[ ص: 585 ] nindex.php?page=treesubj&link=29020_19863_28723_30485_30502_31808_34267nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13من ذكر وأنثى من
آدم وحواء. وقيل: خلقنا كل واحد منكم من أب وأم، فما منكم أحد إلا وهو يدلي بمثل ما يدلي به الآخر سواء بسواء، فلا وجه للتفاخر والتفاضل في النسب. والشعب: الطبقة الأولى من الطبقات الست التي عليها العرب، وهي: الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن، والفخذ، والفصيلة; فالشعب يجمع القبائل، والقبيلة تجمع العمائر، والعمارة تجمع البطون، والبطن تجمع الأفخاذ، والفخذ تجمع الفصائل:
خزيمة شعب،
وكنانة قبيلة،
وقريش عمارة،
وقصي بطن،
وهاشم فخذ،
والعباس فصيلة، وسميت الشعوب; لأن القبائل تشعبت منها. وقرئ: (لتتعارفوا) و (لتعارفوا) بالإدغام. و (لتعرفوا)، أي لتعلموا كيف تتناسبون. و (لتتعرفوا). والمعنى: أن الحكمة التي من أجلها رتبكم على شعوب وقبائل هي أن يعرف بعضكم نسب بعض. فلا يعتزى إلى غير آبائه، لا أن تتفاخروا بالآباء والأجداد، وتدعوا التفاضل في الأنساب. ثم بين الخصلة التي بها يفضل الإنسان غيره ويكتسب الشرف والكرم عند الله تعالى فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إن أكرمكم عند الله أتقاكم وقرئ: (أن) بالفتح، كأنه قيل: لم لا يتفاخر بالأنساب؟ فقيل: لأن أكرمكم عند الله أتقاكم لا أنسبكم.
nindex.php?page=hadith&LINKID=665563وعن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه طاف يوم فتح مكة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "الحمد لله الذي أذهب عنكم عبية الجاهلية وتكبرها، يا أيها الناس، إنما الناس رجلان: مؤمن تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله" ثم قرأ الآية. وعنه عليه السلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=65640 "من سره أن يكون أكرم الناس فليتق [ ص: 586 ] الله". وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كرم الدنيا الغني، وكرم الآخرة التقوى. وعن
يزيد بن شجرة: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق المدينة فرأى غلاما أسود يقول: من اشتراني فعلى شرط لا يمنعني عن الصلوات الخمس خلف رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فاشتراه رجل فكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يراه عند كل صلاة، ففقده يوما فسأل عنه صاحبه، فقال: محموم، فعاده ثم سأل عنه بعد ثلاثة أيام فقال: هو لما به، فجاءه وهو في دمائه. فتولى غسله ودفنه، فدخل على المهاجرين والأنصار أمر [ ص: 587 ] عظيم، فنزلت.
[ ص: 585 ] nindex.php?page=treesubj&link=29020_19863_28723_30485_30502_31808_34267nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهِ عَلِيمٌ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى مِنْ
آدَمَ وَحَوَّاءَ. وَقِيلَ: خَلَقْنَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مِنْ أَبٍ وَأُمٍّ، فَمَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يُدْلِي بِمِثْلِ مَا يُدْلِي بِهِ الْآخَرُ سَوَاءٌ بِسَوَاءٍ، فَلَا وَجْهَ لِلتَّفَاخُرِ وَالتَّفَاضُلِ في النَّسَبِ. وَالشَّعْبُ: الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنَ الطَّبَقَاتِ السِّتِّ الَّتِي عَلَيْهَا الْعَرَبُ، وَهِيَ: الشَّعْبُ، وَالْقَبِيلَةُ، وَالْعِمَارَةُ، وَالْبَطْنُ، وَالْفَخْذُ، وَالْفَصِيلَةُ; فَالشَّعْبُ يَجْمَعُ الْقَبَائِلَ، وَالْقَبِيلَةُ تَجْمَعُ الْعَمَائِرَ، وَالْعِمَارَةُ تَجْمَعُ الْبُطُونَ، وَالْبَطْنُ تَجْمَعُ الْأَفْخَاذَ، وَالْفَخْذُ تَجْمَعُ الْفَصَائِلَ:
خُزَيْمَةُ شِعْبٌ،
وَكِنَانَةُ قَبِيلَةٌ،
وَقُرَيْشٌ عِمَارَةٌ،
وَقُصِيُّ بَطْنٌ،
وَهَاشِمٌ فَخْذٌ،
وَالْعَبَّاسُ فَصِيلَةٌ، وَسُمِّيَتِ الشُّعُوبُ; لِأَنَّ الْقَبَائِلَ تَشَعَّبَتْ مِنْهَا. وَقُرِئَ: (لِتَتَعَارَفُوا) وَ (لِتَّعَارَفُوا) بِالْإِدْغَامِ. وَ (لِتَعْرِفُوا)، أَيْ لِتَعْلَمُوا كَيْفَ تَتَنَاسَبُونَ. وَ (لِتَتَعَرَّفُوا). وَالْمَعْنَى: أَنَّ الْحِكْمَةَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا رَتَّبَكُمْ عَلَى شُعُوبٍ وَقَبَائِلَ هِيَ أَنْ يَعْرِفَ بَعْضُكُمْ نَسَبَ بَعْضٍ. فَلَا يُعْتَزَى إِلَى غَيْرِ آبَائِهِ، لَا أَنْ تَتَفَاخَرُوا بِالْآبَاءِ وَالْأَجْدَادِ، وَتَدْعُوا التَّفَاضُلَ في الْأَنْسَابِ. ثُمَّ بَيَّنَ الْخَصْلَةَ الَّتِي بِهَا يُفَضِّلُ الْإِنْسَانُ غَيْرَهُ وَيَكْتَسِبُ الشَّرَفَ وَالْكَرَمَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ وَقُرِئَ: (أَنَّ) بِالْفَتْحِ، كَأَنَّهُ قِيلَ: لِمَ لَا يَتَفَاخَرُ بِالْأَنْسَابِ؟ فَقِيلَ: لِأَنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ لَا أَنْسَبُكُمْ.
nindex.php?page=hadith&LINKID=665563وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ طَافَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبَيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَكَبُّرَهَا، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ: مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ" ثُمَّ قَرَأَ الْآيَةَ. وَعَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=65640 "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ [ ص: 586 ] اللَّهَ". وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : كَرَمُ الدُّنْيَا الْغَنِيُّ، وَكَرَمُ الْآخِرَةِ التَّقْوَى. وَعَنْ
يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سُوقِ الْمَدِينَةِ فَرَأَى غُلَامًا أَسْوَدَ يَقُولُ: مَنِ اشْتَرَانِي فَعَلَى شَرْطٍ لَا يَمْنَعُنِي عَنِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَاشْتَرَاهُ رَجُلٌ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَرَاهُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، فَفَقَدَهُ يَوْمًا فَسَأَلَ عَنْهُ صَاحِبُهُ، فَقَالَ: مَحْمُومٌ، فَعَادَهُ ثُمَّ سَأَلَ عَنْهُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَقَالَ: هُوَ لَمَّا بِهِ، فَجَاءَهُ وَهُوَ في دِمَائِهِ. فَتُوَلَّى غَسْلَهُ وَدَفْنَهُ، فَدَخَلَ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَمْرٌ [ ص: 587 ] عَظِيمٌ، فَنَزَلَتْ.