إلى أضدادها ، وهي الإساءة إلى الوالدين ، وبخس الكيل والميزان ، وترك العدل في القول ، ونكث عهد الله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151من إملاق : من أجل فقر ومن خشيته ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31خشية إملاق [الإسراء : 31] .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151ما ظهر منها وما بطن : مثل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=120ظاهر الإثم وباطنه [الأنعام : 120] .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151إلا بالحق كالقصاص ، والقتل على الردة ، والرجم .
nindex.php?page=treesubj&link=28977_18003_18028_19087_27521_28328_28662_30523_30578_32413_32438_32473_34145_34274_34334_34469_34513_9130nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
"تَعَالَ" : مِنَ الْخَاصِّ الَّذِي صَارَ عَامًّا ، وَأَصْلُهُ : أَنْ يَقُولَهُ مَنْ كَانَ فِي مَكَانٍ عَالٍ لِمَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ ، ثُمَّ كَثُرَ ، وَاتَّسَعَ فِيهِ حَتَّى عَمَّ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151مَا حَرَّمَ : مَنْصُوبٌ بِفِعْلِ التِّلاوَةِ ، أَيْ : أَتْلُ الَّذِي حَرَّمَهُ رَبُّكُمْ ، أَوْ يُحَرِّمُ بِمَعْنَى : قُلْ أَيُّ شَيْءٍ حَرَّمَ رَبُّكُمْ؟ لِأَنَّ التِّلاوَةَ مِنَ الْقَوْلِ ، وَ “ أَنْ" فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151أَلا تُشْرِكُوا : مُفَسِّرَةٌ وَ "لا" : النَّهْيُ .
فَإِنْ قُلْتَ : هَلَّا قُلْتَ : هِيَ الَّتِي تَنْصِبُ الْفِعْلَ ، وَجَعَلْتَ "أَلَّا تُشْرِكُوا" بَدَلًا مِنْ "مَا حَرَّمَ"؟
قُلْتُ : وَجَبَ أَنْ يَكُونَ "لا تُشْرِكُواْ" وَ "لا تَقْرَبُوا" وَ "لا تَقْتُلُوا" ، وَ "لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ" :
[ ص: 412 ] نَوَاهِيَ لِانْعِطَافِ الْأَوَامِرِ عَلَيْهَا ، وَهِيَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ; لِأَنَّ التَّقْدِيرَ : وَأَحْسِنُوا بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ، "وَأَوْفُوا"
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا [الْأَنْعَامِ : 152]
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا .
فَإِنْ قُلْتَ : فَمَا تَصْنَعُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [الْأَنْعَامِ : 153] فِيمَنْ قَرَأَ بِالْفَتْحِ ; وَإِنَّمَا يَسْتَقِيمُ عَطْفُهُ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا ، إِذَا جَعَلْتَ أَنْ هِيَ النَّاصِبَةَ لِلْفِعْلِ ، حَتَّى يَكُونَ الْمَعْنَى : أَتْلُ عَلَيْكُمْ نَفْيَ الْإِشْرَاكِ وَالتَّوْحِيدِ ، وَأَتْلُ عَلَيْكُمْ أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا؟
قُلْتُ : أَجْعَلُ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا [الْأَنْعَامِ : 153] عِلَّةً لِلِاتِّبَاعِ بِتَقْدِيرِ اللَّامِ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الْجِنِّ : 18] بِمَعْنَى : وَلِأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ بِالْكَسْرِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : "وَاتِّبِعُوا صِرَاطِي ; لِأَنَّهُ مُسْتَقِيمٌ" ، أَوْ : "وَاتَّبِعُوا صِرَاطِي ; إِنَّهُ مُسْتَقِيمٌ" .
فَإِنْ قُلْتَ : إِذَا جَعَلْتَ "أَنْ" : مُفَسِّرَةً لِفِعْلِ التِّلاوَةِ ، وَهُوَ مُعَلَّقٌ بِمَا حَرَّمَ رَبُكُمْ ، وَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَا بَعْدَهُ مَنْهِيًّا عَنْهُ مُحَرَّمًا كُلَّهُ ، كَالشِّرْكِ وَمَا بَعْدَهُ مِمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ حَرْفُ النَّهْيِ ، مِمَّا تَصْنَعُ بِالْأَوَامِرِ؟
قُلْتُ لَمَّا وَرَدَتْ هَذِهِ الْأَوَامِرُ مَعَ النَّوَاهِي ، وَتَقَدَّمَهُنَّ جَمِيعًا فِعْلَ التَّحْرِيمِ ، وَاشْتَرَكْنَ فِي الدُّخُولِ تَحْتَ حُكْمِهِ ، عُلِمَ أَنَّ التَّحْرِيمَ رَاجِعٌ إِلَى أَضْدَادِهَا ، وَهِيَ الْإِسَاءَةُ إِلَى الْوَالِدَيْنِ ، وَبَخْسُ الْكَيْلِ وَالْمِيزَانِ ، وَتَرْكُ الْعَدْلِ فِي الْقَوْلِ ، وَنَكْثُ عَهْدِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151مِنْ إِمْلاقٍ : مِنْ أَجْلِ فَقْرٍ وَمِنْ خَشْيَتِهِ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31خَشْيَةَ إِمْلاقٍ [الْإِسْرَاءِ : 31] .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ : مِثْلَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=120ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ [الْأَنْعَامِ : 120] .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151إِلا بِالْحَقِّ كَالْقِصَاصِ ، وَالْقَتْلِ عَلَى الرِّدَّةِ ، وَالرَّجْمِ .