nindex.php?page=treesubj&link=28976_28657_28723_31989_34189_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد nindex.php?page=treesubj&link=28976_28723nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
"أن" في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117أن اعبدوا الله إن جعلتها مفسرة لم يكن لها بد من مفسر ،
[ ص: 316 ] والمفسر إما فعل القول وإما فعل الأمر ، وكلاهما لا وجه له . أما فعل القول فيحكى بعده الكلام من غير أن يتوسط بينهما حرف التفسير ، لا تقول : ما قلت لهم إلا أن اعبدوا الله ، ولكن : ما قلت لهم إلا اعبدوا الله ، وأما فعل الأمر فمسند إلى ضمير الله عز وجل . فلو فسرته بـ “ اعبدوا الله ربي وربكم" لم يستقم ; لأن الله تعالى لا يقول : اعبدوا الله ربي وربكم ، وإن جعلتها موصولة بالفعل لم تخل من أن تكون بدلا من ما أمرتني به ، أو من الهاء في به ، وكلاهما غير مستقيم لأن البدل هو الذي يقوم مقام المبدل منه ، ولا يقال : ما قلت لهم إلا أن اعبدوا الله ، بمعنى ما قلت لهم إلا عبادته ; لأن العبادة لا تقال ،
[ ص: 317 ] وكذلك إذا جعلته بدلا من الهاء لأنك لو أقمت "أن اعبدوا الله" مقام الهاء ، فقلت : إلا ما أمرتني بأن اعبدوا الله ، لم يصح ، لبقاء الموصول بغير راجع إليه من صلته . فإن قلت : فكيف يصنع؟ قلت : يحمل فعل القول على معناه ; لأن معنى "ما قلت لهم إلا ما أمرتني به" . ما أمرتهم إلا بما أمرتني به حتى يستقيم تفسيره بـ “ أن اعبدوا الله ربي وربكم" ويجوز أن تكون "أن" موصولة عطف بيان للهاء لا . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[ ص: 318 ] . . . . . . . . . . . . . . . بدلا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وكنت عليهم شهيدا : رقيبا كالشاهد على المشهود عليه ، أمنعهم من أن يقولوا ذلك ويتدينوا به
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم : تمنعهم من القول به بما نصبت لهم من الأدلة ، وأنزلت عليهم من البينات ، وأرسلت إليهم من الرسل
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم فإنهم عبادك الذين عرفتهم عاصين جاحدين لآياتك مكذبين لأنبيائك
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز : القوي القادر على الثواب والعقاب
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118الحكيم : الذي لا يثيب ولا يعاقب إلا عن حكمة وصواب . فإن قلت : المغفرة لا تكون للكفار فكيف قال : "وإن تغفر لهم"؟ قلت : ما قال إنك تغفر لهم ، ولكنه بنى الكلام على : إن غفرت ، فقال : إن عذبتهم عدلت لأنهم أحقاء بالعذاب ، وإن غفرت لهم مع كفرهم لم تعدم في المغفرة وجه حكمة لأن المغفرة حسنة لكل مجرم في المعقول ، بل متى كان الجرم أعظم جرما كان العفو عنه أحسن .
nindex.php?page=treesubj&link=28976_28657_28723_31989_34189_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ nindex.php?page=treesubj&link=28976_28723nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
"أَنْ" فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ إِنَّ جَعَلْتَهَا مُفَسِّرَةً لَمْ يَكُنْ لَهَا بُدٌّ مِنْ مُفَسِّرٍ ،
[ ص: 316 ] وَالْمُفَسِّرُ إِمَّا فِعْلُ الْقَوْلِ وَإِمَّا فِعْلُ الْأَمْرِ ، وَكَلاهُمَا لا وَجْهَ لَهُ . أَمَّا فِعْلُ الْقَوْلِ فَيُحْكَى بَعْدَهُ الْكَلامُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَوَسَّطَ بَيْنَهُمَا حَرْفُ التَّفْسِيرِ ، لا تَقُولُ : مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ، وَلَكِنْ : مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا اعْبُدُوا اللَّهَ ، وَأَمَّا فِعْلُ الْأَمْرِ فَمُسْنَدٌ إِلَى ضَمِيرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . فَلَوْ فَسَّرْتَهُ بِـ “ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ" لَمْ يَسْتَقِمْ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَقُولُ : اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ، وَإِنْ جَعَلْتَهَا مَوْصُولَةً بِالْفِعْلِ لَمْ تَخْلُ مِنْ أَنْ تَكُونَ بَدَلًا مِنْ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ ، أَوْ مِنَ الْهَاءِ فِي بِهِ ، وَكِلاهُمَا غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ لِأَنَّ الْبَدَلَ هُوَ الَّذِي يَقُومُ مَقَامَ الْمُبْدَلِ مِنْهُ ، وَلا يُقَالُ : مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ، بِمَعْنَى مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا عِبَادَتَهُ ; لِأَنَّ الْعِبَادَةَ لا تُقَالُ ،
[ ص: 317 ] وَكَذَلِكَ إِذَا جَعَلْتَهُ بَدَلًا مِنَ الْهَاءِ لِأَنَّكَ لَوْ أَقَمْتَ "أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ" مَقَامَ الْهَاءِ ، فَقُلْتَ : إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِأَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ، لَمْ يَصِحَّ ، لِبَقَاءِ الْمَوْصُولِ بِغَيْرِ رَاجِعٍ إِلَيْهِ مِنْ صِلَتِهِ . فَإِنْ قُلْتَ : فَكَيْفَ يُصْنَعُ؟ قُلْتُ : يُحْمَلُ فِعْلُ الْقَوْلِ عَلَى مَعْنَاهُ ; لِأَنَّ مَعْنَى "مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ" . مَا أَمَرْتَهُمْ إِلَّا بِمَا أَمَرْتَنِي بِهِ حَتَّى يَسْتَقِيمَ تَفْسِيرُهُ بِـ “ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ" وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ "أَنْ" مَوْصُولَةً عَطْفَ بَيَانٍ لِلْهَاءِ لا . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[ ص: 318 ] . . . . . . . . . . . . . . . بَدَلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا : رَقِيبًا كَالشَّاهِدِ عَلَى الْمَشْهُودِ عَلَيْهِ ، أَمْنَعُهُمْ مِنْ أَنْ يَقُولُوا ذَلِكَ وَيَتَدَيَّنُوا بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ : تَمْنَعُهُمْ مِنَ الْقَوْلِ بِهِ بِمَا نَصَبْتَ لَهُمْ مِنَ الْأَدِلَّةِ ، وَأَنْزَلْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَيِّنَاتِ ، وَأَرْسَلْتَ إِلَيْهِمْ مِنَ الرُّسُلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ الَّذِينَ عَرَفْتَهُمْ عَاصِينَ جَاحِدِينَ لِآيَاتِكَ مُكَذِّبِينَ لِأَنْبِيَائِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ : الْقَوِيُّ الْقَادِرُ عَلَى الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118الْحَكِيمُ : الَّذِي لا يُثِيبُ وَلا يُعَاقِبُ إِلَّا عَنْ حِكْمَةٍ وَصَوَابٍ . فَإِنْ قُلْتَ : الْمَغْفِرَةُ لا تَكُونُ لِلْكُفَّارِ فَكَيْفَ قَالَ : "وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ"؟ قُلْتُ : مَا قَالَ إِنَّكَ تَغْفِرُ لَهُمْ ، وَلَكِنَّهُ بَنَى الْكَلامَ عَلَى : إِنْ غَفَرْتَ ، فَقَالَ : إِنْ عَذَّبْتَهُمْ عَدَلْتَ لِأَنَّهُمْ أَحِقَّاءُ بِالْعَذَابِ ، وَإِنْ غَفَرْتَ لَهُمْ مَعَ كُفْرِهِمْ لَمْ تَعْدَمْ فِي الْمَغْفِرَةِ وَجْهَ حِكْمَةٍ لِأَنَّ الْمَغْفِرَةَ حَسَنَةٌ لِكُلِّ مُجْرِمٍ فِي الْمَعْقُولِ ، بَلْ مَتَى كَانَ الْجُرْمُ أَعْظَمَ جُرْمًا كَانَ الْعَفْوُ عَنْهُ أَحْسَنَ .