nindex.php?page=treesubj&link=28992_19775_24262_31788_31975_33142_33177_34333nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين nindex.php?page=treesubj&link=28992_19734_29676_31975_33177_34135nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87وذا النون وهو
يونس بن متى ، سمي بذلك لأنه صاحب الحوت ، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48ولا تكن كصاحب الحوت [القلم: 48] والحوت النون ، نسب إليه لأنه ابتلعه ، ومنه قول الشاعر :
يا جيد القصر نعم القصر والوادي وجيدا أهله من حاضر بادي توفي قراقره والوحش راتعه
والضب والنون والملاح والحادي
يعني أنه يجتمع فيه صيد البر والبحر ، وأهل المال والظهر ، وأهل البدو والحضر.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87إذ ذهب مغاضبا فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: يعني مراغما للملك وكان اسمه
حزقيا ولم يكن به بأس ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش.
الثاني: مغاضبا لقومه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن.
الثالث: مغاضبا لربه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، ومغاضبته ليست مراغمة ؛ لأن مراغمة الله كفر لا تجوز على الأنبياء ، وإنما هي خروجه بغير إذن ، فكانت هي معصيته. وفي سبب ذهابه لقومه وجهان:
[ ص: 466 ] أحدهما: أنه كان في خلقه ضيق ، فلما حملت عليه أثقال النبوة ضاق ذرعه بها ولم يصبر لها ، وكذلك قال الله:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل [الأحقاف: 35] قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب.
الثاني: أنه كان من عادة قومه أن من كذب قتلوه ، ولم يجربوا عليه كذبا ، فلما أخبرهم أن العذاب يحل بهم ورفعه الله عنهم ، قال لا أرجع إليهم كذابا ، وخاف أن يقتلوه فخرج هاربا.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87فظن أن لن نقدر عليه فيه أربعة تأويلات: أحدها: فظن أن لن نضيق طرقه ، ومنه قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7ومن قدر عليه رزقه [الطلاق: 7] أي ضيق عليه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني: فظن أن لن نعاقبه بما صنع ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد.
الثالث: فظن أن لن نحكم عليه بما حكمنا ، حكاه
ابن شجرة ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: معناه لن نقدر عليه من العقوبة ما قدرنا ، مأخوذ من القدر ، وهو الحكم دون القدرة ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: نقدر بالتشديد ، وهو معنى ما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء ، ولا يجوز أن يكون محمولا على العجز عن القدرة عليه ؛ لأنه كفر.
الرابع: أنه على معنى استفهام ، تقديره: أفظن أن لن نقدر عليه ، فحذف ألف الاستفهام إيجازا ، قاله
سليمان بن المعتمر. nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87فنادى في الظلمات فيه قولان: أحدهما: أنها ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة جوف الحوت ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة.
الثاني: أنها ظلمة الحوت في بطن الحوت ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد. ويحتمل ثالثا: أنها ظلمة الخطيئة ، وظلمة الشدة ، وظلمة الوحدة.
[ ص: 467 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين يعني لنفسي في الخروج من غير أن تأذن لي ، ولم يكن ذلك عقوبة من الله ؛ لأن الأنبياء لا يجوز أن يعاقبوا ، وإنما كان تأديبا ، وقد يؤدب من لا يستحق العقاب كالصبيان. قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88فاستجبنا له وفي
nindex.php?page=treesubj&link=19736استجابة الدعاء قولان: أحدهما: أنه ثواب من الله للداعي ولا يجوز أن يكون غير ثواب. والثاني: أنه استصلاح فربما كان ثوابا وربما كان غير ثواب.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88ونجيناه من الغم يحتمل وجهين: أحدهما: من الغم بخطيئته.
الثاني: من بطن الحوت لأن الغم التغطية. وقيل: إن الله أوحى إلى الحوت ألا تكسر له عظما ، ولا تخدش له جلدا. وحينما صار في بطنه: قال يا رب اتخذت لي مسجدا في مواضع ما اتخذها أحد. وفي
nindex.php?page=treesubj&link=31975مدة لبثه في بطن الحوت ثلاثة أقاويل: أحدها: أربعون يوما.
الثاني: ثلاثة أيام.
الثالث: من ارتفاع النهار إلى آخره. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي: أربع ساعات ، ثم فتح الحوت فاه فرأى
يونس ضوء الشمس ، فقال: سبحانك إني كنت من الظالمين ، فلفظه الحوت.
nindex.php?page=treesubj&link=28992_19775_24262_31788_31975_33142_33177_34333nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28992_19734_29676_31975_33177_34135nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87وَذَا النُّونِ وَهُوَ
يُونُسُ بْنُ مَتَّى ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ صَاحِبُ الْحُوتِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ [الْقَلَمِ: 48] وَالْحُوتُ النُّونُ ، نُسِبَ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ ابْتَلَعَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
يَا جَيِّدَ الْقَصْرِ نِعْمَ الْقَصْرُ وَالْوَادِي وَجَيِّدًا أَهْلُهُ مِنْ حَاضِرٍ بَادِي تُوفِي قَرَاقِرُهُ وَالْوَحْشُ رَاتِعُهُ
وَالضَّبُّ وَالنُّونُ وَالْمَلَّاحُ وَالْحَادِي
يَعْنِي أَنَّهُ يَجْتَمِعُ فِيهِ صَيْدُ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَأَهْلُ الْمَالِ وَالظَّهْرِ ، وَأَهْلُ الْبَدْوِ وَالْحَضَرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: يَعْنِي مُرَاغِمًا لِلْمَلِكِ وَكَانَ اسْمُهُ
حِزْقِيَا وَلَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ.
الثَّانِي: مُغَاضِبًا لِقَوْمِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ.
الثَّالِثُ: مُغَاضِبًا لِرَبِّهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ ، وَمُغَاضَبَتُهُ لَيْسَتْ مُرَاغَمَةً ؛ لِأَنَّ مُرَاغَمَةُ اللَّهِ كُفْرٌ لَا تَجُوزُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّمَا هِيَ خُرُوجُهُ بِغَيْرِ إِذْنٍ ، فَكَانَتْ هِيَ مَعْصِيَتُهُ. وَفِي سَبَبِ ذَهَابِهِ لِقَوْمِهِ وَجْهَانِ:
[ ص: 466 ] أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ كَانَ فِي خُلُقِهِ ضِيقٌ ، فَلَمَّا حُمِّلَتْ عَلَيْهِ أَثْقَالُ النُّبُوَّةِ ضَاقَ ذَرْعُهُ بِهَا وَلَمْ يَصْبِرْ لَهَا ، وَكَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الْأَحْقَافِ: 35] قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبٌ.
الثَّانِي: أَنَّهُ كَانَ مِنْ عَادَةِ قَوْمِهِ أَنَّ مِنْ كَذِبَ قَتَلُوهُ ، وَلَمْ يُجَرِّبُوا عَلَيْهِ كَذِبًا ، فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْعَذَابَ يَحِلُّ بِهِمْ وَرَفَعَهُ اللَّهُ عَنْهُمْ ، قَالَ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ كَذَّابًا ، وَخَافَ أَنْ يَقْتُلُوهُ فَخَرَجَ هَارِبًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فِيهِ أَرْبَعَةُ تَأْوِيلَاتٍ: أَحَدُهَا: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نُضَيِّقَ طُرُقَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ [الطَّلَاقِ: 7] أَيْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نُعَاقِبَهُ بِمَا صَنَعَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ.
الثَّالِثُ: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَحْكُمَ عَلَيْهِ بِمَا حَكَمْنَا ، حَكَاهُ
ابْنُ شَجَرَةَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا قَدَّرْنَا ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْقَدْرِ ، وَهُوَ الْحُكْمُ دُونَ الْقُدْرَةِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: نُقَدِّرُ بِالتَّشْدِيدِ ، وَهُوَ مَعْنَى مَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَحْمُولًا عَلَى الْعَجْزِ عَنِ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّهُ كُفْرٌ.
الرَّابِعُ: أَنَّهُ عَلَى مَعْنَى اسْتِفْهَامٍ ، تَقْدِيرُهُ: أَفَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ، فَحُذِفَ أَلِفُ الِاسْتِفْهَامِ إِيجَازًا ، قَالَهُ
سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ. nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا ظُلْمَةُ اللَّيْلِ وَظُلْمَةُ الْبَحْرِ وَظُلْمَةُ جَوْفِ الْحُوتِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ.
الثَّانِي: أَنَّهَا ظُلْمَةُ الْحُوتِ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15957سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ. وَيَحْتَمِلُ ثَالِثًا: أَنَّهَا ظُلْمَةُ الْخَطِيئَةِ ، وَظُلْمَةُ الشِّدَّةِ ، وَظُلْمَةُ الْوَحْدَةِ.
[ ص: 467 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ يَعْنِي لِنَفْسِي فِي الْخُرُوجِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَأْذَنَ لِي ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عُقُوبَةً مِنَ اللَّهِ ؛ لِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَا يَجُوزُ أَنْ يُعَاقَبُوا ، وَإِنَّمَا كَانَ تَأْدِيبًا ، وَقَدْ يُؤَدَّبُ مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ الْعِقَابَ كَالصِّبْيَانِ. قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَفِي
nindex.php?page=treesubj&link=19736اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ ثَوَابٌ مِنَ اللَّهِ لِلدَّاعِي وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ غَيْرَ ثَوَابٍ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ اسْتِصْلَاحٌ فَرُبَّمَا كَانَ ثَوَابًا وَرُبَّمَا كَانَ غَيْرَ ثَوَابٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: مِنَ الْغَمِّ بِخَطِيئَتِهِ.
الثَّانِي: مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ لِأَنَّ الْغَمَّ التَّغْطِيَةُ. وَقِيلَ: إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى الْحُوتِ أَلَّا تَكْسِرَ لَهُ عَظْمًا ، وَلَا تَخْدِشَ لَهُ جِلْدًا. وَحِينَمَا صَارَ فِي بَطْنِهِ: قَالَ يَا رَبِّ اتَّخَذْتَ لِي مَسْجِدًا فِي مَوَاضِعَ مَا اتَّخَذَهَا أَحَدٌ. وَفِي
nindex.php?page=treesubj&link=31975مُدَّةِ لُبْثِهِ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلَاثَةُ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَرْبَعُونَ يَوْمًا.
الثَّانِي: ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ.
الثَّالِثُ: مِنَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ: أَرْبَعُ سَاعَاتٍ ، ثُمَّ فَتَحَ الْحُوتُ فَاهُ فَرَأَى
يُونُسُ ضَوْءَ الشَّمْسِ ، فَقَالَ: سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَلَفَظَهُ الْحُوتُ.