nindex.php?page=treesubj&link=28976_29435_31931_32423_32427_32429_32431_34190nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم [ ص: 280 ] مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون nindex.php?page=treesubj&link=28976_18650_19775_31048_32429_32431_33179_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وإذا سمعوا ما أنـزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين nindex.php?page=treesubj&link=28976_19999_32429_34135_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين nindex.php?page=treesubj&link=28976_19797_29680_30386_30387_30415_32429_34135nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين nindex.php?page=treesubj&link=28976_29786_30428_30437_30539_30549_32409nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم
وصف الله شدة شكيمة اليهود وصعوبة إجابتهم إلى الحق ولين عريكة النصارى وسهولة ارعوائهم وميلهم إلى الإسلام ، وجعل
nindex.php?page=treesubj&link=30726_31931_32427اليهود قرناء المشركين في شدة العداوة للمؤمنين ، بل نبه على تقدم قدمهم فيها بتقديمهم على الذين أشركوا ، وكذلك فعل في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا [البقرة : 96] ولعمري إنهم لكذلك وأشد ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم :
"ما خلا يهوديان بمسلم إلا هما بقتله" وعلل
[ ص: 281 ] سهولة مأخذ النصارى وقرب مودتهم للمؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82بأن منهم قسيسين ورهبانا أي : علماء وعبادا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82وأنهم قوم فيهم تواضع واستكانة ولا كبر فيهم ، واليهود على خلاف ذلك ، وفيه دليل بين على أن
nindex.php?page=treesubj&link=18468التعلم أنفع شيء وأهداه إلى الخير وأدله على الفوز حتى علم القسيسين ، وكذلك غم الآخرة والتحدث بالعاقبة وإن كان في راهب ، والبراءة من الكبر وإن كانت في نصراني ، ووصفهم الله برقة القلوب وأنهم يبكون عند استماع القرآن ، وذلك نحو ما يحكى عن
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي - رضي الله عنه - أنه قال
nindex.php?page=showalam&ids=315لجعفر بن أبي طالب - حين اجتمع في مجلسه المهاجرون إلى
الحبشة والمشركون - لعنوا - وهم يغرونه عليهم ويتطلبون عنتهم عنده - : هل في كتابكم ذكر
مريم؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر : فيه سورة تنسب إليها ، فقرأها إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=34ذلك عيسى ابن مريم [مريم : 34] وقرأ سورة طه إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=9وهل أتاك حديث موسى [طه : 9] فبكى
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي وكذلك فعل قومه الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم سبعون رجلا حين قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة يس . فبكوا . فإن قلت : بم تعلقت اللام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82للذين آمنوا قلت : بـ “ عداوة" و “ مودة" ، على أن عداوة اليهود التي اختصت المؤمنين أشد العداوات وأظهرها ، وأن مودة النصارى التي اختصت المؤمنين أقرب المودات ، وأدناها وجودا ، وأسهلها حصولا ، ووصف اليهود بالعداوة والنصارى بالمودة مما يؤذن بالتفاوت ، ثم وصف العداوة والمودة بالأشد والأقرب . فإن قلت : ما معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83تفيض من الدمع قلت : معناه تمتلئ من الدمع حتى تفيض ، لأن الفيض أن
[ ص: 282 ] يمتلئ الإناء أو غيره حتى يطلع ما فيه من جوانبه ، فوضع الفيض الذي هو من الامتلاء موضع الامتلاء ، وهو من إقامة المسبب مقام السبب ، أو قصدت المبالغة في وصفهم بالبكاء فجعلت أعينهم كأنها تفيض بأنفسها ، أي : تسيل من الدمع من أجل البكاء من قولك دمعت عينه دمعا فإن قلت : أي فرق بين "من" و “ من" في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83مما عرفوا من الحق : ؟ قلت : الأولى لابتداء الغاية ، على أن فيض الدمع ابتدأ ونشأ من معرفة الحق ، وكان من أجله وبسببه ، والثانية لتبيين الموصول الذي هو ما عرفوا ، وتحتمل معنى التبعيض على أنهم عرفوا بعض الحق ، فأبكاهم وبلغ منهم ، فكيف إذا عرفوه كله وقرءوا القرآن وأحاطوا بالسنة؟ وقرئ "ترى أعينهم" على البناء للمفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83ربنا آمنا : المراد به إنشاء الإيمان ، والدخول فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83فاكتبنا مع الشاهدين مع أمة
محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم شهداء على سائر الأمم يوم القيامة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لتكونوا شهداء على الناس [البقرة : 143] وقالوا ذلك لأنهم وجدوا ذكرهم في الإنجيل كذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وما لنا لا نؤمن بالله : إنكار استبعاد لانتفاء الإيمان مع قيام موجبه وهو الطمع في إنعام الله عليهم بصحبة الصالحين ، وقيل : لما رجعوا إلى قومهم لاموهم فأجابوهم بذلك . أو أرادوا : وما لنا لا نؤمن بالله وحده لأنهم كانوا مثلثين ، وذلك ليس بإيمان بالله ، ومحل "لا نؤمن" النصب على الحال ، بمعنى : غير مؤمنين ، كقولك : ما لك قائما ، والواو في ، "ونطمع" واو الحال . فإن قلت : ما العامل في الحال الأولى والثانية؟ قلت : العامل في الأولى ما في اللام من معنى الفعل ، كأنه قيل : أي شيء حصل لنا غير مؤمنين ، وفي الثانية معنى هذا الفعل ، ولكن مقيدا بالحال الأولى; لأنك لو أزلتها وقلت : وما لنا ونطمع ، لم يكن كلاما ، ويجوز أن يكون "ونطمع" حالا من "لا نؤمن" ، على أنهم أنكروا على نفوسهم أنهم لا يوحدون الله ، ويطمعون مع ذلك أن يصحبوا الصالحين ، وأن يكون معطوفا على لا نؤمن على معنى : وما لنا نجمع بين التثليث وبين الطمع في صحبة الصالحين ، أو على معنى : وما لنا لا نجمع بينهما بالدخول في الإسلام ، لأن الكافر ما ينبغي له أن يطمع في صحبة الصالحين . قرأ الحسن : "فآتاهم"
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85بما قالوا : بما تكلموا به
[ ص: 283 ] عن اعتقاد وإخلاص ، من قولك : هذا قول فلان ، أي : اعتقاده وما يذهب إليه .
nindex.php?page=treesubj&link=28976_29435_31931_32423_32427_32429_32431_34190nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ [ ص: 280 ] مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28976_18650_19775_31048_32429_32431_33179_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْـزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28976_19999_32429_34135_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28976_19797_29680_30386_30387_30415_32429_34135nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28976_29786_30428_30437_30539_30549_32409nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
وَصَفَ اللَّهُ شِدَّةَ شَكِيمَةِ الْيَهُودِ وَصُعُوبَةَ إِجَابَتِهِمْ إِلَى الْحَقِّ وَلِينَ عَرِيكَةِ النَّصَارَى وَسُهُولَةَ ارْعِوَائِهِمْ وَمَيْلَهُمْ إِلَى الْإِسْلامِ ، وَجَعَلَ
nindex.php?page=treesubj&link=30726_31931_32427الْيَهُودَ قُرَنَاءَ الْمُشْرِكِينَ فِي شِدَّةِ الْعَدَاوَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ ، بَلْ نَبَّهَ عَلَى تَقَدُّمِ قِدَمِهِمْ فِيهَا بِتَقْدِيمِهِمْ عَلَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا [الْبَقَرَةِ : 96] وَلَعَمْرِي إِنَّهُمْ لَكَذَلِكَ وَأَشَدُّ ، وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"مَا خَلا يَهُودِيَّانِ بِمُسْلِمٍ إِلَّا هَمَّا بِقَتْلِهِ" وَعَلَّلَ
[ ص: 281 ] سُهُولَةَ مَأْخَذِ النَّصَارَى وَقُرْبَ مَوَدَّتِهِمْ لِلْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا أَيْ : عُلَمَاءَ وَعُبَّادًا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82وَأَنَّهُمْ قَوْمٌ فِيهِمْ تَوَاضُعٌ وَاسْتِكَانَةٌ وَلا كِبْرَ فِيهِمْ ، وَالْيَهُودُ عَلَى خِلافِ ذَلِكَ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ بَيِّنٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18468التَّعَلُّمَ أَنْفَعُ شَيْءٍ وَأَهْدَاهُ إِلَى الْخَيْرِ وَأَدَلُّهُ عَلَى الْفَوْزِ حَتَّى عِلْمُ الْقِسِّيسِينَ ، وَكَذَلِكَ غَمُّ الْآخِرَةِ وَالتَّحَدُّثُ بِالْعَاقِبَةِ وَإِنْ كَانَ فِي رَاهِبٍ ، وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الْكِبْرِ وَإِنْ كَانَتْ فِي نَصْرَانِيٍّ ، وَوَصَفَهُمُ اللَّهُ بِرِقَّةِ الْقُلُوبِ وَأَنَّهُمْ يَبْكُونَ عِنْدَ اسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ ، وَذَلِكَ نَحْوَ مَا يُحْكَى عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=315لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - حِينَ اجْتَمَعَ فِي مَجْلِسِهِ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى
الْحَبَشَةِ وَالْمُشْرِكُونَ - لُعِنُوا - وَهُمْ يُغْرُونَهُ عَلَيْهِمْ وَيَتَطَلَّبُونَ عَنَتَهُمْ عِنْدَهُ - : هَلْ فِي كِتَابِكُمْ ذِكْرُ
مَرْيَمَ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=315جَعْفَرٌ : فِيهِ سُورَةٌ تُنْسَبُ إِلَيْهَا ، فَقَرَأَهَا إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=34ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [مَرْيَمَ : 34] وَقَرَأَ سُورَةَ طه إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=9وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى [طه : 9] فَبَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيُّ وَكَذَلِكَ فَعَلَ قَوْمُهُ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا حِينَ قَرَأَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ يس . فَبَكَوْا . فَإِنْ قُلْتَ : بِمَ تَعَلَّقَتِ اللَّامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82لِلَّذِينَ آمَنُوا قُلْتُ : بِـ “ عَدَاوَةً" وَ “ مَوَدَّةً" ، عَلَى أَنَّ عَدَاوَةَ الْيَهُودِ الَّتِي اخْتَصَّتِ الْمُؤْمِنِينَ أَشَدُّ الْعَدَاوَاتِ وَأَظْهَرُهَا ، وَأَنَّ مَوَدَّةَ النَّصَارَى الَّتِي اخْتَصَّتِ الْمُؤْمِنِينَ أَقْرَبُ الْمَوَدَّاتِ ، وَأَدْنَاهَا وُجُودًا ، وَأَسْهَلُهَا حُصُولًا ، وَوَصْفُ الْيَهُودِ بِالْعَدَاوَةِ وَالنَّصَارَى بِالْمَوَدَّةِ مِمَّا يُؤْذِنُ بِالتَّفَاوُتِ ، ثُمَّ وَصْفُ الْعَدَاوَةِ وَالْمَوَدَّةِ بِالْأَشَدِّ وَالْأَقْرَبِ . فَإِنْ قُلْتَ : مَا مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ قُلْتُ : مَعْنَاهُ تَمْتَلِئُ مِنَ الدَّمْعِ حَتَّى تَفِيضَ ، لِأَنَّ الْفَيْضَ أَنْ
[ ص: 282 ] يَمْتَلِئَ الْإِنَاءُ أَوْ غَيْرُهُ حَتَّى يَطْلُعَ مَا فِيهِ مِنْ جَوَانِبِهِ ، فَوَضَعَ الْفَيْضَ الَّذِي هُوَ مِنَ الامْتِلاءِ مَوْضِعَ الامْتِلاءِ ، وَهُوَ مِنْ إِقَامَةِ الْمُسَبَّبِ مَقَامَ السَّبَبِ ، أَوْ قُصِدَتِ الْمُبَالَغَةُ فِي وَصْفِهِمْ بِالْبُكَاءِ فَجُعِلَتْ أَعْيُنُهُمْ كَأَنَّهَا تَفِيضُ بِأَنْفُسِهَا ، أَيْ : تَسِيلُ مِنَ الدَّمْعِ مِنْ أَجْلِ الْبُكَاءِ مِنْ قَوْلِكَ دَمَعَتْ عَيْنُهُ دَمْعًا فَإِنْ قُلْتَ : أَيُّ فَرْقٍ بَيْنَ "مِنْ" وَ “ مِنْ" فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ : ؟ قُلْتُ : الْأُولَى لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ ، عَلَى أَنَّ فَيْضَ الدَّمْعِ ابْتَدَأَ وَنَشَأَ مِنْ مَعْرِفَةِ الْحَقِّ ، وَكَانَ مِنْ أَجْلِهِ وَبِسَبَبِهِ ، وَالثَّانِيَةُ لِتَبْيِينِ الْمَوْصُولِ الَّذِي هُوَ مَا عَرَفُوا ، وَتَحْتَمِلُ مَعْنَى التَّبْعِيضِ عَلَى أَنَّهُمْ عَرَفُوا بَعْضَ الْحَقِّ ، فَأَبْكَاهُمْ وَبَلَغَ مِنْهُمْ ، فَكَيْفَ إِذَا عَرَفُوهُ كُلَّهُ وَقَرَءُوا الْقُرْآنَ وَأَحَاطُوا بِالسُّنَّةِ؟ وَقُرِئَ "تُرَى أَعْيُنُهُمْ" عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83رَبَّنَا آمَنَّا : الْمُرَادُ بِهِ إِنْشَاءُ الْإِيمَانِ ، وَالدُّخُولُ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ مَعَ أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ هُمْ شُهَدَاءُ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [الْبَقَرَةِ : 143] وَقَالُوا ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ وَجَدُوا ذِكْرَهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ : إِنْكَارُ اسْتِبْعَادٍ لِانْتِفَاءِ الْإِيمَانِ مَعَ قِيَامِ مُوجِبِهِ وَهُوَ الطَّمَعُ فِي إِنْعَامِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِصُحْبَةِ الصَّالِحِينَ ، وَقِيلَ : لَمَّا رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ لامُوهُمْ فَأَجَابُوهُمْ بِذَلِكَ . أَوْ أَرَادُوا : وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُثَلِّثِينَ ، وَذَلِكَ لَيْسَ بِإِيمَانٍ بِاللَّهِ ، وَمَحَلُّ "لا نُؤْمِنُ" النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ ، بِمَعْنَى : غَيْرَ مُؤْمِنِينَ ، كَقَوْلِكَ : مَا لَكَ قَائِمًا ، وَالْوَاوُ فِي ، "وَنَطْمَعُ" وَاوُ الْحَالِ . فَإِنْ قُلْتَ : مَا الْعَامِلُ فِي الْحَالِ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ؟ قُلْتُ : الْعَامِلُ فِي الْأُولَى مَا فِي اللَّامِ مِنْ مَعْنَى الْفِعْلِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : أَيُّ شَيْءٍ حَصَلَ لَنَا غَيْرَ مُؤْمِنِينَ ، وَفِي الثَّانِيَةِ مَعْنَى هَذَا الْفِعْلِ ، وَلَكِنْ مُقَيَّدًا بِالْحَالِ الْأُولَى; لِأَنَّكَ لَوْ أَزَلْتَهَا وَقُلْتَ : وَمَا لَنَا وَنَطْمَعُ ، لَمْ يَكُنْ كَلامًا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ "وَنَطْمَعُ" حَالًا مِنْ "لا نُؤْمِنُ" ، عَلَى أَنَّهُمْ أَنْكَرُوا عَلَى نُفُوسِهِمْ أَنَّهُمْ لا يُوَحِّدُونَ اللَّهَ ، وَيَطْمَعُونَ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَصْحَبُوا الصَّالِحِينَ ، وَأَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى لا نُؤْمِنُ عَلَى مَعْنَى : وَمَا لَنَا نَجْمَعُ بَيْنَ التَّثْلِيثِ وَبَيْنَ الطَّمَعِ فِي صُحْبَةِ الصَّالِحِينَ ، أَوْ عَلَى مَعْنَى : وَمَا لَنَا لا نَجْمَعُ بَيْنَهُمَا بِالدُّخُولِ فِي الْإِسْلامِ ، لِأَنَّ الْكَافِرَ مَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَطْمَعَ فِي صُحْبَةِ الصَّالِحِينَ . قَرَأَ الْحَسَنُ : "فَآتَاهُمْ"
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85بِمَا قَالُوا : بِمَا تَكَلَّمُوا بِهِ
[ ص: 283 ] عَنِ اعْتِقَادٍ وَإِخْلاصٍ ، مِنْ قَوْلِكَ : هَذَا قَوْلُ فُلانٍ ، أَيِ : اعْتِقَادُهُ وَمَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ .