[ ص: 27 ] سورة السجدة
مكية [إلا من آية 16 إلى غاية آية 20 فمدنية ] وآياتها 30 وقيل 29 [نزلت بعد المؤمنون ]
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29003_32450_34237nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1الم nindex.php?page=treesubj&link=29003_28657_31011_32238_34513nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين nindex.php?page=treesubj&link=29003_29706_29785_29786_31037_32026_34199_34207_34225nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون
"الم " على أنها اسم السورة مبتدأ خبره
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2تنزيل الكتاب وإن جعلتها تعديدا للحروف ارتفع
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2تنزيل الكتاب بأنه خبر مبتدأ محذوف : أو هو مبتدأ خبره
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2لا ريب فيه والوجه أن يرتفع بالابتداء ، وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2من رب العالمين و
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2لا ريب فيه : اعتراض لا محل له . والضمير في "فيه " راجع إلى مضمون الجملة ، كأنه قيل : لا ريب في ذلك ، أي : في كونه منزلا من رب العالمين ويشهد لوجاهته قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3أم يقولون افتراه ; لأن قولهم : هذا مفترى ، إنكار لأن يكون من رب العالمين ، وكذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3بل هو الحق من ربك وما فيه من تقدير أنه من الله ، وهذا أسلوب صحيح محكم : أثبت أولا أن تنزيله من رب العالمين ، وأن ذلك ما لا ريب فيه ، ثم أضرب عن ذلك إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3أم يقولون افتراه لأن "أم " هي المنقطعة الكائنة بمعنى : بل والهمزة ، إنكارا لقولهم وتعجيبا منه لظهور أمره : في عجز بلغائهم عن مثل ثلاث آيات منه ، ثم أضرب عن الإنكار إلى إثبات أنه الحق من ربك . ونظيره أن يعلل العالم في المسألة بعلة صحيحة جامعة ، قد احترز فيها أنواع الاحتراز ، كقول المتكلمين : النظر أول الأفعال الواجبة على الإطلاق التي لا يعرى عن وجوبها مكلف ، ثم يعترض عليه فيها ببعض ما وقع احترازه منه ، فيرده بتلخيص أنه احترز من ذلك ، ثم يعود إلى تقرير كلامه وتمشيته . فإن قلت : كيف نفى أن يرتاب في أنه من الله ، وقد أثبت ما هو أطم من الريب ، وهو قولهم : "افتراه " ؟ قلت : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2لا ريب فيه أن لا مدخل للريب في أنه تنزيل الله ; لأن نافى الريب ومميطه معه لا ينفك عنه وهو كونه معجزا للبشر ، ومثله أبعد شيء من الريب . وأما قولهم : "افتراه " فإما قول متعنت مع علمه أنه من الله لظهور الإعجاز له ، أو جاهل يقوله قبل التأميل والنظر لأنه سمع الناس يقولونه :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3ما أتاهم من نذير من قبلك كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=6ما أنذر آباؤهم ، وذلك أن
قريشا لم يبعث الله
[ ص: 28 ] إليهم رسولا قبل
محمد صلى الله عليه وسلم . فإن قلت : فإذا لم يأتهم نذير لم تقم عليهم حجة . قلت : أما قيام الحجة بالشرائع التي لا يدرك علمها إلا بالرسل فلا ، وأما قيامها بمعرفة الله وتوحيده وحكمته فنعم ; لأن أدلة العقل الموصلة إلى ذلك معهم في كل زمان
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3لعلهم يهتدون فيه وجهان : أن يكون على الترجي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كما كان
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=44لعله يتذكر على الترجي من
موسى وهارون عليهما السلام ، وأن يستعار لفظ الترجي للإرادة .
[ ص: 27 ] سُورَةُ السَّجْدَةِ
مَكِّيَّةٌ [إِلَّا مِنْ آيَةِ 16 إِلَى غَايَةِ آيَةِ 20 فَمَدَنِيَّةٌ ] وَآيَاتُهَا 30 وَقِيلَ 29 [نَزَلَتْ بَعْدَ الْمُؤْمِنُونَ ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29003_32450_34237nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=1الم nindex.php?page=treesubj&link=29003_28657_31011_32238_34513nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29003_29706_29785_29786_31037_32026_34199_34207_34225nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
"الم " عَلَى أَنَّهَا اسْمُ السُّورَةِ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ وَإِنْ جَعَلْتَهَا تَعْدِيدًا لِلْحُرُوفِ ارْتَفَعَ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ بِأَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَوْ هُوَ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2لا رَيْبَ فِيهِ وَالْوَجْهُ أَنْ يَرْتَفِعَ بِالِابْتِدَاءِ ، وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2لا رَيْبَ فِيهِ : اعْتِرَاضٌ لَا مَحَلَّ لَهُ . وَالضَّمِيرُ في "فيهِ " رَاجِعٌ إِلَى مَضْمُونِ الْجُمْلَةِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : لَا رَيْبَ في ذَلِكَ ، أَيْ : في كَوْنِهِ مُنَزَّلًا مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَيَشْهَدُ لِوَجَاهَتِهِ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ; لِأَنَّ قَوْلَهُمْ : هَذَا مُفْتَرَى ، إِنْكَارٌ لِأَنْ يَكُونَ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا فيهِ مِنْ تَقْدِيرٍ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ ، وَهَذَا أُسْلُوبٌ صَحِيحٌ مُحْكَمٌ : أَثْبَتَ أَوَّلًا أَنَّ تَنْزِيلَهُ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَأَنَّ ذَلِكَ مَا لَا رَيْبَ فيهِ ، ثُمَّ أَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ لِأَنَّ "أَمْ " هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ الْكَائِنَةُ بِمَعْنَى : بَلْ وَالْهَمْزَةُ ، إِنْكَارًا لِقَوْلِهِمْ وَتَعْجِيبًا مِنْهُ لِظُهُورِ أَمْرِهِ : في عَجْزِ بُلَغَائِهِمْ عَنْ مِثْلِ ثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْهُ ، ثُمَّ أَضْرَبَ عَنِ الْإِنْكَارِ إِلَى إِثْبَاتِ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ . وَنَظِيرُهُ أَنْ يُعَلِّلَ الْعَالِمُ في الْمَسْأَلَةِ بِعِلَّةٍ صَحِيحَةٍ جَامِعَةٍ ، قَدِ احْتَرَزَ فيها أَنْوَاعَ الِاحْتِرَازِ ، كَقَوْلِ الْمُتَكَلِّمِينَ : النَّظَرُ أَوَّلُ الْأَفْعَالِ الْوَاجِبَةِ عَلَى الْإِطْلَاقِ الَّتِي لَا يُعَرَّى عَنْ وُجُوبِهَا مُكَلَّفٌ ، ثُمَّ يُعْتَرَضُ عَلَيْهِ فيها بِبَعْضِ مَا وَقَعَ احْتِرَازُهُ مِنْهُ ، فيرُدُّهُ بِتَلْخِيصِ أَنَّهُ احْتَرَزَ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى تَقْرِيرِ كَلَامِهِ وَتَمْشِيَتِهِ . فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ نُفى أَنْ يُرْتَابَ في أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ ، وَقَدْ أُثْبِتَ مَا هُوَ أَطَمُّ مِنَ الرَّيْبِ ، وَهُوَ قَوْلُهُمْ : "افْتَرَاهُ " ؟ قُلْتُ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=2لا رَيْبَ فِيهِ أَنْ لَا مَدْخَلَ لِلرَّيْبِ في أَنَّهُ تَنْزِيلُ اللَّهِ ; لِأَنَّ نَافى الرَّيْبِ وَمُمِيطَهُ مَعَهُ لَا يَنْفَكُّ عَنْهُ وَهُوَ كَوْنُهُ مُعْجِزًا لِلْبَشَرِ ، وَمِثْلُهُ أَبْعَدُ شَيْءٍ مِنَ الرَّيْبِ . وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : "افْتَرَاهُ " فَإِمَّا قَوْلُ مُتَعَنِّتٍ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ لِظُهُورِ الْإِعْجَازِ لَهُ ، أَوْ جَاهِلٍ يَقُولُهُ قَبْلَ التَّأْمِيلِ وَالنَّظَرِ لِأَنَّهُ سَمِعَ النَّاسَ يَقُولُونَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=6مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ ، وَذَلِكَ أَنَّ
قُرَيْشًا لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ
[ ص: 28 ] إِلَيْهِمْ رَسُولًا قَبْلَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَإِنْ قُلْتَ : فَإِذَا لَمْ يَأْتِهِمْ نَذِيرٌ لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ . قُلْتُ : أَمَّا قِيَامُ الْحُجَّةِ بِالشَّرَائِعِ الَّتِي لَا يُدْرَكُ عِلْمُهَا إِلَّا بِالرُّسُلِ فَلَا ، وَأَمَّا قِيَامُهَا بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ وَتَوْحِيدِهِ وَحِكْمَتِهِ فَنَعَمْ ; لِأَنَّ أَدِلَّةَ الْعَقْلِ الْمُوَصِّلَةَ إِلَى ذَلِكَ مَعَهُمْ في كُلِّ زَمَانٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ فيهِ وَجْهَانِ : أَنْ يَكُونَ عَلَى التَّرَجِّي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=44لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ عَلَى التَّرَجِّي مِنْ
مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ، وَأَنْ يُسْتَعَارَ لَفْظُ التَّرَجِّي لِلْإِرَادَةِ .