[ ص: 114 ] nindex.php?page=treesubj&link=28991_30387_30395_34266nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=118إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى nindex.php?page=treesubj&link=28991_30387_30395_34266nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=119وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى
قرئ : "وإنك " : بالكسر والفتح ، ووجه الفتح العطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=118 "ألا تجوع " .
فإن قلت : إن لا تدخل على أن ، فلا يقال : إن أن زيدا منطلق ، والواو نائبة عن إن وقائمة مقامها فلم أدخلت عليها ؟
قلت : الواو لم توضع لتكون أبدا نائبة عن إن ؛ إنما هي نائبة عن كل عامل ، فلما لم تكن حرفا موضوعا للتحقيق خاصة كإن- لم يمتنع اجتماعهما كما امتنع اجتماع إن وأن .
الشبع والري والكسوة والكن : هي الأقطاب التي يدور عليها كفاف الإنسان ، فذكره استجماعها له في الجنة ، وأنه مكفي لا يحتاج إلى كفاية كاف ولا إلى كسب كاسب كما يحتاج إلى ذلك أهل الدنيا ، وذكرها بلفظ النفي لنقائضها التي هي الجوع والعري والظمأ والضحو ؛ ليطرق سمعه بأسامي أصناف الشقوة التي حذره منها ، حتى يتحامى السبب الموقع فيها كراهة لها .
[ ص: 114 ] nindex.php?page=treesubj&link=28991_30387_30395_34266nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=118إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى nindex.php?page=treesubj&link=28991_30387_30395_34266nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=119وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى
قُرِئَ : "وَإِنَّكَ " : بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ ، وَوَجْهُ الْفَتْحِ الْعَطْفُ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=118 "أَلا تَجُوعَ " .
فَإِنْ قُلْتَ : إِنَّ لَا تَدْخُلُ عَلَى أَنْ ، فَلَا يُقَالُ : إِنَّ أَنْ زَيْدًا مُنْطَلِقٌ ، وَالْوَاوُ نَائِبَةٌ عَنْ إِنَّ وَقَائِمَةٌ مَقَامَهَا فَلِمَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهَا ؟
قُلْتُ : الْوَاوُ لَمْ تُوضَعْ لِتَكُونَ أَبَدًا نَائِبَةً عَنْ إِنَّ ؛ إِنَّمَا هِيَ نَائِبَةٌ عَنْ كُلِّ عَامِلٍ ، فَلَمَّا لَمْ تَكُنْ حَرْفًا مَوْضُوعًا لِلتَّحْقِيقِ خَاصَّةً كَإِنْ- لَمْ يَمْتَنِعِ اجْتِمَاعُهُمَا كَمَا امْتَنَعَ اجْتِمَاعُ إِنَّ وَأَنْ .
الشِّبَعُ وَالرِّيُّ وَالْكُسْوَةُ وَالَكِنُّ : هِيَ الْأَقْطَابُ الَّتِي يَدُورُ عَلَيْهَا كَفَافُ الْإِنْسَانِ ، فَذَكَّرَهُ اسْتِجْمَاعُهَا لَهُ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَنَّهُ مَكْفِيٌّ لَا يَحْتَاجُ إِلَى كِفَايَةِ كَافٍ وَلَا إِلَى كَسْبِ كَاسِبٍ كَمَا يَحْتَاجُ إِلَى ذَلِكَ أَهْلُ الدُّنْيَا ، وَذَكَرَهَا بِلَفْظِ النَّفْيِ لِنَقَائِضِهَا الَّتِي هِيَ الْجُوعُ وَالْعُرْيُ وَالظَّمَأُ وَالضَّحْوُ ؛ لِيَطْرُقَ سَمْعَهُ بِأَسَامِي أَصْنَافِ الشِّقْوَةِ الَّتِي حَذَّرَهُ مِنْهَا ، حَتَّى يَتَحَامَى السَّبَبَ الْمُوقِعَ فِيهَا كَرَاهَةً لَهَا .