nindex.php?page=treesubj&link=28994_2649_34134nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=4والذين هم للزكاة فاعلون
الزكاة اسم مشترك بين عين ومعنى ، فالعين : القدر الذي يخرجه المزكي من النصاب إلى الفقير ، والمعنى : فهل المزكي الذي هو التزكية ، وهو الذي أراده الله ، فجعل المزكين فاعلين له ولا يسوغ فيه غيره ؛ لأنه ما من مصدر إلا يعبر عن معناه بالفعل ويقال لمحدثه : فاعل ، تقول للضارب : فاعل الضرب ، وللقاتل : فاعل القتل ، وللمزكي : فاعل التزكية ، وعلى هذا الكلام كله والتحقيق فيه أنك تقول في جميع الحوادث : من فاعل هذا ؟ فيقال لك : فاعله الله أو بعض الخلق ، ولم يمتنع الزكاة الدالة على العين أن يتعلق
[ ص: 219 ] بها فاعلون ، لخروجها من صحة أن يتناولها الفاعل ؛ ولكن لأن الخلق ليسوا بفاعليها ؛ وقد أنشد
لأمية بن أبي الصلت : [من المنسرح ]
المطمعون الطعام في السنة الأزمة والفاعلون للزكوات
ويجوز أن يراد بالزكاة : العين ، ويقدر مضاف محذوف وهو الأداء ، وحمل البيت على هذا أصح ؛ لأنها فيه مجموعة .
nindex.php?page=treesubj&link=28994_2649_34134nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=4وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ
الزَّكَاةُ اسْمٌ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ عَيْنٍ وَمَعْنَى ، فَالْعَيْنُ : الْقَدْرُ الَّذِي يُخْرِجُهُ الْمُزَكِّي مِنَ النِّصَابِ إِلَى الْفَقِيرِ ، وَالْمَعْنَى : فَهَلِ الْمُزَكِّي الَّذِي هُوَ التَّزْكِيَةُ ، وَهُوَ الَّذِي أَرَادَهُ اللَّهُ ، فَجَعَلَ الْمُزَكِّينَ فَاعِلِينَ لَهُ وَلَا يَسُوغُ فِيهِ غَيْرُهُ ؛ لِأَنَّهُ مَا مِنْ مَصْدَرٍ إِلَّا يُعَبَّرُ عَنْ مَعْنَاهُ بِالْفِعْلِ وَيُقَالُ لِمُحَدِّثِهِ : فَاعِلٌ ، تَقُولُ لِلضَّارِبِ : فَاعِلُ الضَّرْبِ ، وَلِلْقَاتِلِ : فَاعِلُ الْقَتْلِ ، وَلِلْمُزَكِّي : فَاعِلُ التَّزْكِيَةِ ، وَعَلَى هَذَا الْكَلَامِ كُلِّهِ وَالتَّحْقِيقُ فِيهِ أَنَّكَ تَقُولُ فِي جَمِيعِ الْحَوَادِثِ : مَنْ فَاعِلٌ هَذَا ؟ فَيُقَالُ لَكَ : فَاعِلُهُ اللَّهُ أَوْ بَعْضُ الْخَلْقِ ، وَلَمْ يَمْتَنِعِ الزَّكَاةُ الدَّالَّةُ عَلَى الْعَيْنِ أَنْ يَتَعَلَّقَ
[ ص: 219 ] بِهَا فَاعِلُونَ ، لِخُرُوجِهَا مِنْ صِحَّةِ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا الْفَاعِلُ ؛ وَلَكِنْ لِأَنَّ الْخَلْقَ لَيْسُوا بِفَاعِلِيهَا ؛ وَقَدْ أَنْشَدَ
لِأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ : [مِنَ الْمُنْسَرِحِ ]
الْمُطْمِعُونَ الطَّعَامَ فِي السَّنَةِ الْأَزْمَةِ وَالْفَاعِلُونَ لِلزَّكَوَاتِ
وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالزَّكَاةِ : الْعَيْنُ ، وَيُقَدَّرُ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ وَهُوَ الْأَدَاءُ ، وَحَمْلُ الْبَيْتِ عَلَى هَذَا أَصَحُّ ؛ لِأَنَّهَا فِيهِ مَجْمُوعَةٌ .